الأخ عبد الحق صادق .. شكراً لك ألف . لقد حررتنا من الأسد
بقلم : ابو ياسر السوري
لم أقرأ ما كتبت تحت عنوان ( ما أجمل أن تجتمع في المعارضة السورية الفكر النير الحر للدكتور فيصل قاسم ، وهمَّة وعطاء الشيخ عدنان العرعور ) الرابط : http://www.syria2011.net/t38923-topic إلا اليوم ..
وفي الحقيقة ، هالني ما قرأتُ ، وودتُ لو أنني متُّ قبل قراءة هذا الكلام .. فرُبَّ كلمةٍ جارحة ، سبَّبَتْ لصاحبها ألماً ، لم يبرأ منه حتى يفارق الحياة . وقد كنتَ لطيفا حقا حين قدَّمتَ بين يدي شتائمك للسوريين ، عنوانا يَشِي بمدحِ فيصل القاسم و الشيخ العرعور ، ثم لم تدخر وسعاً بعده في شتم السوريين ... وأنا هنا لن أقابل الإساءة بمثلها ، وإنما أحبُّ أن أسجّل الملاحظات الآتية :
أولا : كنتَ موضوعيا حقا حين وصفتَ حال السوريين ومواقفهم حيال الثورة والنظام .. وقد أصبتَ كبد الحقيقة حين أشرتَ إلى أن تأخر النصر يعود بالدرجة الأولى إلى عدم صدق النوايا لدى السوريين ، وعدم إخلاصهم لقضيهم إخلاصا كاملا ، فأن بعضهم لا يحركه إلا الجري وراء مكاسب سياسية ينتظرها ، أو مناصب يتطلع إليها بعد سقوط النظام ، وأن بعضهم ما زال يوالي النظام ولا يرغب في تغييره ، وأن بعضهم صامتٌ ويلوم الثوار الذين حرموه من حياة مستقرة كانت قبل الثورة ، وأن بعضهم صامتٌ ويريد تغيير النظام بدون أي تضحية من أجل هذا لتغيير ، وأن بعضهم يعيش خارج سوريا وهو غير مكترث بما يجري في بلده ، وأن هناك بعض اللصوص الذين يسرقون المعونات المالية التي تُجمَعُ للسوريين ... وأن هناك ... وهناك ... ثم انتهيت إلى القول : أنه إذا لم يغير السوريون ما بأنفسهم فلن يغير الله ما بهم ، عملا بقوله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
وهذا الذي ذكرته واقع لا ننكره ، ولكنْ كم عدد هؤلاء الأصناف السلبيين .؟ ولماذا وجد في السوريين أمثالهم ؟ أما عددهم اليوم فقليل ، لأن أغلب من في سوريا الآن مشارك في القتال . وأما سبب وجود هؤلاء في مجتمعنا السوري ، فهو الحكم الاستبدادي الذي استمر أربعين عاما ، قتل خلالها من السوريين أكثر من نصف مليون إنسان في حلب وجسر الشغور وحماة ، وهجَّرَ كل من يُخشَى جانبه من الشباب الثائر ... فأخاف الناس ، فلما نشأ جيل جديدٌ لم يُجرِّبْ بطشَ النظام قام بهذه الثورة ، وبقيتْ خلائفُ الجيل السابق مهزومةً نفسيا ، ومتمسكة بالصمتِ وحُبِّ السلامة ... فما ذنبُ الثائرين اليوم حتى نعيرهم بأولئك المتخاذلين . ونحملهم آثامهم ؟؟
ثانياً : سبق أن تحاورنا منذ شهور فيما سأذكره في هذا البند ، وكأني بك لم تقتنع بما اعتذرتُ لك به آنذاك ، لذلك أراك تعيدُ الحديثَ فيه من جديد ، وتُدخِلُ بحديثك كثيراً من الحزن في نفوسنا ، وذلك حين تكتب عبر الصفحات الإلكترونية وتقول : إن السوريين ، يطالبون دول الخليج أن تتولى تحريرهم من طاغيتهم نيابة عنهم ، وأنهم لو حرروهم فلن يصدر عن السوريين أي اعتراف بالجميل ، وأن في الخارج منهم عشرين مليون سوري ، وأن عليهم أن يمدوا ثوارهم بالمال وأن لا يطلبوا مساعدة من دول الخليج ... وأشهد أنك لم تدع صفة سيئة إلا رميتنا بها سامحك الله . وأكثر ما يحزُّ بالنفس اتهامُك لنا بأننا متسلقون انتهازيون لصوص ، وأننا غير أهلٍ لحمل المسؤولية ، وأننا نرمي بفشلنا على الآخرين ، وأننا لا نفعل شيئا سوى الصراخ والعويل كالنساء ... وليس هذا وحسب ، وإنما أراك ما زلت مصرا على قياس الثورة السورية على الثورة الليبية ، مع أنه قياس مع الفارق ، ولكنك تتبناه لتخلص من خلاله إلى شتم السوريين بالجبن والنذالة .. وتزعم أن الليبيين اعتمدوا على الله ثم على أنفسهم وبذلوا جهدهم ، وضحوا بخمسين ألف ليبي ، فجاءهم النصر والمدد .. ومفهوم المخالفة لهذا الكلام أن السوريين جبناء متواكلون على الغير لم يضحوا بالنفس ولا بالمال ، فلذلك أخطأهم النصر الذي لا يستحقونه .
