سقوط العرب من اعين الناس بعد اجتياحهم من قبل المغول و بعد طردهم من الاندلس
و لقد جلسنا على صفوف الدراسة و تحملنا قراءة تاريخنا القريب المليء بالاهانة و التحقير بعدما انحدرنا من القمة و هوينا الى حضيض الامم، لا نجد لنا عزاء الا في الامم الوثنية في مجاهل افريقيا او غابات اسيا.
و كان مدرس التاريخ يشرح لنا عن امجاد صلاح الدين و قطز و ارطغرل، رحمهم الله بعد ان كنا نسمع عن امجاد المثنى و شرحبيل و خالد.
و لقد اختفى اسم العرب و ذكرهم من التاريخ، بعد ان كانوا تاجاً على رأسه و غابوا تحت حكم الصبية المماليك. و ذلك بعدما رأى العالم باجمعة ان العرب لا قيمة لهم و لا وزن. فقليل من القبائل المغولية التي اتحدت مع بعضها استطاعت ان تسحق عبر ثلاثين سنة فقط اقوى امة على ظهر الارض و ان تقتحم و تدمر بغداد عاصمة العباسيين (ابناء عم الرسول) و ان تقتل الخليفة العباسي و تستبيح زوجاته و بناته.
كما انه و في نفس الوقت، رأى نصارى الغرب ان المسلمين هم احقر و اذل و اضعف من ان يحكموا بيت المقدس و الاماكن المقدسة عند النصارى، فقرروا الهجوم على ثالث مقدسات المسلمين و ابادة كل من وقف في طريقهم او حتى حاول الهرب
و نفس الشيء حصل مع اهل الاندلس الذين اعماهم الترف و كثر النعمة، فاصبحوا كالنساء و الجواري لا يعرفون كيف يحملون سيفاً و لا يرمون نبلاً، فما كان من نصارى الاندلس الا ان شنوا حملة استمرت اربعمائة سنة حتى طردوا اخر مسلم من الاندلس و استباحوا من تبقى فيها من الذين لم يستطيعوا الهرب.
و لولا ان سخر الله لدين الاسلام صبية العجم الذين اسلموا و هبوا للدفاع عن بني دينهم من العرب، لكان ان زال الاسلام و نبش قبر الرسول الكريم. و لكن صبية العجم هؤلاء لم يجدوا بعد ذلك ما يبرر احترام العرب و توقيرهم. فالعرب كانوا قد اثبتوا للناس انهم لا يستحقون الاحترام.
و بدلاً من ان يعترف العرب بخطاياهم و يعودوا ليحملوا لواء القران الذي نزل بلغتهم و مجد النبي الذي ارسله الله منهم، لم يجدوا لهم دورا في التاريخ الا ان يكونوا احد الهادمين لمجد دينهم و احد الذين يطعنون اخوانهم و يخذلونهم امام اعدائهم. فارتضوا بان يكونوا اذناباً و معاونين للمستعمر الذي كان يجتاح اراضيهم و يستبيح حراماتهم و يهدم ما تبقى من مجدهم.
و لولا توقير بقية من اهل المشرق للعرب، لكان الانسان اخفى اصله العربي عندما يسافر و يغترب.
و نحن الان امام موقف انسحاب اخوتنا من حي صلاح الدين، بعد ان نفذت ذخيرتهم و انكشفت حقيقة و عود العرب لهم بالدعم و المدد، بانها كوعود ابليس لا مصداقية لها و لا اعتماد عليها. و لينتصر علينا مرة اخرى جيش المجوس و المغول، و ليقوم بعمل بابا عمرو اخرى يستبيح نساؤنا و يمثل بجثث قتلانا و يهزأ بنا ملء شدقيه
و ليخرج علينا الكاهن خامنئي بابتسامته الخبيثة، و ليخرج علينا نصر اللات ليقول لنا ان جيش المجوس لا يقهر
فما نحن فاعلون يا امة العرب؟