الخبر اليقين عن المجازر المروعة في بانياس وريفها :
بقلم : أبو ياسر السوري
كنا نتحدث عن عدد الشهداء بالأفراد ، وأصبحنا نتحدث عن عدد المجازر التي تسفر عن مئات الشهداء ..
منذ ثلاثة أيام وأنا أعيش المأساة والمعاناة . فمجزرة قرية البيضة قرب بانياس ، وما تلاها في اليوم الثاني من مجزرة حي راس النبع في قلب بانياس ، وما رافقها من مجزرة قرية راس الريفة وقرية بطرايا على السفح المطل على بانياس .. هذه المجازر التي ارتكبت وما زالت مستمرة ، وما زالت لها ذيول تتمدد هنا وهناك ، فتارة تحاصر قرية البساتين ، وتارة تحشد حشود الشبيحة حول قرية المرقب. ولا يمكن أن نتخيل مدى الرعب الذي يسيطر على المحاصرين، فقد ترامت إليهم أخبار الموت الذريع، الذي حل بأقربائهم وأحبابهم قبل يومين .. ولا يمكن أن نتخيل مقدار المعاناة ، والناس يخرجون من بيوتهم تاركين أبوابها مشرعة بدون أقفال ، يخرجون من بيوتهم هائمين على وجوهم ، هذا يحمل أبناءه الصغار ، وذلك يحمل أباه العاجز ، وثالث يحمل أمه المقعدة على ظهره ، وصغاره يتبعونه بخطواتهم الصغيرة وهم يتضاغون ويضجون بالبكاء ...
إن المجازر التي حصلت وتحصل في بانياس وريفها ، حتى الآن ومنذ ثلاثة أيام ، لا يشبهها أي مجزرة حصلت في أي مكان آخر ..
فقد رصدت المجازر السابقة واحدة واحدة ، فمررت بمجزرة الحولة ، ومجزرة القبير ، والمجازر التي حصلت في حمص في حي كرم الزيتون ، ودير بعلبة ، وبابا عمرو ، والخالدية ...
وتابعت أخبار المجازر في زملكا ، وكفر بطنا ، وحمورية ، وجديدة الفضل بعرطوز . والإجرام الذي صبه النظام على دوما ، وعين ترما ، وجوبر ، وعربين ، وحي التضامن ، وحي نهر عيشة ، ومخيم اليرموك ... وكلكم قرأ وسمع وشاهد كما شاهدت على اليوتيوبات مناظر الخراب والدمار الذي حل بمدن بكاملها من أمثال حمص ودير الزور وحلب وريفها الشمالي ، الذي أزال النظام أغلب بلداته وقراه من الوجود ، وجعلها ركاما وحطاما ...
لا أقلل من حجم هذه المجازر السابقة ، والجرائم الماضية ، وإنما أقول وبكل تأكيد أن ما حصل بقرية البيضة وبانياس وما حولها من القرى ، كان صورا مختلفة من الإجرام ..!! لأنه وقع على مواطنين تحت الحصار منذ قيام الثورة ، التي قامت من سنتين وشهور .. بانياس وريفها ليس لديهم من يدافع عنهم ، فلا وجود للجيش الحر فيها ، ولا وجود للكتائب الجهادية هناك . ليس في بانياس وما حولها من القرى إلا مواطنين مسالمين ، وكل ذنبهم أنهم كانوا من السابقين إلى تأييد الثورة ، والهاتفين لها بالنصر والتأييد .. إنهم أحرار يعشقون الحرية . ويضحون في سبيلها بالغالي والنفيس .. فشباب بانياس خرجوا من بانياس منذ اجتياحها في بداية الثورة بالدبابات والمدفعية ، ومنذ حملة الاعتقالات والتصفيات الجسدية آنذاك .. خرج الشباب من بانياس ، لا ليفروا بأنفسهم من الموت ، وإنما لينتقلوا من ميدان إلى ميدان .. خرج الشباب من بانياس ليقاتلوا في حلب وحمص ودمشق ودوما ودرعا ودير الزور وغيرها وغيرها .. وقد سقوا تراب الوطن بالغزير من دمائهم الزكية .. وهذا ما أحنق النظام ويحنقه على بانياس باستمرار ، إنها شوكة في عين هذا النظام المجرم منذ عام 1964 وحتى الآن ..
