جولة في صحيفة الشرق الأوسط السعودية على مدى يومين :
بقلم : أبو ياسر السوري
لجمعـة 22 رجـب 1434 هـ 31 مايو 2013 العدد 12603
الاحـد 24 رجـب 1434 هـ 2 يونيو 2013 العدد 12605
أبحرت اليوم في هذه الصحيفة ، وهي صحيفة لها سيرورتها وشهرتها ، وفيها كُتّابٌ أجلهم ، وآخرون لا أقرأ لهم . وهي في الغالب تتبنى وجهة النظر السعودية الرسمية ... وقد اعتدت أن أتصفحها بين حين وآخر ، فإما أن أكتفي بالقراءة ، وإما أن أعلق على ما أقرأ .. فيُنشَرُ بعضُ ردودي ، ويحجب بعضها الآخر ، أو ينشر بعضها بعدما يجول فيه مقص الرقيب ..
فكان مما قرأت من أخبار وعلقت عليه أمس واليوم، العناوين التالية:
1 - المدان بمحاولة اغتيال السفير السعودي يقر بمسؤولية عسكريين إيرانيين
وجاء في هذا الخبر " ألقي القبض على أربابسيار في سبتمبر (أيلول) 2011 واعترف خلال المحاكمة بدوره في التآمر والتخطيط لقتل السفير السعودي مقابل المال، مما قدم معلومات استخباراتية قيمة عن دور إيران في دعم خطة اغتيال السفير. وأوضح أن ابن عمه، وهو عضو في فيلق القدس، هو الذي قام بتجنيده لتنفيذ هذه المؤامرة ." فعلقت عليه أقول : " العداء بيننا وبين الفرس قديم ، يرجع إلى أيام القادسية ، تلك المعركة التي أطاحت بالمجد الفارسي إلى غير رجعة ... وإيران اليوم تعمل جاهدة لاستعادة أمجاد الفرس ، وتحاول التحكم بدول المنطقة العربية كلها ، لتعود إلى ما كانت عليه أيام كسرى ، الذي كان ينصب ملوك المناذرة على عروشهم . فيرفع منهم من يشاء ، ويخفض من يشاء .. ولو بقي العرب متفرقين متشرذمين ، لا يفكر كل منهم إلا بنفسه ، فسوف تصل إيران إلى ما تريد . ويصير العرب لديها كالعبيد ..
إيران ترى العرب أعداء لها ، ولن تألو جهدا في حربهم وتدميرهم إن استطاعت .. لهذا يجب على زعماء العرب أن يعاملوا الفرس بالمثل ، وأن يعملوا على إحباط المؤامرات الإيرانية الرامية إلى بسط نفوذها عليهم .. وعليهم أن يعلموا أن التقارب مع إيران ، لن يفيد منه العرب إلا الخيبة والخسران . سوف يغتالون سفراءنا ، ويفرقون صفنا ، ويتآمرون علينا كما فعلوا في الفتنة التي زرعوها بين العراق والكويت ، فأدت في النهاية إلى تدمير العراق ، وارتمائها في أحضان إيران ... إيران عدوة العرب وصديقة إسرائيل .. "
2 - وزراء الخارجية الخليجيون يبحثون مسار المبادرة اليمنية والأزمة السورية في جدة اليوم
عن أي مسار ثورة يمنية تتحدثون ، وبأي كلام فارغ تهرفون ، هؤلاء الوزراء كمن يحجون والناس راجعون .. صار عدد القتلى أكثر من 750 ألفا . ووزراء الخارجية الخليجيون يلوحون بالحل اليمني ، الذي أنقذ اليمن من حرب أهلية طاحنة .. وكأني بهم يشيرون إلى استبقاء الأسد رئيسا لفترة انتقالية ، ثم يختار لنا وزراء خارجيات الخليج رئيسا بديلا لا يقل سوءا عن بشار ، كما كان هادي أسوأ من علي صالح .
إن سياسة التردد ، وخطوة إلى الأمام واثنتين إلى الوراء ، والنظر إلى الشأن السوري على أنه قضية داخلية ، لا شأن لبقية الدول العربية بها ، والتفكير بحلول لا تأخذ باعتبارها وجوب إسقاط هذا النظام الذي عاث في شعبه وبلده فسادا ، حتى أهلك الحرث والنسل ... ثم التفكير بأن الكارثة الإنسانية في سوريا لن تتعدى إلى بقية العرب ... كل هذا وذاك من الخطأ المعيب ارتكابه بعد اليوم . لا ينبغي الأخذ بمنطق النعامة التي تدفن راسها في الرمال ،هربا من الصياد ، وتظن أنه لا يراها إذ هي لا تراه .. فيجيء إليها ويصطادها وهي على تلك الحال من البله الفكري .. إيران اليوم هي الصياد . وهناك مد فارسي يختبئ وراء ستار التشيع لأهل البيت . وقد استجاب لهذا التيار كل شيعي أبله في العالم .. وإذا لم تأخذ دول الخليج هذا في اعتبارها ، فلسوف تكون أول صيد ثمين لإيران ... قفوا مع السوريين كوقفة إيران مع النصيريين .. هذا هو الطريق .. لا طريق سواه ..
