خطاب الثوار الأحرار . رداً على : خطاب الوداع لبشار :
بقلم : ابو ياسر السوري
سمعنا كلامك يا فخامة الرئيس .. سمعناك وأنت تتباكى على الستين ألفا الذين قتلوا في هذه الحرب العبثية ، ورأينا صور الشهداء ملصقة على خلفية قاعة الأوبرا التي اختيرت لتلقي منها خطاب الوداع . وكأني بالأقدار قد اختارت لك دار التمثيل لإلقاء خطاب الرحيل ... ولن ينفعك التباكي على ضحاياك . لأن الاعتذار لا يُقنِعُ أولياءَ المقتول بالعفو عن القاتل ، فالدم لا يُغسَلُ إلا بالدم ، والاعتداءُ على الأرواح لا يُداوى إلا بالقصاص الذي يشفي الصدور ..
سمعناك يا فخامة الرئيس ، وأنت تُعبِّرُ عن حزنك للثكالى والأيتام ، وضياع البسمة من وجوه الصغار ، سمعناك وأنت تتألمُ لمن عضَّه الجوعُ ، وآلمه البردُ ، وأرهقه التشرُّدُ ، وأقلقه الخوفُ من الموت ، الذي يلاحقه في كل مكان ..
ولكنْ مَنْ قتل هؤلاء وأخافهم وجوعهم وشردهم سواك ؟ هل هم ضحايا أشباح خرجتْ لهم من باطن الأرض ، أم هاجمتهم من السماء .؟ ألستَ أنت الذي قتل وأباد وهدم وأحرق وأغرق وأخاف وشرد .؟ ألست أنت الذي أعلنها حربا على هذا الشعب الأعزل ، لأنه طالبك بأن يعيش حُرّاً كريما كبقية شعوب الأرض ، بعد أن صبر على ظلمكم وقهركم أربعين سنة فلم تفعل .؟
تتباكى على الشعب ويداك ملطختان بدمائه . تتباكى على الشعب وفي نفس اللحظة التي كنت تتباكى فيها ، تنطلق طائراتك بقصف المدن والقرى ، لتدك البيوت على هذا الشعب الأعزل المنكوب ، فتمطره ببراميل الموت ، وتفتح عليه أبواب الجحيم ... فعلى من أنت تكذب ، وإلى متى ستستمر في كذبك وخداعك .؟ ومن ذا الذي سيخدع بمعسول كلامك ، وهو يرى حجم ما قمتَ به من إجرام وخراب ودمار .. ورغم ذلك فلا تزال مصرا على التجاهل والإنكار .!؟
يا فخامة الرئيس :
مضى عامان على ثورة شعبك ضد إجرامك وظلمك وفسادك واستبدادك .. فلمْ تستجبْ بعدُ لمطالب هذا الشعب الصامد الصابر ، وما زلتَ مُصرّاً على قمعه ، وإخماد ثورته ، حتى قتلتَ منه مئاتِ آلاف الأبرياء ، وليس ستين ألفا كما يزعمون . فأي زعيم في الدنيا فعل هذا قبلك .!؟ وأي إجرام يماثل هذا الإجرام .!؟
لقد قرأنا أن هتلر قتل بضعة آلاف من اليهود الذين خانوه وتسببوا في هزيمته ، وأنه قتل مئات الآلاف من أسرى الحرب الذين كانوا لديه .. وقرأنا أن أمريكا في الحرب العالمية الثانية ، قامت بقصف اليابان بقنبلتين ذريتين ، بلغت ضحاياهما ما يصل إلى 140،000 شخص في هيروشيما ، و80،000 في ناغازاكي .. ولكننا لم نقرأ ولم نسمع أن رئيس دولةٍ غربية أو شرقية ، قام بقتل شعبه وحرقه وإبادته سواك . فمن أي طينة أنت من دون الزعماء .!؟
يا فخامة الرئيس :
