قراءة في صورة الاجتماع الأخير بين بشار ووفد إيران
:
بقلم : ابو
ياسر السوري
صورة هذا الاجتماع
الذي كان بين الأسد وجليلي والوفد الإيراني المرافق لجليلي هذا اليوم ، تثير بعض التساؤلات
المهمة والخطيرة بآن واحد .. فبعد تدقيق النظر في هذه الصورة يمكن ملاحظة ما يلي :
1 – الاجتماع في
شقة وليس في أحد القصور الجمهورية السورية . وكأن هذه الشقة في مكان تحت سطح الأرض
، ولك أن تستدل على ذلك بفتحات التهوية القريبة من سطح الغرفة . فإن كان توقعي
صحيحا ، فمعنى ذلك أن الرجل مهزوم نفسيا ، وأن خوفه لا بد من أن ينتقل إلى ضباطه
وعناصر أمنه ، لذلك تراهم يضربون ضرب خائف ، يريد أن يقضي على خصمه بأي ثمن ، ولا
يهمه أن يتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ، مهما بلغت بشاعتها .
2 – كان كل
المجتمعين مع بشار إيرانيين، ليس بينهم سوري إلا بشار .
وهذا يعني أحد
أمرين : إما أن الأسد بات يشك في كل السوريين المقربين منه ، لذلك لم يسمح لأي
منهم بالحضور ، ولم يخبرهم بموعد هذا الاجتماع ، ولا بمكانه ، أخذا بأسباب الحيطة
والحذر .. وإما أن هذه الاجتماع في مكان ما خارج سوريا كإيران مثلا . أو أن صورة
هذه الغرفة هي لغرفةٍ ما ، في بعض البارجات الروسية بمرفأ طرطوس .
3 – الأسد يعانق
جليلي باهتمام بالغ ، وجليلي يقابل هذه الحفاوة المبالغ فيها ، بشيء من التعالي
وتصعير الخد . ولو رجعنا إلى فيديوهات قديمة ، التقى فيها الأسد ببعض المسؤولين
الإيرانيين قبل قيام الثورة ، لرأينا العكس تماما . فكان الإيرانيون هم الذين
يبدون الحفاوة ، وكان بشار فيهم غير مكترث . إذن تغير الوضع ، وبات يستجدي حماية
الإيرانيين ويتزلف إليهم . وهذا دليل آخر على ضعفه وهزيمته النفسية .
4 – جليلي : يصرح
في هذا الاجتماع بأن إيران لن تسمح بكسر المقاومة . فماذا يعني بذلك . إنه يريد أن
يقول لبشار : نحن وحدنا القادرون على حمايتك من العالم ، وعليك أن تنبطح أمامنا
أكثر من أي وقت مضى ، فالسكين قد أصبحت على رقبتك ، وها هو شعبك يقتحم عليك حلب
ودمشق .. وسوريا بكاملها تقف وراءهما .. ولا يستبعد والحال كذلك أن يطاوعهم الأسد
وينبطح كما يريدون ، ويسلمهم نفسه ليفعلوا به ما طاب لهم . وقد يكبلونه باتفاقيات
تمسُّ السيادة الوطنية ، وتخل بكرامة المواطنين .. وماذا يمنع من ذلك ؟ فأبوه باع
لإسرائيل الجولان ، وقسما من أراضي حوران ، والجبهة السورية الحصينة التي هي أشد
تحصينا من خط بارليف .. ثم تنازل للأتراك عن لواء اسكندرون عام 1987م ، وصارت تدرس
الخارطة السورية بدون الجولان المحتل ، وبدون اللواء السليب ..
وفي المحصلة ،
لا يستطيع أحد أن ينكر أن الولد سِرُّ أبيه ، فكما هدَّم الأسد الأب المقبور مدينة
حماة على رؤوس سكانها ، فقد اقتدى به ولده فهدم سوريا كلها على رؤوس سكانها .. ولأول
مرة في تاريخ البشرية ، أنه يُكلَّفُ جيشٌ بقتل شعبه ، رجالا ونساء وأطفالا ، ويُكلَّفُ
كذلك بتحقير كل مقدسات مواطنيه ، وسرقة جميع ممتلكاتهم ، وإتلاف مزارعهم ، وقطع
أشجارهم المثمرة ، وحرق غابات الوطن وأحراجه . ولأول مرة في التاريخ يُكلَّفُ جيشٌ
بحرق المواطنين وهم أحياء ، ودفنهم أيضا وهم أحياء ، كما يكلف بانتهاك أعراض
المواطنين أحياء وأمواتا ... والله يا ناس ، هذه حقائق وليست من نسج الخيال .!؟؟؟
وكأنَّ بشار
الأسد بهذه الممارسات ، غير الإنسانية في حق الشعب السوري المسلم ، أراد يقول
لإسرائيل والغرب وإيران أيضا ، إن كان والدي قد أمَّنَ جبهة إسرائيل ثلاثين عاما مضتْ
، فأنا حذوتُ حذوه ، وتفوَّقتُ في ذلك عليه بفترةٍ أقصرَ ، وطريقةٍ أضمنَ .. فقد أمَّنتُ هذه
الجبهة أحد عشر عاما مضتْ ، ثم ضربت سوريا ضرباتٍ ، ستخدم أمْنَ إسرائيل لأكثر من
ربع قرنٍ قادم .. وكأن لسانَ حال بشار يقول : لأسياده اليهود والمجوس والغرب المسيحي المتصهين ... كأنه يقول : أنا اليوم أنفع لكم
من أبي الذي استمر يعمل في خدمكم ، وحافظتم عليه حتى مات ، وعليكم أن تحافظوا على بقائي رئيسا لهذا
البلد حتى أموت ..