3 - كي مون يحض الأطراف « المتصارعة » على « تحييد المدنيين »
وصياغة هذا العنوان تكفي للحكم على خبث من صاغه ... وأن ينشر هذا الخبر في صحيفة تتبنى الرأي الرسمي لأفضل دولة عربية داعمة للثورة السورية فيما يقال ، لمما يحمل دلالة خطيرة .. ويدعو إلى التساؤل التالي :هل السعودية تنظر إلى ما يجري في سوريا على أنه صراع بين جيشين متكافئين .؟؟ قد يكون مقبولا من الغرب أن يقول ذلك ، ليبرر سكوته وخذلانه للسوريين . ولكنه من غير مقبول من هذه الصحيفة ، التابعة لدولة عربية موالية للثورة ، أن تصف ما يجري بـ (الصراع) . وهو ليس كذلك .
لهذا يمكن القول أن " بان كيمون " وكل من يتحدث عن أطراف متصارعة في سوريا ، هو مشارك في طمس الحقيقة .. فالحقيقة أن هنالك نظاما يقتل شعبه ، وأن بعض ابناء هذا الشعب يدافعون عن أهليهم المدنيين بالبندقية .. وأن البندقية لا تهدم منزلا فوق رؤوس المدنيين .. وأن الثوار لا يقتلون أهلهم .. الذي يهدم ويقتل وينشر الرعب ويهدد سلامة المدنيين .. هو النظام وحده ... فلماذا المغالطة يا بان كيمون .؟ ولماذا تسير الشرق الأوسط في ركابه وتردد ما يقول دون نكير .؟؟ لئن نجحت إيران في قمع المعارضة ، فسوف يجني العرب عاقبة سكوتهم ذلا ومهانة لن تفارقهم لمئات السنين .. لم يعد مقبولا أن تتحدث صحفنا بحيادية .. ليس مقبولا أن نسمح لإيران بإبادة السوريين .. لقد أصبحت الشعوب العربية ، تكره حكامها وصحفها وقنواتها وإعلامها .. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..
4 - ماكين يؤكد أن «الكلاشنكوف سلاح لن يهزم الدبابة »
ومن يقرأ هذا العنوان ، يحق له أن يتساءل : هل كان المقصود من صياغة هذا النبأ إحباط معنويات السوريين ، أم الدعوة إلى تسليحهم بالأسلحة النوعية .؟ فإن كان لتسبيط المعنويات فلا غرابة على أي أمريكي أن يفعل ذلك . وإن كان للمقصد الآخر النبيل ، فإن الصحيفة لم تشر إليه من قريب ولا بعيد . وهكذا تساهم بعض الصحف الموالية في تحطيم معنويات السوريين ، وتعزف على الوتر الذي يريح النظام وحلفاء النظام . وطبعا من بينهم أمريكا وإسرائيل .. لهذا عقبت على ما فعلته الصحيفة بالقول : " لماذا يصاغ الاستطلاع بهذا السؤال ، ولماذا يوضع الأمريكيون أمام خيار الحرب لإنهاء النزاع في سوريا.؟ فليست أمريكا مطالبة بخوض معركة لتحرير السوريين من براثن النظام الأسدي الحاكم .. أمريكا مطالبة بأن لا تكون حجر عثرة في وجه الثوار .. مطالبة بأن لا تمد الأسد بـ 5.5 مليار دولار لقمع الثورة ، في الوقت الذي تزعم فيه أنها مع الشعب السوري .. أمريكا مطالبة أن لا تحول دون تسليح المعارضة بالأسلحة النوعية ، والضرورية لتحييد الطيران الأسدي ودباباته .. إذن كان الأولى أن يكون سؤال استطلاع الرأي ( هل تؤيد تسليح المعارضة السورية بصورة لا تضع السلاح في الأيدي الخطأ .؟؟؟) . هذا هو السؤال الواجب طرحه ..
وجون ماكين يعلم أن بلاده اختارت موقفا لا أخلاقيا مع القضية السورية .. بل وبات كل عاقل يعلم أن المجتمع الدولي وأن العرب كذلك وبكل أسف ، يتغافلون عن جريمة تحدث ضد الإنسانية في سوريا ، سوف تلحق بهم وصمة عار كبرى لن تمحى من ذاكرة الشعوب لمئات السنين " .
5 - المالح لـ «الشرق الأوسط» : أوروبا تلوح بتسليح المعارضة لشراء ولاءات
وهذا الخبر أيضا ، مما يمكن سلكه في حملة الحرب النفسية ضد الثوار السوريين .. أما المالح فربما كان قال ذا الكلام في معرض الشكوى من الموقف الأوربي . وأراد به تحفيز العرب على إعطاء السلاح بدون شراء ولاءات ، أو لعله طالب العرب بشكل غير مباشر ، أن يمدوا الثوار بمقدار ما تمد إيران حليفها النظام النصيري بالمال والسلاح والرجال ... فعدل قلم الصحيفة عن كل هذه المعاني ، واختار عنوانا ينفر ولا يبشر . فعلقت عليه أقول : " يمكن القول : أن الغرب حتى الآن لم يوافق جديا على إسقاط الأسد ونظامه . فأمريكا تقف مع الأسد سرا ، وتصرح بأنها مع المعارضة جهرا ، وما زال كيري يتجول هنا وهناك داعيا إلى مؤتمر جنيف ، دون برنامج واضح لهذا المؤتمر.. ودول الاتحاد الأوربي ، ما زالوا يماطلون المعارضة ، ويمنونها بالدعم الحربي ، وإرسال السلاح النوعي للجيش الحر .. حتى وعدت بريطانيا وفرنسا بتسليح المعارضة .. ولكنه وعد معلق إلى ما بعد شهرين .. يعني أن الاتحاد الأوربي أعطى الأسد وحلفاءه ( إيران والعراق ولبنان...) مهلة إضافية لقتل الشعب السوري ، ومحاولة تركيعه بأي وسيلة شاؤوا .. حتى بالكيمياوي ..
