السوريون: يا زعماء الخليج ، قفوا معنا نكفكم
شر الأسد وإيران
بقلم : أبو ياسر السوري
شر الأسد وإيران
بقلم : أبو ياسر السوري
ربما استطاعَ
المشعوذُ أحياناً خِداعَ النظَّارةِ بأنَّ لديه القدرةَ على فعل المعجزات .. وهو
كذّابٌ مخادعٌ بكل تأكيد ، لأن المعجزات لا يُجريها الله إلا على أيدي المرسلين
تصديقاً لهم في دعواهم ...وإنه لمن المُحزنِ حقا ، أنَّ أشقاءنا في دول الخليج قد
ابتُلُوا اليوم بثلاثةٍ من مَهَرةِ المشعوذين : ( إيران
. المالكي . الأسد ) ما زالوا يحاولون تضليل الرأي العام الخليجي ويلوحون
لهم بقوتهم ، وما أضلاع هذا المثلث اللعين ، سوى طبولٍ فارغةٍ ، تَسمَعُ منها
جعجعةً ولا ترَى طِحْناً .. وما هذا الحلف في تجمعه إلا كيانٌ ضعيفٌ ، أشبه بقصر
النُّعمان الذي بناه له سنِّمار ، فجعلَ ركيزته تقوم على حجَرٍ واحد ، متى انهار
الحجرُ انهار القصرُ بأكمله .. وإنَّ عصابة الأسد بالنسبة لهذا الثالوث هي أشبه
بحجر سنِّمار ، الذي بانهياره ستنهار إيران في الأثر ، وتنهار خلفها عراق المالكي
. وتنتهي خرافةُ البعبع الإيراني ، وخطرُ المَدِّ الشيعيِّ الفارسيِّ ، وترتاحُ
بعدها المنطقة إلى الأبد .. ونحن السوريين نقولُ لإخواننا زعماء الخليج : إنَّ
سقوطَ الأسد أيسرُ علينا من شرب الماء ، لو ساعدتمونا على تحقيق أمرين اثنين ( الأول ) : الحصولُ على الصواريخ المضادَّة للطيران
المنخفض ، والمروحيات ، والدبابات ، والدروع ... ( الثاني
) : إقناعُ الناتو بفرض حظرٍ جوي ، يُحيِّدُ طيرانَ الأسد ، الذي يقصفُ مُدُنَنا
وقُرانا ، ويَهدم المساكنَ فوق رؤوس المدنيين الآمنين ... ساعدونا على تحقيق هذين
المطلبين ، ودعونا بعدها وبشار الأسد ، وسوف ترون ويرى العالمُ كله معكم ، أنَّ
هذا الأسد هرٌّ ، وما هي إلا أيام يسيرة ويفرّ . ووالله متى تمَّ تحييدُ الطيران ،
فلن يستقرَّ الأسد على كرسيه إلا قليلا .. ثم يذهب بعد ذلك إلى غير رجعة .
يا زعماء
الخليج : إنَّ القدر اختاركم من بين حكام الأرض ، لتكونوا زعماءَ لِمَهْدِ
العُروبة والإسلام ، وإنَّ لهذه المنطقة المقدسة ، قِيَماً سامية فلا تتنكَّرُوا
لها ، ولا تَقْتُلُوا المروءة العربية ، التي تُحتّمُ على العربي ، إغاثةَ المحتاج
، ونُصرةَ المظلوم على الظالم ، والوقوفَ مع الشقيق في المحنة .. إلى مَنْ
تَكِلُون إخوانكم السوريين .؟ لليهود أم للنصارى أم للمجوس ...؟؟ وكيف ترضون أنْ
تُشارك إيرانُ الفارسية المجوسية في قتلنا ولا تغضبون ، ونحن إخوانكم في العروبة
والإسلام .؟ وكيف ترضون لروسيا الدولة الشيوعية الصليبية أنْ تُشارك في قتلنا
وتسكتون ولا تعترضون . إنْ كان لم يبلغكم خبرنا ، فها نحن نبلغكم بأن عساكر الحرس
الإيراني ، وجنود الروس ، وجنود حزب الشيطان في لبنان ، وجنود مقتدى الصدر في
العراق .. كلها اليوم مشاركة في استباحة دمائنا ، وتشريد أهلينا ، وترويع أطفالنا
... ثم ألا تعلمون أن هذا المَدَّ الشيعيَّ المدعومَ من روسيا والصين ، ما إن
ينتهي من إخضاع الشعب السوري وقمعه ، حتى ينقل معركته إليكم أنتم في الخليج ..
