التفكير في دولة علوية انتحار للعلويين وضرب من
الجنون :
بقلم : ابو
ياسر السوري
لستُ أقول هذا
الكلام من باب النصيحة لبشار الوحش ، فهو في نظري غير أهل للنصيحة ، وليس هو من المؤمنين الذين
أُمِرنَا أنْ ننصح لهم .
ولست أقوله
اجتهادا يخطئ صاحبه فيه أو يصيب .. وإنما أقوله استنتاجا مبنيا على مقدمات ، لا
تؤدي إلا إلى هذه النتيجة التي تقول : التفكير في دولة علوية انتحار للعلويين
.
تماما كما لو
أنك رأيتَ أعمى يسير باتجاه حفرة عميقة ، من غير قائد ولا دليل ، فلا يعتريك الشك
في أنه إذا وصل إلى تلك الحفرة ، ولم يتوقف لعارض ما ، فسوف يسقط فيها ، وربما
يتحطم جراء ذلك أو يموت .. والحال إنك لم تحكم بذلك اجتهادا ، ولا رجما بالغيب ،
وإنما بنيت حكمك على استنتاج معتمد على مقدمات ضرورية ، لا تؤدي إلا إليه ، لأن
توجه الأعمى إلى الحفرة على الصورة التي وصفتُ ، ليس وراءه إلا التردي فيها والتحطم
أو الهلاك ...
وكذلك لو فكر
بشار الأسد في إقامة دولة في الساحل ، فهو منتحر فيها لا محالة .. ويجر العلويين
معه إلى الانتحار .. وذلك للأسباب التالية :
1 –
إن
إقامة دولة ما ، يتطلب موافقة الشعب السوري على تقسيم سوريا إلى دويلات ، والواقع
يقول : إن أي مكوّن من مكوّنات الشعب السوري ، يرى تقسيم سوريا بمثابة خط أحمر ،
لا يجوز تخطيه . وقد سبق أن طلب العلويون ذلك من فرنسا أيام الانتداب ، فلم تتمكن
فرنسا أن تلبي لهم هذا المطلب .. وكانت تتمنى ذلك ، لترد بعض الجميل لهؤلاء العلويين
الذين خدموا فرنسا بكل الإخلاص ، وكانوا أكبر عملاء لها آنذاك طوال فترة الانتداب
.
2 –
ولو
فرضنا جدلا ، أن الظروف الدولية ، والإقليمية ، والمحلية ، كلها تضافرت على إقامة
هذه الدولة ، وقامتْ .. فما هي الرقعة التي ستكون عليها ، والتي يحق لها أن تأخذها
بالمحاصصة بينها وبين مكونات المجتمع السوري .؟؟ فالعلويون لا يشكلون سوى 6% من
عدد السكان في سوريا .. وهذا يعني أن نصيبهم من الأرض السورية لن يتجاوز الأحد عشر
ألف كيلو مترا مربعا ، وهذا المقدار لا يشكل سوى شريط ساحلي بعرض 6.5 كيلو متر ،
وطول 180 كيلو متر ، وهي المسافة ما بين كَسَبَ وطرطوس فقط . ولن يكون لهم سوى مدينة
كَسَبَ واللاذقية وجبلة وبانياس وطرطوس فقط . وستخرج عن دولتهم كل القرى الواقعة ما
بعد هذا الشريط الضيق من الأرض . ولن تكون لهم الحفة ولا صلنفة
ولا القدموس ولا مصياف ولا صافيتا ولا الشيخ بدر ولا بيت ياشوط ولا عين الشرقية ،
ولا القرداحة ولا كلماخو ، ولا عين العروس ، ولا الجوبة ، ولا غيرها من القرى التي
في الجبال .. ولن تكون لهم تلك الجبال التي فيها كل قراهم الآن ، وإنما ستكون
للدولة السنية المجاورة لهم من ناحية الشرق . وهذه الرقعة المحدودة من الأرض لن تتسع لإقامة
قبيلة كبيرة عليها ، ومن باب أولى أن لا تتسع لإقامة دولة .