ومن هنا أرى أن الغرب وإسرائيل من أمامه ، لم يقرروا حتى الآن إنهاء الأزمة .. وهم يرون أن مزيداً من تدمير سوريا يمنحهم مزيداً من الأمان ... ففيم العجلة إذن.؟ والعجلة من الشيطان ".
6 - احتجاجات تركيا تنطلق من اقتلاع شجرة إلى محاولة « اقتلاع أردوغان » في الشارع
وإني لأستغرب لنشر هذا العنوان ، الذي يكاد يلوح بالإطاحة بأردوغان ، علما بأن الثائرين عليه هم النصيريون الأتراك ، وأنهم يقومون بهذا الشغب خدمة لبشار وامتثالا لتعليمات طهران .. ومهما يكن من أمر ، فإن موقف تركيا موقف مشرف بالنسبة للسوريين . فعلام ننشر كلاما يسر النصيريين ، ويحزن المسلمين .. وهل صائغ هذا الخبر علماني قومجي ، يشاطر النصيرية كراهية أردوغان .؟ أم أن مثقفينا فقدوا الهوية ، فلم يعودوا يميزون العدو من الصديق .؟
ليست هذه الاحتجاجات بسبب اقتلاع شجرة من ميدان التقسيم في إستنبول ... وليست بسبب ممارسات ديكتاتورية من حكومة أردوغان .. ولو تم المشروع التحسيني الذي يريده أردوغان في حي التقسيم ليكونن مشروعا عملاقا ورائعا .. والغريب العجيب أن المعارضين يقلبون محاسن أردوغان إلى مساوئ .. مما يدل على أنهم مدفوعون من جهات خارجية ... وأنهم نصيريون يساريون أتراك ، يقومون بأعمال شغب خدمة للنصيري بشار الأسد .. ونكاية بتركيا التي ترفع راية الإسلام الوسطي في عهد أردوغان ..
وكان من المقالات التي طالعتها وعقبت عليها ما يلي :
1 - العرب أمام أخطار ضياع سوريا – رضوان السيد
ذكر الكاتب في هذه المقالة ، أن مواقف العرب حيال الثورة السورية مر بثلاث مراحل ، وهي في طريقها إلى المرحلة الرابعة .
المرحلة الأولى : مرحلة الجامعة العربية
المرحلة الثانية : المرحلة العربية / الدولية
المرحلة الثالثة : مرحلة التدخل الروسي والإيراني
المرحلة الرابعة : مرحلة الصراعات على سوريا :
- صراع عربي – إيراني
- صراع تركي – إيراني
- صراع أميركي – روسي
فكتبت معلقا عليه أقول " العرب أمة المائة مليون في عام 1948 تخاذلوا فأضاعوا فلسطين .. فاكتفى بعضهم بالتوجع لحال الفلسطينيين .. وبعضهم راح يرميهم بالخيانة ، ويتهمهم ببيع أراضيهم لليهود .. وبعضهم آوى اللاجئين وسمح لهم أن يقيموا في مخيمات أشبه ببيوت الشعر التي يسكنها الغجر .. وبعضهم قال : لا تؤووا الفلسطينيين ، لئلا يعيشوا بقية عمرهم في الشتات ... وكلنا يعلم ما آلت إليه أحوال الشعب الفلسطيني بعد 65 عاما من النكبة .. وحتى يومنا هذا .
والعرب اليوم أمة الأربعمائة مليون . يسيرون في نفس الطريق الذي ساروا فيه مع الفلسطينيين .. خذلان .. وتواطؤ مع إيران ضدهم .. ومساندة لقاتلهم إما سرا وإما جهرا .. وتآمر عليهم ..
السوريون لن يغفروا لمن خذلهم من العرب .. والتاريخ لن يداهن القتلة ، وذاكرة الشعوب لن تنسى أن الحكام العرب ، كانوا يرون ما يمارس على إخوانهم السوريين من جرائم يندى لها جبين المروءة .. ولم ينبثوا ببنت شفة ، وكأن الأمر لا يعنيهم .!؟؟ ولكل منهم نقول : " إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض " ... فما تفعله إيران بالسوريين ، سيكون مثله وربما أبشع منه لغير السوريين .