فشكرا لك أيها الأخ ، شكرا لك ولكل أخ مثلك يحسن شتمنا ، والتشفي بنا ، وشكراً للإخوة والأخوات الذين أثنوا على كلامك خيرا .
أنت تظنُّ أن السوريين أفقروا دول الخليج لكثرة ما أخذوا من أموالهم وتبرعاتهم .. ولكي ترتاح نفسيا ، أحب أن أخبرك بأنه لم يتلق سوري واحد أية إعانة من الدول الخليجية حتى الآن . ويكذب كل من يزعم غير ذلك . نعم لقد جمعت تبرعات باسمنا ، ونحن نسألكم أين ذهبتم بها ، ومن الذي سرقها .؟ ووظفك لتتهمنا بسرقتها .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولكي ترتاح أكثر أحب أن أقول لك ولكل من هو على شاكلتك : نحن لسنا بحاجة إلى نصرتكم لا بالمال ولا بالرجال . وإذا جاءكم أحد من أصحاب النفوس المريضة فلا تعطوه شيئا ، لأنه لص وسارق ولو كانت لحيته إلى سرته ... ونحن لا يسرنا أن تجمعوا باسمنا المساعدات ، وتمنوا بها علينا ، ثم تلتهمها اللصوص السورية أو غير السورية ...!!
وإن كان لا يسرك أن يوصف الشعب السوري بالشعب العظيم ، فنحن لا ننازع الله تعالى في عظمته ، وإنما نستمد منه سبحانه العزَّةَ والكرامة ، وقد جعل الله العزَّة قَدْراً مشتركا بينه وبين رسوله والمؤمنين قال تعالى (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ) ... بيد أن احتقارك لإخوانك السوريين هو الذي حملك على أن تستكثر عليهم شيئا من العزَّة ، التي وهبها الله لهذا الشعب الذي قهر الصليبيين والتتار والفرنسيين في الماضي، ولن يعجزه أن يقهر النصيريين في الحاضر إن شاء الله ... فحسبُك يا هذا شتماً لإخوانك فإنهم لا يستحقون منك إلا الثناء على صبرهم وثباتهم ورجولتهم وتضحياتهم التي بَهَرَتِ اليهودَ والنصارى والمجوس ، وساءتكَ أنتَ من دونهم . لماذا ؟ لست أدري !؟
لقد ضحى السوريون بأكثر من مائتي ألف (شهيد) وأظنك لا تحب أن يُقالَ ( شهيد) فلنقل (قتيل) ... أقول : مائتي ألف قتيل وليس خمسين ألفا كما هو الحال في ليبيا ، لأن الليبيين شجعان ونحن جبناء .. وهُدّمَت حلب ودمشق وحمص وإدلب وكل ريف حلب وكل ريف دمشق ، وهدمت دير الزور والبو كمال ، والمعرَّة ومدن جبل الزاوية ، وحماة وريف حماة ... إن أكثر من ثلثي المباني في المدن والقرى السورية قد سُوِّيَ بالأرض .. ولم نستحق أن يقف معنا العالم ، لأن العرب رفضوا أن يقفوا معنا كما وقفوا مع الليبيين ، يوم خافوا أن تدمر بنغازي .. لقد دمر الأسد أكثر مما كان سيدمر القذافي في ليبيا عشر مرات ، ولم تتحرك النخوةُ العربية لنجدتنا ، ونحن نُرمَى بالطيران وراجمات الصواريخ ومدفعية الميدان ، حتى شُرِّدَ أكثرُ من ثلاثة ملايين سوري في داخل سوريا ، وشُرّدَ أكثرُ من مليون خارجها . وفُرِمَتْ أجسادُ الآلاف بمفارم اللحم وأُلْقِيَتْ طعاماً لحيتان البحر. وفَضَّل السوريون (الجبناء) أن يموتوا تحت التعذيب ولا ينطقوا بكلمة الكفر، وأبو أن يعترفوا لبشار بالألوهية من دون الله ... ألا يستحق هذا الشعب أن يُنظرَ إليه بعين الاحترام والتكريم .!؟ أم أن المتكبر لا يسره أن يكون على وجه الأرض أحدٌ عزيزٌ غيره .!؟؟
