من هم القراصنة :
جرت العادة على تسمية لصوص و غزاة البحر تسمية القراصنة
و الحقيقة إن تسمية القراصنة لا تنطبق فقط على لصوص البحار بل تنطبق على كل لصوص العالم
التي تكلت على شكل جماعات و عصابات لها نفوذ تقوم بقتل و سلب و تعذيب الناس بلا رادع و لا تحترم أي تشريع أو قانون إنساني حضاري
بل كل شيء مباح أمام تحقيق أهدافها و رغباتها العشوائية في السلب و النهب و القتل و التشنيع و التنكيل بمن يقف في وجهها أياً يكن , لأجل السلطة و المال .
من هم قراصنة اليوم ؟
قراصنة شرعيين ,
لقد لبس القراصنة ثوبا ً آخر , لكنهم لم يغيرو منهجم الأول , أرادو التوسع في دائرة سلطهم و التستر خلف التشريع الذي حاول أن يتخذ لنفسه من قوة الشعوب و إرادتها و من العدالة طريقا ً ليقف بوجه القراصنة و لاقى إقبال من طبقات الشعوب كافة ,
لكن القراصنة الذين يمتلكون القوة و المال و النفوذ و الشراسة وجدوا طريقا ً جديدا ً ليتابعوا ما بدأوه من السلب و النهب فتسللوا إلى الشرعية الشعبية و الدولية لأن الشرعية لم تشأ تطهير طريقها بالدم و القتل و الإقصاء ففتحت أبواب التوبة لهم ولم تخشى نفاقهم و تأملت من الطهارة التي تحيط بهم أن تطهر قلوبهم من الرجس الشيطاني ,
و لكن للأسف ثبت العكس و إن الرجس الشيطاني يصيب الأبرياء , لكن الطهر و البرائة لا يخترق الشياطين , و زاد عدد القراصنة و ابتدعو كثير من الأساليب ليجمعوا الثروة و المال , و لا تتمم سعادتهم إلا إذا مارسوا ساديتهم على محيطم فمتعتهم تعذيب من حولهم و تخويفهم ,
ووسائلهم الحديثة لذلك :
استلام مناصب حكومية و رؤوس و مفاصل الدول و اطلاق التشاريع و القوانين الذي تعطيهم الصفة الشرعية لممارساتهم ,
وعملوا على نشر ثقافة التجهيل بين الشعوب التي يمارسون سلطاتهم عليها و تخويف الأهل بسلطة القانون الذي يملكون ناصيته و مراقبة الأهالي من خلال أبنائهم و دب الرعب في قلوب الأهالي من تسريب المعلومات إلى أبنائهم من جراء عمليات التحقيق مع الأبناء و الأطفال عما يدور وراء الكواليس وجدران المنازل و التنكيل بالأهل عند كشف ما يدور حول فضح حقائق تدين الحكام و تقول قول الحق, و ذلك من خلال المدارس الإلزامية التي تبث العلوم التي تتناسب مع القراصنة و تزيف الحقائق و التاريخ حتى يصبح الإبن عدو لأبيه ,

مهما كلف ذلك من دماء و ضحايا , و أهمه إنه يترتب على الضحايا و أبنا ئها الإستسلام لقرار الدولة بإنه قرار صائب و إن من قتلوه عدو لأبنائه و أهله و بلده ,
و قد وجد القراصنة ملاذا ً لهم مناسب في التحايل على القوانين التي أقرتها القوانين الدولية و الأعراف و الدول العظمى ,
و أخذوا يمارسون القرصنة بحماية هذه الدول و تحت أنظارها و ذلك من خلال غض الطرف عن الممارسات المخالفة لتلك الشرائع و تمرير مصالح الدول العظمى التي يمكنها منع مثل تلك المخالفات و الممارسات التي تنافي ما تنادي به الحريات و الحقوق الإنسانية ,
و ما كان من أولئك الدول العظمى سوى فرض الشرط بألا يفتضح أمر القراصنة المخالفين للأعراف الدولية التي تتبجح بها أمام شعوبها من حرية و عدالة ,
و لكن حقيقة الأمر إنهم يعلمون بأدق التفاصيل صغيرها و كبيرها و يتجاهلونها طالما مصالحم لم تمس بسوء , و ما إن يظهر العكس يتوقفوا عن دعم القرصنة القديمة لتستبدل بوجوه جديدة لقراصنة جدد تسمح لهم بتمرير المصالح التي هي جل همهم لاسترضاء أنفسهم شعوبهم , و ادعائهم عدم علمهم بالتجاوزات .
