التعليق على الحوار بين الضابط العلوي المنشق والشيخ العرعور .. وعلاج الطائفية بالطائفية :
بقلم : ابو ياسر السوري
بتاريخ 15 / 5 / 2011م ، وفي مخيم أردني للمنشقين العسكريين من السوريين ، جرت مقابلة بين الشيخ العرعور وضابط مخابرات علوي منشق يدعى آفاق الأحمد .. وقد ورد في هذه المقابلة حوار خطير ، استطاع هذا الضابط فيه أن يمرر بعض الأكاذيب ، وبعض المغالطات ، التي خفيت يومها على الشيخ العرعور . وحصدنا جراء التسليم بتلك المغالطات أكثر من مائتي ألف قتيل ، ومائتي ألف سجين ، وأكثر من مائتي ألف معوَّق ، وثلاثة ملايين مشرد ، وما زلنا نسمع من يتحدث في وسائل الإعلام ، متبنياً نفس هذه المفاهيم الخاطئة ، التي أخشى ما أخشاه أن تعمل على تقويض الثورة ، وتأتي على البقية الباقية من الأكثرية السنية في سوريا .. وقد كنت علقت على هذا اللقاء بكلام نشر في سياق التعليقات عليه ، ثم رأيت أن هذا الموضوع من الخطورة بمكان ، وأن الواجب الديني والوطني يقتضينا أن نخصه بمزيد من البيان والتفصيل في مقال مستقل ، لأن كثيراً من السوريين وغير السوريين ، ما زالوا أسرى هذه المغالطات الماكرة ، لذلك لزم التنبيه عليها ، وبيان وجه الحق فيها عبر النقاط التالية :
1 – اعترف الضابط المدعو (آفاق الأحمد) : بأن النظام السوري هو الذي بدأ بالتجييش الطائفي منذ اللحظة الأولى في درعا . حين أمر العقيد سهيل حسن بمنع ريف درعا من الوصول إلى درعا فيما سمي يومها بجمعة الغضب . وارتكب هنالك مجزرة بحق أهل السنة العزل ، الذين كانوا في طريقهم إلى درعا للمشاركة في المظاهرات السلمية لا غير ، فكان حظهم القتل بوحشية . وهذا يعني أن الضباط العلوية المستفيدين من النظام قد انضموا إلى بشار الأسد للدفاع عن مكاسبهم الشخصية ، التي حاباهم بها نظام الأسد الطائفي .
2 - ثم اعترف الضابط بأسباب مخاوف العلويين من الثورة ، وأقر بأن حافظ الأسد قد انتزع بعض العقارات من الطائفة السنية في دمشق العاصمة ، وأعطاها للعلويين ، فبنوا فيها مساكن يقدر كل منها اليوم بالملايين ، كما انتزع أراض من أهل السنة في سهل الغاب وفي سهل الحولة ، وملكها للعلويين ، واعترف أيضا بأن النظام قد حابى أبناء العلويين ، فأسند إليهم القيادات في السلكين العسكري والأمني ، لذلك هم يخشون من حرمانهم من هذه المكاسب عند سقوط النظام .
ثم أضاف الضابط (آفاق) إلى هذه الأسباب المادية الآنفة الذكر ، سبباً معنويا آخر ، وهو أن العلويين علمانيون لا يدينون بدين ، وما شتمهم للصحابة سوى تقليد مذهبي ، سرى إليهم بالعدوى من إيران .. ولكونهم غير متدينين فهم يخشون من مجيء حكم سلفي متشدد .. ولهذه الأسباب المادية والمعنوية مجتمعة ، تقف الطائفة العلوية إلى جانب بشار الأسد بكل قوة وإصرار ..
وهذه الاعترافات الخطيرة ، التي أدلى بها ذلك الضابط العلوي المنشق ، كانت بمثابة المصيدة التي نصبها للشيخ ، واصطاده بها ، فاندفع يقسم بالله أمام الحضور على أن هذا الضابط العلوي لم ينطق إلا الحق والصدق .! ولم يفطن الشيخ العرعور يومها إلى الفخ الذي نصبه له ذلك الضابط الخطير ، فاستطاع به أن يحول اللقاء لصالح طائفته العلوية مائة بالمائة ، كما استطاع أن يفرض احترامه على الشيخ أمام المئات من السوريين وغير السوريين آنذاك .
