أين مرسي من زيارة كلنتون ؟
بقلم حسام الثورة
رغم همنا الكبير في سوريا إلا أننا أمة وهموم الأمة واحدة وهمنا في موقع لا يمنعنا من تطلعنا لأمتنا في موقع آخر
كلما حدث شيء بمصر حتى لو كان صغيرا فإنه يهزنا ونتفاعل معه كيف إذا كان هذا الشيء يجعلنا نشعر بان الثورة المصرية لم تستكمل أهدافها بل أصبحت بالنسبة لي تعطي انطباعا سلبيا .
كيف يقبل رئيس منتخب بل رئيس من الشارع والذي لا يزال الهتاف باسمه أن يسمح بما يجري ولكن من جانبي سامحوني لا أجد أن هذا الرئيس يستحق كل هذا الصراخ بل بالنسبة لي يشكل خيبة أمل واسمحوا لي واعتبروا أن نقدي له نقدا إيجابيا ولنستعرض ما يلي :
- مع أن الموضوع عن زيارة كلنتون ولكن لا أستطيع إلا أن أمر على مؤتمره الصحفي مع المرزوقي وأنا من جانبي لا أعلق على المرزوقي لمعرفتي بخلفيته وتغير موقفه من الثورة السوريه بعد تسلمه السلطة , أما مرسي أبن الأخوان المسلمين والذي يكتفي فقط بكلمات الدعم للشعب السوري ومعارضته للتدخل الخارجي وهو لا يرى التدخل الروسي والإيراني والشيعي العراقي اللبناني والحوثي لقتل الشعب السوري تدخلاً , لا عذر لمرسي مهما كانت الأسباب إلا إذا كانت لحيته لا تختلف عن لحية أحمدي نجاد أو لحية الدكتور أبو العزايم المصري الصوفي أو إذا كان هو أحد المثقفين الذين زاروا إيران سراً ونحن لا نعرف , إذا بان السبب بطل العجب , السبب بالنسبة لنا غير واضح بعد .
- اما زيارة كلنتون لمصر الغالية فتبدوا لي كزيارة رئيس جمهورية أو ملك لإحدى مقطعاته فلا شك أن سيلتقي بالوالي أو المحافظ ولكنه إذا أرد أن يلتقي ببعض موظفي المقاطعة على إنفراد فلا يحق لحاكم المقاطعة بالاعتراض وليس مطلوب من الموظفين أخذ أذن الحاكم بل لا يجوز له ذلك فالجميع موظف عن الرئيس أو الملك .
من الأعراف الدبلوماسية أن يجري وزير الخارجية محادثاته مع وزير الخارجية وضمن نطاق وزارته وإذا كان لديه رسالة لرئيس البلاد فيلتقي معه ويبلغه هذه الرسالة .
من الأعراف الدبلوماسية أن يلتقي الرئيس بالرئيس والوزير بالوزير وموظف الدرجة العشرين بالموظف من الدرجة عشرين إلا في الدول الواقعة تحت الانتداب فإن مستخدم من دولة الانتداب يمثل الدولة ويجلس على كرسي القيادة ويوجه الأوامر .
أما ما يجري في مصر فكما أرى أنه يخرج عن الأعراف الدبلوماسية وعلمي أن مصر العروبة دولة حرة مستقلة ذات سيادة قلب العروبة وأمل المسلمين , مصر قلب الأمة وأمل المستقبل يبدوا أنها لم تتحرر بعد من حكم مبارك وسيطرة إسرائيل وأمريكا عليها .
كيف تسمح أيها الرئيس المنتخب لهذه الصليبية التي تلغ بلدها بدماء المسلمين في كافة بقاع الأرض أن تتحرك كما تشاء , كيف تسمح أيها الرئيس الثوري أن تستقبل هذه الحقيرة وتسمع لما تقول وكأنك تنتظر منها شهادة حسن سلوك , أو تنتظر التوجيه لما يجب أن تفعله في ولايتك التي كلفوك بها ولا سيما المحافظة على سلامة المدللة إسرائيل وطبعا نحن قوم لا ننكث بالعهود ونسامح المخطئين فلأخطاء في قتل الفلسطنين وحصارهم والتآمر على الشعب السوري وقتل الشعب العراقي كلها أخطاء ليست مهمة ويمكن للرؤساء التسامح فيها فالشعوب أرقام والأخلاق عناوين ولكني معك يا سيد مرسي أصبحت أخاف أن يكون الدين مجرد شعار براق يجذب الجماهير ولا سيما أن الجماهير المسلمة يمكن توجيهها للوصول للغاية تحت راية الاسلام والجهاد وأتمنى ألا تكون كذلك يا مرسي
كيف يا مرسي تسمح لهذه الحقيرة أن تجري المقابلات كما تشاء وتحدد الجهات التي تريد ولا ندري ماهي الترتيبات التي تجريها مع أزلام حسني مبارك وما هي المؤامرات التي تحيكها ضد مصر العروبة وكم زاد احترامي للشرفاء اللذين رفضوا مقابلتها . وكم كنت ستكون كبيراً في نظرنا لو تركتها تلتقي فقط مع نظيرها ولا تسمح لها بالحديث عما لا يحق لها الحديث فيه .
السيد مرسي من قلبي أتمنى لك التوفيق وأتمنى للثورة المصرية العظيمة تحقيق أهدافها ولكن كما يبدوا من مسيرتك حتى اليوم فإن المؤشرات الأولية لا تدعو إلى التفاؤل وأتمنى أن أكون مخطيء , ادعو الله أن يحقق للشعب المصري ما يطمح إليه وأن تعود مصر لقيادة الأمة وأن يكون قيادتاها على مستوى يليق بها .