إنها مؤامرة كبرى وعلينا جميعا أن نتعاونَ على إيقافها ، وأن نحول دون نجاحها .
يا زعماء
الخليج : إن شعوبكم تتميز غيظا لصمتكم على ما يجري لإخوانهم في سوريا ، وإن هذه
الشعوب لتعلم علم اليقين ، أنكم لو شئتم إيقاف هذا الإجرام في سوريا لأوقفتموه ..
وإن شعوبكم لتتساءل باستغراب ، وتقول : ما سرُّ هذا الصمت المريب .؟ ولماذا
تتظاهرون بعدم الاكتراث ، وكأنّ الأمر لا يعنيكم ؟؟ ألا تعلمون أن الله لا يرضى عن
خذلان المسلمين ، ولا يرضى عن التخلي عنهم لأعداء الدين . وأن الله ليغضب أشدَّ
الغضب على من يخذل مسلما ليس له نصير بعد الله إلا إياه . وها نحن في الخليج نرى
إخواننا في سوريا وقد تقطَّعتْ بهمُ السُّبُلُ ، وقُتِّلُوا وَوُئِدُوا وحرِّقُوا
وهُدِّمتْ عليهم بيوتُهم ، وانتُهِكتْ أعراضُهم .. وليس لهم اليوم بعد الله إلا
إخوانهم .. فإلى من يلجؤون .؟ وإلى أين يفرون .؟ وبمن يستنصرون .؟ لا تقولوا
فَعَلْنا ، وحاوَلْنَا ، واستنكرنا .. فهذا كلُّه لا يكفي يا قادتنا ، وهو غير
مقبول منكم يا من وليناكم أمرنا ، أنتم تستطيعون أكثر من ذلك . ويمكنكم الحيلولة
دون وقوع هذا الإجرام على إخواننا في الشام . ولا عذر لكم عند الله ... هذا هو
لسان حال الشعوب في كل دول الخليج .
يا خادم
الحرمين : نحن السوريين نحبك ، ولا نرضى أن توصف بما لا ترتضيه أنت لنفسك ولا
نرتضيه لك . ولكننا لم نجد تفسيراً لاحتضانك لأحمدي نجاد ، واحتفائك به هذا
الاحتفاء الكبير ، أثناء الاجتماع الأخير لمنظمة التعاون الإسلامي في مكة .؟ يا
خادم الحرمين أنت في نظرنا أكبر من أن تتودَّد لهذا العدو الفارسي ، وأسمى من أن
تحسب له أيَّ حسابٍ ووراءك كلُّ عربي حُرٍّ ومسلم أبيّ ... ولنفرضْ أنَّ المملكة
لم تقم بدعوة نجاد الفارسي إلى هذا المؤتمر ، وإنما منظمةُ التعاون الإسلامي
هي التي دعته ، فيبقى السؤال الملحُّ مع
ذلك يقول : ما المبرر لجلوسه إلى جانبك ، وأنت تعلم أنه مشاركٌ في تدمير سوريا
وتشريد شعبها ، وتهديم مدنها وقراها فوق رؤوس المواطنين الآمنين .؟؟ هل رِضَى شيعة
إيران ومجوسها لدى منظمة التعاون الإسلامي بات مقدما على رضى أهل السُّنّة
المسلمين ؟
يا خادم
الحرمين : كان المنتظرُ من هذا المؤتمر ، أن لا ينفضَّ إلا بقراراتٍ تضعُ
النُّقاطَ على الحروف ، وأنْ تتكلم أمةُ المليار ونصف المليار بما يليق بخير أمة
أخرجت للناس .!؟ ولكن المؤتمرين لم يفكروا كأمة ، ولم يقرروا كأمة ، ولم يتصرفوا