3 – وهنا بدأ الضابط العلوي يدلل على عدم وجود الطائفية ، فيقول : إن بعض العلويين لم يوافقوا على قتل أهل السنة ، وزعم أن ضابطا برتبة مقدم ، أنكر أن يقتل أهل درعا ، فقام النظام بتصفيته في الحال ، ثم استشهد (آفاق الأحمد) بانشقاقه هو في وقت مبكر ، وقبل الكثير من أهل درعا ، الذين كانت تهدم بيوتهم فوق أهليهم ولم يسارعوا مثله إلى الانشقاق .!!
وأنا أشك في قصة هذا المقدم من أساسها ، فإنه لم يذكر لنا اسمه ؟ ولا كيف كان إعدامه ، ولا الجهة التي قامت بتنفيذ الإعدام فيه ؟ ولنفرض أن قصته صحيحة ، ولنفرض أيضا أن (آفاق الأحمد ) وطني غير طائفي وأن انشقاقه دليله على ذلك .. فهل يشفع انشقاق ضابطين علويين لكل الطائفة العلوية التي تقوم بإبادة أهل السنة بكل وحشية وهمجية .؟ والجواب : لا لن يشفع ، لأن الحكم يجب أن يبنى على الأغلب ، لا على النادر ، فالنادرُ لا حكم له .
4 – ثم أراد الضابط ( آفاق ) أن لا يحمل العلويين وحدهم جريمة قتل المدنيين ، فقال : إن 60% من مكونات الجيش السوري هم من السنة ، ولم ينشقوا وهم مشاركون في عمليات القتل والإبادة ..
يقول هذا وهو يعلم أن قادة هذا الجيش هم من الطائفة العلوية 100% ، وأن قادة أجهزة الأمن بكافة فروعه ، هم من الطائفة العلوية بنسبة 100% أيضا .. ويقول هذا وهو يعلم أنه لا عبرة بوجود بعض القادة العسكريين والأمنيين من الطوائف الأخرى ، لأن وجودهم شكلي ديكوري غير فاعل .. وهذا ما يجعل الجيش والأمن كله مختطف لصالح الطائفة العلوية ، ومن يخالف أوامرهم فجزاؤه الموت ميدانياً رمياً بالرصاص . إن الضابط ( آفاق ) يعلم هذا كله ويسكت عنه . ولو كان وطنيا حقا لاعترف بحقائق الأمور ، ولحمل الضباط العلويين كل ما وقع في سوريا من جرائم ضد المدنيين .
5 – وبخبث منقطع النظير راح الضابط (آفاق ) يضخم أعداد العلويين ، فذكر أن في دمشق وحدها أكثر من 700 ألف علوي ... وهذا كذب . لأن العلويين في سوريا لا يزيدون عن مليون نسمة . وهم موزعون كعسكريين وأمنيين ، ما بين دمشق ، وحلب ، واللاذقية ، وطرطوس ، وجبال العلويين ، وسهل الغاب ، وكافة المدن السورية .. وأكبر عدد منهم هم الذين في دمشق ، وهم لا يزيدون عن مائة ألف علوي بحال من الأحوال .. وكلهم عسكريون وعناصر أمن ..
وبعد التهديد بالكثرة ، جاء يلوح بالقوة ، وذلك حين قال للشيخ ومن معه : لا تنسوا أن هذه الشريحة (يعني العلويين) لديها الدبابات والطائرات والصواريخ والدولة ... فيجب أن تفكروا بالتعامل معهم بعقلانية .!
وكان على الشيخ أن يقول له أنتم قلة ضئيلة لا تشكلون سوى 4% ، وقد استأثرتم بقيادة الجيش وقيادة الأمن ورئاسة الدوائر الحكومية ، وهذه الدبابات والطائرات والصواريخ نحن أصحابها وقد اشتريناها لقتل عدونا ، وليس لتقتلنا بها أقلية طائفية ...
6 – وأخيراً يريد (آفاق الأحمد) أن لا نقابل الطائفية بطائفية مثلها ، وهذا يعني أن نسمح للنظام بممارسة الطائفية علينا ، فيقتلنا على الهوية ويدمر علينا بيوتنا ويغتصب أعراضنا ويحرق الأبرياء منا ، ويدفنهم وهم أحياء ، وأن نتحلى بالصبر ، والسكوت ، وعدم الرد بالمثل ... وإلا كنا مجرمين كالنظام المجرم سواء بسواء ...