لقد شاركَتْ إيرانُ في هذه المجازر والجرائم كلها ، ودفعتْ ثمانية مليارات دولار لبشار الأسد ، وأرسلوا إليه ضباط مخابراتهم وأكثر من عشرين ألفا من جنود الحرس الجمهوري المختصين بقتال الشوارع ، ولم يمنُّوا عليه بكلمة واحدة ، مما تجود به أنت علينا بين حين وآخر .. وإذا تعشَّمنا خيراً ، وأحسنَّا الظنَّ بكم يا إخواننا في الخليج ، وتطلعنا إلى وقوفكم معنا كوقفة شيعة إيران مع النصيريين في الشام ... سمعنا من بعضكم كلاماً أخفَّ منه رشقُ السِّهام في غَبَشِ الظلام ، وفضَّلنا معه الموتَ تحت قصف المدافع ، ونيران القنابل ، على البقاء وسماع المنِّ من فلان وعلان ... فشكرا لك ألف يا أخ عبد الحق ، شكرا لك ألف ألف . فكلامُك هذا قَطَعَ آمالنا من الخلق ، ووصلها بربٍّ الخلق ، وهو القادرُ على نصرنا بدونكم ، ونحن منذ الآن مستظلون بقوله تعالى : ( وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ* وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ* ) والسلام على من اتَّبَعَ الهدى .
بقلم : ابو ياسر السوري
لم أقرأ ما كتبت تحت عنوان ( ما أجمل أن تجتمع في المعارضة السورية الفكر النير الحر للدكتور فيصل قاسم ، وهمَّة وعطاء الشيخ عدنان العرعور ) الرابط : http://www.syria2011.net/t38923-topic إلا اليوم ..
وفي الحقيقة ، هالني ما قرأتُ ، وودتُ لو أنني متُّ قبل قراءة هذا الكلام .. فرُبَّ كلمةٍ جارحة ، سبَّبَتْ لصاحبها ألماً ، لم يبرأ منه حتى يفارق الحياة . وقد كنتَ لطيفا حقا حين قدَّمتَ بين يدي شتائمك للسوريين ، عنوانا يَشِي بمدحِ فيصل القاسم و الشيخ العرعور ، ثم لم تدخر وسعاً بعده في شتم السوريين ... وأنا هنا لن أقابل الإساءة بمثلها ، وإنما أحبُّ أن أسجّل الملاحظات الآتية :
أولا : كنتَ موضوعيا حقا حين وصفتَ حال السوريين ومواقفهم حيال الثورة والنظام .. وقد أصبتَ كبد الحقيقة حين أشرتَ إلى أن تأخر النصر يعود بالدرجة الأولى إلى عدم صدق النوايا لدى السوريين ، وعدم إخلاصهم لقضيهم إخلاصا كاملا ، فأن بعضهم لا يحركه إلا الجري وراء مكاسب سياسية ينتظرها ، أو مناصب يتطلع إليها بعد سقوط النظام ، وأن بعضهم ما زال يوالي النظام ولا يرغب في تغييره ، وأن بعضهم صامتٌ ويلوم الثوار الذين حرموه من حياة مستقرة كانت قبل الثورة ، وأن بعضهم صامتٌ ويريد تغيير النظام بدون أي تضحية من أجل هذا لتغيير ، وأن بعضهم يعيش خارج سوريا وهو غير مكترث بما يجري في بلده ، وأن هناك بعض اللصوص الذين يسرقون المعونات المالية التي تُجمَعُ للسوريين ... وأن هناك ... وهناك ... ثم انتهيت إلى القول : أنه إذا لم يغير السوريون ما بأنفسهم فلن يغير الله ما بهم ، عملا بقوله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
