نظرة على الوضع السوري ومطالب الشعب السوري

والآن لدينا طلب نحن الشعب السوري وهو إخراج جميع المجنزرات الصدئة (التي ما تحركت منذ أربعين سنة، إلا على الشعب السوري) أقول نطالب بإخراج هذه المجنزرات، ونطالب بإخراج العناصر الضالين في الفرقة الرابعة وغيرهم من عناصر الجيش اللاشرفاء الذين يفتكون بشعبهم كعناصر الفرقة الرابعة، وكذلك المرتزقة من عناصر الحرث الثوري الإيراني، وحزب اللات أن نخرج هؤلاء جميعا من قرانا ومدننا السورية.
- لا نريد جيشا في المناطق السكنية أو أي تواجد أمني بين القرى والمدن يقض مضاجع الناس ويرهبهم ويمنعهم من التنقل ويفتشهم ويحصي عليهم أنفاسهم ويمنعهم من الوصول إلى ديارهم وذويهم.
- الجيش مكانه على الحدود السورية مع الدول المجاورة لحمايتها من هجمات محتملة، الجيش هدفه حماية الديار، وليس دَكَّ الديار.
- بالله عليكم ماذا يفعلون في درعا وحمص وتلبيسة وجبلة وغيرها، ما علاقة الجيش بهذه الأماكن، الجيش لا علاقة له بالداخل السوري مطلقا، وهذا يعرفه الكبير والصغير، قبل أن يعرفه الساسة والمثقفون والمنظرون والإعلاميون، ما علاقة الجيش بالمناطق السكنية، الجيش لو فرضنا سلامة نيته فإنه بعتاده الثقيل يفسد ولا يصلح، يهدم ولا يُأَمن، يعني بالله عليك يدخل الجيش إلى المناطق السكنية بدباباته ومروحياته وناقلات جنده، ليحارب مجموعة قليلة اختبأت بين البيوت على حد زعمه، على فرض وجد مثل هذه الخرافة، وأن هناك "مجموعات إرهابية" فليكلوا أمرها إلى الشعب، هم كفلاء بالمحافظة على أنفسهم، بل على العكس تماما نجد أنه في جسر الشغور مثلا الآن هناك لجان شعبية لا لحماية الجسر من المخربين والعصابات المسلحة التي يدعي وجوها الجيش، وإنما من أجل حماية الناس من الجيش، أرأيت! الشعب يريد حمايته من الجيش، الشعب يريد أن يذهب الجيش إلى ثكناته العسكرية بانتظار المعركة التي لن تقوم أبدا مع العدو الصهيوني ما دام هذا النظام قائما، كنا نقول للناس قديما: الجيش الحالي الموجود في سوريا موجود لحماية النظام وليس لحماية الشعب السوري، وكان الناس يكذبون هذا الكلام، والآن أثبت النظام صحت هذه الفرضية وهو أن الجيش بالفعل لحماية النظام وليس لحماية الشعب، ولذلك فإننا نناشد الشرفاء في هذه الجيش نناشد إخوتنا الذين ذهبوا للخدمة في الجيش أن يرجعوا ليقفوا مع أهليهم وذويهم ضد نويا النظام القمعية، ولا أعتقد أن أحدا من العناصر يوافق على أن يرجع إلى بلده التي خرج منها ليهدمها ويقتل شعبها.


والغريب أيها السوريون: أنه ولمدة أربعين سنة وهذه المجنزرات لم تتحرك من مكانها، ولم تشتبك مع العدو في أي صراع رغم الاستفزازات المتكررة من قبل العدو وخرقه لهيبة الدولة أكثر من مرة.
هذه المجنزرات التي أصحت صدئة بعد طول ركود ابتاعوها وللأسف من حر أموالنا، بحجة أنه لا نريد صرف أموالنا وبعثرتها هنا وهنا بل علينا رصد 80% من الميزانية العامة لعمليات المواجهة والتسليح، الذي لم نر منه شيئا.
حرمونا بسبب شرائها من جميع حقوقنا، بحجة أن هناك أمر أهم وهو حق الدفاع عن سوريا ضد العدو الصهيوني.
حرمونا بسببها من كل تقدم وتطور في بلادنا، بحجة أننا دولة مواجهة، ولسنا متفرغين للتطوير في الداخل السوري والبنية التحتية السورية.

حرمونا بسببها من العيش الرغيد والحياة الكريمة ورفاهية الشعب السوري.
هذه المجنزرات أخيرا والتي حرمنا بسببها من كل ما تقدم، اليوم نحرم بسببها الحياة نفسها، فهي تقصفنا وتودي بحياتنا البائسة من أصلها.


