لا نحب أن نتكلم بلغة طائفية، وسورية تمر بأخطر مراحلها التاريخية وربما أخطر من مرحلة الاستقلال عن فرنسا حيث كان العدو أجنبيا واحدا، وثمة اتفاق وطني واقليمي وعالمي آنذاك على هذا العدو وهو فرنسا، أما اليوم فالوضع خطير وخطير جدا، ونقول في هذا الموقع .. لله ثم للتاريخ بأنه في حال اندلعت حرب أهلية في سورية ـ لا سمح الله ـ وهو ما يسعى النظام الأسدي المجرم بأظافره وأسنانه إليه فإن ذلك تتحمله الطائفة العلوية وهو ما لا نريده فنحن شركاء في الوطن ونريد أن نكون شركاء في القرار وإليكم الأدلة ..
على الرغم من مرور شهرين متتابعين على الثورة السورية الوطنية الكبرى والتي شارك فيها كل شرائح الوطن من سنة ومسيحيين واسماعيليين وغيرهم، ولم تهتف إلا للوطن والسلمية والحرية والكرامة وحقوق الانسان، قتل الأطفال على أيدي الطغمة الحاكمة، وانتهكت الحرمات ، ومنع الآذان واستبيحت المدن ولا يزال النظام المجرم سادر في غيه، يرفض الحوار إلا مع أجهزته القمعية، قتل أكثر من 1100 من خيرة أبناء سورية، وجرح أكثر من ثلاثة آلاف شاب وشابة واعتقل أكثر من 11 ألف شخص، وحصلت فظاعات ينبغي للطائفة العلوية التي ينتمي هذا النظام المجرم إليها أن يكون لها موقف منه وإلا فستتحمل تبعات ذلك عند الكثيرين وهو ما لا نريده وما لا نرغبه، كنا سوية في هذا الوطن ونريده للكل ، وعليكم أن تؤكدوا على ذلك من جديد ..
النظام السوري المجرم انتهت صلاحيته ويسعى بكل ما أوتي من قوة إلى جر البلد إلى الحرب الأهلية والطائفية وهو ما يتهم به الآخرين والكل يعلم أن الشعب السوري ليس كذلك، لقد صمت وسكت عن حكم لنظام ينتمي إلى أقلية لأربعين عاما ولم يرفع الطائفية سلاحا، ولكن حين طالب بحريتهو لكل الأطياف والأعراق بدأ الحديث عن الطائفية، وبدأ البعض من أبواق النظام يتحدث عن عدم السماح لفريق سوري وهم الإخوان المسلمين بعدم العودة إلا على جثثهم، هذا ما فقهه النظام طوال عقود، وما علمه لأساتذة جامعاته الذين يعلمون جيلنا في سورية ثقافة الجثث وثقافة البيضاء وثقافة التعذيب لحمزة الخطيب وقتل هاجر الخطيب وسلخ جلد الأستاذ من آل الزعبي ..
نصيحتنا .. اتخذوا موقفا ضد هذا النظام المجرم حتى لا يذهب الصالح بجريرة الطالح وتذكروا أن أي موقف تتخذونه اليوم سيغسل عنكم عارا تلبسكم من دعم أو الصمت على هذا النظام المجرم، وليتوقف وليكف البعض عن تشجيع النظام على الإصلاحات، فهي عنقاء لم ولن تأتي وهذا النظام فاسد ومفسد وكل من يحدثه عن الإصلاحات شريك معه في القتل والجريمة الكبرى ..
أخيرا وباختصار ستكون الطائفة العلوية هي المسؤولة عن هذه الحرب الأهلية إن انطلقت و المطلوب موقف واضح منها تجاه هذا النظام بأنه لا يمثلها وأنها تنحاز إلى الشعب في ثورته، نعرف أن البعض سيتهم الموقع بالطائفية ولكن صديقك من صدقك لا من صدّقك، فنحن في زمن المصارحات والمكاشفات ، ولا تفيد التغطية على الأمور، فما كان محرما اليوم سيكون محللا وعاديا غدا، ونريد أن نستبق الأمور ونصارح شعبنا وأهلنا من الطائفة العلوية، فلا تقبلوا أن تكونوا أسرى لهذا النظام المجرم، كلنا أسرى للوطن الكبير وهو سورية، فسارعوا قبل فوات الأوان ..