ماذا يفعل الحرس الثوري في سوريا.. بقلم الدكتور: أحمد بن فارس السلوم
اعتراف مسؤول كبير في الحرس الثوري بأن له عناصر على الأرض في كلٍ من سوريا ولبنان، وفي هذا الوقت الحرج من عمر الثورة السورية، لم يأت عبثاً.
فإيران تريد أن تذكر الأطراف كلها بأنها كانت وما زالت حاضرة، ولن تتردد في دعم النظام مهما طالت الثورة، فالمراهنة على تخليها عنه مراهنة خاسرة..
الثورة السورية الآن دخلت في مهلة جديدة عنوانها الأخضر الإبراهيمي، الذي أعلن في أكثر من مناسبة أنه لا يحمل خطة ولا ما يحزنون، وإنما غاية ما سيفعله أنه سيسافر إلى دمشق لمقابلة السفاح السوري، والاستماع إليه..
الأخضر الابراهيمي ابن الثورة الجزائرية - إن صدق الخبر - قَبٍل بالتفويض الأممي وهو يعلم أن الامم المتحدة تريد من خلاله إلقاء المسؤولية الأخلاقية عن كاهلها، بعد أن تصاعدت الإتهامات إليها بأنها لا تبالي بالدم السوري، ولا تكترث للثورة السورية.
وهو وجد في هذا التفويض ما كان يريده من العودة الى الأضواء من جديد بعد أن كاد يبلى على رفوف المنظمة الدولية، مع ما في هذا العمل من الكسب الشخصي له.
وإلا ماذا نفسر قبوله لهذه المهمة وهو لا يملك خطة ولا تصوراً لخطة، لا سيما وقد سبقه (المخضرم) كوفي عنان بالفشل الذريع!!
صاحب ذلك تشكيل اللجنة الرباعية المقترحة من مصر ، والمكونة من مصر والسعودية وتركيا وايران..
ثم عقد أول اجتماع لهذه اللجنة بغياب الطرف السعودي..
في هذه الأجواء التي لا تبشر بحل سياسي على الأقل في الأفق القريب ، مع انعدام النية لتدخل عسكري - على الأقل إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية- تظهر إيران وهي تمسك بخيوط الملف السوري من الناحيتين: السياسية والعسكرية.
من الناحية السياسية :
فإيران عضو اللجنة الرباعية التي دعت إليها مصر، وأقصت عنها قطر التي كانت مفوضة من جامعة الدول العربية برئاسة ملف الثورة السورية.
وهذه الفكرة المصرية قائمة على اعتبار أن إيران جزء من الحل، وهنا يكمن الخلل، فـ" المصريون الجدد " لا يزالون في حاجة إلى فهم حقيقة النظام الإيراني، لأن أحد أسباب المشكلة لا يمكن أبداً أن يكون سبباً في حلها..
ومن الغباء السياسي الظن أنه يمكن احتواء ايران في لجنة رباعية بمجرد قبولها بالانضمام الى هذه اللجنة، فالمراوغة والمفاوضات والتفلت من الالتزامات فن تتقنه السياسة الإيرانية، أعجزت فيه العالم كله، ولا أدل على ذلك من مفاوضاتها النووية مع الأطراف الكثيرة..
وأما من الناحية العسكرية :
فهاهي إيران على الأرض جنباً إلى جنب مع شبيحة النظام وفرق الموت النصيرية..
وما كانت تخفيه وتنفيه فيما مضى، تعلن عنه اليوم بكل صفاقة، وبدون خشية ولا مواربة.
ذلك لأنها وجدت نفسها هي اللاعب الأكبر على الساحة السورية، والكل يخطب ودها، وينظر إليها، بينما تراجع دور العرب إلى ما دون الجعجعة الكلامية.
ومع أن الوضع العسكري بشكل عام في سوريا يراوح في مكانه، إلا انه لولا الدعم الايراني خاصة لما كان الوضع على هذه الحالة.
لا نحتاج إلى ذكاء لاكتشاف الفرق بين إيران الداعمة للنظام السوري والدول العربية الكاذبة على الشعب السوري في زعمها أنها تدعمه.
- فإيران تعتبر أن سوريا عمقها الاستراتيجي، وأحد مخالب سياساتها الطائفية، ولذلك تعد المعركة في سوريا معركتها، وبقاء النظام بقاء لها، وهذا صحيح تماماً، فإن سقوط النظام السوري يعني نهاية المشروع الطائفي الذي تسعى إيران لتعميقه.
