قراءة ما بين السطور وما وراء المواقف :
بقلم : ابو ياسر السوري
الملاحظ : أن المجتمع الدولي والجامعة العربية ، كلهم مؤيدون لمهمة عنان .. ويريدون إقناعنا بأنها العصا السحرية ، التي ستصنعُ المِحَال ..!!
والملاحظ : أن عنان يتحرك في مهمته ، ولا يعير المعارضة السورية أي اهتمام ، وإنما يبحث الشأن السوري مع الأسد وموسكو وإيران ..
ومنذ أسبوع تقريبا قال كوفي عنان : « إن الأسد اقترح وضع منهج تدريجي ، يبدأ من بعض المناطق ، التي شهدت أسوأ أعمال عنف ، في محاولة لاحتوائه فيها ، والبناء خطوة بخطوة على ذلك ، لإنهاء العنف في كافة أرجاء البلاد ».
ثم تبين أن هذا المنهج التدريجي لاحتواء العنف هو ما يقوم به النظام من تدمير ريف دمشق ، ودرعا وريفها ، وحمص وريفها ، وحماة وريفها ، والحفة وريفها في جبل صهيون ، وسلمى وريفها في جبل الأكراد في الساحل السوري ، وحلب وريفها الشمالي والغربي بخاصة ، وإدلب وريفها ، ودير الزور والقورية ... وغيرها من الأماكن الساخنة في مختلف أرجاء سوريا ...
ونتساءل : لماذا يبشر عنان أمام الصحفيين بهذا المنهج التدميري الأسدي ؟ هل مهمة المبعوث الأممي أن ينسق مع الأسد لقتل الشعب السوري وتدميره .؟ وهل الذين أرسلوا عنان في مهمته أمروه أن يخطط مع الأسد على إبادة سوريا خطوة خطوة . مدينة مدينة . قرية قرية ؟
وهل الدول العربية متفقة مع الغرب على دمار سوريا بهذا المنهج التدميري التدريجي ، الذي حظي بإعجاب عنان ، وإعجاب الدول الغربية التي ما زالت تشيد بمهمته على قنوات الأخبار .؟؟ وهل الدول الإسلامية ، التي ترفع لواء لا إله إلا الله موافقة على إبادة الشعب السوري بكامله لبقاء هذا النظام .!؟
لنفرض ، أن اليهود راضون بذلك .. فمن مصلحتهم تدمير سوريا ، وكل الوطن العربي ، لتبقى لهم الهيمنة المطلقة في المنطقة ... ومع ذلك فقد صرح أمس شمعون بيرس تصريحا يستنكر فيه قتل الأطفال السوريين بهذه البشاعة ، ونحن نعلم أنه كاذب ، ولكنه استنكر من ناحية إنسانية ، لئلا ينظر إلى دولته إسرائيل على أنها شيطان ، يؤيد الجريمة .!!
ولنفرض ، أن دول العالم المسيحي كله في الشرق والغرب .. في أوربا وأمريكا .. ساكتة عن الأسد إرضاء لإسرائيل المتخوفة من سقوط عميلها بشار الأسد ... لنفرض هذا ، ولكنَّ بعض هذه الدول تستنكر وتتوعد باستخدام القوة لإيقاف هذا الإجرام ما بين حين وآخر..!!
لنفرض هذا وذاك ، ولكنْ بماذا يمكن أن نفسِّرَ هذا الصمتَ العربي المطبق ، الذي يشبه صمتَ الأموات ، والنظامُ مستمرٌّ في القتل والإجرام ...؟؟ وإذا تكلم أحد الحكام العرب ، تكلم – بكل أسف - بما يضر ولا ينفع .. فمنذ يومين ظهر المرزوقي ومرسي ، وصرَّحا بأنهما متفقان معاً على عدم التدخل الأجنبي في سوريا ، وعلى عدم استخدام القوة فيها ...