2 - إسرائيل تشارك إيران دعم الأسد في جنيف؟! – راجح الخوري
جاء في هذا المقال قوله " لا ندري إذا كانت موافقة أميركا على حضور إيران قد جاءت في مقابل موافقة روسيا على حضور إسرائيل «جنيف - 2»، وهو ما يشكل في الواقع قمة الإثارة، فقد أعلن غاتيلوف أن روسيا ترحب بمشاركة إسرائيل في المؤتمر، ربما لأن هذا يدعم جبهة الحريصين على بقاء النظام، ولئن كان شر البلية ما يضحك فيكفي أن نتخيل المندوب الإيراني جالسا إلى جانب المندوب الإسرائيلي ليتشاركا التمسك ببقاء الأسد ونظامه ترجمة للمواقف المعلنة في دمشق وتل أبيب وطهران ) .
فعقبت عليه أقول : " ونحن كسوريين كنا نشاهد العلاقة الحميمية بين النظام وإسرائيل بدون منظار .. فكل شيء في النظام يوحي بحبه لإسرائيل ، وحرصه على أمنها ، ولينه في التعامل معها .. بينما كان يضرب بيد من حديد على معارضيه من السوريين .. كل سوري يعلم أن من يطلق طلقة واحدة باتجاه إسرائيل ، يحاكم ويسجن ويتهم بالخيانة الوطنية والعمالة لإسرائيل ، وقد يحكم عليه بالتسريح من الجيش إن كان ضابطا ...
الجبهة السورية سقطت في حرب 1967 بدون قتال ، وإنما بأمر من حافظ الأسد ، الذي أمر الجيش السوري بالانسحاب من المعركة بصورة كيفية أي أن يهرب الجندي من المعركة كيفما أراد . ومن اعترض على هذا القرار تمت تصفيته ..
وفي حرب 1973 احتلت إسرائيل مزيدا من الأراضي السورية ، فصار الجولان كله ونصف أراضي حوران بيد إسرائيل. ومر 40 عاما ولم يطالب الأسد باسترداد الأراضي السورية المحتلة ..
وإني لأرحم من يظن أن إسرائيل ترى الأسد عدوا ، فهو صديق لها وابن صديق . وعميل وابن عميل .. وأهل سوريا أدرى بحكامها الخونة " .
تراجع الشيخ.. ماذا عن الشتامين ؟ - طارق الحميد
وهنا تحدث الحميد عن تراجع القرضاوي عن فكرة التقارب مع الشيعة ، وطالب تلاميذه أن يعتذروا عن ولائهم لحسن نصر الله ... فعلق على مقاله بعض من أفرغ جام حقده على القرضاوي .. فكتبت أقول : أستاذ طارق أنت مشكور في طرحك الهادف المهذب .. ويؤسفني من اهتبل الفرصة ، فجعل من مأثرة الشيخ وسيلة إلى شتمه بالحق والباطل ، تلبية لحقد أعمى يسيطر على عقله الباطن .. فرجوع القرضاوي عن رأي رآه في مذهب ما ، لا يعني ارتداداً عن الدين ، ولا تلاعبا بالإسلام . وإنما يعني الرجوع إلى حق كان عازبا ، وصواب كان غائبا .. ليس القرضاوي ممن يتخذ دينه مطية ، فحبذا لو كان إبداء الرأي من غير انتقاص لأعلام الرجال . لأن انتقاصهم يرجع إلى أصحابه . فلما تكلم سفيان الثوري في الشافعي ، لم ينقص قدر الإمام الشافعي ، وإنما عدوها زلة من زلات سفيان ، وعاد الجرح إلى قائله . القرضاوي أعلن عن خطأ كان منه ، وهذه شجاعة تحسب له لا عليه ..
اعترافات القرضاوي.. موقف شجاع – عبد الرحمن الراشد
أما مقال الراشد ، فواضح من عنوانه ، لقد اشاد بالشجاعة الأدبية لدى القرضاوي ، وعدد الراشد بعض المبررات التي ربما كانت السبب في نفض العلامة القرضاوي يده من الشيعة ، ويأسه من إمكان التقارب فيما بيننا وبينهم . وتعرض الراشد لانخداع الكثيرين لكذبة الثورة الإسلامية في إيران .. فاستعرت عبارته وقلت : نعم إنها " كذبة الثورة الإسلامية " .. التي عمد بها ملالي إيران ، إلى اتخاذ الدين مطية لأغراض الدنيا . حتى خُدِع بها كبارٌ وصغارٌ ، علماءُ وجهال ... ثم جاءت الثورة السورية الفاضحة ، فأماطت الأقنعة عن وجه إيران وحزب الله وبشار .. وعلم الناس علاقتهم الحميمة مع اليهود ، كما علموا معنى قوله تعالى ( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض ، إلَّا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير *) ... القرضاوي رجع عن رأيه في معممي إيران ، وعرف أنه لا يقارب العقارب عاقل ، ولا يداني الشيعة ناصح لدينه . فهل يدرك الآخرون ما أدركه الشيخ أخيرا .؟ نحن نرى أن مرسي غدر بالثورة السورية ، وكانت مواقفه سببا كبيرا في استحرار القتل في سوريا . كما نرى أن الإخوان المسلمين في مصر وغزة قد فقدوا شعبيتهم ، وتحول حب الناس لهم إلى كراهية . فالمسلم أخو المسلم ، لا يخذله ولا يسلمه .. وهم خذلوا إخوانهم وأسلموهم ...