وهذا ما جعل المجزرة فيهم ذات طابع مختلف ، إنها مجزرة تمثل أبشع أنواع الحقد والكراهية والإجرام .. لقد اشترك في قصف هذه المدينة الطيبة ، وقراها الوادعة ، كل أسلحة الفتك والإجرام ، واستهدفت من كل جانب ، من البر والجو والبحر . واستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة والذخائر ، من طائرات ودبابات وبارجات بحرية ومدافع هاون ضخمة ، ورشاشات رباعية ، وأسلحة متوسطة وخفيفة .. وباختصار ، لقد فتحت عليها كل أبواب الجحيم .. وأمطرت مبانيها بمئات القذائف والصواريخ ، وسلطت عليها الرشاشات من السفوح القريبة منها ، ليدخل رصاصها من نوافذ المباني وأبوابها . فلم يقتصر القتل على من كانوا في الطرقات ، وإنما كان الرصاص يقتل حتى الجالس في بيته مغلقا عليه بابه .. لقد هجم عليهم الموت من كل مكان ، فقذائف تخترق الجدران ورصاص يخترق النوافذ والأبواب ، وصواريخ تزيل المباني التي تجيء في طريقها . ويختلط اللحم والدم والركام والأثاث والأنقاض ، وتختلط أصوات العويل والنحيب وبكاء النساء والأطفال بأصوات القذائف وأزيز الرصاص ... واستمر هذا المشهد قرابة العشرين ساعة ، ثم دخلت ميليشيات الإجرام ، لتجهز على من تبقى بالسواطير الحديدية والسكاكين .. لم يتورعوا عن قتل أحد .. قتلوا الأطفال والنساء والرجال والشباب والشيوخ . قتلوا حتى المرضى على الفراش . بقروا بطون الحوامل . جمعوا عشرات المدنيين ، فأدخلوهم إلى بعض المستودعات الكبيرة ، فأحرقوهم فيها وهم أحياء . وجمعوا عشرات الجثث من القتلى فصبوا عليها الأسيد لئلا يتعرف عليهم أهلوهم ...
ماذا أقول .؟ وماذا أصف .؟ هل تصدقون ما سأقول .؟ و والله إن أنكرتم قولي فأنتم معذورون .. إن هؤلاء المتوحشين قاموا بإعدام بعض المواطنين رجما بالحجارة حتى الموت ، فقد وجد بعض الشهداء مقتولا على هذه الصورة البشعة .!؟
يقتلونهم ثم يرقصون على جثثهم ، ويصرخون : لبيك يا حسين . لبيك يا أسد . لقد أحرقنا البلد ...
فهل هؤلاء بشر .؟ ما هؤلاء .؟ أمجانين هم .؟ أم وحوش على صور الآدميين .؟ وما هو ذلك الذنب الذي لا تسعه المغفرة ، ويستحق صاحبه كل هذا القتل والمعاناة والعذاب .؟؟
أيها الأحرار في مشارق سوريا ومغاربها ، لا تصدقوا ما يذاع عن عدد القتلى عبر الفضائيات ، فإن الأرقام أضعاف أضعاف ما يقال .. القتلى حتى الآن قرابة الألف ، والرقم مرشح للازدياد ، لأن كل الجرحى ينزفون في أماكنهم ، ولا أحد يستطيع الوصول إليهم ، فيستمر نزيفهم حتى الموت ، والناس يرون ذويهم يموتون أمام بيوتهم في الشوارع ، ولا يستطيعون أن ينقذوهم ، لأن كل من يخرج من بيته محكوم عليه أن يموت برصاص القناصين ، الذين يتربصون بهم من فوق المباني العالية ...
أيها الجيش الحر ، أيتها الكتائب المجاهدة ، أدركوا بانياس وريفها قبل أن تبيدهم شبيحة النظام .. دكوا معاقلهم .. اضربوا القرداحة .. اقصفوا قراهم .. تسللوا إليها في جنح الظلام ، وأذيقوهم من نفس الكاس المر ، الذي يسقوننا منه ، السن بالسن والعين بالعين والبادي أظلم .. ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ...
أيها الأحرار ، إن رأس الأفعى في القرداحة وما حولها من قرى النصيرية المجرمين .. وذنبها في الشام ، فلا تنشغلوا عن الرأس بالذنب . فسم الحية في رأسها، ولا يؤمن شرها إلا بأن يهرس رأسها .
اللهم إنا ندرأ بك في نحور هؤلاء المجرمين ، ونعوذ بك من شرورهم .
