انظر إلى صورة هذا الطفل واحكم على دعاة التقارب مع مجوس إيران
بقلم : أبو ياسر السوري
رأيت هذه الصورة أثناء تطوافي بين صفحات الفيسبوك ، ورأيت أن أعرضها على ما فيها من إيلام وضغط على المشاعر الإنسانية .. لقد ترددت قليلا قبل النشر . ثم ترجح لدي أن أنشرها ، وأجعل منها رسالة لدعاة التسامح مع القتلة ، والقائلين بفتح صفحة جديدة مع المجرمين .. ثم أجعل منها نذيرا لدعاة التقارب المذهبي ، وتحذيرا لأصحاب الصدور السليمة .. أعني الهبل والمجانين ، الذين يعلنون عن ضرورة التقارب مع مجوس إيران .. ولا والله ما هم بمهابيل ، ولا مساطيل ، ولا مجانين .. وإنما هم مجرمون . ولو وضعناهم على المحك ، فقد يصدر منهم أسوأ مما يفعله جنود الباسيج الإيرانيين اليوم في أطفال سوريا ..
انظروا أيها الناس .. انظروا أيها البشر .. انظروا إلى هذه الصورة المؤلمة . إنها صورة طفل بريء ، لم يقتل ، ولم يسرق ، ولم ينهب ، ولم يهدد ، ولم يتوعد .. إنه طفل ابن سنتين فقط ، لم يذنب قط ، ولم يرتكب فاحشة ولا إثما ، ولم يسع في الأرض فسادا .. انظروا إليه ، أفلا ترونه أشبه بملاك في صورة إنسان .؟؟ أليس لهذا الصغير أم تبكيه .؟ لا . ليس له أم . لقد سبقته إلى الجنة على أيدي القتلة أنفسهم .. أليس له أب .؟ لا . لم يبق له أب فقد قتلوه هو الآخر قبل زوجته .. أليس له إخوة وأخوات .؟ لا . لا . فإن القتلة أبادوا كل إخوته وأخواته .. وكان الطفل نائما فأيقظه صراخ القتلة وجعيرهم ، وهم يرددون يا لثارات الحسين .!!؟؟ فقام من سريره يتهادى بخطواته الصغيرة ، حتى خرج من غرفته . وأبصره المجرمون . فانهالوا عليه تبضيعا بالسكاكين .. هذا يشطب ذراعه وساعده ، وذاك يبقر بطنه الصغير .. وثالث يغرس سكينه في رقبته .. ورابع في خاصرته .. وآخر يجرب السلاح الأبيض في ساقيه وقدميه . والدماء تسيل .. مختلطة بدموع الصغير وعويله .. وأمه ممددة أمامه جثة هامدة . وأبوه وإخوته وأخواته .. إن الصغير لا يدري لماذا يفعل به هؤلاء ما يفعلون .؟ ولا يعرف تفسيرا لما ينزل به من عذاب على أيدي أولئك الذئاب بل الكلاب .؟ ولعله لم يخطر لعقله الصغير أن أحدا يمكن أن يعامله بكل هذه القسوة والوحشية .. وكل ما كان في قاموسه البدائي ، أنه إذا رآه الكبار مسحوا بأيديهم على رأسه بحنان ، أو ابتسموا إليه في رقة لإشعاره بالأمان ... أو احتضنوه أو قبلوه ... وكأني بالصغير المسكين يتساءل : من هؤلاء المختلفون المتخلفون .؟ من أي كوكب هم .؟ ومن أي فصيل من المخلوقات .؟ لماذا يقتلونني وهم يضحكون ، ولماذا يجيلون سكاكينهم في جسدي وهم يتصايحون .!؟
يا دعاة التقارب مع إيران ، يا ملوك العرب ورؤساءهم ، أعرض عليكم هذه الصورة لعلها تصل عن طريق الخطأ إليكم ، فتقول لكم بلسان حالها : إياكم والدعوة إلى التقارب مع مجوس إيران .. لا تدشنوا المقرات الفخمة لاستقبالهم فيها . إن هؤلاء وحوش ، بل هم أقسى قلوبا من الوحوش .. فالحيوانات المفترسة تتعفف عن افتراس الأطفال الصغار ، طالما أنها وجدت ما عداها من الحيوانات العجماوات .. ولكن هؤلاء المجوس قد اثبتوا أن في بني الإنسان من لا ينبغي أن يحسب في عداد الإنسان ، لأنه أحط من الحيوان .
يا دعاة التقارب ، كيف جاز لكم أن تدعوا إلى التقارب مع قوم يسبون أمكم عائشة ، ويلعنون أباها .؟ بل ويكفرون أصحاب محمد أجمعين .؟ كيف يمكن التقارب مع قوم لا يؤمنون بقرآننا ، ولا بنبينا ، ولا يصلون صلاتنا ، ولا يصومون صيامنا ، وقد حولوا حجهم إلى الأضرحة والقبور .؟ وأنكروا عصمة الأنبياء ، وزعموها لآياتهم وأئمتهم .؟ كيف يمكن أن نلتقي وهؤلاء على كلمة سواء بيننا ..؟؟
يا دعاة التقارب دعونا نعش هملاً كالسائمة بلا دين ولا تعاليم ولا شرعة ولا منهاج ، فذلك خير من التقارب مع قتلة قدت قلوبهم من صخر .؟ يكنون لنا من الحقد والبغضاء ، ما لو وُزّعَ على أهل الأرض لوسعهم .؟؟؟؟؟ وقد حدثنا القرآن عن قوم لا ينطبق كلامه إلا عليهم . قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ * هَا أَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ* إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ* )