حسناً يا مرسي ويا مرزوقي ، نحن موافقون على عدم التدخل الخارجي .. ولكنْ شريطة أن يوقف القتل .. وأنتم عاجزون عن إيقافه ، وبالرغم من عجزكم ، فأنتم تصرحون بعدم الموافقة على أن يوقفه الآخرون .. فماذا يعني هذا سوى موافقتكم على استمرار قتلنا وإبادتنا ؟ ألا يعني ذلك أنكم مشاركون في هذا الإجرام .؟
ولو أحسنَّا الظن ، واعتذرنا للمرزوقي ومرسي ، واعتذرنا معهما لليبيا ، واليمن ، فقلنا بأن هذه الدول في وضع لا يسمح لها أن تلتفت للشأن الخارجي ، وأن لدى كل منهم من الهمِّ ما يكفيه ويشغله عنا ...
ولو نحينا جانباً ، كلا من الجزائر والسودان والعراق ولبنان وبقية الدول العربية المؤيدة للأسد في قتل شعبه ، لو نحينا هذه الدول ، التي تؤيد الأسد لاعتبارات خيانية معروفة ، وشعاراتٍ ممانعة ٍكاذبة ، وعهرٍ سياسيٍّ مفضوح ...
فبماذا يمكن أن نفسِّر موقف دول الخليج ..؟ وبماذا نفسر صمتهم .؟؟ وبماذا نفسر عدم تبنّيهم لإنقاذ الشعب السوري ، وما معنى وقوفهم حياله موقف المتفرج .؟؟ فبعضُهم يبدو وكأن الأمر لا يعنيه .. وبعضهم يدعي أنه متألم وهو لا يصنع شيئا .. وبعضهم يدعي أنه مناصر للشعب ولكنَّ مناصرته لا تتعدى الكلام ، الذي لم يوقف القتل حتى الآن .. ونحن نقول لهؤلاء المناصرين : إن المواقف تقاس بآثارها ، وأن النصر الذي لا يوقف القتل عنا هو أشبه بالتواطؤ أو الخذلان .؟؟؟
نحن كسوريين ، من أشد الشعوب العربية ولاء لدول الخليج ، وثقتنا فيهم عمياء ، ولكن سكوتهم عن نصرتنا قد طال ، وأوشك أن تنقطع معه حبال الصبر ، وبدأت الثقة بهم تهتز ، وصار الشعب السوري الذبيح يتململ من موقف حكام الخليج ، ويتأفف ، وربما بدأ يشتم في السر ، وربما سيضطر مستقبلا إلى الشتيمة في العلن ..؟ وهذا ما لا نرجوه ولا نتمناه . ولكن المقتول الذي يذبح بدم بارد ، لا يلام إن استنكر قعود أشقائه عن إنقاذه من الموت وهم ينظرون .. وإن الذي يقاد للإعدام على حبل المشنقة ، لا يخشى أن يشتمَ رئيس الدولة الذي أمرَ بإعدامه ، ولا يخاف أن يشتم كل من خذله من قريب أو غريب ، لأن الموت الذي يُقادُ إليه أكبرُ من كل اعتبار .
يا إخوتنا حكامَ الخليج ، واللهِ إنَّ اللهَ سائلُكم عنا غدا ، وقائلٌ لكم : لِمَ تخليتم عن نصرة إخوانكم الذين يبادون ظلماً في سوريا ، وأنتم قادرون على نصرهم .؟؟ فبأي عذر تعتذرون غدا أمام الله ..؟؟ لماذا لم تقفوا وقفة جدٍّ في هذه القضية ؟؟ لماذا لم تقطعوا العلاقات مع روسيا والصين والعراق ولبنان ، وهم يشاركون في قتل إخوانكم السوريين ؟ لماذا لا تطلبون من أمريكا أن تتخلى عن الأسد ، وأنتم تعلمون أنها لو تخلَّتْ عنه لسقط في الحال .. ونحن نعلم أنكم لو طالبتم أمريكا بهذا التخلي لفعلتْ .. هذه قناعة لدينا ، وهي واقع لا سبيل إلى إنكاره ... فكيف تُبرِّئون ساحتَكُم غداً أمام الله عند السؤال .؟ احسبوا حسابا لهذا الموقف الخطير ... واحسبوا حسابا آخر لِمَا سيقوله التاريخ عنكم لمن سيأتي من الأجيال ...