إيران يا سادة
، مصلحتها من مصلحة أمريكا والغرب ، ومصلحة الغرب من مصلحة إسرائيل .. وحين يصرح جليلي
بأنه لا يسمح بكسر المقاومة ، فإن الغرب وإسرائيل وأمريكا يفهمون معنى هذا الكلام .. ويعلمون
أنه يصب في مصلحة إسرائيل ، ويحقق رغباتهم الخفية مائة في المائة .. ولكن : هل تستطيع
إيران حقا أن تمنع الشعب السوري من كسر ضلع الخيانة الممثل ببشار الأسد .؟؟؟ هل تستطيع أن تحول دون الإطاحة به وتحميه من السقوط .؟؟؟؟؟؟؟؟
الجواب بكل بساطة ووضوح : لا
.. لن تستطيع . ولن يستطيع العالم كله مجتمعا أن يحول دون هذا السقوط ، ولو كان يمكن أن يقهر شعب ثائر ،
لقهر الشعب المصري ، وبقي مبارك رئيسا . وكلنا يعلم أن مصر استرتيجيا أهم من سوريا
، وأن مبارك أهم من المعتوه بشار .. ومع كل تلك الأهمية ، سقط مبارك وانتصر الشعب
المصري الثائر ، ولم تتمكن أمريكا من إبقائه على كرسي الحكم .. وكذلك سيكون الحال
حيال بشار .. لقد سقط هذا العميل من شاهق بارتفاع ناطحة سحاب أمريكية .. فهو الآن يهوي باتجاه الارتطام في القاع .. والعالم عاجز أن يفعل له أي شيء ، سوى النظر إليه مشدوها من هول الارتطام ، الذي سيعقب هذا السقوط .
:
بقلم : ابو
ياسر السوري
صورة هذا الاجتماع
الذي كان بين الأسد وجليلي والوفد الإيراني المرافق لجليلي هذا اليوم ، تثير بعض التساؤلات
المهمة والخطيرة بآن واحد .. فبعد تدقيق النظر في هذه الصورة يمكن ملاحظة ما يلي :
1 – الاجتماع في
شقة وليس في أحد القصور الجمهورية السورية . وكأن هذه الشقة في مكان تحت سطح الأرض
، ولك أن تستدل على ذلك بفتحات التهوية القريبة من سطح الغرفة . فإن كان توقعي
صحيحا ، فمعنى ذلك أن الرجل مهزوم نفسيا ، وأن خوفه لا بد من أن ينتقل إلى ضباطه
وعناصر أمنه ، لذلك تراهم يضربون ضرب خائف ، يريد أن يقضي على خصمه بأي ثمن ، ولا
يهمه أن يتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ، مهما بلغت بشاعتها .
2 – كان كل
المجتمعين مع بشار إيرانيين، ليس بينهم سوري إلا بشار .
وهذا يعني أحد
أمرين : إما أن الأسد بات يشك في كل السوريين المقربين منه ، لذلك لم يسمح لأي
منهم بالحضور ، ولم يخبرهم بموعد هذا الاجتماع ، ولا بمكانه ، أخذا بأسباب الحيطة
والحذر .. وإما أن هذه الاجتماع في مكان ما خارج سوريا كإيران مثلا . أو أن صورة
هذه الغرفة هي لغرفةٍ ما ، في بعض البارجات الروسية بمرفأ طرطوس .
3 – الأسد يعانق
جليلي باهتمام بالغ ، وجليلي يقابل هذه الحفاوة المبالغ فيها ، بشيء من التعالي
وتصعير الخد . ولو رجعنا إلى فيديوهات قديمة ، التقى فيها الأسد ببعض المسؤولين
الإيرانيين قبل قيام الثورة ، لرأينا العكس تماما . فكان الإيرانيون هم الذين
يبدون الحفاوة ، وكان بشار فيهم غير مكترث . إذن تغير الوضع ، وبات يستجدي حماية
الإيرانيين ويتزلف إليهم . وهذا دليل آخر على ضعفه وهزيمته النفسية .
