أصدر كلاً من الشيخ هاني الفحص والشيخ محمد
حسن الأمين، رجلا الدين والقياديين في الطائفة الشيعية في لبنان، بياناً
يدعما فيه الثورة السورية وينددان بالمواقف الداعمة لسلطة القمع الأسدية
لأن تلك المواقف تتعارض مع القيم الدينية والإنسانية. بينما نحن في الثورة
السورية نقدر تلك المواقف وإن أتت متأخرة، فهي خير من أن لا تأتي. ولكن
بالحقيقة أنا أنظر لتلك البيانات على أنها شأن شيعي-شيعي، وليس لها علاقة
بنا كثوار إلا عبر كونها نتيجة مباشرة للثورة.... يتفاجأ مراقبون.
ولكن قبل الخوض بالتفاصيل، لنتفق على بعض المصطلحات حتى لا يتكرر اللبس.
ليس هناك شيء اسمه الطائفة السنية. هذا اختراع ورثناه من الاحتلال الفرنسي
صاحب نظرية أن الشرق الأوسط هو بلد الطوائف الذي يحتاج لإشراف غربي دائماً
وليس بلد الأديان. ولكن الحقيقة هي أنه هناك مسلمون، وهناك فرق تفرعت عنهم
لأسباب سياسية داخلية وخارجية. وأصبحت تلك الفرق طوائف أو (أقليات)، منها
من اضمحل، ومنها من بقي وأسس. أما تسمية أكثر من مليار مسلم على أنهم
(طائفة سنية)، فهذا باطل يراد به ما هو أبطل منه. وهي أصلاً تسمية خاطئة
لغوياً (لأن كلمة الطائفة تعني فرقة من الناس). وهذا الخطأ يقع فيه للأسف
حتى بعض الثوار والسياسيين. فإن قبلنا جدلاً تسمية المسلمين كطائفة في
ميانمار أو الصين مثلاً، فنحن حتماً لن نقبل بتسميتنا كطائفة ضمن بلادنا.
يمثل حسن نصر إيران للطائفة الشيعية ما يمثله الأسد (أب وابن) للطائفة
العلوية. فهو يملك خبث حافظ، وكذب بشار. ويملك مهارة حافظ بالبقاء، وغباء
بشار بتدمير الذات، وهما ميزتان متناقضتان ولا شك، ونحن نرى تداعيات هذا
التناقض الآن. فهناك تدمير ممنهج لمستقبل الطائفة الشيعية في كل مكان، من
قبل حسن وإيران، بعد أن نهض بها هو نفسه لتكون صاحبة اليد العليا والمناصب
في لبنان وفي المنطقة ولتتزعم (قضايا الأمة) لعدة سنين. وهذا بالمحصلة (مع
وجود بضعة فروقات)، هو ما جرى ويجري تماماً للطائفة العلوية في سوريا.
فلقد أتت الثورة السورية كمعركة فرقان التي لم تترك مجالاً لأفلام هوليوود
التي تميز بها الأسد وحسن. فعوضاً عن أن نرى براغماتية المرجعيات الدينية
الشيعية (أي القدرة على اتخاذ القرارات العملية بعيداً عن الخطب) والتي
برعت بها تلك المرجعيات عبر مئات السنين، براعة أفضت بهم تاريخياً لينشأوا
ويترعرعوا في وسط عاصمة الأمويين نتيجة لقراراتهم السليمة ولتسامح أصحاب
الحكم، وجدنا حسن وإيران يراهنان بغباء منقطع النظير بالطائفة كاملة على
بغل خاسر حتى (وليس حصان) اسمه بشار. رهاناً زج بشار بكامل طائفته به
أيضاً. فوضع هذا الثلاثي المجرم (إيران وحسن وبشار) طائفة كاملة شيعية
وعلوية بمواجهة الشرق الأوسط والبلاد العربية والمسلمة، وحتى العالم. كلها
بقرارات فردية صدرت من قم.
طبعاً بالنهاية قم ليست معنية بدمار
الشيعة كطائفة على عكس ما يظن معظم أفراد تلك الطائفة. فقم لديها هويات
احتياطية تستطيع التلون بها في حالة خسارة الورقة الشيعية إقليمياً. فهناك
الفارسية، والمجوسية أو الزردشتية، الخ. الشيعة الصفوية إنما هي لون من تلك
الألوان أخترع أساساً لمقارعة الدولة العثمانية، ولا حقاً لضرب العروبة
والإسلام، وقد ينتهي هذا الدور التاريخي قريباً.
