نقطة . انتهى الكلام ...
بقلم : أبو ياسر السوري
قرأت تعليقا لأحدهم يقول : ( إن لم يتحرك العرب ، فستضيع سوريا غربا ، كما ضاعت العراق شرقا ) . وقد هزتني هذه الكلمات الصادقة ، التي فاتني أن أحفظ اسم قائلها لأرفع له التحية بكل التقدير والامتنان ..
وأحب أن أضيف إلى هذا القول : " إنه إن بقي العرب يتعاملون مع القضية السورية ، بنفس الطريقة التي تعاملوا فيها مع القضية الفلسطينية ، فسوف تضيع سوريا كما ضاعت فلسطين .. ولكنْ لن تضيع سوريا هذه المرة وحدها ، وإنما هنالك احتمال أن تضيع الأمة العربية كلها في إثرها ، وأخشى ما أخشاه أن يضيع بضياع سوريا ممالك ، وتسقط عروش ، ويُخفَضَ قومٌ ، ويُرفَعَ آخرون ...
فالشعب السوري قد اتعظ مما حصل لأشقائه الفلسطينيين . فلم ينم على أيدي هذه الزعامات المتخاذلة ، ولم يطمئن إلى صدق نواياهم ، ولم يعلق الآمال على نصرتهم .. لقد خرج هذا الشعب يطالب بحقه المغتصب بالكلمة ، ويهتف للحرية ، رافعا شعار ( السلمية ) .. فقوبل بالرصاص الحي . وتقاطرت قوافل الشهداء .. وتطلع السوريون إلى أشقائهم العرب، فلم يكترث لموتهم أحد . واستمرت المعاناة ستة شهور ، كان الصمت فيها مخيما على أعضاء الجامعة العربية ، تخييم الصمت على أصحاب القبور .
واستمرت الحال على هذا المنوال .. الثوار لا يرجعون عن مطلبهم ، والنظام لا يكف عن المضي في قتلهم .. والعرب صامتون ، يرقبون المشهد من بعيد ، وإسرائيل قلقة خوفا من سقوط الأسد ، الذي منحها هو ووالده الأمان التامَّ على مدى أربعة عقود . وتحدثت وسائل الإعلام تقول : إن عجائز إسرائيل تصلي وتدعو للأسد بطول البقاء .. يا سبحان الله ، وهل تحولت إسرائيل إلى ممانعة مقاومة ضد نفسها ,!؟
أما زعماء الأمة العربية ، فقد تبين أخيرا أنهم كانوا يشاطرون إسرائيل الأماني ، ويتخوفون مثلها من سقوط الأسد .. فسقوطه في نظرهم يعني سقوط حاكم عربي من على كرسيه . وحكام العرب أشبه بحبات السبحة ، إذا انقطع سلكها ، وسقطت إحدى حباتها ، انفرط العقد ، وتساقطت وراءها سائر الحبات ...
وإذا كان هذا حال العرب في صمتهم على ما يجري ، فطبيعي أن يصمت المجتمع الدولي على ما يجري ، وكأنه لا يجري .. وكأنه لم يكن هنالك شعب يباد ، وكأن الذين يبادون ليسوا من البشر ، ولا حق لهم في البقاء على قيد الحياة ..
وهنا ، اضطر السوريون إلى حمل السلاح ، حملوا السلاح للدفاع عن حياتهم المهددة بالذهاب ، وأعراضهم المنتهكة بالاغتصاب ، بعدما أسلمهم الجميع للوحش المفترس .. نعم لقد حملنا السلاح كرها ، وما كان بودنا أن يقتل السوري شريكه في الوطن . وما كان بودنا أن يلحق بسوريا كل هذا الموت والخراب والدمار ...
وماذا بعد .؟؟
سنعلنها صرخة مدوية ، تهز الآفاق ، ونقول لكل البشر : يا سكان هذا الكوكب ، لتعلموا جميعا ، أننا لن نلقي السلاح ، ولن نكف عن مقاومة القتلة ، ولن تخيفنا إيران المشاركة في دمائنا .. ولا روسيا التي تمد القتلة بالسلاح .. ولن نرتمي في أحضان الغرب أو الشرق طلبا للخلاص .. لقد عرفنا أن الأسد مجرم ، وأن العالم كله شريك له في الإجرام .. سنمضي في الدفاع عن حقنا في الحياة حتى النهاية ، وسوف نتقدم في نضالنا وجهادنا ، حتى نتمكن من هؤلاء القتلة المجرمين ، ونخرجهم من جحورهم وننتزع منهم حريتنا ، وننفذ فيهم حق القصاص بأيدينا .. وما مات حق وراءه مطالب ..
لن يحكمنا آل الأسد بعد اليوم ، ولن يكون لإيران ولا لروسيا موطئ قدم في سوريا ، ولن نغفر لكل من خذلنا ، واكتفى بالنظر إلى معاناتنا من بعيد ..
أيها السياسيون السوريون : كفوا عن الأكاذيب ، دعوكم من المجاملة والمداهنة ، وخلوا السياسة والدبلوماسية للكذابين المنافقين .. كاشفوا الغرب والشرق ، وقولوا لهم بمنتهى الصراحة : سوف نقاتل الدنيا بأسرها لو اجتمعت على قتالنا . فإما أن ننتصر ونعيش أحرارا كراما ، وإما نمضي للشهادة في سبيل الله أحرارا كراما...
