أ ف ب
يعيش حزب الله اللبناني، حليف سوريا الاستراتيجي، حالة من “القلق والترقب” في انتظار جلاء المشهد في سوريا حيث تتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، منتهجا خط الاعتدال وساعيا الى “تقليص خسائره” على ما يقول محللون وخبراء.
ويقول مدير مركز الاهرام للترجمة والنشر ونائب مدير مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية وحيد عبد المجيد “يبدو حزب الله في موقع القلق (…) لا سيما بسبب نظرة الناس في العالم العربي والاسلامي اليه، اذ يفترض انه حزب مقاوم، لكنه يقف الان الى جانب نظام يقتل كل يوم العشرات من ابناء شعبه”.
ويضيف من القاهرة في اتصال مع وكالة فرانس برس “لا يختلف اثنان على ان كل ما يجري في سوريا اليوم يؤثر سلبا على حزب الله في لبنان. فسوريا شديدة الاهمية بالنسبة الى حزب الله، انها منفذ اساسي له وداعم سياسي مهم”.
ويعد حزب الله العمود الفقري لقوى الثامن من اذار المؤيدة لدمشق التي تتقاسم ولاءات اللبنانيين مع قوى الرابع عشر من اذار المناهضة للنظام السوري وابرز اركانها رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري.
ويشهد لبنان انقساما حادا بين هاتين الكتلتين منذ اكثر من ست سنوات، وازمات متعاقبة كان آخرها اسقاط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري في 12 كانون الثاني/يناير بضغط من حزب الله وحلفائه، ما اثار مخاوف من توتير امني. وكلف نجيب ميقاتي في 25 كانون الثاني/يناير تشكيل حكومة جديدة لم تر النور بعد.
وتضطلع سوريا بدور مهم في الحياة السياسية اللبنانية من خلال حلفائها، رغم انسحابها العسكري من لبنان في 2005 بعد ثلاثين سنة من الوجود ومن التحكم بمفاصل السياسة الداخلية.
وباستثناء اعلان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في 25 ايار/مايو وقوفه الى جانب النظام السوري ودعوته السوريين الى دعم رئيسهم، يتجنب حزب الله التعليق على التطورات السورية منذ بدئها في منتصف آذار/مارس، لكن الوسائل الاعلامية التابعة للحزب تتبنى وجهة النظر السورية الرسمية في تفسير ما يجري في سوريا.
ويقول الاستاذ الجامعي والكاتب اللبناني سعود المولى لفرانس برس “السكوت المطبق الذي يبديه حزب الله يؤشر على الازمة التي يعيشها بسبب الاوضاع في سوريا”.
ويتوقع “الا يتجه الحزب الى القفز الى الامام سواء في الداخل اللبناني او على الحدود الجنوبية، بل ان يتجه الى تسوية داخلية نبيلة مع باقي الاطراف اللبنانيين، وفي هذا السياق اتى خطاب الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الاخير (في مطلع حزيران/يونيو) هادئا”.
وتجنب نصرالله في الخطاب المذكور الخوض في القضايا الخلافية المحتدمة، داعيا الاطراف اللبنانيين الى الحوار والتعاون على “تطوير” النظام السياسي اللبناني، بعيدا عن “منطق الغلبة” و”الحسابات الطائفية والمذهبية”.
ورغم اعلان قوى 14 آذار امتناعها عن المشاركة في الحكومة الجديدة، فان تشكيل هذه الحكومة يبدو متعذرا لاسباب غير واضحة تماما، وان كان المعلن منها خلافات وتجاذبات حول توزيع الحقائب واسماء الوزراء بين افرقاء من قوى 8 آذار وميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان اللذين يصنفان نفسيهما في موقع وسطي.
ويرى سعود المولى ان حزب الله، الذي بات يملك مع حلفائه الاكثرية النيابية، لن يدفع في اتجاه تشكيل حكومة “من لون واحد” قريب من دمشق، لما يعنيه ذلك من “تحمل مسؤوليات واستحقاقات غير يسيرة” في الداخل اللبناني اضافة الى ما قد تشكله مثل هذه الحكومة من تحد للمجتمع الدولي في ظل ما يحدث في سوريا.
وفي المقابل، لفت الى ان “الوقت ما زال مبكرا بالنسبة لحزب الله للتنازل باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية”.
ويضيف “الامور كلها مرتبطة بالتطورات السورية التي يراقبها الحزب عن كثب”.