وهذه مغالطة كبرى ، لم يعرف العرعور كيف يرد عليها أيضاً ، لأنه - مع الأسف - لا يملك معرفة الرد . وكان الأولى بالعرعور أن يقول لهذا الضابط المخابراتي : إن المكافأة بالمثل مبدأ عادل ، تقرُّه كلُّ شرائع السماء وكلُّ قوانين الأرض . وأن الإسلام عَمِلَ به في قضية الأسرى .. فقد جاء الإسلام والعرفُ بين المتحاربين أن الأسير يصبح عبداً مسلوبَ الحرية ، وسلبُ الحرية مخالفٌ في الأصل لروح الإسلام ، ومع ذلك عمل به الرسول ، وضَرَبَ الرقَّ على الأسرى ، وهو كارهٌ لذلك ، لأن الدين الذي يدعو إليه إنما هو لتحرير العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد . ولكنَّ الضرورة هي التي ألجأته لمعاملة خصومه بالمثل ..
ونحن كذلك لا نحب الطائفية ، ولا نفضل أن نتعامل في سوريا على أساسها ، ونكره من يتبناها أو يجيش الناس بناء عليها . ومع ذلك إذا فرضت علينا حرب طائفية فلا بأس من مقاومتها بنفس التوجه الطائفي ، لنردع بذلك كل طائفي عن طائفيته ، ونرده إلى ضرورة التعايش على أساس وطني عادل . وإلا فسوف يُقتل أهلُه كما يقوم هو بقتل الآخرين ، وتُحرقُ قريتُه وتُهدَّمُ على رؤوس العلويين كما يفعل هو بقرى السنيين من السوريين ... وبدون ذلك لا يمكن حل المشكلة ، فلو سكتنا كما يريد الضابط آفاق الأحمد وغيره ، وسلمنا رقابنا لهذا النظام الطائفي ، فلن يتوقف عن ذبح عشرة ملايين من أهل السنة ، ولن يرفع آلة القتل عنهم حتى يقمع الثورة ، ثم يتفرغ لتصفية البقية الباقية منهم ، وإعدامهم تحت التعذيب في الأقبية والسجون ..!!
لذلك لا بد من مقاومة الطائفية بالطائفية ، ولا بد من معاملة النظام الطائفي بالمثل ، ولا بد من الرد عليه بضرب القرى العلوية وقتلهم على الهوية كما يقتلوننا اليوم على الهوية ، وأن نفعل بهم كما يفعلون بنا سواء بسواء .. ولا ينكر ذلك إلا جاهلٌ في دين الله ، أو متنكّرٌ لمبادئ العدالة الإنسانية . أو مغرر به مخدوع بدعايات النظام وأكاذيبه .
بقلم : ابو ياسر السوري
بتاريخ 15 / 5 / 2011م ، وفي مخيم أردني للمنشقين العسكريين من السوريين ، جرت مقابلة بين الشيخ العرعور وضابط مخابرات علوي منشق يدعى آفاق الأحمد .. وقد ورد في هذه المقابلة حوار خطير ، استطاع هذا الضابط فيه أن يمرر بعض الأكاذيب ، وبعض المغالطات ، التي خفيت يومها على الشيخ العرعور . وحصدنا جراء التسليم بتلك المغالطات أكثر من مائتي ألف قتيل ، ومائتي ألف سجين ، وأكثر من مائتي ألف معوَّق ، وثلاثة ملايين مشرد ، وما زلنا نسمع من يتحدث في وسائل الإعلام ، متبنياً نفس هذه المفاهيم الخاطئة ، التي أخشى ما أخشاه أن تعمل على تقويض الثورة ، وتأتي على البقية الباقية من الأكثرية السنية في سوريا .. وقد كنت علقت على هذا اللقاء بكلام نشر في سياق التعليقات عليه ، ثم رأيت أن هذا الموضوع من الخطورة بمكان ، وأن الواجب الديني والوطني يقتضينا أن نخصه بمزيد من البيان والتفصيل في مقال مستقل ، لأن كثيراً من السوريين وغير السوريين ، ما زالوا أسرى هذه المغالطات الماكرة ، لذلك لزم التنبيه عليها ، وبيان وجه الحق فيها عبر النقاط التالية :
1 – اعترف الضابط المدعو (آفاق الأحمد) : بأن النظام السوري هو الذي بدأ بالتجييش الطائفي منذ اللحظة الأولى في درعا . حين أمر العقيد سهيل حسن بمنع ريف درعا من الوصول إلى درعا فيما سمي يومها بجمعة الغضب . وارتكب هنالك مجزرة بحق أهل السنة العزل ، الذين كانوا في طريقهم إلى درعا للمشاركة في المظاهرات السلمية لا غير ، فكان حظهم القتل بوحشية . وهذا يعني أن الضباط العلوية المستفيدين من النظام قد انضموا إلى بشار الأسد للدفاع عن مكاسبهم الشخصية ، التي حاباهم بها نظام الأسد الطائفي .