-وإيران تنظر إلى الثورة السورية على أنها عدو لها، وهذا صحيح كذلك، فإن انتصار هذا الشعب الذي يدرك أبعاد اللعبة الطائفية، والذي اكتوى بنارها لأكثر من أربعين سنة ، سيعيد للحق نصابه، فالشعب السوري لن ينس من قتله ولا من خذله، كلهم في الاجرام سواء.
شخصياً.. لا أعتقد أن العرب يريدون حلاً للثورة السورية - بلا استثناء - ولا أعول كثيراً على الرئيس مرسي، الذي جاء ليبدأ من جديد تجربة أخرى في سوريا!!
فالأفق السياسي الذي يريده مرسي أو الذي تعول عليه الجامعة العربية والأمم المتحدة الممثل بمبعوثتها لسوريا هو أفق مسدود، لن يخرج بنتيجة اللهم إلا أنه يمنح مهلة جديدة للنظام السوري، وفكرة اللجنة الرباعية ولدت ميتة، بتغيب السعودية عنها، وعدم مشاركة قطر فيها، ورغبة الطرف الايراني بإلحاق أطراف أخرى موالية فيها.
بعد هذا أقول: المطلوب من مصر وغيرها شيء واحد:
المطلوب هو تصرف فردي من حكومة عربية تكون على قدر من الشجاعة وتحمل المسؤولية تجاه الأخ الشقيق.
تصرف يقضي بدعم الثوار السوريين الذين تمرسوا بالحرب ولم يعد تحرير سوريا لديهم أمراً عويصاً إذا تحقق القدر الأدني من التسليح المناسب.
دول الخليج العربي في منأى عن هذا الدور، ولا أظنها ستتضلع به، وليبيا بادرت به، إن صحت الأخبار بذلك، لكننا ننتظر من مصر الجديدة ما تسبق به الدور الإيراني ، لتقدم نفسها داعماً حقيقياً للشعب السوري، بدلاً من مشاريع سياسية محكوم عليها بالفشل مسبقاً..
لو انتظر العرب الإذن لدعم الشعب السوري فإنهم سيطول انتظارهم كثيراً، لذلك لا بد لهذه المرحلة من رجل يصدق عليه وصف الفرزدق حين قال:
أندان أم نعتان (أم ينبري لنا..... فتىً مثل سيف الهند جرده الغمدُ)
اعتراف مسؤول كبير في الحرس الثوري بأن له عناصر على الأرض في كلٍ من سوريا ولبنان، وفي هذا الوقت الحرج من عمر الثورة السورية، لم يأت عبثاً.
فإيران تريد أن تذكر الأطراف كلها بأنها كانت وما زالت حاضرة، ولن تتردد في دعم النظام مهما طالت الثورة، فالمراهنة على تخليها عنه مراهنة خاسرة..
الثورة السورية الآن دخلت في مهلة جديدة عنوانها الأخضر الإبراهيمي، الذي أعلن في أكثر من مناسبة أنه لا يحمل خطة ولا ما يحزنون، وإنما غاية ما سيفعله أنه سيسافر إلى دمشق لمقابلة السفاح السوري، والاستماع إليه..
الأخضر الابراهيمي ابن الثورة الجزائرية - إن صدق الخبر - قَبٍل بالتفويض الأممي وهو يعلم أن الامم المتحدة تريد من خلاله إلقاء المسؤولية الأخلاقية عن كاهلها، بعد أن تصاعدت الإتهامات إليها بأنها لا تبالي بالدم السوري، ولا تكترث للثورة السورية.
وهو وجد في هذا التفويض ما كان يريده من العودة الى الأضواء من جديد بعد أن كاد يبلى على رفوف المنظمة الدولية، مع ما في هذا العمل من الكسب الشخصي له.
وإلا ماذا نفسر قبوله لهذه المهمة وهو لا يملك خطة ولا تصوراً لخطة، لا سيما وقد سبقه (المخضرم) كوفي عنان بالفشل الذريع!!
صاحب ذلك تشكيل اللجنة الرباعية المقترحة من مصر ، والمكونة من مصر والسعودية وتركيا وايران..
ثم عقد أول اجتماع لهذه اللجنة بغياب الطرف السعودي..
في هذه الأجواء التي لا تبشر بحل سياسي على الأقل في الأفق القريب ، مع انعدام النية لتدخل عسكري - على الأقل إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية- تظهر إيران وهي تمسك بخيوط الملف السوري من الناحيتين: السياسية والعسكرية.
