عفا الله عنك يا حسن البنا على ما لقيناه من خذلان أتباعك :
بقلم : ابو ياسر السوري
بقلم : ابو ياسر السوري
أصدر الإخوان المسلمون بياناً بشأن الوضع في سوريا الصامدة
يوم الأحد بتاريخ : 26 / 5 / 2013
تجده على الرابط التالي : http://www.syria2011.net/t60558-topic
أيها السادة القراء :
يوما بعد يوم يتضح للعيان نفاق هذا الجيل من الإخوان المسلمين ودجلهم .. وتفاهتهم .. وسقوطهم في أعين عامة المسلمين ، وأخشى أن يكونوا كذلك في الميزان عند رب العالمين .!؟ مما يحملني على القول : عفا الله عنك يا حسن البنا على ما خلفت لنا من هذه المصائب ، المحسوبة عليك ، والمنسوبة إليك .. عفا الله عنك أيها الإمام الشهيد ، فقد كان آخر همك أن تفوز بمنصب حكومي ، أو مغنم دنيوي . أو حظوة عند ذي سلطان ، أو مكانة مرموقة تباهي بها الأقران ... رحمك الله أيها الإمام الشهيد فقد كنت تدعو وتلتزم بما تدعو إليه ، دعوت إلى الجهاد في سبيل الله ، فكنت في مقدمة صفوف المجاهدين دفاعا عن فلسطين ضد الصهاينة المحتلين .. دعوت إلى التمسك بالكتاب والسنة قولا وعملا ، ورفعت شعاراتك السامية : الله ربنا ، ومحمد نبينا ، والإسلام ديننا ، القرآن دستورنا ، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا ... وعشت تناضل دون هذه المبادئ ، إلى أن لقيت ربك شهيدا في سبيلها . لو كان يمكن أن يعود ميت إلى الحياة من جديد ، لطالبناك بأن تعود إلى الدنيا ، لترى بأم عينيك ، أن قد خلف من بعدك خلف ، غيروا وبدلوا .. حتى كان مآل أمرهم أن انضووا تحت عباءة الشيعة المجوس في إيران . وتنكروا لإخوانهم المسلمين السوريين ، الذين يقتلون اليوم على أيدي أولئك المجوس الغادرين .. فإذا عاتبناهم في ذلك ، أجابونا بلغة المصالح ، وزعموا أن تطبيع علاقاتهم مع إيران هو في صالح مصر ، ومن أجل مصر ، وزعموا أن حق مصر مقدم على حقوق الآخرين .!! يا سبحان الله ، وهل الإسلام يؤمن بالإقليمية الدولية ، التي رُسِمَتْ خطوطُها فيما يسمى باتفاقية ( سايكس – بيكو ) .؟ هل القانون الدولي أولى بالطاعة والامتثال لمطالبه من شرع الله .؟ أين نحن من قوله تعالى ( وأن هذه أمتكم أمةً واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) .؟ أين نحن من قوله صلى الله عليه وسلم ( مثل المسلمين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم ، كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .؟ وأين هم من قوله صلى الله عليه وسلم ( المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقره بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) وأين هم من قوله صلى الله عليه وسلم ( من خذل مسلما في موطن يحب أن ينصره فيه ، خذله الله في موطن يحب أن ينصره الله فيه ) ...
أيها الإمام الشهيد ، لو أمكن أن ترجع إلينا ، لترين أن أتباعك في مصر ، قد باعوا جهادهم من أجل عرض من الدنيا قليل ، فأداروا ظهورهم للأمة كلها ، ووجهوا وجوههم نحو مجوس إيران . فصار من أتباعك اليوم من يستخف بقدر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويدعو إلى التقارب مع ملالي إيران ، الذين يؤمنون بتحريف القرآن ، ويشتمون جبريل الذي أخطأ بالتبليغ ، فأمر أن يبلغ الرسالة إلى على ، فأخطأ فبلغها إلى محمد . فرسالة محمد في نظرهم مزيفة غير شرعية .
