عيد الميلاد لعام 2013 بين أفراحهم وأحزاننا :
بقلم : أبو ياسر السوري
أطل العام الجديد . وشرعت أمة المسيح بتبادل التهاني بمقدمه السعيد . فأُوقِدَتْ شموعٌ وأُطفِئَتْ شموع . وتقاسمتْ مظاهرَ الفرحةِ عيونٌ وآذان ... فهنا برزتْ أشجارُ الميلاد مزدانةً بحُبَيْبَات الكهرباء المضاءة بأبهى الحلل ، ومختلف الألوان . وثَمَّتَ انطلقتْ أصواتُ المفرقعات تجلجل في كل مكان .. حتى البواخر الراسية قرب شواطئ البحار ، لم تنس أن تطلق صفاراتها بمختلف الأصوات . ليتكوَّنَ من مجموعها لحنٌ سيمفونيٌّ صاخبٌ بهيج .. في هذا اليوم من كل عام تنطلق شهب الألعاب النارية باتجاه السماء ، منها الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر .. ومنها ما يرسم شجرة ذات ثمار متدلية الأغصان ، ومنها ما يتحول إلى قنديل مضيء ، يبدد الظلام ، ويحوله إلى نهار ...
عُرِضَ بالأمس على شاشات التلفزيون ، عدة مشاهد من استقبال هذا العام الجديد .. في كل من لندن وباريس وشانغهاي وموسكو وواشنطن ونيويورك وسان فرانسيسكو وروما . وغيرها من المدن والعواصم العالمية .. وتفننت كل مدينة بالتعبير عن سرورها وبهجتها .
ثم تحولت الكاميرا إلى بعض الدول العربية ، فرأيت ملعبا لكرة القدم ، والعيون فيه حائرة خلف كرة تتقاذفها الأرجل ، هنا وهناك ، وكلٌّ غارقٌ فيما هو فيه ، لا يدري عما يجري وراء جدران هذا المكان .. ولا يريد أن يدري ..
لم تكن هذه المشاهد هي كل الصورة في المشهد .. فقد دارت الكاميرا دورتها ، لتقلب لي الصفحة ، وتريني أن الأرض التي نعيش عليها ، قد تجمعت فيها الأضداد .. ففي نفس هذه اللحظة هنالك في سوريا من سقطت على بيته قذيفة أو صاروخ ، وفي لمح البصر تبدد شمل أسرة كانت آمنة مطمئنة ، فمات أب أو أم أو طفل أو طفلة ، ونتج عن ذلك يُتْمٌ وثُكْلٌ وحزنٌ وخوفٌ وهَلَعٌ وبكاءٌ وعويلٌ ودموع ..
هل حدثتكم الآن عن بيت تهدم .!؟؟ يا سبحان الله فليست المصيبة قاصرة على بيت بمفرده ، وإنما هي كارثة حلت بوطن بأكمله . وطن بكل ما فيه ومن فيه ، يهدم اليوم على رؤوس ساكنيه .. نعم يا سادة ليس المصاب في منزل ولا منزلين ، ولا عمارة ولا عمارتين . وليست الضحايا بالآحاد ، وإنما بالعشرات والمئات .. ففي كل يوم أكثر من (500) أرملة ، و(5000) يتيم ، وعشرات آلاف المشردين والمهجرين ، ومئات آلاف المروعين الخائفين ...
ويقول الإبراهيمي : إما الحوار مع القاتل ، أو الجحيم .. ونسأل أي نعيم هذا الذي نحن فيه يا إبراهيمي .؟ وهل بعد هذا الجحيم جحيم .؟؟ وهل بعد هذا العذاب عذاب .؟؟ ومما يضاعف حجم المأساة ، أن الحكومات العربية غير معنية بهذا ولا تفكر فيه من قريب ولا من بعيد .
فمصرُ غارقةٌ في معارك الدستور ، وحكاية التقارب مع حزب اللات وإيران .. والكويت مشغولة بمهاترات حول جواز أو عدم جواز الاحتفال بعيد الميلاد .. وليبيا يقوم فريقٌ من شبابها المتهور إلى مهاجمة الكنيسة في مصراتة .. وأمير المؤمنين في المغرب ، يعد لأكبر حفلة يقيمها بهذه المناسبة السعيدة ، يحضرها ساركوزي وهيلاري كلينتون على الرغم من مرضها المفاجئ ... أما اليمن فإن القاعدة فيها مشغولة بتخصيص الجوائز الذهبية الكبرى لمن يقتل السفير الأمريكي في اليمن ، أو يقتل أي أمريكي كان .
والبابا يوجه رسالته إلى العالم المسيحي ، بمناسبة اليوم العالمي للسلام ، يقول فيها : ( طوبى لصانعي السلام ) ..
أما السوريون فلا بواكي لهم ، ولا سائل عن معاناتهم . فالمسلمون لا يحسون بهم .. والعرب يتآمرون عليهم .. وأتباع البابا يخالفون البابا ، ويساعدون الأسد على الاستمرار في الإجرام .. بدلا من أن يصنعوا السلام .
