تراودني نفسي أن أشكر أوباما , نكاية بالعرب .؟

بقلم : أبو ياسر السوري

اليوم بتاريخ 17/5/2013 تقوم طائرات الأسد بقصف معضمية الشام بالقنابل الفوسفورية قصفا عشوائيا يستهدف المدنيين في منازلهم . وهذه القنابل محرمة دوليا ، ولم تستخدم في العالم كله إلا على أضيق نطاق .

وفي واقع الأمر إن هذه القنابل القذرة ، لم يستخدمها سوى ثلاث دول في العالم ، أمريكا وإسرائيل وسوريا .. فأما أمريكا فقد استخدمتها ضد أعدائها ثلاث مرات ، وأما إسرائيلُ ، فاستخدمتها مرتين . وأما سوريا فقد استخدمتها هذا العام مرات عديدة ، كان آخرها يوم 17/5/2013...

واللافت للنظر ، أن أمريكا استخدمت القنابل الفوسفورية ضد أعدائها في الحرب العالمية الثانية ، وفي فيتنام ، وفي قصف مدينة الفلوجة أثناء اجتياح العراق .. كما أن إسرائيل استخدمتها ضد أعدائها كذلك في اجتياحها لبنان عام 1982م ، وأثناء حربها على غزة عام 2009م .

أما في سوريا فقد قام جيش العهر والإجرام الأسدي ، باستخدام هذه القنابل ضد المواطنين السوريين في أكثر من مدينة ، كان آخرها مدينة المعضمية في ريف دمشق ... ولعل القراء الكرام يذكرون أنه منذ شهور ، ضربت قنابل لها دخان أبيض ، ورائحة تشبه رائحة الثوم ، في حلب وحمص والرستن ..

والجدير بالذكر أن هذا النوع من القنابل أخطر من الكيماوي ، وأشد فتكا منه ، ولا ندري إن كان أوباما قد وضع لهذا السلاح خطا أحمر ، أم هو في نظره مستثنى بإلا أو إحدى أخواتها .. ولا ندري إن كان " فرانسوا أولان " يوافق على استخدامه أم ينظر إلى مستخدميه بعين الرضا ، التي لا تبصر مساوئ أحبابه النصيريين .. ولا ندري إن كان كاميرون يستنكر هذا الفعل الشنيع ، وهو أخبر بقدرة هذه القنابل على الإبادة الجماعية ، والتخريب والتدمير . لأن دولته هي أول من اخترع القنابل الفوسفورية في أواخر القرن التاسع عشر ، ومن المفترض أن (كاميرون ) يعرف مدى إجرام النظام حين يستخدم هذه القنابل ضد المدنيين من شعبه .!؟؟؟

أما لا فروف وبوتن ، فلن نوجه إليهما أي ملام ، لأنهما صديقان حميمان للنظام ، ولا مانع لديهما من أن ينصر الصديق صديقه ، ويشاركه في الإجرام ..

أما بعد :

فما قول صاحبنا بان كيمون .؟ هل أقلقه هذه الصنيع أم أن عينيه الصغيرتين لم تكتشفا لون الدخان الأبيض ، والحرائق الضخمة ، التي تحدثها هذه القذائف ، فتلتهم السوريين هنا وهناك .؟

ثم ما قول جامعة الدول العربية العتيدة في هذه الانتهاكات .؟ فمنذ أسابيع ، حين قامت إسرائيل بتوجيه ضربة إلى موقعٍ في قمة جبل قاسيون ، استخدمت فيها قذائف حارقة ، فدمرت مدجنة هناك ، وقتلت بعض مئات من الدجاج . فهب جماعة الرفق بالحيوان يستنكرون على إسرائيل ، وكان على رأسهم مولانا الملا مرسي ، وكلهم أرغى وأزبد ، وشجب وتوعد .. واعتبروا تلك الضربة مساسا بسيادة الدولة السورية ، وانتقاصا من هيبة شقيقهم الأسد .

يا جامعة الدول العربية ، إن السوريين الذين يحرقون اليوم بنيران قنابل بشار ، هم من بني البشر ، وما هم بدجاج ولا دواجن .. إنهم عرب وما هم من بلاد الواق واق .. إنهم مسلمون وإنهم إخوان لكم في الدين ، وليسوا مجوسا ولا بوذيين . فإلى متى تسلمونهم لهذا المجرم المجنون .؟

يا جامعة الدول العربية ، إنه على الرغم من سخطي على تخاذل أوباما ، الذي أسقط بتخاذله الجبان هيبة الولايات المتحدة الأمريكية ، وساهمت خطوطه الحمراء بخراب سوريا ... على الرغم من هذا وذاك ، فإن نفسي تراودني أن أتوجه إلى أوباما بالشكر ، ردا على الموقف العربي الذي يدفع إلى الكفر بكل ما هو عربي ... فالعرب حتى الآن لم يكلفوا أنفسهم أن يضعوا لمجنونهم ، لا خطوطا حمراء ولا صفراء ، وإنما جعلوها أمامه خضراء .. خضراء .. وسمحوا له بقتل السوريين بالسلاح الذي يختار ، والكيفية التي يشاء .





معضمية الشام لحظة تساقط القنابل الفسفورية المحرمة دولياً على الأراضي الزراعية 18-05-2013