نريد رأساً واحدا للثورة .. لا ستمائة رأس :
بقلم : أبو ياسر السوري
لماذا يبشرنا رئيسُ المجلس الوطني عبد الباسط سيده بأن عدد أعضاء المجلس الوطني سيرقى إلى ما يقارب 600 عضوا بعد قليل .؟؟ وهل كثرة هذا العدد مدعاة للتفاؤل بالنجاح أم مؤشر للتنازع والفشل .؟؟ الحقيقة ، إن طبيعة الأشياء تقول : هذا الكم الهائل والمتزايد في أعضاء المجلس الوطني يجعل من توافقهم على أي أمر يطرح بينهم للنقاش شبه مستحيل .!!؟ لأن المعروف عن السوريين ، أنهم إذا اجتمعوا للنقاش في قضية ما ، كانت آراؤهم فيها بعدد المجتمعين زائد واحد . يعني إذا كان عددهم ثلاثة ، تكون آراؤهم أربعة .. وإذا كانوا سبعة تكون آراؤهم ثمانية .!؟
فحين يكون عدد أعضاء هذا المجلس حوالي 600 فكم ستكون وجهات النظر في القضايا المطروحة عليهم .؟ وكم يحتاجون من الوقت حتى يتمَّ اتفاقهم على القضايا المطروحة للنقاش فيما بينهم .؟؟ وكم يجب على هذا الشعب المسكين أن يقدم من ضحايا ومشردين ومعذبين حتى يتوصل مجلسنا الموقر إلى حلٍّ ، يوقف عمليات القتل والإبادة التي تمارس عليه ليل نهار .؟؟؟
يا أيها المجلس الوطني .. قليلا من الرحمة .. قليلا من الإنسانية .. قليلا من الحياء .. شتمناكم فلم تنفع الشتائم .!! وسكتنا عنكم فلم ينفع السكوت .! ليتنا لم نقل يوما ( المجلس الوطني يمثلنا ) لأنه ثبت أنه لم يكن مجلسا وطنيا في يوم من الأيام ، وإنما كان سوقاً تجارياً ، يتاجر فيه السياسيون بأرواح السوريين ودمائهم وكرامتهم .!!
عمر المختار يا سادة ، قاد الثورة الليبية قديماً إلى النصر على الطليان ... ومصطفى عبد الجليل قاد الثورة الليبية حديثاً إلى النصر على القذافي .. وابن بيلا قاد الثورة الجزائرية إلى النصر على فرنسا ... وإبراهيم هنانو قاد الثورة السورية إلى النصر على فرنسا أيضا .. ورشيد عالي الكيلاني قاد الثورة العراقية إلى النصر على بريطانيا في العراق ..
ومجلسنا الوطني الموقر قاد الثورة إلى وضعٍ ، بات الحديث فيه يدور حول خسارة مائتي ألف شهيد ، ومائة ألف مفقود ، وتشريد أربعة ملايين سوري ، وهدم مليونين وأربعمائة ألف مبنى . واغتصابِ أعراضٍ ، وحرقِ أحياءٍ وأموات . ولم يستطع مجلسنا أن يفرض على المجتمع الدولي أي حل لإيقاف عمليات القتل . !! وإذا ادعى المجلس أنه عاجز عن رفع الظلامة عمن يمثلهم ، فليعتزل العمل السياسي ، وليتنحَّ عن الساحة بشرف وكرامة ، وحسبه ما وجه إليه سابقاً من انتقادات ، وكفاه ما سيوجه إليه لاحقا من شتائم وسباب ...