وترى الباحثة اللبنانية امل سعد غريب، صاحبة كتاب “حزب الله، السياسة والدين”، من جهتها ان الهدوء في خطاب نصر الله “قد يكون سببه ان المزاج الشعبي العربي الذي يعول عليه حزب الله يبدي تعاطفا كبيرا مع المحتجين السوريين”.
ورغم اصرار غريب على ان “ما تشهده سوريا ليس ثورة بل احتجاجات متفرقة وتدخل اجنبي”، فانها تقر بموقع سوريا المهم بالنسبة الى حزب الله وتقول ان “الحدود السورية ممر لاسلحة حزب الله وان كان ذلك غير معلن، والنظام السوري يشكل مظلة سياسية داعمة للمقاومة”.
وترى استنادا الى ذلك “ان حزب الله قد يجد نفسه امام اشتداد الضغوط على دمشق مضطرا للسيطرة على لبنان، سياسيا او امنيا، لحماية عمله المقاوم، او للرد على الدور الاميركي في الاحتجاجات السورية من خلال الضغط على اسرائيل عبر الحدود الجنوبية”.
لكن عبد المجيد يرى ان “القلق” الذي يعيشه الحزب لن يدفعه سوى الى مزيد من “الهدوء والترقب”، وان قيادة الحزب تعلم انه ينبغي عليها العمل على “تقليص الخسائر، لا اعادة عقارب الساعة الى ما قبل 15 اذار/مارس” تاريخ اندلاع التحركات الاحتجاجية في سوريا.
ويوضح ان “الانقضاض على الداخل اللبناني صعب ولا نتيجة منه، وفتح حرب مع اسرائيل سيضيف خسائر جديدة الى الحزب الذي يحتاج اكثر من اي وقت مضى الى الحفاظ على قوته كاملة في المرحلة المقبلة”.
ولا يستبعد عبد المجيد ان يعمل حزب الله على فتح علاقات مع القوى السورية المعارضة، لا سيما الاسلامية منها، في حال اتجهت الامور في سوريا الى ما اتجهت اليه في تونس ومصر، مرتكزا على علاقاته الجيدة مع بعض القوى الاسلامية العربية
يعيش حزب الله اللبناني، حليف سوريا الاستراتيجي، حالة من “القلق والترقب” في انتظار جلاء المشهد في سوريا حيث تتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، منتهجا خط الاعتدال وساعيا الى “تقليص خسائره” على ما يقول محللون وخبراء.
ويقول مدير مركز الاهرام للترجمة والنشر ونائب مدير مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية وحيد عبد المجيد “يبدو حزب الله في موقع القلق (…) لا سيما بسبب نظرة الناس في العالم العربي والاسلامي اليه، اذ يفترض انه حزب مقاوم، لكنه يقف الان الى جانب نظام يقتل كل يوم العشرات من ابناء شعبه”.
ويضيف من القاهرة في اتصال مع وكالة فرانس برس “لا يختلف اثنان على ان كل ما يجري في سوريا اليوم يؤثر سلبا على حزب الله في لبنان. فسوريا شديدة الاهمية بالنسبة الى حزب الله، انها منفذ اساسي له وداعم سياسي مهم”.
ويعد حزب الله العمود الفقري لقوى الثامن من اذار المؤيدة لدمشق التي تتقاسم ولاءات اللبنانيين مع قوى الرابع عشر من اذار المناهضة للنظام السوري وابرز اركانها رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري.
ويشهد لبنان انقساما حادا بين هاتين الكتلتين منذ اكثر من ست سنوات، وازمات متعاقبة كان آخرها اسقاط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري في 12 كانون الثاني/يناير بضغط من حزب الله وحلفائه، ما اثار مخاوف من توتير امني. وكلف نجيب ميقاتي في 25 كانون الثاني/يناير تشكيل حكومة جديدة لم تر النور بعد.
وتضطلع سوريا بدور مهم في الحياة السياسية اللبنانية من خلال حلفائها، رغم انسحابها العسكري من لبنان في 2005 بعد ثلاثين سنة من الوجود ومن التحكم بمفاصل السياسة الداخلية.
وباستثناء اعلان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في 25 ايار/مايو وقوفه الى جانب النظام السوري ودعوته السوريين الى دعم رئيسهم، يتجنب حزب الله التعليق على التطورات السورية منذ بدئها في منتصف آذار/مارس، لكن الوسائل الاعلامية التابعة للحزب تتبنى وجهة النظر السورية الرسمية في تفسير ما يجري في سوريا.