بقلم : ابو ياسر السوري
الملاحظ : أن المجتمع الدولي والجامعة العربية ، كلهم مؤيدون لمهمة عنان .. ويريدون إقناعنا بأنها العصا السحرية ، التي ستصنعُ المِحَال ..!!
والملاحظ : أن عنان يتحرك في مهمته ، ولا يعير المعارضة السورية أي اهتمام ، وإنما يبحث الشأن السوري مع الأسد وموسكو وإيران ..
ومنذ أسبوع تقريبا قال كوفي عنان : « إن الأسد اقترح وضع منهج تدريجي ، يبدأ من بعض المناطق ، التي شهدت أسوأ أعمال عنف ، في محاولة لاحتوائه فيها ، والبناء خطوة بخطوة على ذلك ، لإنهاء العنف في كافة أرجاء البلاد ».
ثم تبين أن هذا المنهج التدريجي لاحتواء العنف هو ما يقوم به النظام من تدمير ريف دمشق ، ودرعا وريفها ، وحمص وريفها ، وحماة وريفها ، والحفة وريفها في جبل صهيون ، وسلمى وريفها في جبل الأكراد في الساحل السوري ، وحلب وريفها الشمالي والغربي بخاصة ، وإدلب وريفها ، ودير الزور والقورية ... وغيرها من الأماكن الساخنة في مختلف أرجاء سوريا ...
ونتساءل : لماذا يبشر عنان أمام الصحفيين بهذا المنهج التدميري الأسدي ؟ هل مهمة المبعوث الأممي أن ينسق مع الأسد لقتل الشعب السوري وتدميره .؟ وهل الذين أرسلوا عنان في مهمته أمروه أن يخطط مع الأسد على إبادة سوريا خطوة خطوة . مدينة مدينة . قرية قرية ؟
وهل الدول العربية متفقة مع الغرب على دمار سوريا بهذا المنهج التدميري التدريجي ، الذي حظي بإعجاب عنان ، وإعجاب الدول الغربية التي ما زالت تشيد بمهمته على قنوات الأخبار .؟؟ وهل الدول الإسلامية ، التي ترفع لواء لا إله إلا الله موافقة على إبادة الشعب السوري بكامله لبقاء هذا النظام .!؟
لنفرض ، أن اليهود راضون بذلك .. فمن مصلحتهم تدمير سوريا ، وكل الوطن العربي ، لتبقى لهم الهيمنة المطلقة في المنطقة ... ومع ذلك فقد صرح أمس شمعون بيرس تصريحا يستنكر فيه قتل الأطفال السوريين بهذه البشاعة ، ونحن نعلم أنه كاذب ، ولكنه استنكر من ناحية إنسانية ، لئلا ينظر إلى دولته إسرائيل على أنها شيطان ، يؤيد الجريمة .!!
ولنفرض ، أن دول العالم المسيحي كله في الشرق والغرب .. في أوربا وأمريكا .. ساكتة عن الأسد إرضاء لإسرائيل المتخوفة من سقوط عميلها بشار الأسد ... لنفرض هذا ، ولكنَّ بعض هذه الدول تستنكر وتتوعد باستخدام القوة لإيقاف هذا الإجرام ما بين حين وآخر..!!
لنفرض هذا وذاك ، ولكنْ بماذا يمكن أن نفسِّرَ هذا الصمتَ العربي المطبق ، الذي يشبه صمتَ الأموات ، والنظامُ مستمرٌّ في القتل والإجرام ...؟؟ وإذا تكلم أحد الحكام العرب ، تكلم – بكل أسف - بما يضر ولا ينفع .. فمنذ يومين ظهر المرزوقي ومرسي ، وصرَّحا بأنهما متفقان معاً على عدم التدخل الأجنبي في سوريا ، وعلى عدم استخدام القوة فيها ...