كأمة .. كان المُنتَظرُ قطعَ العلاقات مع كل دولة تشاركُ في قتل السوريين ، وتعملُ
على إطالة معاناتهم ، فكانت المفاجأة بوقوع ما لم يكن بالحُسبان . وبدا للعَيَانِ
وكأن المؤتمر كان لإرضاء إيران وحَسْبُ .. فقد كانت الحفاوةُ برئيس إيران فوق
التصوُّر . وكان الإعلانُ عن افتتاح مركزٍ للحوار بين المذاهب في الرياض أحبَّ
إنجاز لدى مجوس إيران ، ولِمَ لا يفرحون وقد تقرَّرَ أنْ تفتح أبوابُ هذا المركز ،
ليشارك فيه أربعة مذاهب شيعية ... فماذا يعني هذا .؟ إنه ليعني أنَّ دهاليز مركز
الحوار ستكون غداً ، بمثابة جحور تتسلل من خلالها ثعابينُ الشيعة ، وأفاعي المجوس
، ليدخلوا جرثومة التشيع إلى عقر دار الإسلام ، إلى المملكة العربية السعودية
الحبيبة . ثم ينقلبوا بعد ذلك على الحكم فيها ... فلماذا الإقدامُ على هكذا خطوةٍ
، وهي تُشكِّلُ أكبرَ خطرٍ على أمن المملكة وسائر بلدان المسلمين .؟؟
لقد كان
الأحرى بأمةِ المليار والنصف مليار في هذا المؤتمر ، أن تقيم بينها وبين التشيع
سدّاً بارتفاع سدِّ الصين . لأنها أمةٌ كبرى ، والشيعةُ ليست سوى طائفةٍ مارقةٍ
شاذةٍ عنها ، فهي تتنكَّرُ لمبادئ الأمة الإسلامية ، وتُشكِّكُ بقرآنها، وتُكفِّرُ
أصحابَ نبيها ، وتتهمُ زوجاته أمهات المؤمنين بالزنا والخنا ، ولا يُضمِرُون
للمسلمين إلا الحقدَ والضغينة ، والكيدَ والمكرَ والتآمر .. فليت شعري .! أيُّ
فائدة من التقارب مع هؤلاء الثعابين السامة .؟؟ إنَّ تكاليف إنشاء هذا المركز
وحدها كافيةٌ لإيقاف المَدِّ الشيعي ، وإبعاده عن منطقتنا العربية ، وإبعاد الخطر
المجوسي عنها إلى قيام الساعة .. قفوا معنا يا أشقاءنا في الخليج ، كما تقف إيران
مع النصيري بشار الأسد ، وأمِدُّونا كما تُمِدُّه إيرانُ بالمال والسلاح والرجال ،
ونحن نَضمَنُ لكم أن نُطيح بالأسد وإيران معاً ، ونرمي به وبهم إلى الجحيم في غضون
أيام إن شاء الله ، ونكفيكم بذلك شر إيران وحلفائها إلى قيام الساعة ...
وختاما
: أرجو
أن لا يُحمَل كلامي هذا على محمل سُوء ، فأنا لا أريد لهذه الديار وحكامها ، إلا
العزة والكرامة ودوام السؤدد .. وإنما أنا ناصح أمين ، ولا غضاضة على الأعلى بقبول
النصح من الأدنى ، فإن نبيَّ الله سليمان الذي حكم الإنسَ والجنَّ وملكَ الأرض
كلها ، لم يمنعه عُلُوُّ مقامِهِ من قبولِ النُّصح من هدهد ضعيف . فكافأه الله على
تواضعه بأن رَضَخَتْ له مملكةُ سبأ واستولى على ملك بلقيس .