هل من يجاهد في سوريا من غير السوريين يكون مرتزقاً ؟
بقلم : أبو ياسر السوري
بقلم : أبو ياسر السوري
نشرت صحيفة ( كلنا سوريون) نقلا عن صحيفة الوطن في16/9/ 2012 تقول :
الرابط : http://www.all4syria.info/Archive/54282
الجيش الحر يتبرأ من المقاتلين الأجانب ويطالبهم بالمغادرة فورا
( أكد قائد المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر العميد الركن مصطفى الشيخ، أن سورية لن تسمح باستغلال أوضاعها الحالية في التحول إلى أفغانستان جديدة، مشددا على أنه سيتم تجريم كل من يشارك فيها من خارج الحدود، ضمن تعريف الأمم المتحدة للمرتزقة، حتى لو كان هدفه مساعدة الثورة. ) .
ونشر على صفحة (منتدى بريدة) بتاريخ20/9/2012م، ردٌّ على الجيش الحر
على الرابط : http://www.buraydh.com/forum/showthread.php?p=9737664
قال فيه : الرقيب مهيمن الطائي " من يجاهد في سبيل الله صار اسمه مرتزقة ؟ يا صاحب البيان ؟ ما هو تعريف المرتزقة اصلا اذا كنت تعرف ؟
المرتزق : هو كل شخص يقوم بأي عمل بمقابل مادى بغض النظر عن نوعية العمل أو الهدف منه وغالبا يطلق اسم على من يخدم في القوات المسلحة لبلد أجنبي من أجل المال. فهل ينطبق هذا على هؤلاء الشباب الذين يضحون بحياتهم مقابل نصرة الشعب السوري ويجاهدون النصيرية الحاقدين ؟
ونشر على صفحة منتدى الثورة السورية ، بتاريخ : 23 / 9 / 2012 م
مقال لأخ يدعى مجاهد يستفتي فيه الثوار فيما نسب إلى العميد مصطفى الشيخ ، وردِّ مهيمن الطائي عليه .؟ انظر الرابط التالي :
http://www.syria2011.net/t41643-topic
وخلاصة هذه النقول تقول : إن هذا الموضوع قد ثار حوله جدل ما . وإن الآراء قد تباينت فيه . ما بين مصدق لما قيل ، ومشكك ، ومكذب . وما بين موافق ومخالف .. وكأني كنت سمعت هذا الكلام من لسان العميد نفسه على بعض القنوات ، واستهجنت يومها ما قال ، ثم صرفني صارف عن الرد عليه في هذا الموضوع .. وهو موضوع جدير بأن لا يسكت عنه ، وسواء أصدر هذا الكلام عن العميد مصطفى أم لا ، فنحن أمام فكرة جوهرية يحسن مناقشتها مجردة ، بغض النظر عن قائلها أو من نسبت إليه :
وهذا يقتضينا أولاً أن نسأل : هل في سوريا أحد يقاتل إلى جانب السوريين .؟ فإن كان الجواب بالنفي ، فلا حاجة إلى إثارة هذا الموضوع ، ويكون طي الكلام فيه أولى من نشره . ولكنَّ الأمر قد قيل ، وثار حوله جدلٌ غير قليل . ولو افترضنا انه دخل إلى سوريا بعض الإخوة العرب ، فلا شك أنهم ليسوا من الكثرة بحيث يلفتون النظر ، فيمكن أن يكونوا بالعشرات أو بالمئات ، ولعلهم استجابوا لنداءات الثوار حين شرعوا يرددون في بعض مظاهراتهم ( خافوا الله يا عرب . يا عرب خافوا الله ) مع أن المتظاهرين ما كانوا يعنون استنفار الجماهير العربية لمساعدتهم ، وإنما كانوا يعنون حث زعماء الأمة العربية ، على التحرك لمساعدتهم في المحافل الدولية ، فإذا لم تستجب لهم تلك المحافل ، فليمدونا بالسلاح والعتاد . أما الرجال فما أغنى السوريين عن المزيد من الرجال ..
وتعالوا بنا نفترض الاحتمال الآخر ، ولنقل بأن بعض الإخوة العرب قد عز عليهم أن يذبح إخوانهم السوريون بالسكاكين كما تذبح النعاج ، وآلمهم ذبح الأطفال واغتصاب النساء المسلمات المحصنات الغافلات ، وهالهم أن يحرق الناس أحياء وأمواتا ، أو يوأدون في التراب وهم أحياء .. فدخل بعضهم إلى سوريا ، وحمل السلاح يدافع عن الدين والنفس والعرض والمال ... فأي غضاضة في هذا .؟ وأي حرج ، بل وأي مانع شرعي يمنع من ذلك .؟ اللهم لا شيء يمنع من ذلك ، لا شرعا ولا قانونا ولا عقلا ولا عرفا معتبرا .