2 - ثم اعترف الضابط بأسباب مخاوف العلويين من الثورة ، وأقر بأن حافظ الأسد قد انتزع بعض العقارات من الطائفة السنية في دمشق العاصمة ، وأعطاها للعلويين ، فبنوا فيها مساكن يقدر كل منها اليوم بالملايين ، كما انتزع أراض من أهل السنة في سهل الغاب وفي سهل الحولة ، وملكها للعلويين ، واعترف أيضا بأن النظام قد حابى أبناء العلويين ، فأسند إليهم القيادات في السلكين العسكري والأمني ، لذلك هم يخشون من حرمانهم من هذه المكاسب عند سقوط النظام .
ثم أضاف الضابط (آفاق) إلى هذه الأسباب المادية الآنفة الذكر ، سبباً معنويا آخر ، وهو أن العلويين علمانيون لا يدينون بدين ، وما شتمهم للصحابة سوى تقليد مذهبي ، سرى إليهم بالعدوى من إيران .. ولكونهم غير متدينين فهم يخشون من مجيء حكم سلفي متشدد .. ولهذه الأسباب المادية والمعنوية مجتمعة ، تقف الطائفة العلوية إلى جانب بشار الأسد بكل قوة وإصرار ..
وهذه الاعترافات الخطيرة ، التي أدلى بها ذلك الضابط العلوي المنشق ، كانت بمثابة المصيدة التي نصبها للشيخ ، واصطاده بها ، فاندفع يقسم بالله أمام الحضور على أن هذا الضابط العلوي لم ينطق إلا الحق والصدق .! ولم يفطن الشيخ العرعور يومها إلى الفخ الذي نصبه له ذلك الضابط الخطير ، فاستطاع به أن يحول اللقاء لصالح طائفته العلوية مائة بالمائة ، كما استطاع أن يفرض احترامه على الشيخ أمام المئات من السوريين وغير السوريين آنذاك .
3 – وهنا بدأ الضابط العلوي يدلل على عدم وجود الطائفية ، فيقول : إن بعض العلويين لم يوافقوا على قتل أهل السنة ، وزعم أن ضابطا برتبة مقدم ، أنكر أن يقتل أهل درعا ، فقام النظام بتصفيته في الحال ، ثم استشهد (آفاق الأحمد) بانشقاقه هو في وقت مبكر ، وقبل الكثير من أهل درعا ، الذين كانت تهدم بيوتهم فوق أهليهم ولم يسارعوا مثله إلى الانشقاق .!!
وأنا أشك في قصة هذا المقدم من أساسها ، فإنه لم يذكر لنا اسمه ؟ ولا كيف كان إعدامه ، ولا الجهة التي قامت بتنفيذ الإعدام فيه ؟ ولنفرض أن قصته صحيحة ، ولنفرض أيضا أن (آفاق الأحمد ) وطني غير طائفي وأن انشقاقه دليله على ذلك .. فهل يشفع انشقاق ضابطين علويين لكل الطائفة العلوية التي تقوم بإبادة أهل السنة بكل وحشية وهمجية .؟ والجواب : لا لن يشفع ، لأن الحكم يجب أن يبنى على الأغلب ، لا على النادر ، فالنادرُ لا حكم له .
4 – ثم أراد الضابط ( آفاق ) أن لا يحمل العلويين وحدهم جريمة قتل المدنيين ، فقال : إن 60% من مكونات الجيش السوري هم من السنة ، ولم ينشقوا وهم مشاركون في عمليات القتل والإبادة ..
يقول هذا وهو يعلم أن قادة هذا الجيش هم من الطائفة العلوية 100% ، وأن قادة أجهزة الأمن بكافة فروعه ، هم من الطائفة العلوية بنسبة 100% أيضا .. ويقول هذا وهو يعلم أنه لا عبرة بوجود بعض القادة العسكريين والأمنيين من الطوائف الأخرى ، لأن وجودهم شكلي ديكوري غير فاعل .. وهذا ما يجعل الجيش والأمن كله مختطف لصالح الطائفة العلوية ، ومن يخالف أوامرهم فجزاؤه الموت ميدانياً رمياً بالرصاص . إن الضابط ( آفاق ) يعلم هذا كله ويسكت عنه . ولو كان وطنيا حقا لاعترف بحقائق الأمور ، ولحمل الضباط العلويين كل ما وقع في سوريا من جرائم ضد المدنيين .
