ما أقبح أن يصدر الكذب من الكبار :
بقلم : أبو ياسر السوري
يتعرض الإنسان أحيانا لأن يشكو من ألم ما يصيبه في جسده ، فيذهب إلى الطبيب ، الذي يصف له الدواء ، ويوصيه بالخلود إلى الراحة التامة . وتنظيم أوقاته بين عمله ونومه ... فما تمر عليه سوى أيام قلائل حتى يستعيد عافيته ، ويرجع إليه نشاطه ، ويستأنف الحياة من جديد ...
فماذا لو كانت شكواه نفسية .؟ وليست جسدية .؟ ماذا لو تولد لديك شعور بالإحباط مما يتناهى إلى سمعك وبصرك ، عبر القنوات أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي في النت .؟ ماذا لو علمت أن رئيسا كذابا يقتل شعبه بكل سلاح متاح ، ويخرج على العالم يقول : لئن وقفتْ 136 دولة في العالم ضد بقائي في الحكم ، فهذا لا يعني لي أي شيء . والذي يعنيني هو الشعب السوري ، فطالما أن شعبي معي فلا أكترث لما تقوله دول العالم عني ... يقول هذا ، وهو يجلب المرتزقة من لبنان والعراق وإيران ليقوموا بقتل شعبه المنتفض على حكمه صباح مساء . أليس هذا كذبا مفضوحا .؟ ما الذي يجعل رئيس دولة يكذب.؟ ألا إن الكذب قبيح ، وأقبح أنواع الكذب أن يصدر من الكبار . أو من صغير كبشار الحمار ، الذي تقمص زي الكبار .!!
وماذا لو أن دولة كأمريكا أم الحرية والديمقراطية – ولا أريد هنا أن أضرب مثلا بروسيا المجرمة المستبدة ، التي تحكم شعبها بالحديد والنار منذ أيام ستالين وحتى اليوم . لا أريد أن أتكلم عن كذب روسيا التي تمول الأسد بالسلاح عبر الجو والبر والبحر بغير حساب ، ولا ترى بذلك بأساً ، ثم ترفع صوتها بالاعتراض على بعض الدول العربية ، التي تمد يد العون للمعارضة والجيش الحر على طريقة التقطير بالقطارة ، نقطة .. نقطة .. فتنكر روسيا على من يمدنا بقليل من السلاح الخفيف ، وتراه عملا غير مشروع ، بل وتزعم أنه مخالف للقوانين الدولية ، وتقوم بدور العاهرة التي تحاضر في الفضيلة والشرف ، وهي تمارس البغاء - لهذا لن أضرب بروسيا الوضيعة مثلا على كذب الكبار ، وإنما سأتكلم عن الكذب الأمريكي . فأمريكا ما زالت تزعم أنها مع ثورات الربيع العربي ، وهي تنقلب على دوله لإفساد ثوراته في تونس وليبيا واليمن ومصر وأخيرا في سوريا . وما تزال أمريكا تزعم أنها نصيرة للحرية والديمقراطية ، وتزعم أنها تؤيد الثورات العربية المطالبة بالخلاص من حكامها الديكتاتوريين ، ثم ثبت أن هذه الدولة الكبرى تكذب . فهي تعمل من خلف الكواليس على دعم كل دكتاتور في العالم ، وإذا اضطرت إلى التخلي عن بعضهم مثل مبارك تحت ضغط مطالب شعبه ، فإنها تصر على أن تستبدل بالديكتاتور الراحل دكتاتورا جديدا ، وبالنظام الساقط نظاما يوازيه أو يتفوق عليه في الإجرام .!! أليس من العار على أمريكا أن تصرح بأن على الأسد أن يرحل ، ثم إنها لم ترفع عنه الشرعية حتى الآن ، وهي ترى ما يفعل بشعبه الأعزل .؟ بل إنها لم تتدخل لا عسكريا ولا سياسيا لرفع الظلامة عن هذا الشعب الذي يباد إبادة منظمة بالمئات كل يوم . ولو شاءت أمريكا لجم الأسد لما كلفها الأمر سوى مكالمة هاتفية تأمره فيها بما تريد .. ولن يكون من عميلها الأرنب إلا أن يسمع ويطيع .. ولكن أمريكا لم تفعل ، ولم تحاول أن توقف آلة الإجرام الأسدية ، ثم إنها تكذب عيانا بيانا ، وتعلن للعالم : أنها مع الربيع العربي السوري ، وأنها بريئة مما يفعله بشار الأسد بشعبه .!؟ فلماذا يا أمريكا إذن تحظرين السلاح عن الجيش الحر .؟ لماذا تسمحين لروسيا بتسليح القاتل .؟ لماذا لا تنكرين على إيران تدخلها السافر والسافل عسكريا وماليا ودبلوماسيا لقتل الشعب السوري .؟ لماذا تسكتين على تدخل حزب اللات وقتاله مع الأسد ضد السوريين .؟ لماذا يا أمريكا تقرين بهذا الكم الهائل من الإجرام ، الواقع على جزء من أبناء هذا الكوكب ، الذي تزعمين أنك الدولة الكبرى فيه ، مع أنه يمكنك إحقاق الحق وإبطال الباطل فيه .؟؟؟ لو سألنا أمريكا هذه الأسئلة ، فإنه لن يكون لديها جواب .!! لأنه لا جواب لدى الكذاب إلا السكوت ... وما أقبح أن يكذب الكبار .!!؟؟
وحتى الأمم المتحدة تكذب أيضا . وقد تجلى ذلك بعد الثورة السورية ، مما ولد لدى كثير من شعوب الأرض المظلومة ، قناعة بأنه يجب تغيير اسم فروع هذه المنظمة ، التي بات فعلها يخالف قولها ، وصارت تصرفاتها على نقيض ما أنشئت من أجله .. لقد أنشئت يوم أنشئت لترعى حقوق الإنسان ، ولتمكنه من العيش بأمان .. فصارت تؤيد الحاكم الذي ينتهك حقوق الإنسان في كل مكان .. فهي حين ترسل عناصرها ذوي القبعات الزرق لفض النزاعات في العالم ، تنحاز للقتلة ضد الضحايا ، حصل هذا في كوسوفو وبورما وغيرها من بلاد الله . لهذا صار من الضروري أن نسمي مجلس الأمن في هذه المنظمة الدولية ، بمجلس الخوف والرعب . وأن نسمي منظمة حقوق الإنسان ، بمنظمة تدمير الإنسان . وصار لزاما أن ننزع كفا من يد هذه المنظمة الفاشلة ، التي صارت غطاء لظلم الظلمة في العالم كله ، وباتت عدوة للإنسان ، فأمينها يخون ، ومنظماتها تخون ، وهيئاتها تخون ، وكل كيانها بات قائما على الخيانة والكذب . وما أقبح الكذب من الكبار .!
ولو تخطينا هؤلاء وأولئك ، ونظرنا إلى ما يجري على الساحات المعنية بالشأن السوري اليوم ، لوجدنا : أن بعض السياسيين ينافق ويكذب ليضمن لنفسه هبرة كبيرة من غنيمة المستقبل .. ولوجدنا شيوخا ووعاظا وإسلاميين يكذبون أيضا .. فهم يسافرون إلى تركيا ، ليتصوروا في المخيمات ، ويسجلوا لأنفسهم موقفا ، يثبت لهم حق الزعامة في المستقبل ، فقد رأيت صورة لأحدهم ، وقد سافر إلى تركيا ، ومنها إلى حلب ، ليأخذ الصور مع العقيد العقيدي ، وقد وضع كل منهما يده على كتف صاحبه ، على هيئة لا تدعك تشك في أنها صورة ما أريد بها وجه الله .. فما أقبح أن يكذب السياسي على شعبه ، وما أقبح أن يكذب العالم على الخلق والخالق .
لقد سقطت كل هذه الرموز المزيفة من دجاجلة العصر .. وصار المقاتلون السوريون لا يمجدون الكذابين ، سواء أكان الكذاب دولة أو منظمة أو رئسا أو سياسيا أو رجل دين . لقد سقطت كل الأقنعة .. وعرف الشعب طريقه إلى النصر .. إنه الصدق مع الله ..