هذه هي حال الشعوب العربية في العالم الثالث , و الشعوب الأفريقية ,
أما أوربا و أمريكا و روسيا و الصين كلما ازدادت قوة أحداها و سلاحه المدمر كلما تزعم باقي القراصنة العظام و أسموه دولة كبرى , أي قرصنة كبرى , و امتلك حق الإعتراض على قرار يمس مصالحه بما أسموه حق الفيتو , اللا أخلاقي ولا إنساني .
و دعمت كل دولة من تلك الدول جزء من ما أسموه العالم الثالث برعايتها و وصايتها ,بحسب مصالحها مع الحكام .
و ليست الرعاية للشعوب لتمكينها أو تطويرها , بل لدعم قراصنتها الحكام و تمكينهم من قمع شعوبهم و استغلال ثرواتهم ,
و لذلك اتفقوا جميعا ً على انشاء مؤسسة عالمية أسموها الماسونية العالمية , هذه المؤسسة التي يصنع فيها القراصنة و يوكلوا على الرقاب و يمكنوا من الشعوب من خلال استغلال الدين و الثقافة المتدنية للشعوب و اطلاق الشعارات التي ترضي و تثلج القلوب ,
فيحكموا البلاد و بالزيف والتزوير و التلاعب بصناديق الإقتراع و تفريغها من محتواها و ثم ملأها بما يرضيهم من حيث النتيجة ليخدعوا الشعوب و يقمع المثقفين الوطنيين و يقصون و يسجنون ويعذبوا حتى الموت ,
و إذا ما قررت الشعوب اقصاء الحاكم بقوة السلاح , يشاع عنهم انهم مخربون و ارهابيون , و تحاك القصص حولهم لامتصاص غضب الشعوب و الاستمرار في القمع ,
و قد ابيدت مناطق بعشرات الآلاف مع نسائهم و ابنائهم حتى لا تتسرب حقيقة الأمر للشعوب و تثأر من الجبابرة , لإن قوة الشعوب قوة لا تقهر ,
هذا هو العالم الآن ,
أما كيف بدأت القراصنة بناء نفسها و كيف توارثت , هنا يكمن السر
لقد بدأت منذ الأف السنين عندما ظهر أناس يتقنون فن الكلام و لم يؤمن بهم الشعب القبلي الذي يؤمن بالعمل العضلي فقط و هم بذرة مثقفين خاملين كسولين ,
لفتوا الأنظار إليهم فيما يقولوا و عظموا شأنهم بأن ما يتحدثون به وحي من السماء
و أعطوا لأنفسهم و كلامهم القدسية و جمعوا حولهم الرعاع يسمعونهم كونهم لا يفقهون و يميزون الغث من السمين , تركهم العقلاء عل اليأس يدب في قلوبهم مع الوقت و يعودوا بعد جوع و فقر إلى النظام الإنساني , لم يدركوا إنهم أخلوا لهم الساحة للعبث بالعقول غير الناضجة التي شكلوا منها عصابات فيما بعد للقضاء غلى العقلاء و العلوم و الحضارة ,
و كثر مدعوا القدسية و تقلدوا ببعضهم و شكلوا مجموعات تدعوا للقتل و السلب و إلغاء من دونهم بإذن من الىلهة المزعومة التي صادقت على أفعالهم بشهادة زعيم القراصنة الذي يدعي إنه رسول الآله الموكل بالأرض ,
و كل زعيم من هؤلاء يلقى من يشكك به و بقدسية ما قال يأمر الرعاع بقتله فورا ً قبل أن يتسرب الشك إلى القلوب و يعمل العقل على كشف الحقيقة ,
هذه هي القرصنة الاولى للإرادة و العقول , فكل من يخشى على نفسه عليه أن يتجنب البحث و الخوض و التأمل في المقدسات ,
وما زال القراصنة يعيثون فسادا ً حتى بعد موتهم , فقد تركوا فكرا ًمتخلفا ً و أتباع ينتشرون و ينشرون القرصنة و القمع كالطاعون ,
وما تقدمت بلاد و تطورت إلا بعدما سيطرت الشعوب و خاضت في المقدسات و قتل علمائها الذين آثروا الموت على الجهل و التخلف ,
و بعد سنيين نجني بصعوبة ثمار ما تركوه لنا من علم نافع يقودنا إلى إحترام أنفسنا وحقوق الإنسان .... ⭐ ⭐ ⭐