نعم أيها الإمام المجدد ، لقد أضاع أتباعك اليوم ، جهدك السابق كله هباء منثورا . وليس في المسلمين بعد اليوم من يختار السير معهم في دعوتهم .. فأخطر شيء على الدعوة ، أن يتصدى لها كذبة الدعاة .
أيها الإمام ، أوجه خطابي إليك ، لئلا يفتات علي الدجالون من أتباعك ، فيزعموا أني أحاربك بمحاربتي لنفاقهم وتخاذلهم وتوليهم غير سبيل المؤمنين ... أخاطبك أنت لأبوح إليك ببثي وحزني من مرشح الإخوان الرئيس محمد مرسي ، الذي أصبح اليوم رئيس مصر ، ولأنقل إليك ما يصرح به خليفتك المرشد العام لجماعة الإخوان ، بالنسبة لإيران .. إنهم يديرون ظهورهم للأمة الإسلامية ، ويتولون مجوس إيران .
لو كنت حيا لعلمت أن ملالي إيران ، قد افتوا بقتل أبناء السنة في سوريا ، فاستجاب لهم كل شيعي على وجه الأرض ، فهم اليوم يقومون بإبادة المسلمين صغارا وكبارا ، رجالا ونساء ، يذبحونهم بالسكاكين ، وينتهكون أعراضهم ، ويهدمون بيوتهم فوق رؤوسهم ، ويحرقونهم أحياء وأمواتا .. يناصرهم على ذلك كله ، المجتمع الدولي النصارى والمجوس واليهود ، والعرب على ذلك شهود ، والدول العربية والإسلامية تراقب ما يجري للسوريين من بعيد ..
وفي هذا المعترك الأليم ، أيها الإمام ، أصدر أتباعك من مكة المكرمة بيانا ، باسم جميع الإخوان في هذه المعمورة ، كان خيرا منه السكوت وعدم الكلام ... بيان جاء بلهجة باردة ، لا تناسب استحرار القتل الواقع على السوريين ... بيان جاء متأخرا ، ومتأخرا جدا جدا ، وكان المنتظر من الإخوان أن يلتقطوا اللحظة الحاضرة ، ويحملوا السلاح وينفروا خفافا وثقالا للجهاد في سبيل الله ، وحماية المسلمين في سوريا من الإبادة على أيدي المجوس والنصيريين .. ولكن الإخوان لم يقولوا شيئا ، ولم يفعلوا شيئا . حتى إذا مضى عامان ونصف العام ، خرجوا علينا ببيان كوجه البخيل ، وهو يمن بالقليل .. بيان ظاهره فيه الرحمة ، وباطنه من قبله العذاب .. بيان يقول أصحابه شيئا ، ويفعلون غير ما يقولون .. زعموا أنهم مع الشعب السوري ، وهم يسمحون للسفن الإيرانية بنقل الأسلحة والمعدات والذخائر ، التي يقتل بها إخوانهم السوريون ... وزعموا أنهم يتوجعون لموت ما يقارب المائة ألف ، وهم يعلمون أن عدد الشهداء قد تجاوز السبعمائة ألف مسلم .. ولكن الإخوان يتبنون الرواية التي تقلل العدد خدمة للنظام ...
ولعل أوقح ما في هذا البيان ، قوله أثناء استنكاره للتدخل الخارجي " ... بما في ذلك التدخل الإيراني " وكأن إيران من بعض من يتدخل ، وكأن تدخلها ثانوي لا قيمة له ، كتدخل جنوب أفريقيا ، وفنزويلا ، مقصورا على التصريحات الموالية للنظام ...
