ضابط في المخابرات العسكرية لقيادي في فصيل شيوعي: لا علاقة لنا بحملة التخوين والتشهير ، ومن يقف وراءها هو مملوك ومخلوف و شبكة " شبيحة الإعلام" التي تعمل بإمرة الفرع الداخلي
دمشق ، الحقيقة (خاص): تبرأ ضابط في المخابرات العسكرية من حملة التشهير والتخوين التي تشنها وسائل الإعلام السورية ، الرسمية وشبه الرسمية ، ضد معارضين سوريين محسوبين على ما يسمى بـ"الخيار الثالث". وطبقا لرسالة شفهية نقلها قيادي في أحد الفصائل الشيوعية المعارضة في سوريا إلى عدد من المعارضين اليساريين والقوميين في الداخل والخارج ، فإن الضابط "ع. ش " الذي اجتمع مع القيادي الشيوعي يوم أمس في إطار اللقاءات "التشاورية" غير الرسمية التي تجريها السلطة في دمشق مع عدد من الأحزاب ، أكد أن " ما تشهده وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية من حملات قذف وتشهير سوقية رخيصة ضد بعض المعارضين السوريين الذين يرفضون التدخل الخارجي في الشؤون السورية ويصرون على الحل الوطني للأزمة السياسية في سوريا ، يقف وراءها الفرع الداخلي ( 251) في المخابرات العامة بتوجيه من اللواء علي مملوك شخصيا ( الصورة جانبا) ، ولا علاقة للمخابرات العسكرية ، ولا حتى للأمن السياسي أو المخابرات الجوية بالأمر ، ولا حتى وزارة الإعلام" . وقال الضابط الذي ينحدر من محافظة حلب "هناك تيار استئصالي مجنون ومسعور في الدولة ، يقوده في أجهزة المخابرات اللواء علي مملوك وحافظ مخلوف ، هو المسؤول عن ذلك . وهذا التيار يعتقد أن المعارضين الوطنيين العلمانيين والقوميين واليساريين هم الأخطر . فهؤلاء معروفون بمناوأتهم للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة بقدر مناوأتهم للنظام السياسي في سوريا. وكان لهم مواقف وطنية مشرفة خلال المحطات السياسية الصعبة التي مرت بها البلاد في السنوات الأخيرة ، وفي مواجهة المؤتمرات المشبوهة التي عقدتها في الخارج جهات يمينية وإسلامية مرتبطة بواشنطن والسعودية وآل الحريري . وهؤلاء يمكن أن يلقى خطابهم صدى في الشارع ، بخلاف الجهات الأخرى اليمينية والإسلامية المتطرفة ، ومعظمها ذو خطاب طائفي تربى وترعرع في دوائر المخابرات العراقية السابقة ( زمن صدام حسين) أو الأردنية أو السعودية وحلفائها في لبنان . فهذه ( المعارضة) الأخيرة معزولة ومكشوفة شعبيا ، على الأقل من حيث الجهات التي تقف وراءها ، وبالتالي فإنها لا تشكل أي خطر على مستقبل الأمن الوطني لسوريا . أما أصحاب الخيار الثالث ، وهم للأسف الأضعف سياسيا وماليا بسبب قوتهم الأخلاقية ، فيجري طحنهم بين حجري الرحى التي يشكلها التيار الاستئصالي في السلطة من جهة و التيار الأميركي ـ السعودي في المعارضة من جهة أخرى . وللأسف فإن صانعي القرار في النظام ، وبسبب الجهل أو الغباء أو سوء المستشارين حولهم ، أو كلها مجتمعة ، لعبوا دورا في هذه المعركة خلال العقد الأخير ، وما قبله ، من خلال ضرب الصالح والطالح معا . وقد كنا ( في المخابرات العسكرية) ، رغم إرثنا القمعي مع هؤلاء المعارضين قبل العام 2000 ، وهذا ما يجب الاعتراف به ، ضد تصرفات مملوك ومخلوف. وقد جرى نقاش ذلك في مكتب الأمن القومي مرارا". وضرب الضابط مثالا على ذلك بالقول " إن الحملة التي شنها الإعلام الرسمي وشبه الرسمي مؤخرا ضد عدد من المحسوبين على التيار الثالث ، أمثال برهان غليون وهيثم مناع ونزار نيوف وسمر يزبك وسواهم ، أمر بها مملوك شخصيا وأشرف على تنفيذها حافظ مخلوف عبر شبكة شبيحة الإعلام الرسمي وشبه الرسمي" . وأوضح بالقول " يعرف الجميع ، وهذا ليس سرا ، أن الفرع الداخلي هو الجهة الوحيدة التي تشرف رسميا على الإعلام الرسمي وغير الرسمي ، بما في ذلك جميع مواقع الإنترنت المرخصة . والمشرفون على هذه المواقع يتلقون توجيهاتهم مباشرة من ضباط الفرع . وجميع التسريبات المفبركة التي تنشرها هذه المواقع يجري طبخها في الفرع ، وبعضها مثير للضحك والسخرية وتشعر أن من يقف وراءه أحمق أو جاهل أو مراهق".
