هل يمكن أن نلزم تركيا بما لم تلتزم به الدول العربية؟
=============================
الحكومة التركية لن تستطيع التدخل عسكريا في سوريا لأن أمريكا ستجمع حكام العرب جميعا لكي يصدروا قرارا ينتصر للنظام النصيري ويدين الحكومة التركية ويعتبر ما حدث عدوانا على الأمة العربية، والجميع يعرف حق المعرفة أن حكام العرب دمى متحركة بيد واشنطن، وهي بلاشك ستستخدمهم ضد تركيا. وهذا أولا
وأما ثانيا فإن الحكومة التركية، إذا تدخلت في سوريا عسكريا فعليها أن تستعد لمواجهة ثورة عارمة في الداخل التركي من قبل نصيريي تركيا والقوميين واليساريين.
وأعتقد أن محور الشر والخبث والحقارة، يدرك هذه الحقيقة، لذلك فهو مستمر في التحرش بالحكومة التركية..
وعلى الرغم من المآخذ على موقف الحكومة التركية مما يحدث في سوريا، فإن هذا الموقف بشكل عام يظل موقفا جيدا.. ومن المؤشرات على ذلك أن حال اللاجئين السوريين في تركيا أفضل بكثير من حال اللاجئين السوريين في الأردن أو لبنان أو العراق..
هل ننتظر حتى وصول القوميين الأتراك إلى السلطة ونرى كيف سيكون موقفهم مما يحدث في سورية، لنقول رحم الله حكومة أردوغان؟
وإن أحسن ما تفعله الحكومة التركية في الوقت الحاضر ليس التدخل العسكري في سوريا، والرد المباشر على استفزازات نظام بعث النصيرية، وإنما دعم الكتائب المقاتلة في الداخل السوري بالسلاح والعتاد.
البعض ينتقد الحكومة التركية على عدم تسليمها السفارة السورية للائتلاف السوري المعارض ولا حجة لهم في ذلك .. فأي دولة عربية سلمت السفارة الموجودة فيها للإئتلاف؟ لماذا نحن نطالب الأتراك أن يكونوا مثاليين في موقفهم مما يجري في سوريا، في حين أن حكام العرب الذين يفترض أن يكونوا أكثر إحساسا بمأساة الشعب السوري الشقيق، خونة، وبعضهم ضالع في المؤامرة؟
إن الحكومة التركية، ليست عاجزة عن الرد على استفزازات النظام النصيري لها، وهذا النظام المارق الجبان يعرف الأتراك جيدا، إذا قلبوا له ظهر المجن، إنما عدم ردهم في الوقت الحاضر مرتبط بالظروف المعقدة الحالية..
وإن الواجب أن تقارن موقف الدول العربية ككل مما يحدث في سوريا بموقف الحكومة التركية من ذلك. وإذا نحن أجرينا هذه المقارنة لوجدنا أن موقف الحكومة التركية مما يحدث في سوريا إيجابي إلى حد كبير.. أما موقف الدول العربية فهو سلبي بل مخزي.
فمن يوجه سياطه إلى ظهر أردوغان وحكومته فهو يوجهها إلى المكان الخطأ، لأن الأولى أن توجه هذه السياط إلى ظهور الانظمة العربية.
فسوريا دولة عربية والشعب السوري شعب عربي، فحكام العرب، بالتالي، أولى بالوقوف إلى جانبه والانتصار له، أما تركيا كما هو معلوم، فدولة غير عربية، وإنما هي دولة قومية علمانية، ولا يربطها بسوريا غير الجوار.
وأردوغان لم يزعم أنه خليفة عثماني لكي نحاسبه باسم الإسلام، وعليه فإن الحكومة التركية مشكورة على ما قدمت للشعب السوري المظلوم
أنا شخصيا كنت أتمنى أن يكون موقف الحكومة التركية أفضل مما هو عليه الآن، ولكن كيف لي أن الزم تركيا بما لم تلتزم به الدول العربية؟ ..
نقلاً عن صفحة : النظام النصيري تاريخ أسود ملطخ بالخزي والعـار - رصد وتوثيق