يا سبحان الله .!! وهل هنالك متدخل في الشأن السوري غير إيران .؟؟ فلماذا لا يقال في البيان " إن الإخوان يستنكرون تدخل إيران في الشأن السوري ، ويطالبونهم بالخروج من سوريا خلال 24 ساعة ، وإلا فقد أعذر من أنذر " لماذا لم يخرج الإخوان في مسيرات مليونية نصرة للسوريين .؟ لماذا لا يخرجون احتجاجا على سكوت مرسي وانحيازه إلى إيران .؟ لقد خرجوا بالملايين من أجل أتفه الأسباب .. فلماذا لا يخرجون الآن مطالبين حكومتهم بأن تقطع علاقاتها مع المجوس ، قتلة المسلمين في سوريا .؟ فإن هنالك شعبا مسلما يقتل .. يقتل بدم بارد .. يقتل بقلوب حاقدة .. يقتل صبرا وتجويعا وعطشا وذبحا ونحرا وحرقا ، يقتلون بالدريل الكهربائي ، تثقب به قلوبهم وهم أحياء .. هل رأيتم أفظع من هذا .؟ متى ينصر المسلم أخاه .؟ أليس هذا أوان النصر .؟ أليس هذا أوان النفير العام . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إن الشيعة أعلنوا النفير العام ، وجاء من إيران 150 ألفا ، ومن العراق 20 ألفا ، ومن لبنان 40 ألفا . وجاء شيعة من اليمن ، وشيعة من الباكستان . وشيعة من المغرب والجزائر ، وأخيرا من تونس من اتباع الداعية الإخواني راشد الغنوشي ... فيا للعار .. يا للعار ..
والإخوان أكبر تجمع سني منظم في العالم ، ومع ذلك لم يحركوا ساكنا . ولم يفعلوا كما فعل حزب الشيطان ، واكتفوا من النصرة ببيان ، أساءوا به أكثر مما أحسنوا . وأغاظوا أكثر مما أرضَوْا .
وأشد ما يغيظك في هذا البيان ، عدا عن كل ما مر ، أن كاتب هذا البيان الهزيل ، أبى إلا أن يبطل المعروف الضئيل ، الذي قدمته مصر للسوريين ، بالمن والأذى كذبا وافتراء .. فذكر أن مصر لم تسكن اللاجئين السوريين في خيام ، وإنما أنزلوهم في بيوتهم .. وهذا منتهى الكذب . فما سكن سوري واحد في مصر إلا ببدل آجار شهري يدفع غالبا بالدولار ، والآن يدفع السوريون دماء قلوبهم كبدلات للسكن . ويجري استغلالهم في مصر أبشع استغلال ، فالعامل يعمل لقوت يومه بربع الأجر العادي الذي يدفع للمصري ..
أيها العرب ، لا تطعموا السوريين ، ولا تؤووهم ، اطردوهم من دياركم ، ليعودوا فيدافعوا عن أرضهم وأهلهم وديارهم ودينهم وأعراضهم .. أمدونا بالسلاح والمال والرجال .. طالبوا حكامكم بموقف شرف يحفظ لهم على مر الأجيال .. فالجهاد يحتاج إلى مال ، ويحتاج إلى دول تتبنى المجاهدين .. فإيران والعراق تقفان الآن ظاهرا وباطنا مع النصيريين الباطنيين . ويمدونهم بكل ما أوتوا من قوة . بالمال .. والسلاح ... والرجال ...
والإخوان المسلمون يخرجون علينا ببيان ، يعلنون فيه أنهم مع وجهة النظر الرسمية في مصر ، وأنهم يدعمون السوريين على طريقة دعم الدول العربية .. والدول الإسلامية .. ويعلم الإخوان أن هذه الدول لم تقدم للسوريين شيئا ، إلا الفتات ... الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ..
فيا أيها العرب إن لهذه الأيام ما بعدها .. فإما أن نكون أو لا نكون . وسوق الجنة الآن في حمص وريفها القصير ، وفي حلب وريفها ، وفي دمشق وريفها .. وفي إدلب وجسر الشغور والرقة ودير الزور .. سوق الجنة هنا وهنالك .. ومن جهز غازيا فقد غزا ..