يا أعضاء المجلس الوطني ، أليس من العار عليكم هذا الذي أنتم فيه من الخيبة والإخفاق .؟؟ لقد مضى على تشكيل هذا المجلس عام وشهور ، وما زلتم تراوحون في المكان ، بل وأحيانا تتحركون إلى الوراء .. ألا خيبة الله عليكم ، وخيبة الله على شعب قال إنكم تمثلونه .!! الشعب السوري بفضل جهودكم اليوم ، بات ينام على الأرصفة في شوارع المدن السورية ، وينام في العراء بين أشجار الزيتون .. وينام في مخيم الزعتري في الأردن مع العقارب والثعابين ... وبعضهم فر إلى القاهرة ، وبعضهم لجأ إلى الخليج وبعضهم هرب إلى أوربا ، وبعضهم فضل الموت تحت قصف الطيران ورجم الصواريخ على حياة الغربة والتشرد .. وأنتم يا أعضاء مجلسنا الموقر ما زلتم تتهارشون على لحم الفريسة ، وكل منكم حريص على أن ينهش منها أكثر فأكثر . فإن لم يكن صنيعكم هذا خيانة ، فأخبرونا بربكم كيف تكون الخيانة .؟؟ وكيف يكون الخونة المجرمون .!؟
يا أعضاء المجلس الوطني ، لقد شهد العالم كله أنكم فشلتم في تحقيق نصر حاسم على المجرم بشار وعصابته وشبيحته ، وقد كان بإمكانكم إسقاطه بأسرع من هذا لو كنتم مناضلين مخلصين . ولكنكم شغلتم عن إسقاطه بإسقاط بعضكم بعضا ، وكل منكم وجهه إلى الزعامة وظهره إلى الثورة .. يعني أنتم مختلفون على القسمة قبل وجود الغنيمة .. يا أسفا عليكم .؟؟ وعظم الله أجر سوريا بمصابها بهكذا زعامات متسلقين انتهازيين .
اليابان يا سادة ، خسرت الحرب العالمية ، وضربت بقنبلتين ذريتين ، واضطرت للاستسلام على شروط أمريكا الغالبة المنتصرة .. فلم يلزموا امبراطورهم بالاستقالة من الحكم ، وإنما أبقوه حيث هو ، فقال لهم امبراطورهم بعد التوقيع على وثيقة الاستسلام للأمريكان :" أيها اليابانيون ، الآن ولدت اليابان " وبعد مضي 67 عاما ها هي اليابان تتزعم العالم اقتصاديا ، وها هي توجه لخصومها أوجع صفعة بتحكمها في مفاصل الاقتصاد العالمي ... وهنا لا بد من المرور بهذه المفارقة الغريبة العجيبة ..!! وهي أن دمار اليابان قد تزامن واستقلال سوريا من الاستعمار ، فبدأت اليابان في البناء ، وبدأ السوريون في الهدم ، نصبح على انقلاب ، ونمسي على انقلاب آخر ، ولما توقفت الانقلابات ، حكمتنا عصابة طائفية ، فرضت علينا استقرار الأموات .. ومنذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا ، واليابان تمشي إلى الأمام ، ونحن السوريين نمشي إلى الوراء .. فنحن الآن بفضل قادتنا الممانعين الانقلابيين ، أصبحنا أضعف دولة على وجه الأرض ، وأفقر دولة ، وأكثر دولة في عدد المشردين والمهجرين .!!
وعلى سبيل المثال ، بالأمس القريب ، انتخبنا برهان غليون رئيسا للمجلس الوطني ، فلم يبق سوري على وجه الكرة الأرضية إلا شتمه .. وأنا كنت أحد الشاتمين ( معذرة يا أستاذ برهان ) .. فتنحى الرجل ، وخلفه عبد الباسط سيده .. فماذا تغير ..؟؟ لم يتغير شيء على أرض الواقع .. فتعالوا نشتم عبد الباسط سيده أيضا .. ولنفرض أننا شتمناه ، وعزلناه ، وجئنا برئيس ثالث .. ورابع .. وخامس للمجلس الوطني .. فماذا سنجني من تغيير رؤساء هذا المجلس .؟؟ الجواب : لا شيء سوى الخيبة .. أتدرون لماذا ؟ لأنه إذا هان قدر المجلس الوطني عند شعبه ، فسوف يكون قدره أهون عند الآخرين .. ولكي يكون للمجلس مكانة وكرامة عند السوريين وعند الآخرين ، ينبغي أن يجتمع هؤلاء الـ 600 عضو ويرشحوا من بينهم لجنة مؤلفة من ( 7 ) أشخاص فقط ، تكون مهمتها انتخاب رئيس من هؤلاء السبعة .. يعني نعمل بطريقة عمر بن الخطاب في الانتخاب الذي اقترحه قبيل استشهاده ، فجاء بالخليفة الثالث عثمان بن عفان ، واستقام أمر المسلمين بهذا الحل الحكيم .. فلنعين لجنة من سبعة أشخاص ، ولتكن هذه اللجنة هي التي تنتخب رئيسا واحدا للثورة السورية ، يكون مطاع الكلمة لدى السياسيين والعسكريين معاً ، ويكون هو المرجع الأول والأخير في اتخاذ القرار ، وليكن له عدد من المستشارين الأمناء ، وليكن هذا الرئيس هو المتحدث باسم جميع السوريين ، وعلى كافة المستويات ... وبهذا الحل نبرأ من داء التشرذم والخلاف ، ونحقق النصر بعون الله ..