لقد انتحر هتلر حين خسر حربا ضد عدوه ، وأنت أولى منه بالانتحار ، فقد خسرت الحرب ، ولم تخسرها أمام عدوك ، وإنما خسرتها أمام شعبك .. ألم تعلم أنه لم يعد لك سلطانٌ على أغلب التراب السوري .؟ ألم يأتك أنَّ كلمة ( الله أكبر ) التي تنطلق من حناجر الثوار ، باتت تهز أركان شبيحتك ، وتدفعهم دفعا إلى الاستسلام أو الفرار .؟ ألم تسمع قصف المدافع في دمشق العاصمة .؟ ألم يكن قصرك أحد الأهداف لأسلحة الثوار .؟ لقد عُطِّلَ مطارُ دمشق الدولي ، وعُطِّلَ مطارُ حلب كذلك ، وأصبحتَ معزولاً عن العالم ، مقيماً في مخبأ تحت الأرض ، هرباً من الموت وهو آتيك . ألم تسمع بهذا .؟ ألم تعلم أن المتآمر الدولي الأخطر الإبراهيمي لم يتمكن من المجيء جوا إليك في دمشق ، فجاءك متسللا عن طريق البر من بيروت .؟
لقد أيقن العالم كله ، القاصي منه والداني بأنك هزمت ، وأنه لن تقوم لك قائمةٌ بيننا ، ولا مستقبلَ لمثلك في سوريا بعد اليوم ، وعلم الجميعُ أنك راحلٌ لا محالة ، إما إلى مكان مجهول فوق الأرض ، وإما إلى قبر حقير تحت الأرض .. وكأني بك مُوقِنٌ بهذه الحقيقة ، ولذلك أنت تصر على الاستمرار في تهديم سوريا ، والاعتداء على كل ما فيها ومن فيها ، من بشر وشجر وحجر ... إنك تنتقم بهذا الإجرام من شعبٍ أجبرتَهُ أنت على مجاهرتك بالعداء والاحتقار .. سترحل يا هذا ، ولن تنفعك إيران المجوسية ، ولن تشفع لك روسيا الشيوعية ، ولن يحميك الكيانُ الإسرائيلي اليهودي ، ولن يبقيك على كرسك لا غرب متآمر ولا عربٌ متواطئون .. لقد انكشفت الحقائق وعَرَفَ الشعب السوري ، من هو معه ومن هو عليه . وأيقن أنه قد خذله المجتمع الدولي كله ، وخانه الأشقاء ، ووقفوا كلهم مع الجلاد ضده .. ولكن هذا الشعب المؤمن بربه ، لم يكترث لهذا التآمر ولا لذلك الخذلان ، ولم يعبأ بما يحيك له القريب والغريب ، ليقينِهِ أنَّ النصر من عند الله وحده .. ( ينصرُ مَنْ يشاءُ وهو العزيزُ الرحيم ) .
يا فخامة الرئيس :
لقد حكمتَ شعبا جديرا بالاحترام والتقدير ، شعبا يتحلى بالإيمان بربه ، والتمسك بقيمه الإنسانية الرفيعة ، مِنْ عدلٍ ومساواة وإخاء ، وحرية عزة وكرامة وإباء .. ولكنك لم تعرف لهذا الشعب قدره ، واستقويتَ عليه بالتدخل الخارجي ، فاستعنت بالباسيج المجوسي القادم من إيران ، وحزب الشيطان الشيعي الزاحف من لبنان ، كما استعنت على شعبك بخبراء الروس ، وأموال الصين ، وظننت أنك ستمرغ أنفه في التراب ، فأبى الله إلا أن يمرغ أنفك وأنف من وقف معك. وإن هي إلا أيام معدودة ، وتقع رهينة في أيدي الثوار الأحرار . وستندم عندها ، ولاتَ حينَ مَنْدَم . وسوف تتوسَّلُ في وقت لا يفيد فيه التوسُّل ..
يا فخامة الرئيس :
تقول أنت في خطابك (نحن الآن أمام حالة حرب بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى .. نحن الآن نصد عدواناً خارجياً شرساً ) وقد صدقتَ بقولك " إنك تخوض حربا " ، وكذبتَ بقولك " إنك تصد عدوانا خارجيا " لأن الذين تقتلهم ليسوا سوى أبناء سوريا ، الذين سرقتهم أنت وأبوك من قبلك على مدى أربعين عاما . إنك تحارب شعبا رفع خسيسة أصلك الدني ، فجعلك وأباك حكاما عليه ، ومنحكم كنية آل الأسد وأنتم آل الجحش ، وأغناكم وكنتم فقراء تعيشون على الصدقة ، حتى إن بيتكم كان معروفا ( ببيت الحسنة ) فقابلتم جميل هذاالشعب بالإساءة ، ومعروفه بالنكران ، وكافأتموه بالبغي والطغيان ..
