بشار الأسد ومسلسل الاغتيالات :
بقلم : أبو ياسر السوري
لعلكم تذكرون نبأ وفاة مدير مكتب الأسد ، الذي كتبت عنه صحيفة الشرق الأوسط في عددها ليوم الجمعة 4/1/2013 بالمانشيست العريض ، تحت عنوان (غموض حول أسباب وفاة مدير مكتب الأسد ) ثم وضحت الصحيفة احتمالين لوفاة اللواء محمد خير عثمان ، الذي كان يعمل في القصر منذ أيام الأسد الأب ، واستمر في خدمة القصر لدى الأسد الابن حتى عام 2004م ، ثم أحيل للتقاعد ، ليتفرغ للعمل في مكتب الشؤون الإدارية والمالية الخاص ببشار الأسد . وقد ذكرت الصحيفة أن الفقيد جركسي من بلدة قدسيا ..
وذكرت الصحيفة أيضا أن مصدراً في الجيش الحر يؤكّد اقتناصه بطلق ناري من بعيد .. بينما يزعم إعلام النظام إنّه توفي إثر نوبة قلبية .. إذن فالمصدران متفقان على أن اللواء عثمان قد مات ، وأنه قد دفن في بلدته قدسيا يوم الأربعاء الموافق : 2/1/ 2013 من الشهر الجاري ، ولكنهما مختلفان في كيفية موته .
نحر اللواء عثمان :
موت اللواء عثمان يذكرنا بموت غازي كنعان عام 2005 بدعوى أنه
انتحر بطقتين في رأسه .. ويذكرنا بموت رئيس الوزراء السابق محمود الزعبي منتحرا بخمس طلقات في فمه .. ويذكرنا كذلك باغتيال العميد محمد سليمان في طرطوس عام 2008 وكان مستشارا لبشار الأسد ، وضابط ارتباط بين بشار وحزب الشيطان وإيران ، ولا يستبعد أن يكون على دراية باشتراك بشار بمقتل الحريري وغازي كنعان .
وقد علم السوريون أن كنعان والزعبي لم ينتحرا ، وإنما نحر كل منهما بعدة طلقات في الرأس .. واتهم بأنه انتحر .. أما اللواء عثمان فالأرجح أنه نحر بطلقة من قرب ، للتخلص بقتله من شاهد إثبات على جرائم آل الأسد في السابق واللاحق ..
مبررات نحره :
إن هذا اللواء كان يعمل لدى الأسد الأب في القصر الجمهوري بمهمة أمنية خاصة ، واستمر في خدمته للقصر حتى عام 2004 حيث أحيل للتقاعد ، وكلف بالعمل في مكتب الشؤون الإدارية والمالية الخاص ببشار الأسد ... ونظراً لقرب رحيل هذا الأسد اللص ، فقد صار من المستحسن تصفية كل عميل يمكن أن يشكل عليه خطرا فيما بعد ، وهذا العميل واحدا منهم ، لأن طول خدمته في القصر الجمهوري ، مكنه من معرفة الكثير عن جرائم سكان القصر وسرقاتهم ، وصار التخلص منه ضروريا ، وتلك عادة قديمة لهذه العائلة الأسدية . فقد اعتادوا أن يتخلصوا من عملائهم الواحد بعد الآخر ، لأن بقاءهم قد يشكل خطرا عليهم عند وقوع المحذور وتعرضهم للحساب ...
والمرجح أن اللواء عثمان قد تمت تصفيته لئلا يكون شاهد إثبات على سرقات صاحب القصر الجمهوري ، ولئلا يكون خطرا على كبار رجال حاشيته اللصوص من آل مخلوف وشاليش ... فقد كان يعرف أسراراً لا يراد لها أن تنكشف . كان يعرف أن رصيد الذهب للعملة السورية ، قد سرق كله ، ووضع برسم الأمانة في يد روسيا ... وكان يعرف أن إيران وروسيا تديران عمليات الحرب على الشعب السوري من القصر الجمهوري .. وكان يعرف أن مئات من ضباط السنة قد تمت تصفيتهم بصمت ، ولم يسمع بموتهم أحد ، وأن جثامينهم قد نقلت فألقيت في عرض البحر ، وأن آلافاً آخرين منهم ما زالوا ينزلون ضيوفا في الجناح الأحمر من سجن صيدنايا ، وأنهم يتعرضون لأشد التعذيب والإذلال ... ولعل هذا اللواء كان يعرف أسرارا أخطر من هذا وذاك ، مما يجعل بقاءه على قيد الحياة خطرا على كبار شخصيات هذه العصابة الحاكمة ، لذلك تقرر أن يصفى ، وتدفن معه أسرارهم .
