الراعي عند بشار أين مصلحة المسيحيين؟
طبعاً، ما كان ينقص بشار الأسد دعماً يأتيه من بطريرك الموارنة في لبنان بشارة الراعي، لاستمراره في ارتكاب المجازر ضد السوريين، وهو يتباهى بأن أكثر من ثلاثة ارباع البشرية تقف معه بدرجات متفاوتة من الصين وروسيا وإيران، إلى أميركا والبرازيل، ومن الهند إلى جنوبي افريقيا. وما كان ينقص بشارة الراعي، إبراز اسم جبهة النصرة التي تقاتل عصابات بشار حتى يذهب إلى دمشق، ليبدو انه متضامن مع المجرم ضد التطرف الاسلامي، الذي أعطاه موقف واشنطن المشجع لبشار، مبرر التواجد في صورة الصراع من أجل الحرية والكرامة، ورفع الظلم عن السوريين. غير ان السؤال الأهم في الأمر، هو لماذا ذهب الراعي إلى دمشق في هذه الأيام؟ هل كان دافعه دينياً؟ أي هل ذهب الراعي عند بشار الاسد بهدف دفعه إلى وقف الظلم المفروض على الشعب السوري منذ نصف قرن؟ هل يطلب الراعي من بشار، أن يطلق سراح عشرات آلاف المعتقلين ظلماً وعدواناً؟ هل راح الراعي سائلاً بشار عن دماء مائة ألف قتيل سوري سقطوا خلال ثورة السوريين هذه من أجل كرامتهم وحريتهم؟ وعن 400 ألف جريح وملايين المهجرين والنازحين الذين راحوا ضحايا عصاباته الاجرامية. هل يطلب الراعي من بشار أن يوقف قصف السوريين في ملاجئهم وأمام مخابزهم بالطائرات والصواريخ والمدفعية والقنابل العنقودية، وبعض أنواع من أسلحة كيميائية متطورة؟ ألا يدعوه الدين لأن يقف ضد الظلم والعدوان وأن يكشف الظالم والمجرم والمتوحش؟ طيب، إذا لم يكن هدف زيارة الراعي إلى سوريا دينياً؟ فما هي صفته إذن؟ هل ذهب ليظهر الراعي كسياسي أدلى بدلوه وقوفاً مع بشار كما إيران وروسيا وحزب الله وميشال عون.. ضد التطرف السني المهدد للمسيحيين في سوريا؟ أليس في هذا تبنياً لموقف بشار الزاعم انه يحارب دفاعاً عن الاقليات في سوريا، ومنهم المسيحيون؟ أليس في هذا الموقف مقامرة بحياة ما تبقى من المسيحيين في هذا الشرق.. إذا توهم الراعي ان بشار هو حامي حماهم، وان السنّة هم الذين يهددون وجودهم؟ ماذا لو سقط بشار بعد فترة تطول أو تقصر؟ هل يحاسب نفسه على انه وقف إلى الجانب المخطىء.. بل صاحب الخطايا.. ماذا يفعل؟ جاء الراعي بطريركاً للموارنة في لبنان، انعكاساً لوجود بابا في الفاتيكان اسمه بنديكتوس، نصّب في موقعه الكنسي ليجابه التطرف الاسلامي السني في العالم.. قد يكون هذا صحيحاً؟ فهل يرضى الراعي الانخراط في هذه المجابهة في هذا الشرق؟ أخشى ما نخشاه أن تتسع الجبهة التي تدعم استمرار بشار في جرائمه للوصول بسوريا إلى دولة فاشلة.. فتتحقق أمنية إسرائيل بتفتيت سوريا، وتتواجه دويلاتها أو ميليشياتها كما في الصومال.. فما هي مصلحة المسيحيين في سوريا بل في هذا الشرق؟ نرجو أن يكون الراعي قد أجرى حساباته بدقة قبل ان يتخذ قراره بدعم بشار بهذه الزيارة.. رمى ميشال عون بيضه كله في سلة بشار، عله يجعله يوماً رئيساً
للبنان.. فما هي مصلحة بشارة الراعي يا ترى؟
حسن صبرا