يا فخامة الرئيس :
إنك تقول في خطابك متفلسفاً : ( الإصلاح دون أمان كالأمان دون إصلاح .. لا ينجح أحدهما دون الآخر ) فعن أي إصلاحٍ تتحدث .؟ وعن أي أمانٍ تتكلم .؟ لقد أصلحتَ ما فيه الكفاية ، فلم يبق في سوريا بيتٌ إلا هدمتَهُ ، ولا عامرٌ إلا خرّبتَهُ ، ولا أسرةٌ إلا يتّمْتَ فيها وأثكلتَ ورمّلتَ .. أو تركتَ فيها معوقا أو مطعونا ..!؟ فمن إصلاحاتك التي لن ينساها لك السوريون : أنك هدمتَ مدارسهم ومستشفياتهم ومبانيهم الحكومية ، كما قصفتَ مساجدهم ومساكنهم ، وأتلفتَ مزارعهم ، وقطعتَ أشجارهم ، وأحرقتَ غاباتهم ، ودمرت دولتهم ..
يا فخامة الرئيس :
وأراك تدعو إلى حوار وطني ومؤتمر وطني وميثاق ودستور ومصالحة وطنية، وتطرح مبادرة تزعم أنها سورية ، وأنها لا تقبل التعديل ولا الإملاء .. وكأني بك تمهد لفترة حكم لاحقة ، تريد بها البقاء إلى الأبد ، طبقا للشعار البائد ، الذي أطلقته عناصر أمنكم ، والذي كان يقول ( إلى الأبد يا أسد ) .؟؟ فتلك لعمري كذبة تخالف السنن الكونية ، التي تقضي [ بأنه لا يحكم الناسَ أحدٌ إلى الأبد ، إلا الواحد الأحد ] ولهذا يحسن هنا أن نذكرك بأنك مُغَيَّبٌ عن الواقع ، فقد مضى الزمن وأنت غافل ، ولو فتحت عينيك لعلمت أنك الآن في طور السقوط ، وليس في طور الحوار ولا المصالحة الوطنية ولا المبادرات التي تصوغها أنت ، أو يصوغها لك الدابي أو كوفي عنان أو الإبراهيمي أو العربي أو جامعته اللا عربية .. لقد مر الزمن ، وتعاظم حجم المأساة ، ولم يبق متسعٌ للحوار ، ولم يعد للصلح موضع.. وقد نادى شعبنا بسقوطك ، وسقوط عصابتك المجرمة ، وتفكيك أمنك وجيشك وشبيحتك الفجرة الكفرة ، وقرر شعبنا أن يجيء برئيس يحكمه ولا يقتله ، وجيش يحميه ولا يفنيه ، ومنظومة أمنية تحافظ على أمنه ، ولا تكون وبالا عليه .. كما قرر هذا الشعب أن يقتص من قاتليه وظالميه وينظف البلد من كل شبيح ونبيح ، ومن كل بُوقٍ وبندوق . ( ومعذرة لهذه للفظة بندوق فقد اقتضاها السجع ) .
وأخيرا يا صاحب الفخامة : فكما أخذتَ العهدَ على نفسك بمكافحة الإرهاب ، فقد أخذنا العهدَ على أنفسنا أن نكافح إرهابك وإرهاب عصابتك ، وعزمنا كما عزمتَ على أن لا نتوقف طالما يوجد إرهابي واحد في سوريا ..
وأمّا جيشُكَ القاتلُ الذي خصصته بالتحية ، وأمّا الدولُ المجرمة التي شاركتكَ في أعمالك الهمجية .. أما هؤلاء وأولئك ، فلكل منهم ما اكتسب من الجريمة والإثم .. وحسابُهم قادمٌ جميعا ، وقريبٌ إن شاء الله ..
