خاطرة (23) : قطعت إحدى أهم أرجل الأخطبوط
بقلم : ابو
ياسر السوري
النظامُ السوري
كيانٌ طائفي ، على صورة أخطبوط ، يقوم على ثلاث أرجل ، الأولى : منظومته الأمنية .
الثانية : منظومته الحزبية . الثالثة : منظومته العسكرية . وهذه الأرجل الثلاث
مستعبدة لهذا الكيان ، مسخرة لأغراضه طوعا أو كرها . ولا تملك القدرة على الانفصال
عنه ، إلا بعملية بتر مؤلمة .. لذلك ظل كل فرد من هذه المنظومات الثلاث في مكانه
الذي وضعه النظام فيه .. لأن انشقاقه كان يعني أنه متهم بالخيانة والعمالة واللصوصية والفساد ، وأنه في
نظر زبانية النظام قد بات مستباحَ الدمِ والعرضِ والمال .. فإن واتت الفرصةُ أحدَهم
، وتمكَّن من الهرب مع أهله وأسرته ، عوقب بحرق بيته ، وأخذِ أقربائه بجريرته ، فأعدموا
جميعا ذبحا بالسكاكين ، حتى المرأة والطفل الصغير ... لهذا تأخرت الانشقاقات ،
وتهيب الناس من مجرد التفكير بالانشقاق ، لما كان ينتظر المنشق من سوء المصير .
فلما قوي ساعدُ
الجيش الحر ، وصار من الممكن تأمين الانشقاق بتكاليفَ لا تُذكَر ، توالت
الانشقاقات . ففرَّ كثيرٌ من عناصر أمن النظام ، وعديدٌ من عسكرييه ، أما الحزب
الذي كان يرتحله كالدابة ، للوصول إلى كل أغراضه اللا مشروعة ، أما هذه الرجل التي
نخرها السوس ، فلم يبق منها سوى العناصر الموالية لبيت الأسد من أبناء الطائفة
العلوية .. وهذا يعني أنه لم يبق للنظام سوى رجلين اثنتين يتوكأ عليهما ولا يتمالك
عليهما أيضا . لأنهما تضمران كما نرى بالقتل والاغتيالات والانشقاقات المتوالية يوما
بعد يوم .. فقد صار ينسلخ منهما العظمُ والعصبُ ، فيموت وزيرُ الدفاع وكبارُ قادة
الأمن ، وكبار دعائم الدولة الأسدية .. حتى فرعُ أمن القوى الجوية ، وهو أشد
الفروع ولاء للنظام .. حتى هذا الفرع بدأت فيه الانشقاقات على مستوى رؤساء فروع ،
ورؤساء أقسام تحقيق فيه .. أما الجيش فحدِّثْ عن الانشقاقات فيه ولا حرج ، فكل يوم
ينشقُّ منه عدد من الضباط ، ومئات من ضباط الصف والأفراد .. وأخيراً .. أخيراً ،
وقع انشقاقٌ كبير وخطيرٌ لم يكن بالحسبان .. فقد انشقَّ رئيس وزراء النظام ، وهو
الرجل الثاني بعد الرئيس أهمية الدولة ... فماذا بقي لبشار المجرم من سند يتكئ
عليه ، وقد تخلى عنه أقرب الأقربين .. وماذا بقي للنظام من أعمدة يقوم عليها ، بعد
آصف شوكت وداوود راجحة وهشام بختيار ومحمد إبراهيم الشعار ، وآخرين من أكابر المجرمين
، ممن لم يفصح الإعلام عن هلاكهم حتى الآن ..؟ ماذا بقي لها النظام سوى السقوط
والانهيار .؟
أكتب هذا
الكلام ، ويتراءى لي على صفحة فكري ، وكأن هذا الأخطبوط ، قد بات كياناً مقطوع
اليدين والرجلين ، أعمى العينين ، مشلول التفكير ، عاجزاً عن التدبير . لا يأمر بغير
القتل والتدمير ..
وعما قريب وقريب جدا ، يسقط وتتلقفه أيدي الثوار
الأحرار ، لتقديم زبانيته إلى المحاكم العادلة ، ويكونُ القصاص ، وتُعلَّقُ على
خشبات المشانق رقابٌ كانت تعيث في الأرض فسادا ، وتشمخ بأنفها كبرا واستبدادا ، ويلاقي
كلٌّ منهم جزاءَ خيانته العظمى ، على أيدي أحرار ، من أبناء الشعب السوري المغوار
...
