بسم الله الرحمن الرحيم
زمن العهر
لا اعرف كيف انقل ما اشعر به من مرارة وحزن على الورق ....بت في شوق الى بضع ساعت من النوم الخالي من الكوابيس ...كيف لي ان اجسد مأساتي ببضع كلمات على صفحة بيضاء تقطر دما وبكاء ....ما هذا الزمن الرديء الذي نعيش ...لم اعد اعلم كم من الاحبة يجب ان افقد حتى يشعر الاخر المتعامي بصمته وعجزه بعمق مصيبتي وعدالة قضيتي .
الان تفقد الكلمة معناها ويصبح الصمت سيد الموقف ....عندما يصبح الصمت هو لغة الحوار يمكنك ان تتنبئ القادم ...يمكنك ان تستشف معالم بركان حارق سيطيح بكل شيئ ...لقد اعدوا لنهايتهم حفلا دمويا لن ينتهي الا بانتهائهم وعلى كل من التحف بغطاء العجز والسكوت عما يجري الاستعداد لهذا الحفل .والمطلوب منه نفس الصمت والعجز الذي مارسه علينا فنحن لانريد سوى العدل في العجز والقبح.
في زمن العهر هذا الاستنكار هو السائد لكنه الوجه الاخر للتواطئ مع القاتل ..بعجزك وصمتك تمده بالوقت الكافي لاتمام جريمته والانتقال لجريمة اخرى يتبعها استنكار اخر وهكذا تدور الدائرة ونستمر نحن بالموت ويستمر قاتلنا بالبقاء بفضل عجزكم واستنكاركم .
في زمن العهر هذا يذهب بعض ممن يصفون انفسهم بالمعارضة لشريك قاتلنا يطلبون منه حلا وفي اليوم التالي يرسل هذا الشريك لقاتلنا سلاحا ...فلم ذهبت اليه ؟؟؟عارضا ضعفك ...ام مساوما على دمي ؟؟؟....في زمن العهر هذا من يدعي انه يمثلني يقايض على اشلائي المبعثرة تحت انقاض المدن المهدمة ...فسحقا لمن يمثلني وسحقا لما يدعي
في زمن العهر هذا اصبحنا مجرد رقم ضحايا على شاشات الاخبار.... في كل لحظة يقتل لنا فيها طفل .. ومازال الساسة يعربدون على ارصفة الرذبلة ..يجتمعون يتبادلون الابتسامات والصور التذكارية ويعدون انهم سيجدون الحل في الاجتماع القادم المتكرر البائس وتستمر اطفالنا بالتلاشي ....
في زمن العهر كل شيئ اصبح مشروع ضحية... في هذا الزمن فلتسقط السلمية ..فقاتلي لا يملك من الحجة سوى فوهة البندقية
طفلة من باب عمر اختصرت القضية... وقالت اعيروني البندقية....في زمن العهر تجاهلت الاعراب طلب الصبية وتركوها وحيدة شريدة تخترع سلاحا تواجه به عبثية زمن فضيلة العهر والبربرية