بقلم : أبو ياسر السوري
لجمعـة 22 رجـب 1434 هـ 31 مايو 2013 العدد 12603
الاحـد 24 رجـب 1434 هـ 2 يونيو 2013 العدد 12605
أبحرت اليوم في هذه الصحيفة ، وهي صحيفة لها سيرورتها وشهرتها ، وفيها كُتّابٌ أجلهم ، وآخرون لا أقرأ لهم . وهي في الغالب تتبنى وجهة النظر السعودية الرسمية ... وقد اعتدت أن أتصفحها بين حين وآخر ، فإما أن أكتفي بالقراءة ، وإما أن أعلق على ما أقرأ .. فيُنشَرُ بعضُ ردودي ، ويحجب بعضها الآخر ، أو ينشر بعضها بعدما يجول فيه مقص الرقيب ..
فكان مما قرأت من أخبار وعلقت عليه أمس واليوم، العناوين التالية:
1 - المدان بمحاولة اغتيال السفير السعودي يقر بمسؤولية عسكريين إيرانيين
وجاء في هذا الخبر " ألقي القبض على أربابسيار في سبتمبر (أيلول) 2011 واعترف خلال المحاكمة بدوره في التآمر والتخطيط لقتل السفير السعودي مقابل المال، مما قدم معلومات استخباراتية قيمة عن دور إيران في دعم خطة اغتيال السفير. وأوضح أن ابن عمه، وهو عضو في فيلق القدس، هو الذي قام بتجنيده لتنفيذ هذه المؤامرة ." فعلقت عليه أقول : " العداء بيننا وبين الفرس قديم ، يرجع إلى أيام القادسية ، تلك المعركة التي أطاحت بالمجد الفارسي إلى غير رجعة ... وإيران اليوم تعمل جاهدة لاستعادة أمجاد الفرس ، وتحاول التحكم بدول المنطقة العربية كلها ، لتعود إلى ما كانت عليه أيام كسرى ، الذي كان ينصب ملوك المناذرة على عروشهم . فيرفع منهم من يشاء ، ويخفض من يشاء .. ولو بقي العرب متفرقين متشرذمين ، لا يفكر كل منهم إلا بنفسه ، فسوف تصل إيران إلى ما تريد . ويصير العرب لديها كالعبيد ..
إيران ترى العرب أعداء لها ، ولن تألو جهدا في حربهم وتدميرهم إن استطاعت .. لهذا يجب على زعماء العرب أن يعاملوا الفرس بالمثل ، وأن يعملوا على إحباط المؤامرات الإيرانية الرامية إلى بسط نفوذها عليهم .. وعليهم أن يعلموا أن التقارب مع إيران ، لن يفيد منه العرب إلا الخيبة والخسران . سوف يغتالون سفراءنا ، ويفرقون صفنا ، ويتآمرون علينا كما فعلوا في الفتنة التي زرعوها بين العراق والكويت ، فأدت في النهاية إلى تدمير العراق ، وارتمائها في أحضان إيران ... إيران عدوة العرب وصديقة إسرائيل .. "
2 - وزراء الخارجية الخليجيون يبحثون مسار المبادرة اليمنية والأزمة السورية في جدة اليوم
عن أي مسار ثورة يمنية تتحدثون ، وبأي كلام فارغ تهرفون ، هؤلاء الوزراء كمن يحجون والناس راجعون .. صار عدد القتلى أكثر من 750 ألفا . ووزراء الخارجية الخليجيون يلوحون بالحل اليمني ، الذي أنقذ اليمن من حرب أهلية طاحنة .. وكأني بهم يشيرون إلى استبقاء الأسد رئيسا لفترة انتقالية ، ثم يختار لنا وزراء خارجيات الخليج رئيسا بديلا لا يقل سوءا عن بشار ، كما كان هادي أسوأ من علي صالح .
إن سياسة التردد ، وخطوة إلى الأمام واثنتين إلى الوراء ، والنظر إلى الشأن السوري على أنه قضية داخلية ، لا شأن لبقية الدول العربية بها ، والتفكير بحلول لا تأخذ باعتبارها وجوب إسقاط هذا النظام الذي عاث في شعبه وبلده فسادا ، حتى أهلك الحرث والنسل ... ثم التفكير بأن الكارثة الإنسانية في سوريا لن تتعدى إلى بقية العرب ... كل هذا وذاك من الخطأ المعيب ارتكابه بعد اليوم . لا ينبغي الأخذ بمنطق النعامة التي تدفن راسها في الرمال ،هربا من الصياد ، وتظن أنه لا يراها إذ هي لا تراه .. فيجيء إليها ويصطادها وهي على تلك الحال من البله الفكري .. إيران اليوم هي الصياد . وهناك مد فارسي يختبئ وراء ستار التشيع لأهل البيت . وقد استجاب لهذا التيار كل شيعي أبله في العالم .. وإذا لم تأخذ دول الخليج هذا في اعتبارها ، فلسوف تكون أول صيد ثمين لإيران ... قفوا مع السوريين كوقفة إيران مع النصيريين .. هذا هو الطريق .. لا طريق سواه ..
