أكدت مجلة (إيكونوميست) أن اعتماد النظام السورى على العنف ضد المتظاهرين أعطى غطاءً للمعارضة، وأضعف شرعية الرئيس بشار الأسد بشدة، وجعل الصوت الأعلى في سوريا حالياً هو صوت التغيير.وأشارت المجلة إلى انتشار الاحتجاجات بسرعة من الجنوب إلى المدن الساحلية مثل بانياس، ثم إلى حمص، ثالث كبرى المدن السورية والمناطق المحيطة. وامتدت فى الآونة الأخيرة إلى حماة، رابع أكبر مدينة في البلاد.
وأوضحت المجلة أن هناك سؤالين مطروحين حالياً: الأول هو ما إذا كان سيحدث تمرد في دمشق وحلب، العاصمة وأكبر المدن السورية على التوالي، أم لا؟ والسؤال الثاني هو هل ستظل قوات الأمن على ولائها لنظام الأسد أم لا؟
وأكدت المجلة أن دمشق لم تكن، في أي حال، هادئة تماماً. فقد اندلعت الاحتجاجات الغاضبة في بعض المناطق بها مثل كفر سوسة والميدان في قلب المدينة، كما كانت هناك احتجاجات عديدة لكن صغيرة فى حلب والتى كانت مسرحاً لحملة النظام ضد الإسلاميين في عام .1980 وقد تكون هى آخر مدينة سيخرج فيها الناس إلى الشوارع بكثافة. لكن هذا لا يمنع أن الاضطرابات تتزايد هناك أيضاً.
وأضافت المجلة أنه إذا انقلبت الرتب الوسطى والدنيا فى الجيش والتى تأتى من الأغلبية السنية التي تشكل نحو 75٪ من السكان، ضد الرتب العليا التى تنحدر من الأقلية العلوية (والتى تشكل 10٪، من السكان ومنها عائلة الأسد) وقتها سيبدأ النظام فى التفكك. وتشير الأحداث الأخيرة إلى أن هذا قد بدأ في الحدوث.
وأشارت المجلة إلى أن ما حدث فى جمعة الثالث من يونيو الماضية كان نقطة تحول. حيث نزل الآلاف إلى الشوارع ليقابلهم وابل من رصاص قوات الأمن.
وأوضحت (إيكونوميست) أن الانتفاضة كانت أشرس فى المناطق الريفية. وأرجعت سبب ذلك إلى أن الأسد انحاز لصالح سكان الحضر على حساب سكان القرى الذين عانوا من الظروف السيئة والجفاف وانتشار البطالة والفساد والبلطجة من موظفي الدولة.
وأكدت تزايد أعداد الزعماء الدينيين الذين يدعمون المتظاهرين فى جميع أنحاء البلاد؛ مشيرة إلى أن الأقليات الموجودة فى سوريا مثل المسيحيين، الذين كانوا ينظرون إلى الأسد على أنه يوفر لهم الحماية، وكذلك مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يقيمون في سوريا قد ينقلبون ضد الأسد.
وأشارت المجلة، في النهاية، إلى أنه مما يدل على انقلاب الموازين ضد الأسد، أن الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة، التى كانت ترغب فى احتضان الأسد على أمل أنه مازال بإمكانه الإصلاح وتحقيق الانفتاح فى سوريا- اضطرت إلى مطالبته بالرحيل بسبب استخدامه الوحشى للقوة ضد المتظاهرين.

تهانى شعبان الوفد