لا يحتاج أي زائر لمناطق الشمال السوري خاصة مناطق المعارك الشرسة
الدائرة في حلب هذه الأيام لكبير عناء ليكتشف الطابع الإسلامي الطاغي بشكل
كبير على الثوار المنخرطين في الثورة على نظام الرئيس بشار الأسد.
ورغم
الطابع السلفي البادي على الثوار من حيث إعفاء اللحى ونوعية الهتافات التي
يرددونها وشكل الرايات التي يحملونها والربطات التي يضعونها على رؤوسهم
وفي غالبها سوداء مكتوب عليها الشهادتان، تظهر معايشتهم لأيام أنهم سلفيون
من نوع غير متشدد أو "سلفيون على المقاس السوري" وفق تعبير ناشط بارز.
فهم
يؤدون الصلاة على أوقاتها حتى في أماكن القتال الشرسة، لكن الغالبية منهم
يدخنون السجاير في مخالفة صريحة لفتاوى يتبناها شيوخ سلفيون يحرمون
التدخين، كما أنهم يستمعون لأناشيد مختلطة بين غياب الموسيقى ووجودها
أحيانا، رغم أن الفتاوى السلفية تحرم كل أنواع الموسيقى، إضافة لملاحظات
أخرى في نظرتهم المعتدلة للمرأة وغيرها مما يؤكد أنهم سلفيون غير متشددين.
الكتائب
القريبة من الإخوان المسلمين في الجيش الحرحسب النشطاء الذين التقيناهم هي
كتائب صقور الشام ودرع الشمال، لكنك تسمع من منتمين لهذه الكتائب بأنهم
"مجاهدون في سبيل الله" من أجل إسقاط النظام ولا ينتمون لفكر معين.
في
حلب وريف إدلب يمكن ملاحظة عدد أسماء الكتائب والألوية التي تضع لافتة
الجيش الحر، ولكن تحت هذا المسمى يمكن إحصاء عشرات أسماء الكتائب.
مع المقاتلين
في
حلب وبعد جولة على 8 أحياء والتقاء مقاتلين ومسؤولين في عدة كتائب بعضها
له مقرات واضحة ويعرفها الناس جيدا يمكن التوقف على حقيقة أن الكتائب
الرئيسية المقاتلة في المدينة هي التوحيد وأحرار الشام والفاروق إضافة
لجبهة النصرة التي تصنف في سوريا باعتبارها تمثل فكر تنظيم القاعدة ويقاتل
في صفوفها مقاتلون سوريون وعرب.
أثناء التنقل بسيارة تابعة لكتائب أحرار الشام كان المقاتلون بداخلها يحملون أسلحتهم وقد بدت مثل قطعة من أجسادهم.
استمعنا
في السيارة لأناشيد تحثهم على الجهاد، كان المنشد يردد "أماه خلي الدمع
والتنهيدا.. إن ابنك المقتول صار شهيدا"، كان صوت النشيد ينقطع بين الحين
والآخر ليظهر صوت شيخ يبكي وهو يردد الآيات التي تحض على القتال والشهادة
ومنزلة الشهداء عند الله.
رنات هواتف "المجاهدين" كما يحلو للمقاتلين
في حلب تسمية أنفسهم في غالبيتها مقاطع لأناشيد إسلامية تحض على الجهاد
وأخرى تتحدث عن سوريا تحديدا، وأكثرها شعبية كما بدا هي مقطع للمنشد
الكويتي مشاري العفاسي من أنشودته "أبكي على الشام".
في خطوط القتال
في حلب أكثر ما يسمعه المرء هو التكبير، فعند إطلاق النار أو القنابل أو
القذائف باتجاه حواجز وتحصينات قوات النظام تسمع التكبيرات من كل
المقاتلين، واللافت أنه عندما يصاب أحد "المجاهدين" تسمع التكبير وسط حمل
المصاب على الأكتاف باتجاه المسعف المرافق لكل وحدة مقاتلة قبل نقله
للمستشفيات الميدانية إن استدعت حالته ذلك.