وهنا أتى هذا
البيان الشيعي. هذا البيان ينم أولاً وأخيراً عن وعي للمخاطر التي باتت
محدقة بتلك الطائفة، ليس فقط في لبنان، ولكن في لبنان وسوريا والخليج وحتى
العراق. فكلمات الشيخ هاني فحص كانت واضحة جداً، فلقد قال... ماذا تفعل
إيران؟ ألا تدري أن هذا النظام سيسقط على رؤوسهم ورؤوسنا معهم؟ على ماذا
يعولون؟ نحن نريد البقاء (بما معناه).
الحقيقة وعلى أقل تقدير،
وجب أن تحترم صراحة هذا الشيخ. فهذا البيان كانت صرخة من القلب تخشى على
مستقبل الشيعة و على دورهم في شرق أوسط جديد يعود لأصحابه المسلمون، صرخة
أخيرة برأيي، للطائفة الشيعية لترك مركب حسن وإيران قبل أن يغرق ويغرق
الجميع معه. وخصوصاً أن حسن بات محاصراً أكثر من ذي قبل بعد التسريبات
الغربية عن دوره بقتل السوريين، واعتقال عنصر المخابرات السورية ميشيل. كل
تلك التداعيات قد تدفعه للانتحار مع طائفته بغرور لم يعرفه فرعون نفسه.
وهذا ما يقف ضده أي عاقل شيعي أو معني بشؤون الطائفة الشيعية وسلامتها
أمثال الشيخ الفحص. وهذا شأن شيعي-شيعي يبدو أنه عليهم أن يحسموا أمرهم به.
أما ما يهمني في كل هذا البيان، فهو سؤال لا بد أن أطرحه على بعض
السوريين. هل وصلت رسالة هذا البيان المهم حقيقة للطائفة الشيعية والعلوية
بسوريا؟....يتساءل مراقبون.
الــثـــائـــر الـمــتــفــائـــل
حسن الأمين، رجلا الدين والقياديين في الطائفة الشيعية في لبنان، بياناً
يدعما فيه الثورة السورية وينددان بالمواقف الداعمة لسلطة القمع الأسدية
لأن تلك المواقف تتعارض مع القيم الدينية والإنسانية. بينما نحن في الثورة
السورية نقدر تلك المواقف وإن أتت متأخرة، فهي خير من أن لا تأتي. ولكن
بالحقيقة أنا أنظر لتلك البيانات على أنها شأن شيعي-شيعي، وليس لها علاقة
بنا كثوار إلا عبر كونها نتيجة مباشرة للثورة.... يتفاجأ مراقبون.
ولكن قبل الخوض بالتفاصيل، لنتفق على بعض المصطلحات حتى لا يتكرر اللبس.
ليس هناك شيء اسمه الطائفة السنية. هذا اختراع ورثناه من الاحتلال الفرنسي
صاحب نظرية أن الشرق الأوسط هو بلد الطوائف الذي يحتاج لإشراف غربي دائماً
وليس بلد الأديان. ولكن الحقيقة هي أنه هناك مسلمون، وهناك فرق تفرعت عنهم
لأسباب سياسية داخلية وخارجية. وأصبحت تلك الفرق طوائف أو (أقليات)، منها
من اضمحل، ومنها من بقي وأسس. أما تسمية أكثر من مليار مسلم على أنهم
(طائفة سنية)، فهذا باطل يراد به ما هو أبطل منه. وهي أصلاً تسمية خاطئة
لغوياً (لأن كلمة الطائفة تعني فرقة من الناس). وهذا الخطأ يقع فيه للأسف
حتى بعض الثوار والسياسيين. فإن قبلنا جدلاً تسمية المسلمين كطائفة في
ميانمار أو الصين مثلاً، فنحن حتماً لن نقبل بتسميتنا كطائفة ضمن بلادنا.
