الخطيب: لن نسمح باستخدام ذريعة الإرهابيين لتدمير سورية
هيتو رئيساً لحكومة المعارضة: لا حوار مع النظام الأسدي
هيتو رئيساً لحكومة المعارضة: لا حوار مع النظام الأسدي
اسطنبول - ا ف ب, رويترز:
رفض رئيس حكومة المعارضة السورية غسان هيتو, في خطاب ألقاه في اسطنبول امس بعد ساعات على انتخابه, اي حوار مع نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال هيتو, في مؤتمر صحافي, "لا يمكن لأي قوة في العالم ان تفرض على شعبنا خيارات لا يرتضيها, ونؤكد لشعبنا السوري العظيم ان لا حوار مع النظام الأسدي", مشدداً على أن أولوية حكومته ستكون إدارة المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وكان هيتو انتخب فجر امس في اجتماع الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية المنعقد في اسطنبول رئيساً لحكومة موقتة, تستقر في الاراضي الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.
وردا على سؤال عما اذا كان اعلان هيتو يعني سقوط مبادرة رئيس الائتلاف المعارض احمد معاذ الخطيب في شأن التحاور مع ممثلين عن النظام, قال الخطيب ان "النظام هو من أنهى المبادرة قبل ان يكون هناك رئيس حكومة".
وأوضح أن اقتراحه المشروط للتفاوض مع ممثلين عن النظام الذي اطلقه في نهاية يناير الماضي, كان من أجل "تخفيف المعاناة عن الشعب السوري وقد حاول البعض في المجتمع الدولي استغلالها من أجل اقامة حوار مع النظام, لكن النظام أسقط المبادرة من الاساس".
وكان الخطيب اشترط للجلوس مع ممثلين عن النظام خارج سورية إطلاق "160 الف معتقل" في السجون السورية.
وقال عضو في الائتلاف, رافضاً الكشف عن اسمه, ان "المجلس الوطني" السوري, ابرز مكونات الائتلاف والذي كان معارضا لمبادرة الخطيب, ربط موافقته على تشكيل حكومة موقتة بإعلان رفض الحوار مع النظام, مضيفاً "بعد أن تم الاتفاق على ذلك, دعم المجلس هيتو" في الانتخابات.
وقبل أن يتحدث هيتو في المؤتمر الصحافي أمس, شن الخطيب هجوماً لاذعاً على المجتمع الدولي على خلفية عدم تحركه إزاء استمرار نزيف الدم السوري, مشدداً على أن المتطرفين الذين يقاتلون النظام لايمثلون الشعب السوري, داعياً الدول التي تدعمهم إلى سحبهم من سورية
لكن الخطيب كرر في الوقت عينه أن وقف نزيف الدم "أهم بكثير من طول لحى" مقاتلي المعارضة, وبالتالي على المجتمع الدولي التوقف عن الحديث عن المتطرفين والإرهابيين, مشدداً على أن الثوار لن يسمحوا باستخدام ذريعة الإرهابيين لتدمير سورية كما استخدمت ذريعة أسلحة الدمار الشامل لتدمير العراق.
وبشأن مهام الحكومة الموقتة, أوضح عضو في ائتلاف المعارضة أنه سيتعين علي هيتو السعي لتدبير 500 مليون دولار على الاقل شهريا للحكومة بهدف تقديم الخدمات واعادة فتح المدارس ودفع رواتب موظفي الحكومة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
واضاف "الآن لدينا فرصة. فعلى الاقل تم اختيار شخص كفؤ ويمكنه ان يبدأ. لو كنا تأخرنا لاي فترة اخرى في تسمية رئيس للوزراء لأصبح الوقت متأخراً جداً".
وحصل هيتو على 35 صوتاً من أصل 49 خلال الانتخابات, بعد 14 ساعة من المشاورات بين نحو 70 عضوا يتألف منهم ائتلاف المعارضة.
ووصف بعض الاعضاء هيتو بأنه مرشح تسوية مرضية للاسلاميين والليبراليين في المعارضة على حد سواء, لكن عدداً كبيراً من اعضاء الائتلاف رفضوا المشاركة في عملية التصويت ما يدل على استمرار الخلافات داخل المعارضة.
ومن أبرز المنسحبين من التصويت, الزعيم القبلي أحمد جربا والمعارضان وليد البني وكمال اللبواني, احتجاجا على ما قالوا انه مسعى متسرع مدعوم من الخارج لاختيار هيتو, لكن أنصار الأخير أكدوا أنه رجل مؤهل لا تشوبه شائبة من الصراعات السياسية الداخلية في الائتلاف.
وقالت مصادر في الائتلاف انه تم انتخاب هيتو بتأييد من الامين العام للائتلاف مصطفى صباغ وهو رجل أعمال له صلات قوية في الخليج وكذلك من جماعة "الاخوان المسلمين" التي تحظى بتأثير قوي على كتلة كبيرة في الائتلاف.
ولم يعرف بعد نوع العلاقة التي ستقوم بين هيتو والخطيب الذي يقوم بدور رجل الدولة وأبدى فتورا ازاء تشكيل حكومة.
وقال محمد قداح ممثل الائتلاف من درعا مهد الانتفاضة "تم التوصل الى شبه اجماع على هيتو. وهو رجل عملي ذو خبرة في الادارة ومنفتح للمناقشة. وقد وعد بالتشاور على نطاق واسع قبل اختيار الوزراء وألا يعين إلا من له خبرة طويلة".
من جهته, قال لؤي صافي, وهو عضو آخر في الائتلاف, انه من المتوقع ان يقوم هيتو بتشكيل حكومة تضم وزيري الدفاع والخارجية مع التركيز أيضاً على الحقائب الوزارية للخدمات.
وأضاف "هذه الحكومة ستقوم أساسا بتوفير الخدمات في المناطق المحررة", و"هيتو يملك القدرات الفنية التي تتوقعونها من خبير فني ولديه أيضا حس سياسي وهو مفاوض جيد. وسيكون ممثلا جيدا أمام المجتمع الدولي".