4 – جليلي : يصرح
في هذا الاجتماع بأن إيران لن تسمح بكسر المقاومة . فماذا يعني بذلك . إنه يريد أن
يقول لبشار : نحن وحدنا القادرون على حمايتك من العالم ، وعليك أن تنبطح أمامنا
أكثر من أي وقت مضى ، فالسكين قد أصبحت على رقبتك ، وها هو شعبك يقتحم عليك حلب
ودمشق .. وسوريا بكاملها تقف وراءهما .. ولا يستبعد والحال كذلك أن يطاوعهم الأسد
وينبطح كما يريدون ، ويسلمهم نفسه ليفعلوا به ما طاب لهم . وقد يكبلونه باتفاقيات
تمسُّ السيادة الوطنية ، وتخل بكرامة المواطنين .. وماذا يمنع من ذلك ؟ فأبوه باع
لإسرائيل الجولان ، وقسما من أراضي حوران ، والجبهة السورية الحصينة التي هي أشد
تحصينا من خط بارليف .. ثم تنازل للأتراك عن لواء اسكندرون عام 1987م ، وصارت تدرس
الخارطة السورية بدون الجولان المحتل ، وبدون اللواء السليب ..
وفي المحصلة ،
لا يستطيع أحد أن ينكر أن الولد سِرُّ أبيه ، فكما هدَّم الأسد الأب المقبور مدينة
حماة على رؤوس سكانها ، فقد اقتدى به ولده فهدم سوريا كلها على رؤوس سكانها .. ولأول
مرة في تاريخ البشرية ، أنه يُكلَّفُ جيشٌ بقتل شعبه ، رجالا ونساء وأطفالا ، ويُكلَّفُ
كذلك بتحقير كل مقدسات مواطنيه ، وسرقة جميع ممتلكاتهم ، وإتلاف مزارعهم ، وقطع
أشجارهم المثمرة ، وحرق غابات الوطن وأحراجه . ولأول مرة في التاريخ يُكلَّفُ جيشٌ
بحرق المواطنين وهم أحياء ، ودفنهم أيضا وهم أحياء ، كما يكلف بانتهاك أعراض
المواطنين أحياء وأمواتا ... والله يا ناس ، هذه حقائق وليست من نسج الخيال .!؟؟؟
وكأنَّ بشار
الأسد بهذه الممارسات ، غير الإنسانية في حق الشعب السوري المسلم ، أراد يقول
لإسرائيل والغرب وإيران أيضا ، إن كان والدي قد أمَّنَ جبهة إسرائيل ثلاثين عاما مضتْ
، فأنا حذوتُ حذوه ، وتفوَّقتُ في ذلك عليه بفترةٍ أقصرَ ، وطريقةٍ أضمنَ .. فقد أمَّنتُ هذه
الجبهة أحد عشر عاما مضتْ ، ثم ضربت سوريا ضرباتٍ ، ستخدم أمْنَ إسرائيل لأكثر من
ربع قرنٍ قادم .. وكأن لسانَ حال بشار يقول : لأسياده اليهود والمجوس والغرب المسيحي المتصهين ... كأنه يقول : أنا اليوم أنفع لكم
من أبي الذي استمر يعمل في خدمكم ، وحافظتم عليه حتى مات ، وعليكم أن تحافظوا على بقائي رئيسا لهذا
البلد حتى أموت ..
إيران يا سادة
، مصلحتها من مصلحة أمريكا والغرب ، ومصلحة الغرب من مصلحة إسرائيل .. وحين يصرح جليلي
بأنه لا يسمح بكسر المقاومة ، فإن الغرب وإسرائيل وأمريكا يفهمون معنى هذا الكلام .. ويعلمون
أنه يصب في مصلحة إسرائيل ، ويحقق رغباتهم الخفية مائة في المائة .. ولكن : هل تستطيع
إيران حقا أن تمنع الشعب السوري من كسر ضلع الخيانة الممثل ببشار الأسد .؟؟؟ هل تستطيع أن تحول دون الإطاحة به وتحميه من السقوط .؟؟؟؟؟؟؟؟
الجواب بكل بساطة ووضوح : لا
.. لن تستطيع . ولن يستطيع العالم كله مجتمعا أن يحول دون هذا السقوط ، ولو كان يمكن أن يقهر شعب ثائر ،
لقهر الشعب المصري ، وبقي مبارك رئيسا . وكلنا يعلم أن مصر استرتيجيا أهم من سوريا
، وأن مبارك أهم من المعتوه بشار .. ومع كل تلك الأهمية ، سقط مبارك وانتصر الشعب
المصري الثائر ، ولم تتمكن أمريكا من إبقائه على كرسي الحكم .. وكذلك سيكون الحال
حيال بشار .. لقد سقط هذا العميل من شاهق بارتفاع ناطحة سحاب أمريكية .. فهو الآن يهوي باتجاه الارتطام في القاع .. والعالم عاجز أن يفعل له أي شيء ، سوى النظر إليه مشدوها من هول الارتطام ، الذي سيعقب هذا السقوط .