وهذا الذي ذكرته واقع لا ننكره ، ولكنْ كم عدد هؤلاء الأصناف السلبيين .؟ ولماذا وجد في السوريين أمثالهم ؟ أما عددهم اليوم فقليل ، لأن أغلب من في سوريا الآن مشارك في القتال . وأما سبب وجود هؤلاء في مجتمعنا السوري ، فهو الحكم الاستبدادي الذي استمر أربعين عاما ، قتل خلالها من السوريين أكثر من نصف مليون إنسان في حلب وجسر الشغور وحماة ، وهجَّرَ كل من يُخشَى جانبه من الشباب الثائر ... فأخاف الناس ، فلما نشأ جيل جديدٌ لم يُجرِّبْ بطشَ النظام قام بهذه الثورة ، وبقيتْ خلائفُ الجيل السابق مهزومةً نفسيا ، ومتمسكة بالصمتِ وحُبِّ السلامة ... فما ذنبُ الثائرين اليوم حتى نعيرهم بأولئك المتخاذلين . ونحملهم آثامهم ؟؟
ثانياً : سبق أن تحاورنا منذ شهور فيما سأذكره في هذا البند ، وكأني بك لم تقتنع بما اعتذرتُ لك به آنذاك ، لذلك أراك تعيدُ الحديثَ فيه من جديد ، وتُدخِلُ بحديثك كثيراً من الحزن في نفوسنا ، وذلك حين تكتب عبر الصفحات الإلكترونية وتقول : إن السوريين ، يطالبون دول الخليج أن تتولى تحريرهم من طاغيتهم نيابة عنهم ، وأنهم لو حرروهم فلن يصدر عن السوريين أي اعتراف بالجميل ، وأن في الخارج منهم عشرين مليون سوري ، وأن عليهم أن يمدوا ثوارهم بالمال وأن لا يطلبوا مساعدة من دول الخليج ... وأشهد أنك لم تدع صفة سيئة إلا رميتنا بها سامحك الله . وأكثر ما يحزُّ بالنفس اتهامُك لنا بأننا متسلقون انتهازيون لصوص ، وأننا غير أهلٍ لحمل المسؤولية ، وأننا نرمي بفشلنا على الآخرين ، وأننا لا نفعل شيئا سوى الصراخ والعويل كالنساء ... وليس هذا وحسب ، وإنما أراك ما زلت مصرا على قياس الثورة السورية على الثورة الليبية ، مع أنه قياس مع الفارق ، ولكنك تتبناه لتخلص من خلاله إلى شتم السوريين بالجبن والنذالة .. وتزعم أن الليبيين اعتمدوا على الله ثم على أنفسهم وبذلوا جهدهم ، وضحوا بخمسين ألف ليبي ، فجاءهم النصر والمدد .. ومفهوم المخالفة لهذا الكلام أن السوريين جبناء متواكلون على الغير لم يضحوا بالنفس ولا بالمال ، فلذلك أخطأهم النصر الذي لا يستحقونه .
فشكرا لك أيها الأخ ، شكرا لك ولكل أخ مثلك يحسن شتمنا ، والتشفي بنا ، وشكراً للإخوة والأخوات الذين أثنوا على كلامك خيرا .
أنت تظنُّ أن السوريين أفقروا دول الخليج لكثرة ما أخذوا من أموالهم وتبرعاتهم .. ولكي ترتاح نفسيا ، أحب أن أخبرك بأنه لم يتلق سوري واحد أية إعانة من الدول الخليجية حتى الآن . ويكذب كل من يزعم غير ذلك . نعم لقد جمعت تبرعات باسمنا ، ونحن نسألكم أين ذهبتم بها ، ومن الذي سرقها .؟ ووظفك لتتهمنا بسرقتها .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولكي ترتاح أكثر أحب أن أقول لك ولكل من هو على شاكلتك : نحن لسنا بحاجة إلى نصرتكم لا بالمال ولا بالرجال . وإذا جاءكم أحد من أصحاب النفوس المريضة فلا تعطوه شيئا ، لأنه لص وسارق ولو كانت لحيته إلى سرته ... ونحن لا يسرنا أن تجمعوا باسمنا المساعدات ، وتمنوا بها علينا ، ثم تلتهمها اللصوص السورية أو غير السورية ...!!
