ثانيـة وثالثـة ورابعـة ودائماً الحـرّة الجامحـة (( رولا إبراهيـم )) وكل الجامحات للشمس ؛ يتـأبّـطـن العشـق والحـريّـة ؛ من حرائـر وطنـي الحبيب
نـؤمن ؛ ونخشع ؛ أنكـنّ : أعلـى قـامـةً ؛ وأصلب عـوداً ؛ وأشمخ جـبـيـناً ؛ وأنـدَى روحـاً ؛ وأغـزر قطـراً وعشقـاً وربيعـاً

السنديانة (( رولا )) : المهـرة في ملكـوت الحـريّـة ؛ تـبـتـدئ الهطول من وطنـي ؛ وتـدفـق إلى حيث ربي العظيم سبحانه ؛ يفرش السماوات عـرشـاً للعصـافيـر المتمـردّة .
سلام الله عليك أنسجه ؛ من خيوط صلواتٍ تتدفـق ؛ دونما انتهـاءٍ ؛ وتضطرم وجداً وخشوعاً ، أيتها السنديانة الوارفة صموداً ؛ في ليل عاصفات النوائب . بل أيتها الحبقـة الطريّـة ؛ مثلما عبـق النعـنـع ، رقّـة وعذوبةً ، تفوحين .
عزيزتي يقول بـريـخـت في مسرحيته الشهيرة ( غـالـيـلـي ) :
(( تـعـيســة تـلـك الـبـلاد تـحـتـاج إلى الأبـطــال ))
فكم نحتاج ونحتاج ونحتاج في ليل القمع والاستبداد لبطلات مجاهدات مثل حرائر سوريا : ( رولا إبراهيم + فداء حوراني + سهير الأتاسي + منتهى الأطرش + حسيبة عبد الرحمن +رغدة الحسن + تهامة معروف + دانة الجوابرة + لينا محمد ياسمينة دمشقنا + طــلّ الله النديّ في جدبنا : طـلّ الملوحي + اللوزة الغافية التي نسيناها في زحمة أنانيتنا : آيات عصام الأخرس + مروة الغميان وراما الغميان ++++............ ) . والسّـيـل طوفان واعدٌ مبشِّـرٌ ؛ والحمد لله . وعذراُ من أ ولئك القديسات اللواتي ؛ ما عرفت أسماءهن ّ ؛ لكني أعيشهن روحاً ونبضاً وقلباً وفكراً وإحساساً بتراسل رباني .
مثلكن ؛ مثل أطفالنا الملائكيين الذين ، باكراً ، كبروا ؛ وحملناهم أحمالنا الثقيلة : ( إسراء + رهف + أيهم .......) وكل العصافير المهاجرة الطريّـة التي أقفل الجلاد سماء الحرية دون تمردها ؛ وقضم أجنحة أحلامها المسافرة صوب الله .
فعذرا ومغفرة يا أطفال وطني الرجال ؛ الذين اختزلنا طفولتكم ومحوناها ؛ فكبرتن ؛ وكبرتم قبل أن ينضج العنقـود . كم نحن أمامكم وأمامكن عرايا . يجـلّـلـنـا الخجل والانكسار .
وتبقى الأخت العزيزة ( رولا ) تلك الشجرة السامقة ؛ التي لا تزيدها الأعاصير إلا ثباتاً على حقّها ؛ في زمن تهاوي العمامات ؛ وتجارات اللحَـى والذقون ؛ وتطـامن وانكفـاء ونكوص الأبواق ( الوطنجيّـة ـ التقدمجيّـة ) الانتهازية ؛ التي يرتقي أصحابها العبيد سلالم الدجل والنفاق والتزوير ؛ لبركعوا على عتبة أقدام الفرعون هبل الأكبر ؛ بحثاً عن عظمة يلقيها ؛ أو فتات في قمامات سلطانه يرميها .
وتسمين ( رولا ) ومعك كل حرائر وطني ؛ ( النشميّـات ) المنداحـات طوفاناً جارفاً مع من سبق وذكرت ؛ وما أذكر ؛ على امتداد القلب ( سورية ) .
وإذا كان الكاتب المسرحـي الإسبـاني (( إليخـانـدرو كـاسـونا )) قد عـنـون إحدى مسرحيـاتـه الرائعة ؛ بعنوان شـاعريّ ؛ غزير المضمون ؛ فائض الدلالات ؛ وهو : (( الأشجار تـمـوت واقفة )) . فإنني لأعتذر ؛ مصوّباً وقائلاً :
الأشجار واقفـة تحيــا ولا تعرف الموت.
أجل . أجل ايتها الشجرة الخضراء ؛ في زمن التشيّـؤ الأعرابي ؛ والاستلاب الإنساني ؛ والاغتراب الروحي والثقافي .
إليــك ؛ وإليهنّ ــ حـرائـر وطنـي الجريح السليب ــ أهفو مرتّلاً وخاشعاً تحت أقدامهن الطاهرة ؛ عساي أكتشف هوية النبع ؛ يستعير منهن سرّ الطهارة ؛ الذي لوّثه المستبدون الطغاة وزبانيتهم ؛ وعذوبة الوضوء ؛ وسموّ الصلاة ؛ وابيضاض الوجه ؛ و عـلّـنـي أختلـس لغـز الشهيد يوشوش الشمس ؛ ويمتطيها ، جامحـاً ؛ إلى حيث الله جـلّ وعـلا ؛ يشتـل دماء الشهداء سحائب من عصافير وشقائق نعمان . إليهن أزجي مهدياً هذا النـصّ ؛ الـذائـب خجلاً وانكساراً وانكفاءً في سنا وجلال حضـور ــــ( كِ ) ـــهـنّ :

اكـــــتــــــــــــــشـــــــــــــــاف

و ســـــاعــةَ احــــــتَـــــــــوَاهُ الْـجِــــدَارُ الْأَخِــيـــــرُ
أيـــقــــنَ أَنَّ
أُولَـــئِــــــــكَ الــــــــقَـــــــــادِرِيــــنَ عَـلَــى
الـــمـــــــوتِ وقُـــــــــــوفــــــاً
نَــــــــــــــــــــــــادِرونَ
كَــــالأ نــــبـــــيــــــــــــاءِ
حَـــــــقَّــــــــــــاً
نَــــــــــــــــــــــادِرون .

بدر الدين عبد الرحمن