في خطوط القتال في حلب أكثر ما يسمعه المرء هو التكبير (الجزيرة) قتلى وتكبير
في
أحد المستشفيات الميدانية عايشنا على مدار ساعتين وصول ثلاثة قتلى أحدهم
كان لا يزال على قيد الحياة عند وصوله ويردد الشهادتين قبل أن يلفظ أنفاسه
الأخيرة، كبر الحاضرون وكان أحدهم يبكي، وأبلغنا أحد العاملين في المستشفى
أنك إذا سمعت تكبيرا في المستشفى فاعلم أن هناك "شهيدا" قد ارتقى إلى ربه.
نقل القتيل إلى الرصيف خارج المستشفى بانتظار نقله لمكان آخر وعاد المقاتلون إلى جبهتهم والأطباء إلى عملهم.
في
مسجد بحي في حلب الشمالية تجمع العشرات من المسلحين لأداء صلاة المغرب،
عند الحديث معهم ظهر أنهم من كتائب عدة وإن كان المنتمون لأحرار الشام التي
تشكلت بالأساس من المعتقلين السابقين بسجن صدنايا الشهير هم الأكثر في
المكان.
كانوا يهمون بالانتقال إلى جبهات القتال، بدا أن التنسيق
بينهم كبير، حيث نسقوا بينهم على اختلاف كتائبهم مناطق التمركز، ورغم أن
المقاتلين كما بدا حضروا من مناطق عدة في سوريا غالبيتها في حلب وريفها
وريف إدلب فقد بدوا وكأنهم يعرف بعضهم بعضا منذ سنوات بعيدة، وإلى جانب
الجدية في الإعداد كانت هناك مساحة للضحك والمزاح.
يعترف المنتمون لكتائب التوحيد وأحرار الشام والفاروق وصقور الشام ودرع
الشمال وغيرها بأن هناك مقاتلين عربا من جبهة النصرة يقاتلون في حلب، لكنهم
يقولون إن عددهم قليل قياسا على أكثر من 5000 مقاتل في حلب اليوم -حسب
قائد ميداني في أحرار الشام- لكنهم يقرون بحقيقة أنهم يتمركزن على خطوط
التماس الأولى التي تشهد أكثر المعارك شراسة مع قوات النظام السوري.
المصدر: الجزيرة
الدائرة في حلب هذه الأيام لكبير عناء ليكتشف الطابع الإسلامي الطاغي بشكل
كبير على الثوار المنخرطين في الثورة على نظام الرئيس بشار الأسد.
ورغم
الطابع السلفي البادي على الثوار من حيث إعفاء اللحى ونوعية الهتافات التي
يرددونها وشكل الرايات التي يحملونها والربطات التي يضعونها على رؤوسهم
وفي غالبها سوداء مكتوب عليها الشهادتان، تظهر معايشتهم لأيام أنهم سلفيون
من نوع غير متشدد أو "سلفيون على المقاس السوري" وفق تعبير ناشط بارز.
فهم
يؤدون الصلاة على أوقاتها حتى في أماكن القتال الشرسة، لكن الغالبية منهم
يدخنون السجاير في مخالفة صريحة لفتاوى يتبناها شيوخ سلفيون يحرمون
التدخين، كما أنهم يستمعون لأناشيد مختلطة بين غياب الموسيقى ووجودها
أحيانا، رغم أن الفتاوى السلفية تحرم كل أنواع الموسيقى، إضافة لملاحظات
أخرى في نظرتهم المعتدلة للمرأة وغيرها مما يؤكد أنهم سلفيون غير متشددين.
الكتائب
القريبة من الإخوان المسلمين في الجيش الحرحسب النشطاء الذين التقيناهم هي
كتائب صقور الشام ودرع الشمال، لكنك تسمع من منتمين لهذه الكتائب بأنهم
"مجاهدون في سبيل الله" من أجل إسقاط النظام ولا ينتمون لفكر معين.
في
حلب وريف إدلب يمكن ملاحظة عدد أسماء الكتائب والألوية التي تضع لافتة
الجيش الحر، ولكن تحت هذا المسمى يمكن إحصاء عشرات أسماء الكتائب.