5 – وبخبث منقطع النظير راح الضابط (آفاق ) يضخم أعداد العلويين ، فذكر أن في دمشق وحدها أكثر من 700 ألف علوي ... وهذا كذب . لأن العلويين في سوريا لا يزيدون عن مليون نسمة . وهم موزعون كعسكريين وأمنيين ، ما بين دمشق ، وحلب ، واللاذقية ، وطرطوس ، وجبال العلويين ، وسهل الغاب ، وكافة المدن السورية .. وأكبر عدد منهم هم الذين في دمشق ، وهم لا يزيدون عن مائة ألف علوي بحال من الأحوال .. وكلهم عسكريون وعناصر أمن ..
وبعد التهديد بالكثرة ، جاء يلوح بالقوة ، وذلك حين قال للشيخ ومن معه : لا تنسوا أن هذه الشريحة (يعني العلويين) لديها الدبابات والطائرات والصواريخ والدولة ... فيجب أن تفكروا بالتعامل معهم بعقلانية .!
وكان على الشيخ أن يقول له أنتم قلة ضئيلة لا تشكلون سوى 4% ، وقد استأثرتم بقيادة الجيش وقيادة الأمن ورئاسة الدوائر الحكومية ، وهذه الدبابات والطائرات والصواريخ نحن أصحابها وقد اشتريناها لقتل عدونا ، وليس لتقتلنا بها أقلية طائفية ...
6 – وأخيراً يريد (آفاق الأحمد) أن لا نقابل الطائفية بطائفية مثلها ، وهذا يعني أن نسمح للنظام بممارسة الطائفية علينا ، فيقتلنا على الهوية ويدمر علينا بيوتنا ويغتصب أعراضنا ويحرق الأبرياء منا ، ويدفنهم وهم أحياء ، وأن نتحلى بالصبر ، والسكوت ، وعدم الرد بالمثل ... وإلا كنا مجرمين كالنظام المجرم سواء بسواء ...
وهذه مغالطة كبرى ، لم يعرف العرعور كيف يرد عليها أيضاً ، لأنه - مع الأسف - لا يملك معرفة الرد . وكان الأولى بالعرعور أن يقول لهذا الضابط المخابراتي : إن المكافأة بالمثل مبدأ عادل ، تقرُّه كلُّ شرائع السماء وكلُّ قوانين الأرض . وأن الإسلام عَمِلَ به في قضية الأسرى .. فقد جاء الإسلام والعرفُ بين المتحاربين أن الأسير يصبح عبداً مسلوبَ الحرية ، وسلبُ الحرية مخالفٌ في الأصل لروح الإسلام ، ومع ذلك عمل به الرسول ، وضَرَبَ الرقَّ على الأسرى ، وهو كارهٌ لذلك ، لأن الدين الذي يدعو إليه إنما هو لتحرير العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد . ولكنَّ الضرورة هي التي ألجأته لمعاملة خصومه بالمثل ..
ونحن كذلك لا نحب الطائفية ، ولا نفضل أن نتعامل في سوريا على أساسها ، ونكره من يتبناها أو يجيش الناس بناء عليها . ومع ذلك إذا فرضت علينا حرب طائفية فلا بأس من مقاومتها بنفس التوجه الطائفي ، لنردع بذلك كل طائفي عن طائفيته ، ونرده إلى ضرورة التعايش على أساس وطني عادل . وإلا فسوف يُقتل أهلُه كما يقوم هو بقتل الآخرين ، وتُحرقُ قريتُه وتُهدَّمُ على رؤوس العلويين كما يفعل هو بقرى السنيين من السوريين ... وبدون ذلك لا يمكن حل المشكلة ، فلو سكتنا كما يريد الضابط آفاق الأحمد وغيره ، وسلمنا رقابنا لهذا النظام الطائفي ، فلن يتوقف عن ذبح عشرة ملايين من أهل السنة ، ولن يرفع آلة القتل عنهم حتى يقمع الثورة ، ثم يتفرغ لتصفية البقية الباقية منهم ، وإعدامهم تحت التعذيب في الأقبية والسجون ..!!
لذلك لا بد من مقاومة الطائفية بالطائفية ، ولا بد من معاملة النظام الطائفي بالمثل ، ولا بد من الرد عليه بضرب القرى العلوية وقتلهم على الهوية كما يقتلوننا اليوم على الهوية ، وأن نفعل بهم كما يفعلون بنا سواء بسواء .. ولا ينكر ذلك إلا جاهلٌ في دين الله ، أو متنكّرٌ لمبادئ العدالة الإنسانية . أو مغرر به مخدوع بدعايات النظام وأكاذيبه .