مشاركة النظام في قتله :
وهنا قد يستشكل في أن الثوار قد أعلنوا مسؤوليتهم عن قتله بالقنص من بعيد .. ونحن لا نكذب الثوار في أنهم قاموا بقنصه ، كما لا نبرئ النظام في مشاركته بقتله . فنقول : لما قرر النظام التخلص من اللواء عثمان ، باعه للثوار ، ومكنهم من قنصه ، بتسريب معلومات عن زمان ومكان تحركه ، مما أتاح الفرصة إلى قنصه من قبل الثوار .. ولكن إصابته بالقنص جاءت في الظهر ولم تكن قاتلة .. فأجهز النظام عليه بطلقة في رأسه .. وهكذا يكون دم الرجل بين الطرفين . مسكين مات غير مأسوف عليه من أحد ...
إن الأسد يتذاكى على العالم كله .. وهو يظن أنه قادر أن يخدع القضاة في محكمة لاهاي . ويقنعهم بأنه لم يقتل الحريري . ولا الزعبي ، ولا كنعان . ولا سليمان .. ولا عشرات المغدورين ممن سنعلم غدا بأنه هو الذي قتلهم .. قد يخيل للأسد أنه سيفلت من العقاب ، وأنه سينجيه كذبه ... ونحن نقول له : مما ورث الخلف من مآثر السلف قولهم : [ الكذب حبله قصير ] .. وكل الدلائل والبراهين تقول : إن الأسد الابن كأبيه ، قاتل محترف ، مفتون بالولوغ في دماء الأبرياء .. واقترب اليوم الذي يعلم فيه العالم كله " أن سوريا كان يحكمها رئيس عصابة من المافيا ، وليس رئيسا كبقية الرؤساء " ...
بقلم : أبو ياسر السوري
لعلكم تذكرون نبأ وفاة مدير مكتب الأسد ، الذي كتبت عنه صحيفة الشرق الأوسط في عددها ليوم الجمعة 4/1/2013 بالمانشيست العريض ، تحت عنوان (غموض حول أسباب وفاة مدير مكتب الأسد ) ثم وضحت الصحيفة احتمالين لوفاة اللواء محمد خير عثمان ، الذي كان يعمل في القصر منذ أيام الأسد الأب ، واستمر في خدمة القصر لدى الأسد الابن حتى عام 2004م ، ثم أحيل للتقاعد ، ليتفرغ للعمل في مكتب الشؤون الإدارية والمالية الخاص ببشار الأسد . وقد ذكرت الصحيفة أن الفقيد جركسي من بلدة قدسيا ..
وذكرت الصحيفة أيضا أن مصدراً في الجيش الحر يؤكّد اقتناصه بطلق ناري من بعيد .. بينما يزعم إعلام النظام إنّه توفي إثر نوبة قلبية .. إذن فالمصدران متفقان على أن اللواء عثمان قد مات ، وأنه قد دفن في بلدته قدسيا يوم الأربعاء الموافق : 2/1/ 2013 من الشهر الجاري ، ولكنهما مختلفان في كيفية موته .
نحر اللواء عثمان :
موت اللواء عثمان يذكرنا بموت غازي كنعان عام 2005 بدعوى أنه
انتحر بطقتين في رأسه .. ويذكرنا بموت رئيس الوزراء السابق محمود الزعبي منتحرا بخمس طلقات في فمه .. ويذكرنا كذلك باغتيال العميد محمد سليمان في طرطوس عام 2008 وكان مستشارا لبشار الأسد ، وضابط ارتباط بين بشار وحزب الشيطان وإيران ، ولا يستبعد أن يكون على دراية باشتراك بشار بمقتل الحريري وغازي كنعان .