بقلم : ابو ياسر السوري
سمعنا كلامك يا فخامة الرئيس .. سمعناك وأنت تتباكى على الستين ألفا الذين قتلوا في هذه الحرب العبثية ، ورأينا صور الشهداء ملصقة على خلفية قاعة الأوبرا التي اختيرت لتلقي منها خطاب الوداع . وكأني بالأقدار قد اختارت لك دار التمثيل لإلقاء خطاب الرحيل ... ولن ينفعك التباكي على ضحاياك . لأن الاعتذار لا يُقنِعُ أولياءَ المقتول بالعفو عن القاتل ، فالدم لا يُغسَلُ إلا بالدم ، والاعتداءُ على الأرواح لا يُداوى إلا بالقصاص الذي يشفي الصدور ..
سمعناك يا فخامة الرئيس ، وأنت تُعبِّرُ عن حزنك للثكالى والأيتام ، وضياع البسمة من وجوه الصغار ، سمعناك وأنت تتألمُ لمن عضَّه الجوعُ ، وآلمه البردُ ، وأرهقه التشرُّدُ ، وأقلقه الخوفُ من الموت ، الذي يلاحقه في كل مكان ..
ولكنْ مَنْ قتل هؤلاء وأخافهم وجوعهم وشردهم سواك ؟ هل هم ضحايا أشباح خرجتْ لهم من باطن الأرض ، أم هاجمتهم من السماء .؟ ألستَ أنت الذي قتل وأباد وهدم وأحرق وأغرق وأخاف وشرد .؟ ألست أنت الذي أعلنها حربا على هذا الشعب الأعزل ، لأنه طالبك بأن يعيش حُرّاً كريما كبقية شعوب الأرض ، بعد أن صبر على ظلمكم وقهركم أربعين سنة فلم تفعل .؟
تتباكى على الشعب ويداك ملطختان بدمائه . تتباكى على الشعب وفي نفس اللحظة التي كنت تتباكى فيها ، تنطلق طائراتك بقصف المدن والقرى ، لتدك البيوت على هذا الشعب الأعزل المنكوب ، فتمطره ببراميل الموت ، وتفتح عليه أبواب الجحيم ... فعلى من أنت تكذب ، وإلى متى ستستمر في كذبك وخداعك .؟ ومن ذا الذي سيخدع بمعسول كلامك ، وهو يرى حجم ما قمتَ به من إجرام وخراب ودمار .. ورغم ذلك فلا تزال مصرا على التجاهل والإنكار .!؟
يا فخامة الرئيس :
مضى عامان على ثورة شعبك ضد إجرامك وظلمك وفسادك واستبدادك .. فلمْ تستجبْ بعدُ لمطالب هذا الشعب الصامد الصابر ، وما زلتَ مُصرّاً على قمعه ، وإخماد ثورته ، حتى قتلتَ منه مئاتِ آلاف الأبرياء ، وليس ستين ألفا كما يزعمون . فأي زعيم في الدنيا فعل هذا قبلك .!؟ وأي إجرام يماثل هذا الإجرام .!؟
لقد قرأنا أن هتلر قتل بضعة آلاف من اليهود الذين خانوه وتسببوا في هزيمته ، وأنه قتل مئات الآلاف من أسرى الحرب الذين كانوا لديه .. وقرأنا أن أمريكا في الحرب العالمية الثانية ، قامت بقصف اليابان بقنبلتين ذريتين ، بلغت ضحاياهما ما يصل إلى 140،000 شخص في هيروشيما ، و80،000 في ناغازاكي .. ولكننا لم نقرأ ولم نسمع أن رئيس دولةٍ غربية أو شرقية ، قام بقتل شعبه وحرقه وإبادته سواك . فمن أي طينة أنت من دون الزعماء .!؟
يا فخامة الرئيس :