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الأحد أبريل 21, 2013 3:49 pm عدل 1 مرات
بقلم : أبو ياسر السوري
يتعرض الإنسان أحيانا لأن يشكو من ألم ما يصيبه في جسده ، فيذهب إلى الطبيب ، الذي يصف له الدواء ، ويوصيه بالخلود إلى الراحة التامة . وتنظيم أوقاته بين عمله ونومه ... فما تمر عليه سوى أيام قلائل حتى يستعيد عافيته ، ويرجع إليه نشاطه ، ويستأنف الحياة من جديد ...
فماذا لو كانت شكواه نفسية .؟ وليست جسدية .؟ ماذا لو تولد لديك شعور بالإحباط مما يتناهى إلى سمعك وبصرك ، عبر القنوات أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي في النت .؟ ماذا لو علمت أن رئيسا كذابا يقتل شعبه بكل سلاح متاح ، ويخرج على العالم يقول : لئن وقفتْ 136 دولة في العالم ضد بقائي في الحكم ، فهذا لا يعني لي أي شيء . والذي يعنيني هو الشعب السوري ، فطالما أن شعبي معي فلا أكترث لما تقوله دول العالم عني ... يقول هذا ، وهو يجلب المرتزقة من لبنان والعراق وإيران ليقوموا بقتل شعبه المنتفض على حكمه صباح مساء . أليس هذا كذبا مفضوحا .؟ ما الذي يجعل رئيس دولة يكذب.؟ ألا إن الكذب قبيح ، وأقبح أنواع الكذب أن يصدر من الكبار . أو من صغير كبشار الحمار ، الذي تقمص زي الكبار .!!
وماذا لو أن دولة كأمريكا أم الحرية والديمقراطية – ولا أريد هنا أن أضرب مثلا بروسيا المجرمة المستبدة ، التي تحكم شعبها بالحديد والنار منذ أيام ستالين وحتى اليوم . لا أريد أن أتكلم عن كذب روسيا التي تمول الأسد بالسلاح عبر الجو والبر والبحر بغير حساب ، ولا ترى بذلك بأساً ، ثم ترفع صوتها بالاعتراض على بعض الدول العربية ، التي تمد يد العون للمعارضة والجيش الحر على طريقة التقطير بالقطارة ، نقطة .. نقطة .. فتنكر روسيا على من يمدنا بقليل من السلاح الخفيف ، وتراه عملا غير مشروع ، بل وتزعم أنه مخالف للقوانين الدولية ، وتقوم بدور العاهرة التي تحاضر في الفضيلة والشرف ، وهي تمارس البغاء - لهذا لن أضرب بروسيا الوضيعة مثلا على كذب الكبار ، وإنما سأتكلم عن الكذب الأمريكي . فأمريكا ما زالت تزعم أنها مع ثورات الربيع العربي ، وهي تنقلب على دوله لإفساد ثوراته في تونس وليبيا واليمن ومصر وأخيرا في سوريا . وما تزال أمريكا تزعم أنها نصيرة للحرية والديمقراطية ، وتزعم أنها تؤيد الثورات العربية المطالبة بالخلاص من حكامها الديكتاتوريين ، ثم ثبت أن هذه الدولة الكبرى تكذب . فهي تعمل من خلف الكواليس على دعم كل دكتاتور في العالم ، وإذا اضطرت إلى التخلي عن بعضهم مثل مبارك تحت ضغط مطالب شعبه ، فإنها تصر على أن تستبدل بالديكتاتور الراحل دكتاتورا جديدا ، وبالنظام الساقط نظاما يوازيه أو يتفوق عليه في الإجرام .!! أليس من العار على أمريكا أن تصرح بأن على الأسد أن يرحل ، ثم إنها لم ترفع عنه الشرعية حتى الآن ، وهي ترى ما يفعل بشعبه الأعزل .؟ بل إنها لم تتدخل لا عسكريا ولا سياسيا لرفع الظلامة عن هذا الشعب الذي يباد إبادة منظمة بالمئات كل يوم . ولو شاءت أمريكا لجم الأسد لما كلفها الأمر سوى مكالمة هاتفية تأمره فيها بما تريد .. ولن يكون من عميلها الأرنب إلا أن يسمع ويطيع .. ولكن أمريكا لم تفعل ، ولم تحاول أن توقف آلة الإجرام الأسدية ، ثم إنها تكذب عيانا بيانا ، وتعلن للعالم : أنها مع الربيع العربي السوري ، وأنها بريئة مما يفعله بشار الأسد بشعبه .!؟ فلماذا يا أمريكا إذن تحظرين السلاح عن الجيش الحر .؟ لماذا تسمحين لروسيا بتسليح القاتل .؟ لماذا لا تنكرين على إيران تدخلها السافر والسافل عسكريا وماليا ودبلوماسيا لقتل الشعب السوري .؟ لماذا تسكتين على تدخل حزب اللات وقتاله مع الأسد ضد السوريين .؟ لماذا يا أمريكا تقرين بهذا الكم الهائل من الإجرام ، الواقع على جزء من أبناء هذا الكوكب ، الذي تزعمين أنك الدولة الكبرى فيه ، مع أنه يمكنك إحقاق الحق وإبطال الباطل فيه .؟؟؟ لو سألنا أمريكا هذه الأسئلة ، فإنه لن يكون لديها جواب .!! لأنه لا جواب لدى الكذاب إلا السكوت ... وما أقبح أن يكذب الكبار .!!؟؟
وحتى الأمم المتحدة تكذب أيضا . وقد تجلى ذلك بعد الثورة السورية ، مما ولد لدى كثير من شعوب الأرض المظلومة ، قناعة بأنه يجب تغيير اسم فروع هذه المنظمة ، التي بات فعلها يخالف قولها ، وصارت تصرفاتها على نقيض ما أنشئت من أجله .. لقد أنشئت يوم أنشئت لترعى حقوق الإنسان ، ولتمكنه من العيش بأمان .. فصارت تؤيد الحاكم الذي ينتهك حقوق الإنسان في كل مكان .. فهي حين ترسل عناصرها ذوي القبعات الزرق لفض النزاعات في العالم ، تنحاز للقتلة ضد الضحايا ، حصل هذا في كوسوفو وبورما وغيرها من بلاد الله . لهذا صار من الضروري أن نسمي مجلس الأمن في هذه المنظمة الدولية ، بمجلس الخوف والرعب . وأن نسمي منظمة حقوق الإنسان ، بمنظمة تدمير الإنسان . وصار لزاما أن ننزع كفا من يد هذه المنظمة الفاشلة ، التي صارت غطاء لظلم الظلمة في العالم كله ، وباتت عدوة للإنسان ، فأمينها يخون ، ومنظماتها تخون ، وهيئاتها تخون ، وكل كيانها بات قائما على الخيانة والكذب . وما أقبح الكذب من الكبار .!
ولو تخطينا هؤلاء وأولئك ، ونظرنا إلى ما يجري على الساحات المعنية بالشأن السوري اليوم ، لوجدنا : أن بعض السياسيين ينافق ويكذب ليضمن لنفسه هبرة كبيرة من غنيمة المستقبل .. ولوجدنا شيوخا ووعاظا وإسلاميين يكذبون أيضا .. فهم يسافرون إلى تركيا ، ليتصوروا في المخيمات ، ويسجلوا لأنفسهم موقفا ، يثبت لهم حق الزعامة في المستقبل ، فقد رأيت صورة لأحدهم ، وقد سافر إلى تركيا ، ومنها إلى حلب ، ليأخذ الصور مع العقيد العقيدي ، وقد وضع كل منهما يده على كتف صاحبه ، على هيئة لا تدعك تشك في أنها صورة ما أريد بها وجه الله .. فما أقبح أن يكذب السياسي على شعبه ، وما أقبح أن يكذب العالم على الخلق والخالق .
لقد سقطت كل هذه الرموز المزيفة من دجاجلة العصر .. وصار المقاتلون السوريون لا يمجدون الكذابين ، سواء أكان الكذاب دولة أو منظمة أو رئسا أو سياسيا أو رجل دين . لقد سقطت كل الأقنعة .. وعرف الشعب طريقه إلى النصر .. إنه الصدق مع الله ..
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الأحد أبريل 21, 2013 3:49 pm عدل 1 مرات