3 –
ولنفرض
أن العالم كله وقف معهم ، وحاباهم ، وأعطاهم ما يحلمون به من نهر العاصي شرقا ،
إلى البحر غربا ، ومن حمص جنوبا ، إلى تركيا شمالا ... فالسؤال الذي يفرض نفسه هنا
: وماذا يفعل العالم بسكان المدن الساحلية وسكان تلك الجبال وسكان القرى التي في سهل الغاب ، وماذا يُفْعَلُ بالتركمان السوريين ، وماذا
يُفعَلُ بالأكراد الذين في جبل صهيون ، وأين يُذهَبُ بأهل الحفة وريفها ، وسلمى وريفها ،
وصلنفة وريفها .. والقدموس ومصياف وهم خليط من سنة ومسيحية وإسماعيلية وعلوية
...؟؟؟؟ ولو فرضنا أن تعداد سكان هذه المدن والقرى يبلغ 3.5 مليون مواطن فقط ،
فأين يَذْهَبُ العالَمُ بهم .؟ هل يُلقَونَ في البحر ؟ أم يُبادون عن آخرهم أم يهجرون إلى
الداخل ، ويُفرَضُون على بقية الشعب السوري فرضا بالإكراه .؟
4 –
إن
قيام هكذا دولة ، يعني أنها ستكون عدوة لبقية مكونات الشعب السوري ، أي أن دولة
تعدادها مليون وثلاثمائة ألف نسمة ، ستجاور دولة عدوة ، تعدادها 22 مليون مواطن ، كلهم
يضمر العداء والكراهية لهذه الدولة التي فرضت عليهم فرضا ، وخنقتهم خنقا ، فحرمتهم
من محطِّ قدم على الساحل السوري .. وإنَّ وضعاً كهذا لن يَقْبَلَ به السوريون ، ولا يستطيع
الغربُ ولا الشرقُ مجتمعين أن يَحمُوا العلويين من نقمة السوريين عندئذ ... وسيظل
العلويون مهددين بالإبادة طوال حياتهم ...
وهنا يحسن أن
نذكر هذا الأبله ، المدعو بشار الوحش ، بأن إسرائيل وراءها أمريكا وروسيا
وبريطانيا وفرنسا والصين ، وكل أوربا وكل دول العالم المسيحي تقريبا ... ومع ذلك
لم يستطع العالم مجتمعاً أن ينتزع لهم كل أرض فلسطين ، بل ولم يتمكن المجتمع
الدولي من طرد 600 ألف فلسطيني من عرب 1948 يشاركون اليهود في الأرض التي تقوم
عليها دولة إسرائيل ... فكيف يتوهم هذا المعتوه بشار الوحش قيام دولة ، تتطلب أن
يُطرَدَ بسببها ثلاثةُ ملايين ونصف من سكان الساحل السوري ، لتقوم على أرضهم دولة
العلويين ... ؟؟؟؟؟؟؟؟
أكتبُ هذا
الكلام ، ليحترم الكُتّاب والسياسيون عقولهم ، وعقول الآخرين ... وأن لا يجتروا
كلاماً غير واقعي ولا عملي ولا منطقي وغير قابل للتنفيذ ... وليس هنالك قوة على
وجه الأرض قادرة على إقامة هذه الدولة التي يحلم بها معتوه آل الوحش وعصابته
المتخلفون ..!
5 –
أنا
لا أنكر أن هذه الدولة كانت وما زالت حلما يراود الطائفة العلوية ، ولكنه حلم غير
قابل للتطبيق ، وليس بمقدورهم أن يغيروا حركة التاريخ ، ويجعلوا رياحه تهب بحسب ما
يسول لهم غباؤهم وجنونهم ...
بيت الأسد
أسرةٌ منحطة وضيعة ، خدمها الحظ ، ووصلت إلى سدة الحكم ، فأفسدت وكفرت بأنعم الله
وطغت وبغت ، فحق عليها الدمار والهلاك .. ولن تقوم لهم قائمة بعد الآن .. سيسقط
بشار الأسد ، وستبقى سوريا موحدة التراب ، موحدة الشعب ، وسيحاسب كل من تلطخت أيديهم
بداء السوريين ، ثم تستأنف سوريا مسيرتها من جديد ، على أسسٍ من الحرية والديمقراطية والمحبة
والتعايش السلمي والإخاء ..
6 –
وأخيراً
، يجب أن نختم بالقول : إنه لا دولة بدون جيش يحميها ، والعلويون غير قادرين على
تجنيد أكثر من 50 ألف عسكري ، وخمسة آلاف شرطي ، وألف عنصر أمن . ثم كيف تقوم دولة
بدون موارد تتكفل بمرتبات المدرسين والقضاة والموظفين والشرطة والأمن والعسكريين
... وليس لتلك الدولة موارد تفي بحاجات هؤلاء جميعا .؟
أم أن بشار
الأسد سيؤلف دولة تقوم على الشحاذة والتسول أو السرقة والسلب والنهب وقطع الطريق
.؟؟
بشار الأسد
مجنون إن فكر في هذا الاتجاه ، ومن يفكر له بهذه الدولة المسخة أكثر جنونا منه ،
وإذا صح أن هنالك حديثا من هذا القبيل ، تلوكه الألسن في الدوائر الغربية ، فمعنى
ذلك أن يوم القيامة قد اقترب ، لأنه بذلك يكون الأمر في العالم كله قد وُسِّدَ لغير
أهله . وفي الحديث الشريف ( إذا وُسِّدَ الأمر لغير أهله فانتظر الساعة .. ) ...