وقد علم السوريون أن كنعان والزعبي لم ينتحرا ، وإنما نحر كل منهما بعدة طلقات في الرأس .. واتهم بأنه انتحر .. أما اللواء عثمان فالأرجح أنه نحر بطلقة من قرب ، للتخلص بقتله من شاهد إثبات على جرائم آل الأسد في السابق واللاحق ..
مبررات نحره :
إن هذا اللواء كان يعمل لدى الأسد الأب في القصر الجمهوري بمهمة أمنية خاصة ، واستمر في خدمته للقصر حتى عام 2004 حيث أحيل للتقاعد ، وكلف بالعمل في مكتب الشؤون الإدارية والمالية الخاص ببشار الأسد ... ونظراً لقرب رحيل هذا الأسد اللص ، فقد صار من المستحسن تصفية كل عميل يمكن أن يشكل عليه خطرا فيما بعد ، وهذا العميل واحدا منهم ، لأن طول خدمته في القصر الجمهوري ، مكنه من معرفة الكثير عن جرائم سكان القصر وسرقاتهم ، وصار التخلص منه ضروريا ، وتلك عادة قديمة لهذه العائلة الأسدية . فقد اعتادوا أن يتخلصوا من عملائهم الواحد بعد الآخر ، لأن بقاءهم قد يشكل خطرا عليهم عند وقوع المحذور وتعرضهم للحساب ...
والمرجح أن اللواء عثمان قد تمت تصفيته لئلا يكون شاهد إثبات على سرقات صاحب القصر الجمهوري ، ولئلا يكون خطرا على كبار رجال حاشيته اللصوص من آل مخلوف وشاليش ... فقد كان يعرف أسراراً لا يراد لها أن تنكشف . كان يعرف أن رصيد الذهب للعملة السورية ، قد سرق كله ، ووضع برسم الأمانة في يد روسيا ... وكان يعرف أن إيران وروسيا تديران عمليات الحرب على الشعب السوري من القصر الجمهوري .. وكان يعرف أن مئات من ضباط السنة قد تمت تصفيتهم بصمت ، ولم يسمع بموتهم أحد ، وأن جثامينهم قد نقلت فألقيت في عرض البحر ، وأن آلافاً آخرين منهم ما زالوا ينزلون ضيوفا في الجناح الأحمر من سجن صيدنايا ، وأنهم يتعرضون لأشد التعذيب والإذلال ... ولعل هذا اللواء كان يعرف أسرارا أخطر من هذا وذاك ، مما يجعل بقاءه على قيد الحياة خطرا على كبار شخصيات هذه العصابة الحاكمة ، لذلك تقرر أن يصفى ، وتدفن معه أسرارهم .
مشاركة النظام في قتله :
وهنا قد يستشكل في أن الثوار قد أعلنوا مسؤوليتهم عن قتله بالقنص من بعيد .. ونحن لا نكذب الثوار في أنهم قاموا بقنصه ، كما لا نبرئ النظام في مشاركته بقتله . فنقول : لما قرر النظام التخلص من اللواء عثمان ، باعه للثوار ، ومكنهم من قنصه ، بتسريب معلومات عن زمان ومكان تحركه ، مما أتاح الفرصة إلى قنصه من قبل الثوار .. ولكن إصابته بالقنص جاءت في الظهر ولم تكن قاتلة .. فأجهز النظام عليه بطلقة في رأسه .. وهكذا يكون دم الرجل بين الطرفين . مسكين مات غير مأسوف عليه من أحد ...
إن الأسد يتذاكى على العالم كله .. وهو يظن أنه قادر أن يخدع القضاة في محكمة لاهاي . ويقنعهم بأنه لم يقتل الحريري . ولا الزعبي ، ولا كنعان . ولا سليمان .. ولا عشرات المغدورين ممن سنعلم غدا بأنه هو الذي قتلهم .. قد يخيل للأسد أنه سيفلت من العقاب ، وأنه سينجيه كذبه ... ونحن نقول له : مما ورث الخلف من مآثر السلف قولهم : [ الكذب حبله قصير ] .. وكل الدلائل والبراهين تقول : إن الأسد الابن كأبيه ، قاتل محترف ، مفتون بالولوغ في دماء الأبرياء .. واقترب اليوم الذي يعلم فيه العالم كله " أن سوريا كان يحكمها رئيس عصابة من المافيا ، وليس رئيسا كبقية الرؤساء " ...