ومطالبنا هي التالي:

• لا نريد إصلاحات
(أي إصلاحات هل قتل الشعب من الإصلاح في شيء؟
لا تقل لي إن الذي قتلهم هم عصابات مجهولة، والله الذي رفع السماء بلا عمد، ما أعرفه أنا ويعرفه كل سوري فطين، أن الذي يقتل الناس السلميين هم رجال الأمن (أو بمعنى أصح: الإرهاب) السوري.
هل ترويع الشعب وتهجيره وإخراجه من أرضه التي عاش فيها سنينا طويلة من الإصلاح في شيء؟
هل تحويل السوريين إلى لاجئين يثيرون الشفقة ويستحقون الصدقة من الإصلاح في شيء؟
أخي نحن نطالب بوقف عمليات الإصلاح كافة.
الإصلاح الوحيد الذي يؤمن به الشعب السوري اليوم، هو زوال النظام، هذا هو الإصلاح الوحيد المطلوب إلى هذه الساعة، وهو مطلب شعبي عليه شبه إجماع.
وعلى فكرة: هذا النظام عاجز عن الإصلاح، وقد عبر رأسه الكبير عن هذا، وقال دع الإصلاح للأجيال القادمة، هذا قال في مقابلة صُحفية، ولذلك فإنه إذا أراد أن يصلح فلن يستطيع لأنه لم يتعود، والقيادة الموجودة اليوم والمفروضة على الشعب تقوده نحو حتفه، تقوده إلى الضياع، تقوده إلى الشتات، ولا أستطيع أن أمثل لك هذه القيادة إلا بمثل ما قال الشاعر:
كبهمية عماء قاد زمامها أعمى *** على عوج الطريق الجائر

العميلة الإصلاحية في سوريا تسير على هذا النحو السابق.

يحضرني هنا قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ}.

إصلاحات بشار كإصلاحات فرعون، اقرؤوا قوله تعالى صباح مساء حتى تتذكروا إصلاحات بشار جيدا:
{طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ}



• لا نريد مراسيم
(شبعنا من هذه المراسيم التي لا تغني ولا تسمن من جوع، بل إنها تزيد الطين بلة، والأمر علة، وعلى فكرة المراسيم تصدر فقط يوم الخميس غالبا فقط لاحتواء تظاهرات الجمعة ولتكون حجرة عثرة في طريقها، وإلا فليس المقصود من المراسيم تطبيقها وليس المراد منها الإصلاح أبدا، إنما هي مهدئات ومسكنات للشعب لكي يوقفوا ما يستطيعون إيقافه من المد الشعبي المترقب يوم الجمعة، هذا هو هدف المراسيم الأول والأخير،
ثم إنه على فرض تمت عملية التطبيق لهذه المراسيم فإنها مراسيم ناقصة تفتقر لتحقيق المطالب المنشودة للشعب ولا ترقى إلى مستوى الحدث أبدا، فهي على الحالين طُبقت أم لم تطبق مرفوضة، والشعب لم يعد يقبل من النظام أي شيء ولو كان سيجعل لنا سوريا جنة الله في أرضه، فلن نقبلها منه، ونريدها من غيره، من نظام قادم بمشيئة الله نختاره نحن ويحقق لنا طموحاتنا وما نصبوا إليه، فنحن الشباب سنبني مستقبل سورية بأيدينا وبأنفسنا، وآن لهذه الطقمة التي جثمت على صدورنا أن تزول – بإذن الله).

• نريد زوال النظام الحالي القمعي والمستبد
(وهذا مطلب الشعب الوحيد من النظام، إذا كان النظام حقيقة جاد في موضوع تقديم الإصلاحات، فأول إصلاح نطلبه من هذا النظام هو أن يزول، الإصلاح الوحيد الذي يوافق عليه الشعب السوري، بين قوسين (الحر الأبي))

يعقبه حل لهذه الحكومة اللا أخلاقية التي جاء بها النظام، وَوَضَعَهَا وَاجهة مزخرفة مزيفة ليخبئ بها وجهه القاتم الدموي، وهذه الحكومة ما هي في الحقيقة إلا امتداد لهذا النظام المرفوض شعبيا.
يعقب حل النظام والحكومة كما قلنا: استفتاء شعبي عاجل لحكومة جديدة منتخبة من الشعب، ودستور جديد، وحاكم جديد لا تزيد فترة حكمه عن أربع سنوات.


حرره: أبو الضاد