3 - كي مون يحض الأطراف « المتصارعة » على « تحييد المدنيين »
وصياغة هذا العنوان تكفي للحكم على خبث من صاغه ... وأن ينشر هذا الخبر في صحيفة تتبنى الرأي الرسمي لأفضل دولة عربية داعمة للثورة السورية فيما يقال ، لمما يحمل دلالة خطيرة .. ويدعو إلى التساؤل التالي :هل السعودية تنظر إلى ما يجري في سوريا على أنه صراع بين جيشين متكافئين .؟؟ قد يكون مقبولا من الغرب أن يقول ذلك ، ليبرر سكوته وخذلانه للسوريين . ولكنه من غير مقبول من هذه الصحيفة ، التابعة لدولة عربية موالية للثورة ، أن تصف ما يجري بـ (الصراع) . وهو ليس كذلك .
لهذا يمكن القول أن " بان كيمون " وكل من يتحدث عن أطراف متصارعة في سوريا ، هو مشارك في طمس الحقيقة .. فالحقيقة أن هنالك نظاما يقتل شعبه ، وأن بعض ابناء هذا الشعب يدافعون عن أهليهم المدنيين بالبندقية .. وأن البندقية لا تهدم منزلا فوق رؤوس المدنيين .. وأن الثوار لا يقتلون أهلهم .. الذي يهدم ويقتل وينشر الرعب ويهدد سلامة المدنيين .. هو النظام وحده ... فلماذا المغالطة يا بان كيمون .؟ ولماذا تسير الشرق الأوسط في ركابه وتردد ما يقول دون نكير .؟؟ لئن نجحت إيران في قمع المعارضة ، فسوف يجني العرب عاقبة سكوتهم ذلا ومهانة لن تفارقهم لمئات السنين .. لم يعد مقبولا أن تتحدث صحفنا بحيادية .. ليس مقبولا أن نسمح لإيران بإبادة السوريين .. لقد أصبحت الشعوب العربية ، تكره حكامها وصحفها وقنواتها وإعلامها .. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..
4 - ماكين يؤكد أن «الكلاشنكوف سلاح لن يهزم الدبابة »
ومن يقرأ هذا العنوان ، يحق له أن يتساءل : هل كان المقصود من صياغة هذا النبأ إحباط معنويات السوريين ، أم الدعوة إلى تسليحهم بالأسلحة النوعية .؟ فإن كان لتسبيط المعنويات فلا غرابة على أي أمريكي أن يفعل ذلك . وإن كان للمقصد الآخر النبيل ، فإن الصحيفة لم تشر إليه من قريب ولا بعيد . وهكذا تساهم بعض الصحف الموالية في تحطيم معنويات السوريين ، وتعزف على الوتر الذي يريح النظام وحلفاء النظام . وطبعا من بينهم أمريكا وإسرائيل .. لهذا عقبت على ما فعلته الصحيفة بالقول : " لماذا يصاغ الاستطلاع بهذا السؤال ، ولماذا يوضع الأمريكيون أمام خيار الحرب لإنهاء النزاع في سوريا.؟ فليست أمريكا مطالبة بخوض معركة لتحرير السوريين من براثن النظام الأسدي الحاكم .. أمريكا مطالبة بأن لا تكون حجر عثرة في وجه الثوار .. مطالبة بأن لا تمد الأسد بـ 5.5 مليار دولار لقمع الثورة ، في الوقت الذي تزعم فيه أنها مع الشعب السوري .. أمريكا مطالبة أن لا تحول دون تسليح المعارضة بالأسلحة النوعية ، والضرورية لتحييد الطيران الأسدي ودباباته .. إذن كان الأولى أن يكون سؤال استطلاع الرأي ( هل تؤيد تسليح المعارضة السورية بصورة لا تضع السلاح في الأيدي الخطأ .؟؟؟) . هذا هو السؤال الواجب طرحه ..
وجون ماكين يعلم أن بلاده اختارت موقفا لا أخلاقيا مع القضية السورية .. بل وبات كل عاقل يعلم أن المجتمع الدولي وأن العرب كذلك وبكل أسف ، يتغافلون عن جريمة تحدث ضد الإنسانية في سوريا ، سوف تلحق بهم وصمة عار كبرى لن تمحى من ذاكرة الشعوب لمئات السنين " .
5 - المالح لـ «الشرق الأوسط» : أوروبا تلوح بتسليح المعارضة لشراء ولاءات
وهذا الخبر أيضا ، مما يمكن سلكه في حملة الحرب النفسية ضد الثوار السوريين .. أما المالح فربما كان قال ذا الكلام في معرض الشكوى من الموقف الأوربي . وأراد به تحفيز العرب على إعطاء السلاح بدون شراء ولاءات ، أو لعله طالب العرب بشكل غير مباشر ، أن يمدوا الثوار بمقدار ما تمد إيران حليفها النظام النصيري بالمال والسلاح والرجال ... فعدل قلم الصحيفة عن كل هذه المعاني ، واختار عنوانا ينفر ولا يبشر . فعلقت عليه أقول : " يمكن القول : أن الغرب حتى الآن لم يوافق جديا على إسقاط الأسد ونظامه . فأمريكا تقف مع الأسد سرا ، وتصرح بأنها مع المعارضة جهرا ، وما زال كيري يتجول هنا وهناك داعيا إلى مؤتمر جنيف ، دون برنامج واضح لهذا المؤتمر.. ودول الاتحاد الأوربي ، ما زالوا يماطلون المعارضة ، ويمنونها بالدعم الحربي ، وإرسال السلاح النوعي للجيش الحر .. حتى وعدت بريطانيا وفرنسا بتسليح المعارضة .. ولكنه وعد معلق إلى ما بعد شهرين .. يعني أن الاتحاد الأوربي أعطى الأسد وحلفاءه ( إيران والعراق ولبنان...) مهلة إضافية لقتل الشعب السوري ، ومحاولة تركيعه بأي وسيلة شاؤوا .. حتى بالكيمياوي ..