الجنون :
بقلم : ابو
ياسر السوري
لستُ أقول هذا
الكلام من باب النصيحة لبشار الوحش ، فهو في نظري غير أهل للنصيحة ، وليس هو من المؤمنين الذين
أُمِرنَا أنْ ننصح لهم .
ولست أقوله
اجتهادا يخطئ صاحبه فيه أو يصيب .. وإنما أقوله استنتاجا مبنيا على مقدمات ، لا
تؤدي إلا إلى هذه النتيجة التي تقول : التفكير في دولة علوية انتحار للعلويين
.
تماما كما لو
أنك رأيتَ أعمى يسير باتجاه حفرة عميقة ، من غير قائد ولا دليل ، فلا يعتريك الشك
في أنه إذا وصل إلى تلك الحفرة ، ولم يتوقف لعارض ما ، فسوف يسقط فيها ، وربما
يتحطم جراء ذلك أو يموت .. والحال إنك لم تحكم بذلك اجتهادا ، ولا رجما بالغيب ،
وإنما بنيت حكمك على استنتاج معتمد على مقدمات ضرورية ، لا تؤدي إلا إليه ، لأن
توجه الأعمى إلى الحفرة على الصورة التي وصفتُ ، ليس وراءه إلا التردي فيها والتحطم
أو الهلاك ...
وكذلك لو فكر
بشار الأسد في إقامة دولة في الساحل ، فهو منتحر فيها لا محالة .. ويجر العلويين
معه إلى الانتحار .. وذلك للأسباب التالية :
1 –
إن
إقامة دولة ما ، يتطلب موافقة الشعب السوري على تقسيم سوريا إلى دويلات ، والواقع
يقول : إن أي مكوّن من مكوّنات الشعب السوري ، يرى تقسيم سوريا بمثابة خط أحمر ،
لا يجوز تخطيه . وقد سبق أن طلب العلويون ذلك من فرنسا أيام الانتداب ، فلم تتمكن
فرنسا أن تلبي لهم هذا المطلب .. وكانت تتمنى ذلك ، لترد بعض الجميل لهؤلاء العلويين
الذين خدموا فرنسا بكل الإخلاص ، وكانوا أكبر عملاء لها آنذاك طوال فترة الانتداب
.
2 –
ولو
فرضنا جدلا ، أن الظروف الدولية ، والإقليمية ، والمحلية ، كلها تضافرت على إقامة
هذه الدولة ، وقامتْ .. فما هي الرقعة التي ستكون عليها ، والتي يحق لها أن تأخذها
بالمحاصصة بينها وبين مكونات المجتمع السوري .؟؟ فالعلويون لا يشكلون سوى 6% من
عدد السكان في سوريا .. وهذا يعني أن نصيبهم من الأرض السورية لن يتجاوز الأحد عشر
ألف كيلو مترا مربعا ، وهذا المقدار لا يشكل سوى شريط ساحلي بعرض 6.5 كيلو متر ،
وطول 180 كيلو متر ، وهي المسافة ما بين كَسَبَ وطرطوس فقط . ولن يكون لهم سوى مدينة
كَسَبَ واللاذقية وجبلة وبانياس وطرطوس فقط . وستخرج عن دولتهم كل القرى الواقعة ما
بعد هذا الشريط الضيق من الأرض . ولن تكون لهم الحفة ولا صلنفة
ولا القدموس ولا مصياف ولا صافيتا ولا الشيخ بدر ولا بيت ياشوط ولا عين الشرقية ،
ولا القرداحة ولا كلماخو ، ولا عين العروس ، ولا الجوبة ، ولا غيرها من القرى التي
في الجبال .. ولن تكون لهم تلك الجبال التي فيها كل قراهم الآن ، وإنما ستكون
للدولة السنية المجاورة لهم من ناحية الشرق . وهذه الرقعة المحدودة من الأرض لن تتسع لإقامة
قبيلة كبيرة عليها ، ومن باب أولى أن لا تتسع لإقامة دولة .