بقلم : أبو ياسر السوري
أطل العام الجديد . وشرعت أمة المسيح بتبادل التهاني بمقدمه السعيد . فأُوقِدَتْ شموعٌ وأُطفِئَتْ شموع . وتقاسمتْ مظاهرَ الفرحةِ عيونٌ وآذان ... فهنا برزتْ أشجارُ الميلاد مزدانةً بحُبَيْبَات الكهرباء المضاءة بأبهى الحلل ، ومختلف الألوان . وثَمَّتَ انطلقتْ أصواتُ المفرقعات تجلجل في كل مكان .. حتى البواخر الراسية قرب شواطئ البحار ، لم تنس أن تطلق صفاراتها بمختلف الأصوات . ليتكوَّنَ من مجموعها لحنٌ سيمفونيٌّ صاخبٌ بهيج .. في هذا اليوم من كل عام تنطلق شهب الألعاب النارية باتجاه السماء ، منها الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر .. ومنها ما يرسم شجرة ذات ثمار متدلية الأغصان ، ومنها ما يتحول إلى قنديل مضيء ، يبدد الظلام ، ويحوله إلى نهار ...
عُرِضَ بالأمس على شاشات التلفزيون ، عدة مشاهد من استقبال هذا العام الجديد .. في كل من لندن وباريس وشانغهاي وموسكو وواشنطن ونيويورك وسان فرانسيسكو وروما . وغيرها من المدن والعواصم العالمية .. وتفننت كل مدينة بالتعبير عن سرورها وبهجتها .
ثم تحولت الكاميرا إلى بعض الدول العربية ، فرأيت ملعبا لكرة القدم ، والعيون فيه حائرة خلف كرة تتقاذفها الأرجل ، هنا وهناك ، وكلٌّ غارقٌ فيما هو فيه ، لا يدري عما يجري وراء جدران هذا المكان .. ولا يريد أن يدري ..
لم تكن هذه المشاهد هي كل الصورة في المشهد .. فقد دارت الكاميرا دورتها ، لتقلب لي الصفحة ، وتريني أن الأرض التي نعيش عليها ، قد تجمعت فيها الأضداد .. ففي نفس هذه اللحظة هنالك في سوريا من سقطت على بيته قذيفة أو صاروخ ، وفي لمح البصر تبدد شمل أسرة كانت آمنة مطمئنة ، فمات أب أو أم أو طفل أو طفلة ، ونتج عن ذلك يُتْمٌ وثُكْلٌ وحزنٌ وخوفٌ وهَلَعٌ وبكاءٌ وعويلٌ ودموع ..
هل حدثتكم الآن عن بيت تهدم .!؟؟ يا سبحان الله فليست المصيبة قاصرة على بيت بمفرده ، وإنما هي كارثة حلت بوطن بأكمله . وطن بكل ما فيه ومن فيه ، يهدم اليوم على رؤوس ساكنيه .. نعم يا سادة ليس المصاب في منزل ولا منزلين ، ولا عمارة ولا عمارتين . وليست الضحايا بالآحاد ، وإنما بالعشرات والمئات .. ففي كل يوم أكثر من (500) أرملة ، و(5000) يتيم ، وعشرات آلاف المشردين والمهجرين ، ومئات آلاف المروعين الخائفين ...
ويقول الإبراهيمي : إما الحوار مع القاتل ، أو الجحيم .. ونسأل أي نعيم هذا الذي نحن فيه يا إبراهيمي .؟ وهل بعد هذا الجحيم جحيم .؟؟ وهل بعد هذا العذاب عذاب .؟؟ ومما يضاعف حجم المأساة ، أن الحكومات العربية غير معنية بهذا ولا تفكر فيه من قريب ولا من بعيد .
فمصرُ غارقةٌ في معارك الدستور ، وحكاية التقارب مع حزب اللات وإيران .. والكويت مشغولة بمهاترات حول جواز أو عدم جواز الاحتفال بعيد الميلاد .. وليبيا يقوم فريقٌ من شبابها المتهور إلى مهاجمة الكنيسة في مصراتة .. وأمير المؤمنين في المغرب ، يعد لأكبر حفلة يقيمها بهذه المناسبة السعيدة ، يحضرها ساركوزي وهيلاري كلينتون على الرغم من مرضها المفاجئ ... أما اليمن فإن القاعدة فيها مشغولة بتخصيص الجوائز الذهبية الكبرى لمن يقتل السفير الأمريكي في اليمن ، أو يقتل أي أمريكي كان .
والبابا يوجه رسالته إلى العالم المسيحي ، بمناسبة اليوم العالمي للسلام ، يقول فيها : ( طوبى لصانعي السلام ) ..
أما السوريون فلا بواكي لهم ، ولا سائل عن معاناتهم . فالمسلمون لا يحسون بهم .. والعرب يتآمرون عليهم .. وأتباع البابا يخالفون البابا ، ويساعدون الأسد على الاستمرار في الإجرام .. بدلا من أن يصنعوا السلام .