إلى إخوتنا الذين ينادون بالحل الإسلامي :
بقلم : ابو ياسر السوري
بادئ ذي بدء ، أنا لست ممن يعادي الحل الإسلامي ، ولست ممن يحارب قيام دولة إسلامية ، ولست ممن يأبى أن تعود الخلافة الإسلامية ، ويعود لهذه الأمة مجدها الضائع ، وعصرها الذهبي الآفل ، ونكون أمة واحدة ، يقول خليفتها للسحابة : " أمطري حيث شئت ، فسوف يأتيني خراجك " ..
وحلمي أن يحكمنا خليفة كالمعتصم ، يلبي نداء أسيرة ، قالت لحظة وقوع الأسر : وا إسلاماه .. وا معتصماه ... فما كان من المعتصم إلا أن سار لإنقاذها على رأس حملة يتولى قيادتها بنفسه ، حتى رجع بها ، وقد حررها من إسارها..
وليس هذا حلمي وحدي ، وإنما هو حلم كل مسلم في الدنيا . ولا أظن أن مسلما عاقلا في الأرض لا يريد إقامة ( الدولة الإسلامية ) .. ولكنه حلم بعيد المنال . بل إنه أشبه بالمطلب المستحيل ، لكثرة ما دونه من عقبات ..
إن البدء بإقامة هكذا دولة ، كفيلٌ بأن يثير علينا نقمة كل أهل الأرض جميعا . ويدفعهم إلى محاربتنا .. للحيلولة بيننا وبين ما نريد . هذا هو الواقع . وهو واقع مر أليم . في وقت بات المسلمون فيه أضعف الأمم ، ماليا وعسكريا وصناعيا وسياسيا .. ويمكن القول : إنهم باتوا في مؤخرة ركب البشرية ، فكيف يسمح لهم أن يستقلوا في مثل هذا القرار الخطير وهم على هذه الحال .؟
إن مثل هذا القرار ربما يكلفنا أن تشن علينا حروب ، وتجتمع علينا دول عظمى ، لديها ما ليس لدينا من إمكانات وقدرات وسلاح وعتاد وطيران وصواريخ وأجهزة اتصال وإنترنت وإلكترون وليزر .. ولعل ما حصل في مالي يؤكد صدق ما أقول .. فقد أجمع حلف الناتو على توجيه ضربة عسكرية تطيح بالإسلاميين هناك ، وتعيد السلطة فيها لغير الإسلاميين ..
لن تهادننا أمم الكفر ، ولن توافقنا على ما نريد .. سيحاربنا اليهود والنصارى والمجوس والعلمانيون والملحدون .. فتلك طبيعة الكفر مع المسلمين في كل زمان ومكان .. ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) .
وكل قارئ للسيرة النبوية يذكر أنه لما قامت دولة الإسلام في عصر النبوة ، سرعان ما تحرك الفرس والروم للقضاء على هذه الدولة الوليدة ، التي حولت العرب إلى أمة مستقلة عن الفرس والروم ..
ولكيلا نذهب بعيدا ، ألا ترون كيف تخلى العالم عنا نحن السوريين ، وأسلمنا لعصابة متخلفة وحشية همجية ، مارست علينا كل أنواع الإجرام ، تحت سمع المجتمع الدولي الكافر وبصره .!؟
فهل بمقدورنا أن نحارب بشرية ، تملك كل القوى ، وتتفوق علينا في كل الميادين .؟ وكيف نقاوم طيرانا لا نملك سلاحا ضده .؟ وكيف نتقي صواريخ عابرة للقارات ، تحمل في رؤوسها كل الخراب والدمار .؟ وكيف نصمد لهذه القوة بصدورنا العارية ، وأيدينا الخاوية .؟ لقد مضى عهد العنتريات . فسيف عنترة لا يفيد مع المدفع والصاروخ ..
إن إقامة ( دولة إسلامية ) يا سادة ، يتطلب مقدمات ، نحن لا نملكها في الوقت الحاضر .. أبسطها أن نصنع السلاح الذي يمكننا من الاستقلال في اتخاذ القرار . ونكون على مقدار التحدي حين نفكر في محاربة عدو ما ..!!
