بيروت /رويترز/

قال التلفزيون السوري في أول تقرير له عن اشتباكات واسعة النطاق في الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد ان القوات السورية خاضت معارك مع مسلحين في شمال غرب البلاد خلفت ما يزيد على 120 قتيلا في صفوف قوات الامن
وفي اول تقرير لوسائل الاعلام الرسمية عن معركة بهذا الحجم قال التلفزيون السوري امس الاثنين ان مجموعات مسلحة اشعلت النار في مبان حكومية في بلدة جسر الشغور في شمال غرب البلاد وسرقت خمسة اطنان من الديناميت واطلقت النار على المدنيين وقوات الامن مستخدمة الاسلحة الالية والقذائف الصاروخية
وأضاف ان قوات الامن تمكنت من فك حصار احد الاحياء السكنية التي سيطر عليها المسلحون بعض الوقت وانها تقاتل المسلحين لانهاء حصارهم للاحياء الاخرى
ومضى قائلا ان المسلحين مثلوا ببعض الجثث وألقوا بعضها في نهر العاصي وان اهالي بلدة جسر الشغور استغاثوا بالجيش ليتدخل على وجه السرعة
واختلف وسام طريف مدير منظمة انسان المدافعة عن حقوق الانسان مع الرواية الرسمية قائلا ان الاشتباكات كانت بين قوات الجيش وأفراد فروا من صفوفه ووصف أرقام القتلى بأنها //متضاربة//
وقال طريف لرويترز ان وحدة من الجيش او فرقة وصلت الى المنطقة في الصباح وبعدها وصلت فيما يبدو وحدة اخرى بعد الظهر لاحتواء عمليات الفرار وأضاف ان كثيرين من سكان جسر الشغور أكدوا صحة هذه النسخة من الرواية
ويقول دعاة حقوق الانسان ان وفاة بعض الجنود او افراد الشرطة خلال الانتفاضة كان نتيجة قتل افراد قوات الامن الذين يحاولون الهروب من صفوفها او يرفضون اطاعة الاوامر
لكن احد النشطاء قال لرويترز مشترطا عدم الافصاح عن اسمه //قصة هرب قوات الامن غير حقيقية /افراد الشرطة وقوات الامن/ قتلوا على ايدي المسلحين خلال العملية وقد تعرضوا لاطلاق النار بعض الناس في بعض المناطق رفعوا السلاح//
واضاف //الوضع خطير ما يحدث يعتبر عصيانا مسلحا أنا أعارض العنف من اي طرف كان//
وقال ناشطون من المعارضة في وقت سابق ان هناك عملية امنية جارية في البلدة منذ يوم السبت قتل فيها 37 على الاقل من سكان البلدة وعشرة من افراد الشرطة
ويتعذر التحقق من أنباء العنف التي ترد سواء من المسؤولين او النشطاء نظرا لمنع السلطات معظم وسائل الاعلام الدولية من العمل في سوريا
وقال وزير الداخلية محمد ابراهيم الشعار ان السلطة سترد بحزم وحسم على الهجمات المسلحة وقال وزير الاعلام عدنان محمود ان وحدات الجيش التي ظلت حتى الان خارج البلدة //ستقوم بتنفيذ مهامها الوطنية لاعادة الامن والطمأنينة//
وقالت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان ان 1000 مدني قتلوا في الاحتجاجات التي انطلقت من مدينة درعا الجنوبية في أواسط مارس اذار ووصلت الى المناطق الساحلية المطلة على البحر المتوسط والمناطق الكردية الشرقية
ويمكن للحملة الامنية ان تزداد شراسة اذا تصدت الحكومة لتمرد مسلح
وسحقت القوات السورية انتفاضة اسلامية مسلحة في مدينة حماه عام 1982 بأمر من الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والد بشار قتل فيها 30 الفا
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أمس الاثنين ان فرنسا مستعدة لان تطلب من مجلس الامن التابع للامم المتحدة الاقتراع على مشروع قرار يدين سوريا لقمعها الوحشي للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية على الرغم من احتمال ان تستخدم روسيا حق النقض /الفيتو/
واضاف قائلا في كلمة القاها في مركز ابحاث في واشنطن بعد يوم من المحادثات مع مسؤولين امريكيين من بينهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون //الموقف واضح جدا في سوريا عملية الاصلاح ميتة ونعتقد ان بشار فقد شرعيته لحكم البلاد//
وقال //سنرى ما الذي سيفعله الروس اذا استخدموا الفيتو فانهم سيتحملون مسؤوليتهم ربما اذا رأوا أن هناك 11 صوتا مؤيدا للقرار قد يغيرون رأيهم اذن هناك مخاطرة ونحن مستعدون لتحملها//
وحثت منظمة العفو الدولية مجلس الامن على احالة سوريا للمحكمة الجنائية الدولية
وقال مقيمون في جسر الشغور ان موجة من عمليات القتل بدأت في البلدة يوم السبت عندما اطلق قناصة من على سطح مكتب البريد الرئيسي النار على المشاركين في جنازة ستة محتجين قتلوا في مظاهرة قبل ذلك بيوم
وقال معلم يدرس التاريخ ذكر ان اسمه أحمد ان المشاركين في الجنازة أشعلوا النار في مكتب البريد تعبيرا عن غضبهم بعد اطلاق النار وقال التلفزيون الرسمي ان ثمانية من افراد قوات الامن قتلوا عندما هاجم مسلحون مبنى مكتب البريد
واضاف ان 20 على الاقل من افراد قوات الامن قتلوا في كمين نصبته تنظيمات مسلحة وقتل 82 اخرون في هجوم على موقع أمني وتابع ان العدد الاجمالي للقتلى في صفوف قوات الامن 120
وتقع البلدة التي يبلغ عدد سكانها 50 الف نسمة على الطريق بين مدينة اللاذقية الساحلية وحلب وهي ثاني اكبر مدينة في سوريا ولم تشهد احتجاجات تذكر على الاسد حتى الان وأغلب سكان البلدة سنة لكن نشطاء يقولون ان في المنطقة قرى علوية ومسيحية
وكان تمرد على حكم الرئيس الراحل حافظ الاسد شهدته جسر الشغور عام 1980 قد سحق بوحشية وسقط عشرات القتلى
ودفع بشار الاسد بدبابات الجيش لقمع المظاهرات في بعض النقاط الساخنة وفي نفس الوقت أجرى بعض الاصلاحات مثل العفو العام عن كل السجناء السياسيين واطلاق حوار وطني لكن المحتجين والمعارضة رفضوا تلك اللفتات