مع المقاتلين
في
حلب وبعد جولة على 8 أحياء والتقاء مقاتلين ومسؤولين في عدة كتائب بعضها
له مقرات واضحة ويعرفها الناس جيدا يمكن التوقف على حقيقة أن الكتائب
الرئيسية المقاتلة في المدينة هي التوحيد وأحرار الشام والفاروق إضافة
لجبهة النصرة التي تصنف في سوريا باعتبارها تمثل فكر تنظيم القاعدة ويقاتل
في صفوفها مقاتلون سوريون وعرب.
أثناء التنقل بسيارة تابعة لكتائب أحرار الشام كان المقاتلون بداخلها يحملون أسلحتهم وقد بدت مثل قطعة من أجسادهم.
استمعنا
في السيارة لأناشيد تحثهم على الجهاد، كان المنشد يردد "أماه خلي الدمع
والتنهيدا.. إن ابنك المقتول صار شهيدا"، كان صوت النشيد ينقطع بين الحين
والآخر ليظهر صوت شيخ يبكي وهو يردد الآيات التي تحض على القتال والشهادة
ومنزلة الشهداء عند الله.
رنات هواتف "المجاهدين" كما يحلو للمقاتلين
في حلب تسمية أنفسهم في غالبيتها مقاطع لأناشيد إسلامية تحض على الجهاد
وأخرى تتحدث عن سوريا تحديدا، وأكثرها شعبية كما بدا هي مقطع للمنشد
الكويتي مشاري العفاسي من أنشودته "أبكي على الشام".
في خطوط القتال
في حلب أكثر ما يسمعه المرء هو التكبير، فعند إطلاق النار أو القنابل أو
القذائف باتجاه حواجز وتحصينات قوات النظام تسمع التكبيرات من كل
المقاتلين، واللافت أنه عندما يصاب أحد "المجاهدين" تسمع التكبير وسط حمل
المصاب على الأكتاف باتجاه المسعف المرافق لكل وحدة مقاتلة قبل نقله
للمستشفيات الميدانية إن استدعت حالته ذلك.
في خطوط القتال في حلب أكثر ما يسمعه المرء هو التكبير (الجزيرة) قتلى وتكبير
في
أحد المستشفيات الميدانية عايشنا على مدار ساعتين وصول ثلاثة قتلى أحدهم
كان لا يزال على قيد الحياة عند وصوله ويردد الشهادتين قبل أن يلفظ أنفاسه
الأخيرة، كبر الحاضرون وكان أحدهم يبكي، وأبلغنا أحد العاملين في المستشفى
أنك إذا سمعت تكبيرا في المستشفى فاعلم أن هناك "شهيدا" قد ارتقى إلى ربه.
نقل القتيل إلى الرصيف خارج المستشفى بانتظار نقله لمكان آخر وعاد المقاتلون إلى جبهتهم والأطباء إلى عملهم.
في
مسجد بحي في حلب الشمالية تجمع العشرات من المسلحين لأداء صلاة المغرب،
عند الحديث معهم ظهر أنهم من كتائب عدة وإن كان المنتمون لأحرار الشام التي
تشكلت بالأساس من المعتقلين السابقين بسجن صدنايا الشهير هم الأكثر في
المكان.
كانوا يهمون بالانتقال إلى جبهات القتال، بدا أن التنسيق
بينهم كبير، حيث نسقوا بينهم على اختلاف كتائبهم مناطق التمركز، ورغم أن
المقاتلين كما بدا حضروا من مناطق عدة في سوريا غالبيتها في حلب وريفها
وريف إدلب فقد بدوا وكأنهم يعرف بعضهم بعضا منذ سنوات بعيدة، وإلى جانب
الجدية في الإعداد كانت هناك مساحة للضحك والمزاح.
يعترف المنتمون لكتائب التوحيد وأحرار الشام والفاروق وصقور الشام ودرع
الشمال وغيرها بأن هناك مقاتلين عربا من جبهة النصرة يقاتلون في حلب، لكنهم
يقولون إن عددهم قليل قياسا على أكثر من 5000 مقاتل في حلب اليوم -حسب
قائد ميداني في أحرار الشام- لكنهم يقرون بحقيقة أنهم يتمركزن على خطوط
التماس الأولى التي تشهد أكثر المعارك شراسة مع قوات النظام السوري.
المصدر: الجزيرة