ويقول الاستاذ الجامعي والكاتب اللبناني سعود المولى لفرانس برس “السكوت المطبق الذي يبديه حزب الله يؤشر على الازمة التي يعيشها بسبب الاوضاع في سوريا”.
ويتوقع “الا يتجه الحزب الى القفز الى الامام سواء في الداخل اللبناني او على الحدود الجنوبية، بل ان يتجه الى تسوية داخلية نبيلة مع باقي الاطراف اللبنانيين، وفي هذا السياق اتى خطاب الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الاخير (في مطلع حزيران/يونيو) هادئا”.
وتجنب نصرالله في الخطاب المذكور الخوض في القضايا الخلافية المحتدمة، داعيا الاطراف اللبنانيين الى الحوار والتعاون على “تطوير” النظام السياسي اللبناني، بعيدا عن “منطق الغلبة” و”الحسابات الطائفية والمذهبية”.
ورغم اعلان قوى 14 آذار امتناعها عن المشاركة في الحكومة الجديدة، فان تشكيل هذه الحكومة يبدو متعذرا لاسباب غير واضحة تماما، وان كان المعلن منها خلافات وتجاذبات حول توزيع الحقائب واسماء الوزراء بين افرقاء من قوى 8 آذار وميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان اللذين يصنفان نفسيهما في موقع وسطي.
ويرى سعود المولى ان حزب الله، الذي بات يملك مع حلفائه الاكثرية النيابية، لن يدفع في اتجاه تشكيل حكومة “من لون واحد” قريب من دمشق، لما يعنيه ذلك من “تحمل مسؤوليات واستحقاقات غير يسيرة” في الداخل اللبناني اضافة الى ما قد تشكله مثل هذه الحكومة من تحد للمجتمع الدولي في ظل ما يحدث في سوريا.
وفي المقابل، لفت الى ان “الوقت ما زال مبكرا بالنسبة لحزب الله للتنازل باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية”.
ويضيف “الامور كلها مرتبطة بالتطورات السورية التي يراقبها الحزب عن كثب”.
وترى الباحثة اللبنانية امل سعد غريب، صاحبة كتاب “حزب الله، السياسة والدين”، من جهتها ان الهدوء في خطاب نصر الله “قد يكون سببه ان المزاج الشعبي العربي الذي يعول عليه حزب الله يبدي تعاطفا كبيرا مع المحتجين السوريين”.
ورغم اصرار غريب على ان “ما تشهده سوريا ليس ثورة بل احتجاجات متفرقة وتدخل اجنبي”، فانها تقر بموقع سوريا المهم بالنسبة الى حزب الله وتقول ان “الحدود السورية ممر لاسلحة حزب الله وان كان ذلك غير معلن، والنظام السوري يشكل مظلة سياسية داعمة للمقاومة”.
وترى استنادا الى ذلك “ان حزب الله قد يجد نفسه امام اشتداد الضغوط على دمشق مضطرا للسيطرة على لبنان، سياسيا او امنيا، لحماية عمله المقاوم، او للرد على الدور الاميركي في الاحتجاجات السورية من خلال الضغط على اسرائيل عبر الحدود الجنوبية”.
لكن عبد المجيد يرى ان “القلق” الذي يعيشه الحزب لن يدفعه سوى الى مزيد من “الهدوء والترقب”، وان قيادة الحزب تعلم انه ينبغي عليها العمل على “تقليص الخسائر، لا اعادة عقارب الساعة الى ما قبل 15 اذار/مارس” تاريخ اندلاع التحركات الاحتجاجية في سوريا.
ويوضح ان “الانقضاض على الداخل اللبناني صعب ولا نتيجة منه، وفتح حرب مع اسرائيل سيضيف خسائر جديدة الى الحزب الذي يحتاج اكثر من اي وقت مضى الى الحفاظ على قوته كاملة في المرحلة المقبلة”.
ولا يستبعد عبد المجيد ان يعمل حزب الله على فتح علاقات مع القوى السورية المعارضة، لا سيما الاسلامية منها، في حال اتجهت الامور في سوريا الى ما اتجهت اليه في تونس ومصر، مرتكزا على علاقاته الجيدة مع بعض القوى الاسلامية العربية