النظام السوري أحادي الخلية الذي رفع منذ أمد طويل الخيار السلمي الاستراتيجي الوحيد هو اليوم أمام خيار وحيد أيضا في مواجهة الموجات الشعبية العارمة ضده في سورية، وفي وجه المجتمع الدولي الذي يزيد من عقوباته عليه ويزيد من ضغوطه عليه، هذا الخيار الاستراتيجي هو السقوط والخروج من السلطة بأقل الكلف، بعد أن رأى رأي العين ما حل برئيس تونس ومصر وما يجري ويحضر لزعيم اليمن وليبيا، فالشعب السوري قرر ولن يعود إلى الوراء، والقرار هو الخروج من السلطة، بعد أن أسقط عنه الشرعية، وهو بالأصل نظام غير شرعي، وزاد من لا شرعيته قتله وخيانته لشعبه، النظام السوري أمام الخيار الاستراتيجي الوحيد وهو الخروج من السلطة ..
تحقيق وكالة الصحافة الفرنسية عن الموقف التركي واضد ويبدو أن الأشقاء في تركيا يستعدون لتلك النقطة الفاصلة في تاريخ العلاقات بين البلدين إذ يريدون أن يؤكدوا للشعب السوري والتركي والعالم كله أن هذا النظام وطوال أكثر من عقد من تحسن العلاقات بين البلدين لم يصغ لنصائح أنقرة في الاصلاح وكان يصم آذانه عن كل تلك الدعوات، هذا النظام الذي رفض دعوات الإصلاح طوال أكثر من عقد لن يصغي اليوم لأي دعوات فهو نظام غير قابل للإصلاح وأي إصلاح هو نهايته..
المطلوب من كل الشعب السوري هو مواصلة الضغط وعدم القبول بالفتات وهي دعوة هنا للمعارضة السورية وليس إلى الشعب السوري، المعارضة عليها ألا ترمي خشبات الخلاص لهذا النظام من خلال مؤتمرات انقاذ ونحوها، وإنما علينا العمل على إسقاط النظام وليس بشار الأسد، هذا النظام الذي نكل بالشعب السوري طوال أربعة عقود ولا يزال، إلى الأمام تاريخ سورية، وإلى الأمام أحفاد بني أمية، وإلى الأمام يا من وصفكم رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى للشام فإن ملائكة الرحمة باسطة أجنحتها على الشام..