اللافت في حديث " ع . ش" ، حسب المصدر اليساري ، ما قاله في سياق حواره مع القيادي المومى إليه لجهة أن " المخابرات العسكرية ، والجيش ، لن يترددا في تأمين الحماية لأي مؤتمر وطني تعقده المعارضة في الداخل بهدف قطع الطريق على التدخلات الخارجية"!؟ فهل هي رسالة مفادها أن هناك " انشقاقا" ، أقلّه نظريا ، في أوساط السلطة إزاء تقويم ما يجري في البلاد!؟
على أي حال ، وبالعودة إلى موضوعنا الرئيسي ، يشار إلى أن موقع "شام برس"، وبقية مواقع " شبيحة الإعلام" مثل " شوكو ماكو" الذي يموله أحد عناصر مافيا رامي مخلوف ، كانت شنت حملة شعواء على غليون ومناع وسمر يزبك وآخرين ، بما في ذلك موقع "الحقيقة" ومؤسسه ، نزار نيوف ، اللذان حظيا بالنصيب الأكبر من الحملة وبذاءتها . وكان أغرب ما فيها الرواية التي فبركها موقع " شام برس" ( واضح فيها تماما أسلوب خضر عواركة و " فيلكا إسرائيل"!) على خلفية تقرير "الحقيقة"عن الشاب أحمد بياسي الذي كشف شريط جريمة قرية" البيضا". فرغم أن "الحقيقة" لم تؤكد أن بياسي قتل تحت التعذيب على يدي مملوك ، بل إشارت إلى " معلومات غير مؤكدة" عن ذلك ، زعم موقع " شام برس" أن نيوف فبرك القصة بالتعاون مع قناة" الجزيرة" و آخرين من " تيار المستقبل" الحريري في إحدى الغرف السوداء" في باريس .. وصولا إلى بندر بن سلطان وإسرائيل! هذا في الوقت الذي يعلم فيه عدد من أصدقائه ( بمن فيهم صحفيون في قناة"الحوار" بلندن) أن نيوف كان في مشفى Charing Cross Hospital بلندن قبل يومين من نشر "الحقيقة" تقريرها المذكور عن بياسي! ولم يقتصر وجه الغباء على ذلك ، بل ـ وهو ما أثار سخرية الشارع السوري ـ أن نيوف موضوع على " القائمة السوداء" لقناة "الجزيرة" منذ العام 2004 ، وتمنع استضافته على شاشتها منذ ذلك الحين ! كما أنه يخوض منذ صيف العام 2005 معركة ضد "تيار المستقبل" وحلفائه على خلفية علاقاتهم بالسعودية وواشنطن ، وكان سدد ضربة موجعة لهم من خلال تعاونه مع القاضي سيرج براميرتس ( رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري) الذي كشف فيه عن حقيقة زهير الصديق ، وأدت الشهادة والمعلومات والوثائق التي قدمها إلى القاضي براميرتس إلى طي ملف الصديق وإخراجه من قائمة الشهود! ( ستنشر "الحقيقة" قريبا وثائق تتعلق بمراسلات جرت بين علي جمالو وموقع "شام برس" من جهة ، وموقع " فيلكا إسرائيل" وصاحبه من جهة أخرى تتعلق بالتقرير المفبرك المشار إليه ، و وثائق أخرى ذات صلة). ( اضغط هنا لقراءة تخريفات موقع " شام برس" وهلوساته).