أما التفكير البدائي في إقامة الدولة الإسلامية ، مع تجاهل طبيعة العصر المعادي لها ، والاستخفاف بالعقبات التي في طريقها .. لن يوصلنا إلى الحلم الذي نتطلع إليه .. فلماذا لا يكون الصادق المخلص منا إلا قصير النظر ، عاطفيا ، بعيداً عن الواقعية ، وبعيداً عن العقلانية .؟؟ أنا لا أشك في إخلاص المنادين بقيام دولة إسلامية .. ولكنني أشك في سلامة تفكيرهم . وأتهمهم بمحدودية النظر في تصريف الأمور .
ولنتذكر أن دولة الإسلام في بدايتها ، لم تقم في روما عاصمة القياصرة ، ولا في المدائن حاضرة الأكاسرة .. وإنما شاء الله لها أن تقوم في جزيرة العرب ، لأن الحالة الاجتماعية بين مكونات الجزيرة العربية كانت متقاربة ، اجتماعيا وعسكريا وماديا وخلقيا وثقافيا ... ولو قامت الدعوة في الغرب أو الشرق آنذاك لما قدر لها من المنظور البشري أن تنجح ..
إن التفكير الآن بتبني ( الحل الديمقراطي ) كحل مبدئي ، هو التفكير الممكن حاليا ، وليس قرة عين لنا ، ونحن مضطرون لقبوله اضطرارا ... والضرورات تبيح المحظورات .. وليس من الحكمة أن نضيع هذا الحل الممكن بالقفز دفعة واحدة ، إلى حل هو في حكم المستحيل الآن ...
ثم لماذا يجب أن يكون حالنا بالحل الديمقراطي ، كحال البوسنة .. ولماذا لا يكون كحال تركيا وإندونيسيا ومصر أخيرا وهي مقبلة على خير ، رغم كل الشغب والغبار الذي يثيره خصوم الإسلاميين ، من الشيوعيين والقوميين والعلمانيين لتشويه سمعة الإسلاميين في مصر ، وإلقاء الأشواك في طريقهم ، لمنعهم من تحقيق أي نجاح .؟؟
أيها السادة : نحن نواجه أعداء أشداء ، يحاربنا معهم أذناب لهم من أبنائنا ، الذين يعيشون بين ظهرانينا .. فلنحارب دون حقوقنا بعقلانية وحكمة وبصيرة .. وإلا ضاعت الفرصة ، ولم نحصل على ما نريد ...
بقلم : ابو ياسر السوري
بادئ ذي بدء ، أنا لست ممن يعادي الحل الإسلامي ، ولست ممن يحارب قيام دولة إسلامية ، ولست ممن يأبى أن تعود الخلافة الإسلامية ، ويعود لهذه الأمة مجدها الضائع ، وعصرها الذهبي الآفل ، ونكون أمة واحدة ، يقول خليفتها للسحابة : " أمطري حيث شئت ، فسوف يأتيني خراجك " ..
وحلمي أن يحكمنا خليفة كالمعتصم ، يلبي نداء أسيرة ، قالت لحظة وقوع الأسر : وا إسلاماه .. وا معتصماه ... فما كان من المعتصم إلا أن سار لإنقاذها على رأس حملة يتولى قيادتها بنفسه ، حتى رجع بها ، وقد حررها من إسارها..
وليس هذا حلمي وحدي ، وإنما هو حلم كل مسلم في الدنيا . ولا أظن أن مسلما عاقلا في الأرض لا يريد إقامة ( الدولة الإسلامية ) .. ولكنه حلم بعيد المنال . بل إنه أشبه بالمطلب المستحيل ، لكثرة ما دونه من عقبات ..
إن البدء بإقامة هكذا دولة ، كفيلٌ بأن يثير علينا نقمة كل أهل الأرض جميعا . ويدفعهم إلى محاربتنا .. للحيلولة بيننا وبين ما نريد . هذا هو الواقع . وهو واقع مر أليم . في وقت بات المسلمون فيه أضعف الأمم ، ماليا وعسكريا وصناعيا وسياسيا .. ويمكن القول : إنهم باتوا في مؤخرة ركب البشرية ، فكيف يسمح لهم أن يستقلوا في مثل هذا القرار الخطير وهم على هذه الحال .؟
إن مثل هذا القرار ربما يكلفنا أن تشن علينا حروب ، وتجتمع علينا دول عظمى ، لديها ما ليس لدينا من إمكانات وقدرات وسلاح وعتاد وطيران وصواريخ وأجهزة اتصال وإنترنت وإلكترون وليزر .. ولعل ما حصل في مالي يؤكد صدق ما أقول .. فقد أجمع حلف الناتو على توجيه ضربة عسكرية تطيح بالإسلاميين هناك ، وتعيد السلطة فيها لغير الإسلاميين ..