وإن كان لا يسرك أن يوصف الشعب السوري بالشعب العظيم ، فنحن لا ننازع الله تعالى في عظمته ، وإنما نستمد منه سبحانه العزَّةَ والكرامة ، وقد جعل الله العزَّة قَدْراً مشتركا بينه وبين رسوله والمؤمنين قال تعالى (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ) ... بيد أن احتقارك لإخوانك السوريين هو الذي حملك على أن تستكثر عليهم شيئا من العزَّة ، التي وهبها الله لهذا الشعب الذي قهر الصليبيين والتتار والفرنسيين في الماضي، ولن يعجزه أن يقهر النصيريين في الحاضر إن شاء الله ... فحسبُك يا هذا شتماً لإخوانك فإنهم لا يستحقون منك إلا الثناء على صبرهم وثباتهم ورجولتهم وتضحياتهم التي بَهَرَتِ اليهودَ والنصارى والمجوس ، وساءتكَ أنتَ من دونهم . لماذا ؟ لست أدري !؟
لقد ضحى السوريون بأكثر من مائتي ألف (شهيد) وأظنك لا تحب أن يُقالَ ( شهيد) فلنقل (قتيل) ... أقول : مائتي ألف قتيل وليس خمسين ألفا كما هو الحال في ليبيا ، لأن الليبيين شجعان ونحن جبناء .. وهُدّمَت حلب ودمشق وحمص وإدلب وكل ريف حلب وكل ريف دمشق ، وهدمت دير الزور والبو كمال ، والمعرَّة ومدن جبل الزاوية ، وحماة وريف حماة ... إن أكثر من ثلثي المباني في المدن والقرى السورية قد سُوِّيَ بالأرض .. ولم نستحق أن يقف معنا العالم ، لأن العرب رفضوا أن يقفوا معنا كما وقفوا مع الليبيين ، يوم خافوا أن تدمر بنغازي .. لقد دمر الأسد أكثر مما كان سيدمر القذافي في ليبيا عشر مرات ، ولم تتحرك النخوةُ العربية لنجدتنا ، ونحن نُرمَى بالطيران وراجمات الصواريخ ومدفعية الميدان ، حتى شُرِّدَ أكثرُ من ثلاثة ملايين سوري في داخل سوريا ، وشُرّدَ أكثرُ من مليون خارجها . وفُرِمَتْ أجسادُ الآلاف بمفارم اللحم وأُلْقِيَتْ طعاماً لحيتان البحر. وفَضَّل السوريون (الجبناء) أن يموتوا تحت التعذيب ولا ينطقوا بكلمة الكفر، وأبو أن يعترفوا لبشار بالألوهية من دون الله ... ألا يستحق هذا الشعب أن يُنظرَ إليه بعين الاحترام والتكريم .!؟ أم أن المتكبر لا يسره أن يكون على وجه الأرض أحدٌ عزيزٌ غيره .!؟؟
لقد شاركَتْ إيرانُ في هذه المجازر والجرائم كلها ، ودفعتْ ثمانية مليارات دولار لبشار الأسد ، وأرسلوا إليه ضباط مخابراتهم وأكثر من عشرين ألفا من جنود الحرس الجمهوري المختصين بقتال الشوارع ، ولم يمنُّوا عليه بكلمة واحدة ، مما تجود به أنت علينا بين حين وآخر .. وإذا تعشَّمنا خيراً ، وأحسنَّا الظنَّ بكم يا إخواننا في الخليج ، وتطلعنا إلى وقوفكم معنا كوقفة شيعة إيران مع النصيريين في الشام ... سمعنا من بعضكم كلاماً أخفَّ منه رشقُ السِّهام في غَبَشِ الظلام ، وفضَّلنا معه الموتَ تحت قصف المدافع ، ونيران القنابل ، على البقاء وسماع المنِّ من فلان وعلان ... فشكرا لك ألف يا أخ عبد الحق ، شكرا لك ألف ألف . فكلامُك هذا قَطَعَ آمالنا من الخلق ، ووصلها بربٍّ الخلق ، وهو القادرُ على نصرنا بدونكم ، ونحن منذ الآن مستظلون بقوله تعالى : ( وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ* وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ* ) والسلام على من اتَّبَعَ الهدى .