من الناحية السياسية :
فإيران عضو اللجنة الرباعية التي دعت إليها مصر، وأقصت عنها قطر التي كانت مفوضة من جامعة الدول العربية برئاسة ملف الثورة السورية.
وهذه الفكرة المصرية قائمة على اعتبار أن إيران جزء من الحل، وهنا يكمن الخلل، فـ" المصريون الجدد " لا يزالون في حاجة إلى فهم حقيقة النظام الإيراني، لأن أحد أسباب المشكلة لا يمكن أبداً أن يكون سبباً في حلها..
ومن الغباء السياسي الظن أنه يمكن احتواء ايران في لجنة رباعية بمجرد قبولها بالانضمام الى هذه اللجنة، فالمراوغة والمفاوضات والتفلت من الالتزامات فن تتقنه السياسة الإيرانية، أعجزت فيه العالم كله، ولا أدل على ذلك من مفاوضاتها النووية مع الأطراف الكثيرة..
وأما من الناحية العسكرية :
فهاهي إيران على الأرض جنباً إلى جنب مع شبيحة النظام وفرق الموت النصيرية..
وما كانت تخفيه وتنفيه فيما مضى، تعلن عنه اليوم بكل صفاقة، وبدون خشية ولا مواربة.
ذلك لأنها وجدت نفسها هي اللاعب الأكبر على الساحة السورية، والكل يخطب ودها، وينظر إليها، بينما تراجع دور العرب إلى ما دون الجعجعة الكلامية.
ومع أن الوضع العسكري بشكل عام في سوريا يراوح في مكانه، إلا انه لولا الدعم الايراني خاصة لما كان الوضع على هذه الحالة.
لا نحتاج إلى ذكاء لاكتشاف الفرق بين إيران الداعمة للنظام السوري والدول العربية الكاذبة على الشعب السوري في زعمها أنها تدعمه.
- فإيران تعتبر أن سوريا عمقها الاستراتيجي، وأحد مخالب سياساتها الطائفية، ولذلك تعد المعركة في سوريا معركتها، وبقاء النظام بقاء لها، وهذا صحيح تماماً، فإن سقوط النظام السوري يعني نهاية المشروع الطائفي الذي تسعى إيران لتعميقه.
-وإيران تنظر إلى الثورة السورية على أنها عدو لها، وهذا صحيح كذلك، فإن انتصار هذا الشعب الذي يدرك أبعاد اللعبة الطائفية، والذي اكتوى بنارها لأكثر من أربعين سنة ، سيعيد للحق نصابه، فالشعب السوري لن ينس من قتله ولا من خذله، كلهم في الاجرام سواء.
شخصياً.. لا أعتقد أن العرب يريدون حلاً للثورة السورية - بلا استثناء - ولا أعول كثيراً على الرئيس مرسي، الذي جاء ليبدأ من جديد تجربة أخرى في سوريا!!
فالأفق السياسي الذي يريده مرسي أو الذي تعول عليه الجامعة العربية والأمم المتحدة الممثل بمبعوثتها لسوريا هو أفق مسدود، لن يخرج بنتيجة اللهم إلا أنه يمنح مهلة جديدة للنظام السوري، وفكرة اللجنة الرباعية ولدت ميتة، بتغيب السعودية عنها، وعدم مشاركة قطر فيها، ورغبة الطرف الايراني بإلحاق أطراف أخرى موالية فيها.
بعد هذا أقول: المطلوب من مصر وغيرها شيء واحد:
المطلوب هو تصرف فردي من حكومة عربية تكون على قدر من الشجاعة وتحمل المسؤولية تجاه الأخ الشقيق.
تصرف يقضي بدعم الثوار السوريين الذين تمرسوا بالحرب ولم يعد تحرير سوريا لديهم أمراً عويصاً إذا تحقق القدر الأدني من التسليح المناسب.
دول الخليج العربي في منأى عن هذا الدور، ولا أظنها ستتضلع به، وليبيا بادرت به، إن صحت الأخبار بذلك، لكننا ننتظر من مصر الجديدة ما تسبق به الدور الإيراني ، لتقدم نفسها داعماً حقيقياً للشعب السوري، بدلاً من مشاريع سياسية محكوم عليها بالفشل مسبقاً..
لو انتظر العرب الإذن لدعم الشعب السوري فإنهم سيطول انتظارهم كثيراً، لذلك لا بد لهذه المرحلة من رجل يصدق عليه وصف الفرزدق حين قال:
أندان أم نعتان (أم ينبري لنا..... فتىً مثل سيف الهند جرده الغمدُ)