بقلم : أبو ياسر السوري
كنا نتحدث عن عدد الشهداء بالأفراد ، وأصبحنا نتحدث عن عدد المجازر التي تسفر عن مئات الشهداء ..
منذ ثلاثة أيام وأنا أعيش المأساة والمعاناة . فمجزرة قرية البيضة قرب بانياس ، وما تلاها في اليوم الثاني من مجزرة حي راس النبع في قلب بانياس ، وما رافقها من مجزرة قرية راس الريفة وقرية بطرايا على السفح المطل على بانياس .. هذه المجازر التي ارتكبت وما زالت مستمرة ، وما زالت لها ذيول تتمدد هنا وهناك ، فتارة تحاصر قرية البساتين ، وتارة تحشد حشود الشبيحة حول قرية المرقب. ولا يمكن أن نتخيل مدى الرعب الذي يسيطر على المحاصرين، فقد ترامت إليهم أخبار الموت الذريع، الذي حل بأقربائهم وأحبابهم قبل يومين .. ولا يمكن أن نتخيل مقدار المعاناة ، والناس يخرجون من بيوتهم تاركين أبوابها مشرعة بدون أقفال ، يخرجون من بيوتهم هائمين على وجوهم ، هذا يحمل أبناءه الصغار ، وذلك يحمل أباه العاجز ، وثالث يحمل أمه المقعدة على ظهره ، وصغاره يتبعونه بخطواتهم الصغيرة وهم يتضاغون ويضجون بالبكاء ...
إن المجازر التي حصلت وتحصل في بانياس وريفها ، حتى الآن ومنذ ثلاثة أيام ، لا يشبهها أي مجزرة حصلت في أي مكان آخر ..
فقد رصدت المجازر السابقة واحدة واحدة ، فمررت بمجزرة الحولة ، ومجزرة القبير ، والمجازر التي حصلت في حمص في حي كرم الزيتون ، ودير بعلبة ، وبابا عمرو ، والخالدية ...
وتابعت أخبار المجازر في زملكا ، وكفر بطنا ، وحمورية ، وجديدة الفضل بعرطوز . والإجرام الذي صبه النظام على دوما ، وعين ترما ، وجوبر ، وعربين ، وحي التضامن ، وحي نهر عيشة ، ومخيم اليرموك ... وكلكم قرأ وسمع وشاهد كما شاهدت على اليوتيوبات مناظر الخراب والدمار الذي حل بمدن بكاملها من أمثال حمص ودير الزور وحلب وريفها الشمالي ، الذي أزال النظام أغلب بلداته وقراه من الوجود ، وجعلها ركاما وحطاما ...
لا أقلل من حجم هذه المجازر السابقة ، والجرائم الماضية ، وإنما أقول وبكل تأكيد أن ما حصل بقرية البيضة وبانياس وما حولها من القرى ، كان صورا مختلفة من الإجرام ..!! لأنه وقع على مواطنين تحت الحصار منذ قيام الثورة ، التي قامت من سنتين وشهور .. بانياس وريفها ليس لديهم من يدافع عنهم ، فلا وجود للجيش الحر فيها ، ولا وجود للكتائب الجهادية هناك . ليس في بانياس وما حولها من القرى إلا مواطنين مسالمين ، وكل ذنبهم أنهم كانوا من السابقين إلى تأييد الثورة ، والهاتفين لها بالنصر والتأييد .. إنهم أحرار يعشقون الحرية . ويضحون في سبيلها بالغالي والنفيس .. فشباب بانياس خرجوا من بانياس منذ اجتياحها في بداية الثورة بالدبابات والمدفعية ، ومنذ حملة الاعتقالات والتصفيات الجسدية آنذاك .. خرج الشباب من بانياس ، لا ليفروا بأنفسهم من الموت ، وإنما لينتقلوا من ميدان إلى ميدان .. خرج الشباب من بانياس ليقاتلوا في حلب وحمص ودمشق ودوما ودرعا ودير الزور وغيرها وغيرها .. وقد سقوا تراب الوطن بالغزير من دمائهم الزكية .. وهذا ما أحنق النظام ويحنقه على بانياس باستمرار ، إنها شوكة في عين هذا النظام المجرم منذ عام 1964 وحتى الآن ..