حسناً يا مرسي ويا مرزوقي ، نحن موافقون على عدم التدخل الخارجي .. ولكنْ شريطة أن يوقف القتل .. وأنتم عاجزون عن إيقافه ، وبالرغم من عجزكم ، فأنتم تصرحون بعدم الموافقة على أن يوقفه الآخرون .. فماذا يعني هذا سوى موافقتكم على استمرار قتلنا وإبادتنا ؟ ألا يعني ذلك أنكم مشاركون في هذا الإجرام .؟
ولو أحسنَّا الظن ، واعتذرنا للمرزوقي ومرسي ، واعتذرنا معهما لليبيا ، واليمن ، فقلنا بأن هذه الدول في وضع لا يسمح لها أن تلتفت للشأن الخارجي ، وأن لدى كل منهم من الهمِّ ما يكفيه ويشغله عنا ...
ولو نحينا جانباً ، كلا من الجزائر والسودان والعراق ولبنان وبقية الدول العربية المؤيدة للأسد في قتل شعبه ، لو نحينا هذه الدول ، التي تؤيد الأسد لاعتبارات خيانية معروفة ، وشعاراتٍ ممانعة ٍكاذبة ، وعهرٍ سياسيٍّ مفضوح ...
فبماذا يمكن أن نفسِّر موقف دول الخليج ..؟ وبماذا نفسر صمتهم .؟؟ وبماذا نفسر عدم تبنّيهم لإنقاذ الشعب السوري ، وما معنى وقوفهم حياله موقف المتفرج .؟؟ فبعضُهم يبدو وكأن الأمر لا يعنيه .. وبعضهم يدعي أنه متألم وهو لا يصنع شيئا .. وبعضهم يدعي أنه مناصر للشعب ولكنَّ مناصرته لا تتعدى الكلام ، الذي لم يوقف القتل حتى الآن .. ونحن نقول لهؤلاء المناصرين : إن المواقف تقاس بآثارها ، وأن النصر الذي لا يوقف القتل عنا هو أشبه بالتواطؤ أو الخذلان .؟؟؟
نحن كسوريين ، من أشد الشعوب العربية ولاء لدول الخليج ، وثقتنا فيهم عمياء ، ولكن سكوتهم عن نصرتنا قد طال ، وأوشك أن تنقطع معه حبال الصبر ، وبدأت الثقة بهم تهتز ، وصار الشعب السوري الذبيح يتململ من موقف حكام الخليج ، ويتأفف ، وربما بدأ يشتم في السر ، وربما سيضطر مستقبلا إلى الشتيمة في العلن ..؟ وهذا ما لا نرجوه ولا نتمناه . ولكن المقتول الذي يذبح بدم بارد ، لا يلام إن استنكر قعود أشقائه عن إنقاذه من الموت وهم ينظرون .. وإن الذي يقاد للإعدام على حبل المشنقة ، لا يخشى أن يشتمَ رئيس الدولة الذي أمرَ بإعدامه ، ولا يخاف أن يشتم كل من خذله من قريب أو غريب ، لأن الموت الذي يُقادُ إليه أكبرُ من كل اعتبار .
يا إخوتنا حكامَ الخليج ، واللهِ إنَّ اللهَ سائلُكم عنا غدا ، وقائلٌ لكم : لِمَ تخليتم عن نصرة إخوانكم الذين يبادون ظلماً في سوريا ، وأنتم قادرون على نصرهم .؟؟ فبأي عذر تعتذرون غدا أمام الله ..؟؟ لماذا لم تقفوا وقفة جدٍّ في هذه القضية ؟؟ لماذا لم تقطعوا العلاقات مع روسيا والصين والعراق ولبنان ، وهم يشاركون في قتل إخوانكم السوريين ؟ لماذا لا تطلبون من أمريكا أن تتخلى عن الأسد ، وأنتم تعلمون أنها لو تخلَّتْ عنه لسقط في الحال .. ونحن نعلم أنكم لو طالبتم أمريكا بهذا التخلي لفعلتْ .. هذه قناعة لدينا ، وهي واقع لا سبيل إلى إنكاره ... فكيف تُبرِّئون ساحتَكُم غداً أمام الله عند السؤال .؟ احسبوا حسابا لهذا الموقف الخطير ... واحسبوا حسابا آخر لِمَا سيقوله التاريخ عنكم لمن سيأتي من الأجيال ...