شكك معارضون سوريون في المعلومات الرسمية بشأن مقتل 120 من أفراد الأمن في بلدة جسر الشغور التابعة لمحافظة إدلب شمالي غرب البلاد، وسط تحذيرات من احتمال أن تركب القوى الأمن مجزرة جديدة فيها.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن معارضين سوريين يسهمون في نقل المدنيين المصابين من محافظة إدلب إلى تركيا، تأكيدهم أن عناصر الأمن قتلوا على يد عناصر من الجيش لأنهم رفضوا إطلاق النار على مدنيين غير مسلحين في منطقة جسر الشغور.
وكان التلفزيون الحكومي قد أعلن أمس أن 120 رجل أمن قتلوا في المدينة -بينهم 80 قتلوا في المقر الرئيسي للأمن بالمدينة- برصاص عصابات مسلحة، وتوعد كل من وزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار والإعلام عدنان محمود بالرد.
تشييع ضحايا مدنيين سقطوا في جسر الشغور وتركيا تتحدث عن فرار جرحى إليها
أرقام متضاربة
بدوره قال مدير منظمة تدافع عن حقوق الإنسان لوكالة رويترز إن الاشتباكات كانت بين قوات الجيش وأفراد فروا من صفوفه، واصفا أرقام القتلى بأنها "متضاربة".
وقال وسام طريف إن وحدة من الجيش أو فرقة وصلت إلى المنطقة في الصباح، وبعدها وصلت -في ما يبدو- وحدة أخرى بعد الظهر لاحتواء عمليات الفرار، مضيفا أن كثيرين من سكان جسر الشغور أكدوا صحة هذه الرواية.
وتقع البلدة التي يبلغ عدد سكانها خمسين ألف نسمة على الطريق بين مدينة اللاذقية الساحلية وحلب، ولم تشهد احتجاجات تذكر على نظام بشار الأسد حتى الآن، وأغلب سكانها من السنة، لكن نشطاء يقولون إن في المنطقة قرى علوية ومسيحية.
وقال مقيمون في جسر الشغور إن موجة من عمليات القتل بدأت في البلدة يوم السبت عندما أطلق قناصة من على سطح مكتب البريد الرئيسي النار على مشاركين في تشييع ستة محتجين قتلوا في مظاهرة قبل ذلك بيوم.
حملة جديدة
في غضون ذلك حذر نشطاء على الإنترنت من أن جسر الشغور قد تتعرض لمجزرة جديدة، مرجحين أن تكون أرتال من العربات العسكرية المحملة بالجنود على الطريق السريع لحرستا في طريقها إلى البلدة لارتكاب مجزرة جديدة.
يذكر أن تمردا على حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد شهدته جسر الشغور عام 1980 قد سحق بوحشية وسقط فيه عشرات القتلى.
ونصح نشطاء المتظاهرين في محافظة إدلب بإعاقة "عصابات النظام" عبر إحراق الإطارات المطاطية وإغلاق الطرق المؤدية إلى البلدة بالحجارة والأخشاب، ودعوا إلى احتجاجات جديدة اليوم الثلاثاء أطلقوا عليها شعار "يوم البعث".
وقال النشطاء في صفحة على فيسبوك جمعت نحو 200 ألف مشاركة إن "زمن الغدر قد ولى"، وإن ثورتهم سلمية وتهدف إلى تحقيق الحرية والكرامة، ولا تعمل بتحريض من أي حزب أو منظمة أجنبية.
في غضون ذلك نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي تركي قوله إن شخصا قتل اليوم متأثرا بجراحه أثناء نقله من الأراضي السورية إلى مستشفى تركي.
ضابط في الجيش السوري ينشق عن الجيش
قتيل بتركيا
وقال المصدر إن 20 شخصا عبروا الحدود اليوم في منطقة هاتي (لواء الإسكندرون) لتلقي العلاج من جراح أصيبوا بها جراء الاحتجاجات التي تجري في شمال غرب سوريا، مضيفا أن سيارات إسعاف أوقفت على الحدود خصيصا لنقل الجرحى.
غير أن مصدرا في الخارجية التركية أبلغ وكالة أسوشيتد برس أن 35 شخصا دخلوا الأراضي التركية قادمين من جسر الشغور لتلقي العلاج، مضيفا أن الموقف ما زال غامضا على الجانب السوري.
يشار إلى أن عدد السوريين الذين لجؤوا إلى تركيا منذ مايو/أيار الماضي بلغ 259 شخصا جرى إقامة مخيم خاص بهم على الحدود كانت الدفعة الأولى منهم من تركمان سوريا.
وتأتي هذه التطورات بعد انشقاق ضابط سوري برتبة ملازم أول يدعى عبد الرزاق طلاس عن الجيش ودعوته زملاءه إلى الالتحاق به.