3 –
ولنفرض
أن العالم كله وقف معهم ، وحاباهم ، وأعطاهم ما يحلمون به من نهر العاصي شرقا ،
إلى البحر غربا ، ومن حمص جنوبا ، إلى تركيا شمالا ... فالسؤال الذي يفرض نفسه هنا
: وماذا يفعل العالم بسكان المدن الساحلية وسكان تلك الجبال وسكان القرى التي في سهل الغاب ، وماذا يُفْعَلُ بالتركمان السوريين ، وماذا
يُفعَلُ بالأكراد الذين في جبل صهيون ، وأين يُذهَبُ بأهل الحفة وريفها ، وسلمى وريفها ،
وصلنفة وريفها .. والقدموس ومصياف وهم خليط من سنة ومسيحية وإسماعيلية وعلوية
...؟؟؟؟ ولو فرضنا أن تعداد سكان هذه المدن والقرى يبلغ 3.5 مليون مواطن فقط ،
فأين يَذْهَبُ العالَمُ بهم .؟ هل يُلقَونَ في البحر ؟ أم يُبادون عن آخرهم أم يهجرون إلى
الداخل ، ويُفرَضُون على بقية الشعب السوري فرضا بالإكراه .؟
4 –
إن
قيام هكذا دولة ، يعني أنها ستكون عدوة لبقية مكونات الشعب السوري ، أي أن دولة
تعدادها مليون وثلاثمائة ألف نسمة ، ستجاور دولة عدوة ، تعدادها 22 مليون مواطن ، كلهم
يضمر العداء والكراهية لهذه الدولة التي فرضت عليهم فرضا ، وخنقتهم خنقا ، فحرمتهم
من محطِّ قدم على الساحل السوري .. وإنَّ وضعاً كهذا لن يَقْبَلَ به السوريون ، ولا يستطيع
الغربُ ولا الشرقُ مجتمعين أن يَحمُوا العلويين من نقمة السوريين عندئذ ... وسيظل
العلويون مهددين بالإبادة طوال حياتهم ...
وهنا يحسن أن
نذكر هذا الأبله ، المدعو بشار الوحش ، بأن إسرائيل وراءها أمريكا وروسيا
وبريطانيا وفرنسا والصين ، وكل أوربا وكل دول العالم المسيحي تقريبا ... ومع ذلك
لم يستطع العالم مجتمعاً أن ينتزع لهم كل أرض فلسطين ، بل ولم يتمكن المجتمع
الدولي من طرد 600 ألف فلسطيني من عرب 1948 يشاركون اليهود في الأرض التي تقوم
عليها دولة إسرائيل ... فكيف يتوهم هذا المعتوه بشار الوحش قيام دولة ، تتطلب أن
يُطرَدَ بسببها ثلاثةُ ملايين ونصف من سكان الساحل السوري ، لتقوم على أرضهم دولة
العلويين ... ؟؟؟؟؟؟؟؟
أكتبُ هذا
الكلام ، ليحترم الكُتّاب والسياسيون عقولهم ، وعقول الآخرين ... وأن لا يجتروا
كلاماً غير واقعي ولا عملي ولا منطقي وغير قابل للتنفيذ ... وليس هنالك قوة على
وجه الأرض قادرة على إقامة هذه الدولة التي يحلم بها معتوه آل الوحش وعصابته
المتخلفون ..!
5 –
أنا
لا أنكر أن هذه الدولة كانت وما زالت حلما يراود الطائفة العلوية ، ولكنه حلم غير
قابل للتطبيق ، وليس بمقدورهم أن يغيروا حركة التاريخ ، ويجعلوا رياحه تهب بحسب ما
يسول لهم غباؤهم وجنونهم ...
بيت الأسد
أسرةٌ منحطة وضيعة ، خدمها الحظ ، ووصلت إلى سدة الحكم ، فأفسدت وكفرت بأنعم الله
وطغت وبغت ، فحق عليها الدمار والهلاك .. ولن تقوم لهم قائمة بعد الآن .. سيسقط
بشار الأسد ، وستبقى سوريا موحدة التراب ، موحدة الشعب ، وسيحاسب كل من تلطخت أيديهم
بداء السوريين ، ثم تستأنف سوريا مسيرتها من جديد ، على أسسٍ من الحرية والديمقراطية والمحبة
والتعايش السلمي والإخاء ..
6 –
وأخيراً
، يجب أن نختم بالقول : إنه لا دولة بدون جيش يحميها ، والعلويون غير قادرين على
تجنيد أكثر من 50 ألف عسكري ، وخمسة آلاف شرطي ، وألف عنصر أمن . ثم كيف تقوم دولة
بدون موارد تتكفل بمرتبات المدرسين والقضاة والموظفين والشرطة والأمن والعسكريين
... وليس لتلك الدولة موارد تفي بحاجات هؤلاء جميعا .؟
أم أن بشار
الأسد سيؤلف دولة تقوم على الشحاذة والتسول أو السرقة والسلب والنهب وقطع الطريق
.؟؟
بشار الأسد
مجنون إن فكر في هذا الاتجاه ، ومن يفكر له بهذه الدولة المسخة أكثر جنونا منه ،
وإذا صح أن هنالك حديثا من هذا القبيل ، تلوكه الألسن في الدوائر الغربية ، فمعنى
ذلك أن يوم القيامة قد اقترب ، لأنه بذلك يكون الأمر في العالم كله قد وُسِّدَ لغير
أهله . وفي الحديث الشريف ( إذا وُسِّدَ الأمر لغير أهله فانتظر الساعة .. ) ...