يمثل حسن نصر إيران للطائفة الشيعية ما يمثله الأسد (أب وابن) للطائفة
العلوية. فهو يملك خبث حافظ، وكذب بشار. ويملك مهارة حافظ بالبقاء، وغباء
بشار بتدمير الذات، وهما ميزتان متناقضتان ولا شك، ونحن نرى تداعيات هذا
التناقض الآن. فهناك تدمير ممنهج لمستقبل الطائفة الشيعية في كل مكان، من
قبل حسن وإيران، بعد أن نهض بها هو نفسه لتكون صاحبة اليد العليا والمناصب
في لبنان وفي المنطقة ولتتزعم (قضايا الأمة) لعدة سنين. وهذا بالمحصلة (مع
وجود بضعة فروقات)، هو ما جرى ويجري تماماً للطائفة العلوية في سوريا.
فلقد أتت الثورة السورية كمعركة فرقان التي لم تترك مجالاً لأفلام هوليوود
التي تميز بها الأسد وحسن. فعوضاً عن أن نرى براغماتية المرجعيات الدينية
الشيعية (أي القدرة على اتخاذ القرارات العملية بعيداً عن الخطب) والتي
برعت بها تلك المرجعيات عبر مئات السنين، براعة أفضت بهم تاريخياً لينشأوا
ويترعرعوا في وسط عاصمة الأمويين نتيجة لقراراتهم السليمة ولتسامح أصحاب
الحكم، وجدنا حسن وإيران يراهنان بغباء منقطع النظير بالطائفة كاملة على
بغل خاسر حتى (وليس حصان) اسمه بشار. رهاناً زج بشار بكامل طائفته به
أيضاً. فوضع هذا الثلاثي المجرم (إيران وحسن وبشار) طائفة كاملة شيعية
وعلوية بمواجهة الشرق الأوسط والبلاد العربية والمسلمة، وحتى العالم. كلها
بقرارات فردية صدرت من قم.
طبعاً بالنهاية قم ليست معنية بدمار
الشيعة كطائفة على عكس ما يظن معظم أفراد تلك الطائفة. فقم لديها هويات
احتياطية تستطيع التلون بها في حالة خسارة الورقة الشيعية إقليمياً. فهناك
الفارسية، والمجوسية أو الزردشتية، الخ. الشيعة الصفوية إنما هي لون من تلك
الألوان أخترع أساساً لمقارعة الدولة العثمانية، ولا حقاً لضرب العروبة
والإسلام، وقد ينتهي هذا الدور التاريخي قريباً.
وهنا أتى هذا
البيان الشيعي. هذا البيان ينم أولاً وأخيراً عن وعي للمخاطر التي باتت
محدقة بتلك الطائفة، ليس فقط في لبنان، ولكن في لبنان وسوريا والخليج وحتى
العراق. فكلمات الشيخ هاني فحص كانت واضحة جداً، فلقد قال... ماذا تفعل
إيران؟ ألا تدري أن هذا النظام سيسقط على رؤوسهم ورؤوسنا معهم؟ على ماذا
يعولون؟ نحن نريد البقاء (بما معناه).
الحقيقة وعلى أقل تقدير،
وجب أن تحترم صراحة هذا الشيخ. فهذا البيان كانت صرخة من القلب تخشى على
مستقبل الشيعة و على دورهم في شرق أوسط جديد يعود لأصحابه المسلمون، صرخة
أخيرة برأيي، للطائفة الشيعية لترك مركب حسن وإيران قبل أن يغرق ويغرق
الجميع معه. وخصوصاً أن حسن بات محاصراً أكثر من ذي قبل بعد التسريبات
الغربية عن دوره بقتل السوريين، واعتقال عنصر المخابرات السورية ميشيل. كل
تلك التداعيات قد تدفعه للانتحار مع طائفته بغرور لم يعرفه فرعون نفسه.
وهذا ما يقف ضده أي عاقل شيعي أو معني بشؤون الطائفة الشيعية وسلامتها
أمثال الشيخ الفحص. وهذا شأن شيعي-شيعي يبدو أنه عليهم أن يحسموا أمرهم به.
أما ما يهمني في كل هذا البيان، فهو سؤال لا بد أن أطرحه على بعض
السوريين. هل وصلت رسالة هذا البيان المهم حقيقة للطائفة الشيعية والعلوية
بسوريا؟....يتساءل مراقبون.
الــثـــائـــر الـمــتــفــائـــل