أيها السوريون ، لا بد من قائد واحد للثورة .. فالله تعالى يقول في محكم كتابه (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) وقال تعالى ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) . ولو افترضنا تعدد الآلهة ، لكان ما أخبر به القرآن ، فاعتزل كل إله منهم ( بِمَا خَلَقَ ) ولتغالبوا فيما بينهم ، فعلا بعضهم على بعض ، وغلب القويّ منهم الضعيف ؛ لأن القويّ لا يرضى أن يعلوه ضعيف ، والضعيف لا يصلح أن يكون إلها ... فلزم أن يكون مالك الأمر في السماوات والأرض واحدا ، ولو كان أكثر من واحد لفسد نظام الكون ، واختل ..
وفي هذا إشارة إلى ضرورة وجود قائد واحد لكل جماعة ، لكي يصلح أمرها ، ولو رجعنا إلى سيرة نبينا الكريم لوجدنا أنه سن لنا القيادة بصورة عملية ، فلم يرسل سرية ولا جيشا إلا أمر عليه قائدا واحدا .. وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا كنتم ثلاثة في سفر ، فأمِّرُوا أحدَكُم ) وإنما أمَرَهُمْ بذلك ، ليكون أمْرُهُمْ جميعا ، ولا يتفرَّقَ بهم الرأيُ شَذَرَ مَذَرَ ، فيحملهم ذلك على التنازع والفشل .
أيها السوريون ، نريد لثورتنا الوطنية رأساً واحداً .. ولا نريد لها كيانا مشوها بستمائة رأس ، يسمونه المجلس الوطني ؟
بقلم : أبو ياسر السوري
لماذا يبشرنا رئيسُ المجلس الوطني عبد الباسط سيده بأن عدد أعضاء المجلس الوطني سيرقى إلى ما يقارب 600 عضوا بعد قليل .؟؟ وهل كثرة هذا العدد مدعاة للتفاؤل بالنجاح أم مؤشر للتنازع والفشل .؟؟ الحقيقة ، إن طبيعة الأشياء تقول : هذا الكم الهائل والمتزايد في أعضاء المجلس الوطني يجعل من توافقهم على أي أمر يطرح بينهم للنقاش شبه مستحيل .!!؟ لأن المعروف عن السوريين ، أنهم إذا اجتمعوا للنقاش في قضية ما ، كانت آراؤهم فيها بعدد المجتمعين زائد واحد . يعني إذا كان عددهم ثلاثة ، تكون آراؤهم أربعة .. وإذا كانوا سبعة تكون آراؤهم ثمانية .!؟
فحين يكون عدد أعضاء هذا المجلس حوالي 600 فكم ستكون وجهات النظر في القضايا المطروحة عليهم .؟ وكم يحتاجون من الوقت حتى يتمَّ اتفاقهم على القضايا المطروحة للنقاش فيما بينهم .؟؟ وكم يجب على هذا الشعب المسكين أن يقدم من ضحايا ومشردين ومعذبين حتى يتوصل مجلسنا الموقر إلى حلٍّ ، يوقف عمليات القتل والإبادة التي تمارس عليه ليل نهار .؟؟؟
يا أيها المجلس الوطني .. قليلا من الرحمة .. قليلا من الإنسانية .. قليلا من الحياء .. شتمناكم فلم تنفع الشتائم .!! وسكتنا عنكم فلم ينفع السكوت .! ليتنا لم نقل يوما ( المجلس الوطني يمثلنا ) لأنه ثبت أنه لم يكن مجلسا وطنيا في يوم من الأيام ، وإنما كان سوقاً تجارياً ، يتاجر فيه السياسيون بأرواح السوريين ودمائهم وكرامتهم .!!