لقد انتحر هتلر حين خسر حربا ضد عدوه ، وأنت أولى منه بالانتحار ، فقد خسرت الحرب ، ولم تخسرها أمام عدوك ، وإنما خسرتها أمام شعبك .. ألم تعلم أنه لم يعد لك سلطانٌ على أغلب التراب السوري .؟ ألم يأتك أنَّ كلمة ( الله أكبر ) التي تنطلق من حناجر الثوار ، باتت تهز أركان شبيحتك ، وتدفعهم دفعا إلى الاستسلام أو الفرار .؟ ألم تسمع قصف المدافع في دمشق العاصمة .؟ ألم يكن قصرك أحد الأهداف لأسلحة الثوار .؟ لقد عُطِّلَ مطارُ دمشق الدولي ، وعُطِّلَ مطارُ حلب كذلك ، وأصبحتَ معزولاً عن العالم ، مقيماً في مخبأ تحت الأرض ، هرباً من الموت وهو آتيك . ألم تسمع بهذا .؟ ألم تعلم أن المتآمر الدولي الأخطر الإبراهيمي لم يتمكن من المجيء جوا إليك في دمشق ، فجاءك متسللا عن طريق البر من بيروت .؟
لقد أيقن العالم كله ، القاصي منه والداني بأنك هزمت ، وأنه لن تقوم لك قائمةٌ بيننا ، ولا مستقبلَ لمثلك في سوريا بعد اليوم ، وعلم الجميعُ أنك راحلٌ لا محالة ، إما إلى مكان مجهول فوق الأرض ، وإما إلى قبر حقير تحت الأرض .. وكأني بك مُوقِنٌ بهذه الحقيقة ، ولذلك أنت تصر على الاستمرار في تهديم سوريا ، والاعتداء على كل ما فيها ومن فيها ، من بشر وشجر وحجر ... إنك تنتقم بهذا الإجرام من شعبٍ أجبرتَهُ أنت على مجاهرتك بالعداء والاحتقار .. سترحل يا هذا ، ولن تنفعك إيران المجوسية ، ولن تشفع لك روسيا الشيوعية ، ولن يحميك الكيانُ الإسرائيلي اليهودي ، ولن يبقيك على كرسك لا غرب متآمر ولا عربٌ متواطئون .. لقد انكشفت الحقائق وعَرَفَ الشعب السوري ، من هو معه ومن هو عليه . وأيقن أنه قد خذله المجتمع الدولي كله ، وخانه الأشقاء ، ووقفوا كلهم مع الجلاد ضده .. ولكن هذا الشعب المؤمن بربه ، لم يكترث لهذا التآمر ولا لذلك الخذلان ، ولم يعبأ بما يحيك له القريب والغريب ، ليقينِهِ أنَّ النصر من عند الله وحده .. ( ينصرُ مَنْ يشاءُ وهو العزيزُ الرحيم ) .
يا فخامة الرئيس :
لقد حكمتَ شعبا جديرا بالاحترام والتقدير ، شعبا يتحلى بالإيمان بربه ، والتمسك بقيمه الإنسانية الرفيعة ، مِنْ عدلٍ ومساواة وإخاء ، وحرية عزة وكرامة وإباء .. ولكنك لم تعرف لهذا الشعب قدره ، واستقويتَ عليه بالتدخل الخارجي ، فاستعنت بالباسيج المجوسي القادم من إيران ، وحزب الشيطان الشيعي الزاحف من لبنان ، كما استعنت على شعبك بخبراء الروس ، وأموال الصين ، وظننت أنك ستمرغ أنفه في التراب ، فأبى الله إلا أن يمرغ أنفك وأنف من وقف معك. وإن هي إلا أيام معدودة ، وتقع رهينة في أيدي الثوار الأحرار . وستندم عندها ، ولاتَ حينَ مَنْدَم . وسوف تتوسَّلُ في وقت لا يفيد فيه التوسُّل ..
يا فخامة الرئيس :
تقول أنت في خطابك (نحن الآن أمام حالة حرب بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى .. نحن الآن نصد عدواناً خارجياً شرساً ) وقد صدقتَ بقولك " إنك تخوض حربا " ، وكذبتَ بقولك " إنك تصد عدوانا خارجيا " لأن الذين تقتلهم ليسوا سوى أبناء سوريا ، الذين سرقتهم أنت وأبوك من قبلك على مدى أربعين عاما . إنك تحارب شعبا رفع خسيسة أصلك الدني ، فجعلك وأباك حكاما عليه ، ومنحكم كنية آل الأسد وأنتم آل الجحش ، وأغناكم وكنتم فقراء تعيشون على الصدقة ، حتى إن بيتكم كان معروفا ( ببيت الحسنة ) فقابلتم جميل هذاالشعب بالإساءة ، ومعروفه بالنكران ، وكافأتموه بالبغي والطغيان ..