بقلم : ابو
ياسر السوري
النظامُ السوري
كيانٌ طائفي ، على صورة أخطبوط ، يقوم على ثلاث أرجل ، الأولى : منظومته الأمنية .
الثانية : منظومته الحزبية . الثالثة : منظومته العسكرية . وهذه الأرجل الثلاث
مستعبدة لهذا الكيان ، مسخرة لأغراضه طوعا أو كرها . ولا تملك القدرة على الانفصال
عنه ، إلا بعملية بتر مؤلمة .. لذلك ظل كل فرد من هذه المنظومات الثلاث في مكانه
الذي وضعه النظام فيه .. لأن انشقاقه كان يعني أنه متهم بالخيانة والعمالة واللصوصية والفساد ، وأنه في
نظر زبانية النظام قد بات مستباحَ الدمِ والعرضِ والمال .. فإن واتت الفرصةُ أحدَهم
، وتمكَّن من الهرب مع أهله وأسرته ، عوقب بحرق بيته ، وأخذِ أقربائه بجريرته ، فأعدموا
جميعا ذبحا بالسكاكين ، حتى المرأة والطفل الصغير ... لهذا تأخرت الانشقاقات ،
وتهيب الناس من مجرد التفكير بالانشقاق ، لما كان ينتظر المنشق من سوء المصير .
فلما قوي ساعدُ
الجيش الحر ، وصار من الممكن تأمين الانشقاق بتكاليفَ لا تُذكَر ، توالت
الانشقاقات . ففرَّ كثيرٌ من عناصر أمن النظام ، وعديدٌ من عسكرييه ، أما الحزب
الذي كان يرتحله كالدابة ، للوصول إلى كل أغراضه اللا مشروعة ، أما هذه الرجل التي
نخرها السوس ، فلم يبق منها سوى العناصر الموالية لبيت الأسد من أبناء الطائفة
العلوية .. وهذا يعني أنه لم يبق للنظام سوى رجلين اثنتين يتوكأ عليهما ولا يتمالك
عليهما أيضا . لأنهما تضمران كما نرى بالقتل والاغتيالات والانشقاقات المتوالية يوما
بعد يوم .. فقد صار ينسلخ منهما العظمُ والعصبُ ، فيموت وزيرُ الدفاع وكبارُ قادة
الأمن ، وكبار دعائم الدولة الأسدية .. حتى فرعُ أمن القوى الجوية ، وهو أشد
الفروع ولاء للنظام .. حتى هذا الفرع بدأت فيه الانشقاقات على مستوى رؤساء فروع ،
ورؤساء أقسام تحقيق فيه .. أما الجيش فحدِّثْ عن الانشقاقات فيه ولا حرج ، فكل يوم
ينشقُّ منه عدد من الضباط ، ومئات من ضباط الصف والأفراد .. وأخيراً .. أخيراً ،
وقع انشقاقٌ كبير وخطيرٌ لم يكن بالحسبان .. فقد انشقَّ رئيس وزراء النظام ، وهو
الرجل الثاني بعد الرئيس أهمية الدولة ... فماذا بقي لبشار المجرم من سند يتكئ
عليه ، وقد تخلى عنه أقرب الأقربين .. وماذا بقي للنظام من أعمدة يقوم عليها ، بعد
آصف شوكت وداوود راجحة وهشام بختيار ومحمد إبراهيم الشعار ، وآخرين من أكابر المجرمين
، ممن لم يفصح الإعلام عن هلاكهم حتى الآن ..؟ ماذا بقي لها النظام سوى السقوط
والانهيار .؟
أكتب هذا
الكلام ، ويتراءى لي على صفحة فكري ، وكأن هذا الأخطبوط ، قد بات كياناً مقطوع
اليدين والرجلين ، أعمى العينين ، مشلول التفكير ، عاجزاً عن التدبير . لا يأمر بغير
القتل والتدمير ..
وعما قريب وقريب جدا ، يسقط وتتلقفه أيدي الثوار
الأحرار ، لتقديم زبانيته إلى المحاكم العادلة ، ويكونُ القصاص ، وتُعلَّقُ على
خشبات المشانق رقابٌ كانت تعيث في الأرض فسادا ، وتشمخ بأنفها كبرا واستبدادا ، ويلاقي
كلٌّ منهم جزاءَ خيانته العظمى ، على أيدي أحرار ، من أبناء الشعب السوري المغوار
...