وحتى لو كان هنالك من يعذب حيوانات لوجب أن ننهاه عن ذلك ، فإن لم يستجب منعناه بالقوة ، فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتخذ الحيوان غرضا ، أي جعله هدفاً يرميه بالسهام من بعيد لما في ذلك من التعذيب ، كما نهى أن تقتل الدابة صبرا ، أي تحبس بدون سقيا ولا طعام حتى تموت ، وأخبرنا أن امرأة دخلت النار بسبب هرة حبستها حتى ماتت .
فما بالك بأطفال ونساء ورجال يعذبون حتى قريب الموت ثم يذبحون بالسكاكين .؟؟ إن إنقاذهم واجب على مسلم . وكل من يستطيع إنقاذهم أو دفع الظلم عنهم فلم يفعل فهو آثم ومسئول عنهم يوم القيامة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من امرئ يخذل امرأً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته) . أخرجه أبو داود .
ولا عذر في خذلان السوريين بسبب هذه التقسيمات الدولية ، التي فرضتها علينا معاهدة سايكس بيكو الظالمة ، فالمؤمن أخو المؤمن ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضُه بعضًا . ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا ، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ، ومن يسر على معسر في الدنيا يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ...
ثم إن مبدأ النصرة يحتم على جميع المسلمين أن ينصروا إخوانهم ، وأن يدفعوا عنهم تلك المظالم التي تقشعر لها الأبدان . قال تعالى ( وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ) . ولفظ (عليكم ) في الآية اسمُ فعلِ أمر ، وهو نص في وجوب النصرة وليست على التخيير . فمن قعد عن نصرة أخيه المسلم فهو آثم ، وسوف يعاقب بالخذلان في الدنيا والآخرة في مواطن يحب أن ينصر فيها .
ولو قلبنا النظر في استعانة السوريين بالآخرين ، من وجهة نظر إنسانية ، ومن حيث تطبيق العدل في التعامل ، لرأينا أنه كما جاز للنظام أن يستعين برجال من إيران والعراق ولبنان وروسيا وحتى قيل إنه استعان بإسرائيل .. فكما جاز للنظام أن يستعين بمن هب ودب ، فلماذا لا يجوز منطقيا لهذا الشعب الضعيف الأعزل ، أن يكون هنالك من يقف إلى جانبه ويلجم له تلك العصابة المتغولة عليه ، التي تقتله بلا هوادة ولا رحمة .؟ وإذا تخلى المجتمع الدولي الكافر عن السوريين ، فلا ينبغي لأشقائهم من عرب ومسلمين أن يتخلوا عنهم ، ويسلموهم إلى القتل والإبادة أسوة بالكافرين .
بقيت القضية الأخيرة ، ألا وهي إطلاق لفظ ( الجنود المرتزقة ) على هؤلاء الإخوة العرب أو المسلمين ، الذين شاركوا أو يمكن أن يشاركوا في إنقاذنا من الذبح والإبادة .. فهذا افتراء وكذب ، لأن الجنود المرتزقة ، هم الذين يقاتلون لصالح جهة ما في مقابل أجر يتقاضونه ممن استأجرهم لغايته .. بينما هؤلاء الإخوة محتسبون جهادهم عند الله ، وما حركهم للقتال معنا إلا الغيرة الدينية ، والتعاطف الأخوي ، وهذا يحتم علينا شكرهم ، لا كفران سعيهم ... فمن يرى غير ذلك فهو مخطئ من أربع جهات :
مخطئ لأنه يحرم علينا ما يجيزه لخصمنا " الأسد " .
ومخطئ لأنه يخالف تعاليم ديننا من أجل تقسيمات فرضها الاستعمار علينا .
ومخطئ لأنه يناقض مطالب الثوار الذين طلبوا النجدة من إخوانهم العرب . ولم يطلبوها من مجوس إيران .
ومخطئ لأنه كافأ الشرفاء الذين خفوا لنجدتنا باتهامهم بأنهم مرتزقة ، وأنه سيطبق عليهم قانون الارتزاق الذي يبيح قتلهم ، وحبسهم ، وهم مجاهدون في سبيل الله . ألا وإن تعمد ارتكاب هذه الأخطاء يحولها إلى خطايا ..
يا سيادة العميد ، لئن صح أنك صاحب هذه المقولة ، فراجع نفسك لأنك لست على صواب، خصوصا وأننا في معركة يجب أن لا نخسرها ، لأن خسرانها خسارة لشهدائنا الذين قتلوا ويقتلون ، ولجرحانا الذين عانوا ويعانون ، وأعراضنا التي انتهكت ، وأموالنا التي نهبت ، ومنازلنا التي هدمت .. وفي هذه الحال التي نحن فيها يجب على الأمة كلها أن تسارع إلى نجدتنا بالمال والرجال والسلاح والعتاد .. ومن يفتي بالمنع من ذلك فعليه أن يتحمل التبعات غدا .. وما أظن أن أحدا يستطيع تحمل كل هذه التبعات .!؟
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الأحد أكتوبر 07, 2012 8:53 pm عدل 1 مرات