لن تهادننا أمم الكفر ، ولن توافقنا على ما نريد .. سيحاربنا اليهود والنصارى والمجوس والعلمانيون والملحدون .. فتلك طبيعة الكفر مع المسلمين في كل زمان ومكان .. ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) .
وكل قارئ للسيرة النبوية يذكر أنه لما قامت دولة الإسلام في عصر النبوة ، سرعان ما تحرك الفرس والروم للقضاء على هذه الدولة الوليدة ، التي حولت العرب إلى أمة مستقلة عن الفرس والروم ..
ولكيلا نذهب بعيدا ، ألا ترون كيف تخلى العالم عنا نحن السوريين ، وأسلمنا لعصابة متخلفة وحشية همجية ، مارست علينا كل أنواع الإجرام ، تحت سمع المجتمع الدولي الكافر وبصره .!؟
فهل بمقدورنا أن نحارب بشرية ، تملك كل القوى ، وتتفوق علينا في كل الميادين .؟ وكيف نقاوم طيرانا لا نملك سلاحا ضده .؟ وكيف نتقي صواريخ عابرة للقارات ، تحمل في رؤوسها كل الخراب والدمار .؟ وكيف نصمد لهذه القوة بصدورنا العارية ، وأيدينا الخاوية .؟ لقد مضى عهد العنتريات . فسيف عنترة لا يفيد مع المدفع والصاروخ ..
إن إقامة ( دولة إسلامية ) يا سادة ، يتطلب مقدمات ، نحن لا نملكها في الوقت الحاضر .. أبسطها أن نصنع السلاح الذي يمكننا من الاستقلال في اتخاذ القرار . ونكون على مقدار التحدي حين نفكر في محاربة عدو ما ..!!
أما التفكير البدائي في إقامة الدولة الإسلامية ، مع تجاهل طبيعة العصر المعادي لها ، والاستخفاف بالعقبات التي في طريقها .. لن يوصلنا إلى الحلم الذي نتطلع إليه .. فلماذا لا يكون الصادق المخلص منا إلا قصير النظر ، عاطفيا ، بعيداً عن الواقعية ، وبعيداً عن العقلانية .؟؟ أنا لا أشك في إخلاص المنادين بقيام دولة إسلامية .. ولكنني أشك في سلامة تفكيرهم . وأتهمهم بمحدودية النظر في تصريف الأمور .
ولنتذكر أن دولة الإسلام في بدايتها ، لم تقم في روما عاصمة القياصرة ، ولا في المدائن حاضرة الأكاسرة .. وإنما شاء الله لها أن تقوم في جزيرة العرب ، لأن الحالة الاجتماعية بين مكونات الجزيرة العربية كانت متقاربة ، اجتماعيا وعسكريا وماديا وخلقيا وثقافيا ... ولو قامت الدعوة في الغرب أو الشرق آنذاك لما قدر لها من المنظور البشري أن تنجح ..
إن التفكير الآن بتبني ( الحل الديمقراطي ) كحل مبدئي ، هو التفكير الممكن حاليا ، وليس قرة عين لنا ، ونحن مضطرون لقبوله اضطرارا ... والضرورات تبيح المحظورات .. وليس من الحكمة أن نضيع هذا الحل الممكن بالقفز دفعة واحدة ، إلى حل هو في حكم المستحيل الآن ...
ثم لماذا يجب أن يكون حالنا بالحل الديمقراطي ، كحال البوسنة .. ولماذا لا يكون كحال تركيا وإندونيسيا ومصر أخيرا وهي مقبلة على خير ، رغم كل الشغب والغبار الذي يثيره خصوم الإسلاميين ، من الشيوعيين والقوميين والعلمانيين لتشويه سمعة الإسلاميين في مصر ، وإلقاء الأشواك في طريقهم ، لمنعهم من تحقيق أي نجاح .؟؟
أيها السادة : نحن نواجه أعداء أشداء ، يحاربنا معهم أذناب لهم من أبنائنا ، الذين يعيشون بين ظهرانينا .. فلنحارب دون حقوقنا بعقلانية وحكمة وبصيرة .. وإلا ضاعت الفرصة ، ولم نحصل على ما نريد ...