ومن هنا أرى أن الغرب وإسرائيل من أمامه ، لم يقرروا حتى الآن إنهاء الأزمة .. وهم يرون أن مزيداً من تدمير سوريا يمنحهم مزيداً من الأمان ... ففيم العجلة إذن.؟ والعجلة من الشيطان ".
6 - احتجاجات تركيا تنطلق من اقتلاع شجرة إلى محاولة « اقتلاع أردوغان » في الشارع
وإني لأستغرب لنشر هذا العنوان ، الذي يكاد يلوح بالإطاحة بأردوغان ، علما بأن الثائرين عليه هم النصيريون الأتراك ، وأنهم يقومون بهذا الشغب خدمة لبشار وامتثالا لتعليمات طهران .. ومهما يكن من أمر ، فإن موقف تركيا موقف مشرف بالنسبة للسوريين . فعلام ننشر كلاما يسر النصيريين ، ويحزن المسلمين .. وهل صائغ هذا الخبر علماني قومجي ، يشاطر النصيرية كراهية أردوغان .؟ أم أن مثقفينا فقدوا الهوية ، فلم يعودوا يميزون العدو من الصديق .؟
ليست هذه الاحتجاجات بسبب اقتلاع شجرة من ميدان التقسيم في إستنبول ... وليست بسبب ممارسات ديكتاتورية من حكومة أردوغان .. ولو تم المشروع التحسيني الذي يريده أردوغان في حي التقسيم ليكونن مشروعا عملاقا ورائعا .. والغريب العجيب أن المعارضين يقلبون محاسن أردوغان إلى مساوئ .. مما يدل على أنهم مدفوعون من جهات خارجية ... وأنهم نصيريون يساريون أتراك ، يقومون بأعمال شغب خدمة للنصيري بشار الأسد .. ونكاية بتركيا التي ترفع راية الإسلام الوسطي في عهد أردوغان ..
وكان من المقالات التي طالعتها وعقبت عليها ما يلي :
1 - العرب أمام أخطار ضياع سوريا – رضوان السيد
ذكر الكاتب في هذه المقالة ، أن مواقف العرب حيال الثورة السورية مر بثلاث مراحل ، وهي في طريقها إلى المرحلة الرابعة .
المرحلة الأولى : مرحلة الجامعة العربية
المرحلة الثانية : المرحلة العربية / الدولية
المرحلة الثالثة : مرحلة التدخل الروسي والإيراني
المرحلة الرابعة : مرحلة الصراعات على سوريا :
- صراع عربي – إيراني
- صراع تركي – إيراني
- صراع أميركي – روسي
فكتبت معلقا عليه أقول " العرب أمة المائة مليون في عام 1948 تخاذلوا فأضاعوا فلسطين .. فاكتفى بعضهم بالتوجع لحال الفلسطينيين .. وبعضهم راح يرميهم بالخيانة ، ويتهمهم ببيع أراضيهم لليهود .. وبعضهم آوى اللاجئين وسمح لهم أن يقيموا في مخيمات أشبه ببيوت الشعر التي يسكنها الغجر .. وبعضهم قال : لا تؤووا الفلسطينيين ، لئلا يعيشوا بقية عمرهم في الشتات ... وكلنا يعلم ما آلت إليه أحوال الشعب الفلسطيني بعد 65 عاما من النكبة .. وحتى يومنا هذا .
والعرب اليوم أمة الأربعمائة مليون . يسيرون في نفس الطريق الذي ساروا فيه مع الفلسطينيين .. خذلان .. وتواطؤ مع إيران ضدهم .. ومساندة لقاتلهم إما سرا وإما جهرا .. وتآمر عليهم ..
السوريون لن يغفروا لمن خذلهم من العرب .. والتاريخ لن يداهن القتلة ، وذاكرة الشعوب لن تنسى أن الحكام العرب ، كانوا يرون ما يمارس على إخوانهم السوريين من جرائم يندى لها جبين المروءة .. ولم ينبثوا ببنت شفة ، وكأن الأمر لا يعنيهم .!؟؟ ولكل منهم نقول : " إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض " ... فما تفعله إيران بالسوريين ، سيكون مثله وربما أبشع منه لغير السوريين .