يا فخامة الرئيس :
إنك تقول في خطابك متفلسفاً : ( الإصلاح دون أمان كالأمان دون إصلاح .. لا ينجح أحدهما دون الآخر ) فعن أي إصلاحٍ تتحدث .؟ وعن أي أمانٍ تتكلم .؟ لقد أصلحتَ ما فيه الكفاية ، فلم يبق في سوريا بيتٌ إلا هدمتَهُ ، ولا عامرٌ إلا خرّبتَهُ ، ولا أسرةٌ إلا يتّمْتَ فيها وأثكلتَ ورمّلتَ .. أو تركتَ فيها معوقا أو مطعونا ..!؟ فمن إصلاحاتك التي لن ينساها لك السوريون : أنك هدمتَ مدارسهم ومستشفياتهم ومبانيهم الحكومية ، كما قصفتَ مساجدهم ومساكنهم ، وأتلفتَ مزارعهم ، وقطعتَ أشجارهم ، وأحرقتَ غاباتهم ، ودمرت دولتهم ..
يا فخامة الرئيس :
وأراك تدعو إلى حوار وطني ومؤتمر وطني وميثاق ودستور ومصالحة وطنية، وتطرح مبادرة تزعم أنها سورية ، وأنها لا تقبل التعديل ولا الإملاء .. وكأني بك تمهد لفترة حكم لاحقة ، تريد بها البقاء إلى الأبد ، طبقا للشعار البائد ، الذي أطلقته عناصر أمنكم ، والذي كان يقول ( إلى الأبد يا أسد ) .؟؟ فتلك لعمري كذبة تخالف السنن الكونية ، التي تقضي [ بأنه لا يحكم الناسَ أحدٌ إلى الأبد ، إلا الواحد الأحد ] ولهذا يحسن هنا أن نذكرك بأنك مُغَيَّبٌ عن الواقع ، فقد مضى الزمن وأنت غافل ، ولو فتحت عينيك لعلمت أنك الآن في طور السقوط ، وليس في طور الحوار ولا المصالحة الوطنية ولا المبادرات التي تصوغها أنت ، أو يصوغها لك الدابي أو كوفي عنان أو الإبراهيمي أو العربي أو جامعته اللا عربية .. لقد مر الزمن ، وتعاظم حجم المأساة ، ولم يبق متسعٌ للحوار ، ولم يعد للصلح موضع.. وقد نادى شعبنا بسقوطك ، وسقوط عصابتك المجرمة ، وتفكيك أمنك وجيشك وشبيحتك الفجرة الكفرة ، وقرر شعبنا أن يجيء برئيس يحكمه ولا يقتله ، وجيش يحميه ولا يفنيه ، ومنظومة أمنية تحافظ على أمنه ، ولا تكون وبالا عليه .. كما قرر هذا الشعب أن يقتص من قاتليه وظالميه وينظف البلد من كل شبيح ونبيح ، ومن كل بُوقٍ وبندوق . ( ومعذرة لهذه للفظة بندوق فقد اقتضاها السجع ) .
وأخيرا يا صاحب الفخامة : فكما أخذتَ العهدَ على نفسك بمكافحة الإرهاب ، فقد أخذنا العهدَ على أنفسنا أن نكافح إرهابك وإرهاب عصابتك ، وعزمنا كما عزمتَ على أن لا نتوقف طالما يوجد إرهابي واحد في سوريا ..
وأمّا جيشُكَ القاتلُ الذي خصصته بالتحية ، وأمّا الدولُ المجرمة التي شاركتكَ في أعمالك الهمجية .. أما هؤلاء وأولئك ، فلكل منهم ما اكتسب من الجريمة والإثم .. وحسابُهم قادمٌ جميعا ، وقريبٌ إن شاء الله ..