عمر المختار يا سادة ، قاد الثورة الليبية قديماً إلى النصر على الطليان ... ومصطفى عبد الجليل قاد الثورة الليبية حديثاً إلى النصر على القذافي .. وابن بيلا قاد الثورة الجزائرية إلى النصر على فرنسا ... وإبراهيم هنانو قاد الثورة السورية إلى النصر على فرنسا أيضا .. ورشيد عالي الكيلاني قاد الثورة العراقية إلى النصر على بريطانيا في العراق ..
ومجلسنا الوطني الموقر قاد الثورة إلى وضعٍ ، بات الحديث فيه يدور حول خسارة مائتي ألف شهيد ، ومائة ألف مفقود ، وتشريد أربعة ملايين سوري ، وهدم مليونين وأربعمائة ألف مبنى . واغتصابِ أعراضٍ ، وحرقِ أحياءٍ وأموات . ولم يستطع مجلسنا أن يفرض على المجتمع الدولي أي حل لإيقاف عمليات القتل . !! وإذا ادعى المجلس أنه عاجز عن رفع الظلامة عمن يمثلهم ، فليعتزل العمل السياسي ، وليتنحَّ عن الساحة بشرف وكرامة ، وحسبه ما وجه إليه سابقاً من انتقادات ، وكفاه ما سيوجه إليه لاحقا من شتائم وسباب ...
يا أعضاء المجلس الوطني ، أليس من العار عليكم هذا الذي أنتم فيه من الخيبة والإخفاق .؟؟ لقد مضى على تشكيل هذا المجلس عام وشهور ، وما زلتم تراوحون في المكان ، بل وأحيانا تتحركون إلى الوراء .. ألا خيبة الله عليكم ، وخيبة الله على شعب قال إنكم تمثلونه .!! الشعب السوري بفضل جهودكم اليوم ، بات ينام على الأرصفة في شوارع المدن السورية ، وينام في العراء بين أشجار الزيتون .. وينام في مخيم الزعتري في الأردن مع العقارب والثعابين ... وبعضهم فر إلى القاهرة ، وبعضهم لجأ إلى الخليج وبعضهم هرب إلى أوربا ، وبعضهم فضل الموت تحت قصف الطيران ورجم الصواريخ على حياة الغربة والتشرد .. وأنتم يا أعضاء مجلسنا الموقر ما زلتم تتهارشون على لحم الفريسة ، وكل منكم حريص على أن ينهش منها أكثر فأكثر . فإن لم يكن صنيعكم هذا خيانة ، فأخبرونا بربكم كيف تكون الخيانة .؟؟ وكيف يكون الخونة المجرمون .!؟
يا أعضاء المجلس الوطني ، لقد شهد العالم كله أنكم فشلتم في تحقيق نصر حاسم على المجرم بشار وعصابته وشبيحته ، وقد كان بإمكانكم إسقاطه بأسرع من هذا لو كنتم مناضلين مخلصين . ولكنكم شغلتم عن إسقاطه بإسقاط بعضكم بعضا ، وكل منكم وجهه إلى الزعامة وظهره إلى الثورة .. يعني أنتم مختلفون على القسمة قبل وجود الغنيمة .. يا أسفا عليكم .؟؟ وعظم الله أجر سوريا بمصابها بهكذا زعامات متسلقين انتهازيين .
اليابان يا سادة ، خسرت الحرب العالمية ، وضربت بقنبلتين ذريتين ، واضطرت للاستسلام على شروط أمريكا الغالبة المنتصرة .. فلم يلزموا امبراطورهم بالاستقالة من الحكم ، وإنما أبقوه حيث هو ، فقال لهم امبراطورهم بعد التوقيع على وثيقة الاستسلام للأمريكان :" أيها اليابانيون ، الآن ولدت اليابان " وبعد مضي 67 عاما ها هي اليابان تتزعم العالم اقتصاديا ، وها هي توجه لخصومها أوجع صفعة بتحكمها في مفاصل الاقتصاد العالمي ... وهنا لا بد من المرور بهذه المفارقة الغريبة العجيبة ..!! وهي أن دمار اليابان قد تزامن واستقلال سوريا من الاستعمار ، فبدأت اليابان في البناء ، وبدأ السوريون في الهدم ، نصبح على انقلاب ، ونمسي على انقلاب آخر ، ولما توقفت الانقلابات ، حكمتنا عصابة طائفية ، فرضت علينا استقرار الأموات .. ومنذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا ، واليابان تمشي إلى الأمام ، ونحن السوريين نمشي إلى الوراء .. فنحن الآن بفضل قادتنا الممانعين الانقلابيين ، أصبحنا أضعف دولة على وجه الأرض ، وأفقر دولة ، وأكثر دولة في عدد المشردين والمهجرين .!!
