هل يكفي بيان محمد الامين و هاني فحص لاسقاط و محاكمة المجرمين؟
عندما تلقينا خبر بيان الشيخين محمد الامين و هاني فحص، كان هناك شعور من التفاؤل المشوب بالحذر. فلقد شربنا من كأس خداع قادة ايران و حزب الله و نفاقهم الشيء الكثير. و كانت النتيجة هي قتل و تعذيب و دفن الناس احياء و تقطيع رؤوسهم بالمناشير و القتل بالاحراق و استباحة للنساء و ذبح الاطفال و تدمير البيوت فوق رؤوس ساكنيها و تشريد و تجويع.
و لم تترك عصابات الاسد المدعومة طائفياً اي طريقة في الاجرام و الشر و القذارة و الدناءة لم تنفذها في سوريا. كما ان اجرامهم قد تعدى حدود سوريا عندما اختطفوا زوجة احد المعارضين الشرفاء في القاهرة.
و بعد كل هذا الاجرام الذي بدأ منذ اول يوم من الثورة، ياتي بيان خجول ليجعلنا ببساطة ننسى كل شيء؟
انا طبعاً ضد الفتنة و ضد قتل الابرياء و معاقبتهم بذنب لم يرتكبوه، و الا لن نكون مختلفين كثيراً عن المجرمين الحاقدين الطائفيين الذين لا يرون فرقاً بين مدني و عسكري، و لا يعرفون فرقا بين الجندي الذي يحمل السلاح و بين الطفل و المرأة و الشيخ العاجز، فالمهم لدى المجرم الطائفي ان من امامه هو من طائفة اخرى بغض النظر عن اي اعتبار.
و لكن الذي اقبله من بيان الشيخين الامين و فحص هو تبرؤ بعض الطائفة الشيعية من جرائم و شرور و اثام ارتكبتها عصابات الحرس الثوري و مليشيات حزب الله و مليشيات جيش المهدي، و سكت عنها الباقين اما نتيجة الخوف او نتيجة الحقد على اهل السنة و باقي الطوائف.
و لكن اقول لهما ان هذا الموقف المتبرئ من الظلم لا يكفي، فهذا قد يكون مقبولاً عند من هو عاجز عن تقديم المزيد
و ان كان البيان حوى ما يدل على توجيه انتقاداً مبطناً لمليشيا حزب الشيطان و حسن نصر اللات المجرم المرتشي، و الذي يمارس التشبيح حتى على المخالفين من ابناء الطائفة مثل عبارة:،
"والتزاماً
منا بموجبات موقعنا الديني المنتقص من دون أن ينقص، بالقوة والجمهرة و الكلام التعبوي اليومي والزبائنية السياسية والعلاقة الريعية"،
و لكن هذا الكلام لا يكفي
بل يجب اصدار بيان مفصل بجميع جرائم حزب الشيطان في حق الناس في سوريا و حتى في حق الناس في لبنان، و يجب حض اتباع المذهب الشيعي بالتوحد و العمل على جلب المجرمين الى العدالة و تنفيذ حكم الشريعة فيهم. علماً بان ايران تطبق عقوبة الاعدام على من تسميهم المفسدين في الارض و هي طبعاً تعني المعارضين
فلماذا لا يدعو البيان الى تجريم المجرمين المفسدين في الارض و يدعو الى تطبيق عقوبة الاعدام على القتلة و المغتصبين و الذين قتلوا المدنيين حرقاً و تعذيبا و تشويهاً؟
و اما ان كان الشيخان لا يجدان عدداً كافياً من ابناء الطائفة الشيعية ممن يعرفون المعروف و ينكرون المنكر، و تحترق قلوبهم غضباً و غماً عندما ترتكب الجرائم و تستباح المحرمات، فارجو من الشيخين دراسة الاسس الفكرية و العقدية للطائفة الشيعية و اكتشاف الخلل و التبرؤ منه.
و الله غالب على امره و لكن اكثر الناس لا يعلمون
________________