نقطة . انتهى الكلام ...
بقلم : أبو ياسر السوري
قرأت تعليقا لأحدهم يقول : ( إن لم يتحرك العرب ، فستضيع سوريا غربا ، كما ضاعت العراق شرقا ) . وقد هزتني هذه الكلمات الصادقة ، التي فاتني أن أحفظ اسم قائلها لأرفع له التحية بكل التقدير والامتنان ..
وأحب أن أضيف إلى هذا القول : " إنه إن بقي العرب يتعاملون مع القضية السورية ، بنفس الطريقة التي تعاملوا فيها مع القضية الفلسطينية ، فسوف تضيع سوريا كما ضاعت فلسطين .. ولكنْ لن تضيع سوريا هذه المرة وحدها ، وإنما هنالك احتمال أن تضيع الأمة العربية كلها في إثرها ، وأخشى ما أخشاه أن يضيع بضياع سوريا ممالك ، وتسقط عروش ، ويُخفَضَ قومٌ ، ويُرفَعَ آخرون ...
فالشعب السوري قد اتعظ مما حصل لأشقائه الفلسطينيين . فلم ينم على أيدي هذه الزعامات المتخاذلة ، ولم يطمئن إلى صدق نواياهم ، ولم يعلق الآمال على نصرتهم .. لقد خرج هذا الشعب يطالب بحقه المغتصب بالكلمة ، ويهتف للحرية ، رافعا شعار ( السلمية ) .. فقوبل بالرصاص الحي . وتقاطرت قوافل الشهداء .. وتطلع السوريون إلى أشقائهم العرب، فلم يكترث لموتهم أحد . واستمرت المعاناة ستة شهور ، كان الصمت فيها مخيما على أعضاء الجامعة العربية ، تخييم الصمت على أصحاب القبور .
واستمرت الحال على هذا المنوال .. الثوار لا يرجعون عن مطلبهم ، والنظام لا يكف عن المضي في قتلهم .. والعرب صامتون ، يرقبون المشهد من بعيد ، وإسرائيل قلقة خوفا من سقوط الأسد ، الذي منحها هو ووالده الأمان التامَّ على مدى أربعة عقود . وتحدثت وسائل الإعلام تقول : إن عجائز إسرائيل تصلي وتدعو للأسد بطول البقاء .. يا سبحان الله ، وهل تحولت إسرائيل إلى ممانعة مقاومة ضد نفسها ,!؟
أما زعماء الأمة العربية ، فقد تبين أخيرا أنهم كانوا يشاطرون إسرائيل الأماني ، ويتخوفون مثلها من سقوط الأسد .. فسقوطه في نظرهم يعني سقوط حاكم عربي من على كرسيه . وحكام العرب أشبه بحبات السبحة ، إذا انقطع سلكها ، وسقطت إحدى حباتها ، انفرط العقد ، وتساقطت وراءها سائر الحبات ...
وإذا كان هذا حال العرب في صمتهم على ما يجري ، فطبيعي أن يصمت المجتمع الدولي على ما يجري ، وكأنه لا يجري .. وكأنه لم يكن هنالك شعب يباد ، وكأن الذين يبادون ليسوا من البشر ، ولا حق لهم في البقاء على قيد الحياة ..
وهنا ، اضطر السوريون إلى حمل السلاح ، حملوا السلاح للدفاع عن حياتهم المهددة بالذهاب ، وأعراضهم المنتهكة بالاغتصاب ، بعدما أسلمهم الجميع للوحش المفترس .. نعم لقد حملنا السلاح كرها ، وما كان بودنا أن يقتل السوري شريكه في الوطن . وما كان بودنا أن يلحق بسوريا كل هذا الموت والخراب والدمار ...
وماذا بعد .؟؟
سنعلنها صرخة مدوية ، تهز الآفاق ، ونقول لكل البشر : يا سكان هذا الكوكب ، لتعلموا جميعا ، أننا لن نلقي السلاح ، ولن نكف عن مقاومة القتلة ، ولن تخيفنا إيران المشاركة في دمائنا .. ولا روسيا التي تمد القتلة بالسلاح .. ولن نرتمي في أحضان الغرب أو الشرق طلبا للخلاص .. لقد عرفنا أن الأسد مجرم ، وأن العالم كله شريك له في الإجرام .. سنمضي في الدفاع عن حقنا في الحياة حتى النهاية ، وسوف نتقدم في نضالنا وجهادنا ، حتى نتمكن من هؤلاء القتلة المجرمين ، ونخرجهم من جحورهم وننتزع منهم حريتنا ، وننفذ فيهم حق القصاص بأيدينا .. وما مات حق وراءه مطالب ..
لن يحكمنا آل الأسد بعد اليوم ، ولن يكون لإيران ولا لروسيا موطئ قدم في سوريا ، ولن نغفر لكل من خذلنا ، واكتفى بالنظر إلى معاناتنا من بعيد ..
أيها السياسيون السوريون : كفوا عن الأكاذيب ، دعوكم من المجاملة والمداهنة ، وخلوا السياسة والدبلوماسية للكذابين المنافقين .. كاشفوا الغرب والشرق ، وقولوا لهم بمنتهى الصراحة : سوف نقاتل الدنيا بأسرها لو اجتمعت على قتالنا . فإما أن ننتصر ونعيش أحرارا كراما ، وإما نمضي للشهادة في سبيل الله أحرارا كراما...
نقطة . انتهى الكلام ...