وعلى سبيل المثال ، بالأمس القريب ، انتخبنا برهان غليون رئيسا للمجلس الوطني ، فلم يبق سوري على وجه الكرة الأرضية إلا شتمه .. وأنا كنت أحد الشاتمين ( معذرة يا أستاذ برهان ) .. فتنحى الرجل ، وخلفه عبد الباسط سيده .. فماذا تغير ..؟؟ لم يتغير شيء على أرض الواقع .. فتعالوا نشتم عبد الباسط سيده أيضا .. ولنفرض أننا شتمناه ، وعزلناه ، وجئنا برئيس ثالث .. ورابع .. وخامس للمجلس الوطني .. فماذا سنجني من تغيير رؤساء هذا المجلس .؟؟ الجواب : لا شيء سوى الخيبة .. أتدرون لماذا ؟ لأنه إذا هان قدر المجلس الوطني عند شعبه ، فسوف يكون قدره أهون عند الآخرين .. ولكي يكون للمجلس مكانة وكرامة عند السوريين وعند الآخرين ، ينبغي أن يجتمع هؤلاء الـ 600 عضو ويرشحوا من بينهم لجنة مؤلفة من ( 7 ) أشخاص فقط ، تكون مهمتها انتخاب رئيس من هؤلاء السبعة .. يعني نعمل بطريقة عمر بن الخطاب في الانتخاب الذي اقترحه قبيل استشهاده ، فجاء بالخليفة الثالث عثمان بن عفان ، واستقام أمر المسلمين بهذا الحل الحكيم .. فلنعين لجنة من سبعة أشخاص ، ولتكن هذه اللجنة هي التي تنتخب رئيسا واحدا للثورة السورية ، يكون مطاع الكلمة لدى السياسيين والعسكريين معاً ، ويكون هو المرجع الأول والأخير في اتخاذ القرار ، وليكن له عدد من المستشارين الأمناء ، وليكن هذا الرئيس هو المتحدث باسم جميع السوريين ، وعلى كافة المستويات ... وبهذا الحل نبرأ من داء التشرذم والخلاف ، ونحقق النصر بعون الله ..
أيها السوريون ، لا بد من قائد واحد للثورة .. فالله تعالى يقول في محكم كتابه (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) وقال تعالى ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) . ولو افترضنا تعدد الآلهة ، لكان ما أخبر به القرآن ، فاعتزل كل إله منهم ( بِمَا خَلَقَ ) ولتغالبوا فيما بينهم ، فعلا بعضهم على بعض ، وغلب القويّ منهم الضعيف ؛ لأن القويّ لا يرضى أن يعلوه ضعيف ، والضعيف لا يصلح أن يكون إلها ... فلزم أن يكون مالك الأمر في السماوات والأرض واحدا ، ولو كان أكثر من واحد لفسد نظام الكون ، واختل ..
وفي هذا إشارة إلى ضرورة وجود قائد واحد لكل جماعة ، لكي يصلح أمرها ، ولو رجعنا إلى سيرة نبينا الكريم لوجدنا أنه سن لنا القيادة بصورة عملية ، فلم يرسل سرية ولا جيشا إلا أمر عليه قائدا واحدا .. وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا كنتم ثلاثة في سفر ، فأمِّرُوا أحدَكُم ) وإنما أمَرَهُمْ بذلك ، ليكون أمْرُهُمْ جميعا ، ولا يتفرَّقَ بهم الرأيُ شَذَرَ مَذَرَ ، فيحملهم ذلك على التنازع والفشل .
أيها السوريون ، نريد لثورتنا الوطنية رأساً واحداً .. ولا نريد لها كيانا مشوها بستمائة رأس ، يسمونه المجلس الوطني ؟