2 - إسرائيل تشارك إيران دعم الأسد في جنيف؟! – راجح الخوري
جاء في هذا المقال قوله " لا ندري إذا كانت موافقة أميركا على حضور إيران قد جاءت في مقابل موافقة روسيا على حضور إسرائيل «جنيف - 2»، وهو ما يشكل في الواقع قمة الإثارة، فقد أعلن غاتيلوف أن روسيا ترحب بمشاركة إسرائيل في المؤتمر، ربما لأن هذا يدعم جبهة الحريصين على بقاء النظام، ولئن كان شر البلية ما يضحك فيكفي أن نتخيل المندوب الإيراني جالسا إلى جانب المندوب الإسرائيلي ليتشاركا التمسك ببقاء الأسد ونظامه ترجمة للمواقف المعلنة في دمشق وتل أبيب وطهران ) .
فعقبت عليه أقول : " ونحن كسوريين كنا نشاهد العلاقة الحميمية بين النظام وإسرائيل بدون منظار .. فكل شيء في النظام يوحي بحبه لإسرائيل ، وحرصه على أمنها ، ولينه في التعامل معها .. بينما كان يضرب بيد من حديد على معارضيه من السوريين .. كل سوري يعلم أن من يطلق طلقة واحدة باتجاه إسرائيل ، يحاكم ويسجن ويتهم بالخيانة الوطنية والعمالة لإسرائيل ، وقد يحكم عليه بالتسريح من الجيش إن كان ضابطا ...
الجبهة السورية سقطت في حرب 1967 بدون قتال ، وإنما بأمر من حافظ الأسد ، الذي أمر الجيش السوري بالانسحاب من المعركة بصورة كيفية أي أن يهرب الجندي من المعركة كيفما أراد . ومن اعترض على هذا القرار تمت تصفيته ..
وفي حرب 1973 احتلت إسرائيل مزيدا من الأراضي السورية ، فصار الجولان كله ونصف أراضي حوران بيد إسرائيل. ومر 40 عاما ولم يطالب الأسد باسترداد الأراضي السورية المحتلة ..
وإني لأرحم من يظن أن إسرائيل ترى الأسد عدوا ، فهو صديق لها وابن صديق . وعميل وابن عميل .. وأهل سوريا أدرى بحكامها الخونة " .
تراجع الشيخ.. ماذا عن الشتامين ؟ - طارق الحميد
وهنا تحدث الحميد عن تراجع القرضاوي عن فكرة التقارب مع الشيعة ، وطالب تلاميذه أن يعتذروا عن ولائهم لحسن نصر الله ... فعلق على مقاله بعض من أفرغ جام حقده على القرضاوي .. فكتبت أقول : أستاذ طارق أنت مشكور في طرحك الهادف المهذب .. ويؤسفني من اهتبل الفرصة ، فجعل من مأثرة الشيخ وسيلة إلى شتمه بالحق والباطل ، تلبية لحقد أعمى يسيطر على عقله الباطن .. فرجوع القرضاوي عن رأي رآه في مذهب ما ، لا يعني ارتداداً عن الدين ، ولا تلاعبا بالإسلام . وإنما يعني الرجوع إلى حق كان عازبا ، وصواب كان غائبا .. ليس القرضاوي ممن يتخذ دينه مطية ، فحبذا لو كان إبداء الرأي من غير انتقاص لأعلام الرجال . لأن انتقاصهم يرجع إلى أصحابه . فلما تكلم سفيان الثوري في الشافعي ، لم ينقص قدر الإمام الشافعي ، وإنما عدوها زلة من زلات سفيان ، وعاد الجرح إلى قائله . القرضاوي أعلن عن خطأ كان منه ، وهذه شجاعة تحسب له لا عليه ..
اعترافات القرضاوي.. موقف شجاع – عبد الرحمن الراشد
أما مقال الراشد ، فواضح من عنوانه ، لقد اشاد بالشجاعة الأدبية لدى القرضاوي ، وعدد الراشد بعض المبررات التي ربما كانت السبب في نفض العلامة القرضاوي يده من الشيعة ، ويأسه من إمكان التقارب فيما بيننا وبينهم . وتعرض الراشد لانخداع الكثيرين لكذبة الثورة الإسلامية في إيران .. فاستعرت عبارته وقلت : نعم إنها " كذبة الثورة الإسلامية " .. التي عمد بها ملالي إيران ، إلى اتخاذ الدين مطية لأغراض الدنيا . حتى خُدِع بها كبارٌ وصغارٌ ، علماءُ وجهال ... ثم جاءت الثورة السورية الفاضحة ، فأماطت الأقنعة عن وجه إيران وحزب الله وبشار .. وعلم الناس علاقتهم الحميمة مع اليهود ، كما علموا معنى قوله تعالى ( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض ، إلَّا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير *) ... القرضاوي رجع عن رأيه في معممي إيران ، وعرف أنه لا يقارب العقارب عاقل ، ولا يداني الشيعة ناصح لدينه . فهل يدرك الآخرون ما أدركه الشيخ أخيرا .؟ نحن نرى أن مرسي غدر بالثورة السورية ، وكانت مواقفه سببا كبيرا في استحرار القتل في سوريا . كما نرى أن الإخوان المسلمين في مصر وغزة قد فقدوا شعبيتهم ، وتحول حب الناس لهم إلى كراهية . فالمسلم أخو المسلم ، لا يخذله ولا يسلمه .. وهم خذلوا إخوانهم وأسلموهم ...