وهذا ما جعل المجزرة فيهم ذات طابع مختلف ، إنها مجزرة تمثل أبشع أنواع الحقد والكراهية والإجرام .. لقد اشترك في قصف هذه المدينة الطيبة ، وقراها الوادعة ، كل أسلحة الفتك والإجرام ، واستهدفت من كل جانب ، من البر والجو والبحر . واستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة والذخائر ، من طائرات ودبابات وبارجات بحرية ومدافع هاون ضخمة ، ورشاشات رباعية ، وأسلحة متوسطة وخفيفة .. وباختصار ، لقد فتحت عليها كل أبواب الجحيم .. وأمطرت مبانيها بمئات القذائف والصواريخ ، وسلطت عليها الرشاشات من السفوح القريبة منها ، ليدخل رصاصها من نوافذ المباني وأبوابها . فلم يقتصر القتل على من كانوا في الطرقات ، وإنما كان الرصاص يقتل حتى الجالس في بيته مغلقا عليه بابه .. لقد هجم عليهم الموت من كل مكان ، فقذائف تخترق الجدران ورصاص يخترق النوافذ والأبواب ، وصواريخ تزيل المباني التي تجيء في طريقها . ويختلط اللحم والدم والركام والأثاث والأنقاض ، وتختلط أصوات العويل والنحيب وبكاء النساء والأطفال بأصوات القذائف وأزيز الرصاص ... واستمر هذا المشهد قرابة العشرين ساعة ، ثم دخلت ميليشيات الإجرام ، لتجهز على من تبقى بالسواطير الحديدية والسكاكين .. لم يتورعوا عن قتل أحد .. قتلوا الأطفال والنساء والرجال والشباب والشيوخ . قتلوا حتى المرضى على الفراش . بقروا بطون الحوامل . جمعوا عشرات المدنيين ، فأدخلوهم إلى بعض المستودعات الكبيرة ، فأحرقوهم فيها وهم أحياء . وجمعوا عشرات الجثث من القتلى فصبوا عليها الأسيد لئلا يتعرف عليهم أهلوهم ...
ماذا أقول .؟ وماذا أصف .؟ هل تصدقون ما سأقول .؟ و والله إن أنكرتم قولي فأنتم معذورون .. إن هؤلاء المتوحشين قاموا بإعدام بعض المواطنين رجما بالحجارة حتى الموت ، فقد وجد بعض الشهداء مقتولا على هذه الصورة البشعة .!؟
يقتلونهم ثم يرقصون على جثثهم ، ويصرخون : لبيك يا حسين . لبيك يا أسد . لقد أحرقنا البلد ...
فهل هؤلاء بشر .؟ ما هؤلاء .؟ أمجانين هم .؟ أم وحوش على صور الآدميين .؟ وما هو ذلك الذنب الذي لا تسعه المغفرة ، ويستحق صاحبه كل هذا القتل والمعاناة والعذاب .؟؟
أيها الأحرار في مشارق سوريا ومغاربها ، لا تصدقوا ما يذاع عن عدد القتلى عبر الفضائيات ، فإن الأرقام أضعاف أضعاف ما يقال .. القتلى حتى الآن قرابة الألف ، والرقم مرشح للازدياد ، لأن كل الجرحى ينزفون في أماكنهم ، ولا أحد يستطيع الوصول إليهم ، فيستمر نزيفهم حتى الموت ، والناس يرون ذويهم يموتون أمام بيوتهم في الشوارع ، ولا يستطيعون أن ينقذوهم ، لأن كل من يخرج من بيته محكوم عليه أن يموت برصاص القناصين ، الذين يتربصون بهم من فوق المباني العالية ...
أيها الجيش الحر ، أيتها الكتائب المجاهدة ، أدركوا بانياس وريفها قبل أن تبيدهم شبيحة النظام .. دكوا معاقلهم .. اضربوا القرداحة .. اقصفوا قراهم .. تسللوا إليها في جنح الظلام ، وأذيقوهم من نفس الكاس المر ، الذي يسقوننا منه ، السن بالسن والعين بالعين والبادي أظلم .. ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ...
أيها الأحرار ، إن رأس الأفعى في القرداحة وما حولها من قرى النصيرية المجرمين .. وذنبها في الشام ، فلا تنشغلوا عن الرأس بالذنب . فسم الحية في رأسها، ولا يؤمن شرها إلا بأن يهرس رأسها .
اللهم إنا ندرأ بك في نحور هؤلاء المجرمين ، ونعوذ بك من شرورهم .