تعقيبٌ هام على كلمة خالد أبو صلاح في مؤتمر أصدقاء سوريا :
بقلم : ابو ياسر السوري
1 – ما كنتُ أفضِّلُ أن يذهبَ الأخُ الثائر خالد أبو صلاح إلى هذا المؤتمر ، الذي لا يختلفُ عن غيره من المؤتمرات ، المتآمرة على الشعب السوري ، والمساندة للنظام القاتل بقراراتها وبياناتها ، فهي ما زالت تُطمئِنُ النظامَ إلى أنه لا سبيل إلى ردعه بالقوة ، وغايةُ ما فعلته الأسرة الدولية حتى الآن ، أنها تلوح لنظام لأسد بعقوبات المنع من السفر إلى أوربا ، أو العقوبات الاقتصادية ، التي لا تقدم ولا تؤخر ...
2 - إنَّ الثائرَ في رأيي لا يحاورُ ولا يناورُ ، ولا يستجدي مطالبه من الآخرين استجداء ، وإنما ينتزعها انتزاعا ... وإذا حَدَثَ وحاورَ فإنما ينبغي أن يُحاورَ على فرض شروطه ، وإلزام خصمه بتنفيذ المطالب التي ثار عليه من أجلها . وهذا من الأبجديات الأولى للثورة ، فلما خالفها الأخ خالد أبو صلاح ، لم يُعْطَ حقَّهُ الكافي من الوقت لعرض قضيته ، فلم يُمنَحْ سوى ثلاثِ دقائقَ للكلام . وكان من حقِّه أن يأخذ وقتاً كافياً ، وأكثرَ من أي متحدث آخر ، فهو يشرح مظلمة شعبٍ يُبادُ على مرأى من العالم ومسمع ، شعبٍ تُنتهَكُ كلُّ حقوقه الإنسانية ، التي وهبها الله له ، كما وهبها لأي شعب يعيش في العالم كله .. وهذا يتطلَّبُ تصويرَ المأساةِ تصويرا كاملا ، من غير تطويل مُمِلّ ، ولا اختصار مُخِلّ .
3 – كنتُ أتمنى لو أن كلمته كانت مكتوبةً مُعَدَّةً من قِبَلِ لجنةِ صياغةٍ ، لئلا يَفُوتَ شيءٌ من القول ، كان يجبُ أنْ يُقالَ في مثل هذا المحفل الأممي الكبير .. وأنْ تُترجَمَ الكلمة إلى ما أمكنَ من لغات ، وأن تُطبَعَ وتوزَّعَ على المؤتمرين في باريس . فتكونَ بمثابةِ وثيقةٍ ضروريةٍ ، لتكون شاهداً على إلزامٍ أدبيٍّ أخلاقي لهؤلاء المجتمعين .
4 – كنتُ أتمنَّى أنْ لا تُخَصَّ حمصُ وحدها بأية توصية أو مطلب ، فسوريا اليوم كلُّها حمص ، وكلُّها منكوبة ، وكلُّها تتعرض لأقسى وأفظع وأبشع أنواع الإجرام اللاإنساني ... فيجبُ أن يعلم العالم كله أنه : لم يَسلَمْ من إجرام هذا النظام شيءٌ ، لا مدينةٌ ولا قريةٌ ، ولا سكانُ خيام في بادية ، ولا شجرٌ ولا زروعٌ ولا حيوانات .. الكلُّ منكوبٌ على يد هذه العصابة المافيوية ، الكلُّ قد طالته يدُ القتل والحرق والهلاك والدمار ...
5 – وشيء آخر أُغفِلَ الحديثُ عنه ، وهو الإحصائياتُ السريعة بأعداد القتلى والجرحى والمعوَّقين والمشرَّدين ، الذين قام النظام ويقوم بهدمِ منازلهم بالقصف العشوائي ، وأعداد المهجَّرين إلى الدول المجاورة . وأعداد البيوت التي دمرها النظام .. والمشافي التي هدمها ، والصيدليات التي نهب محتوياتها ، ثم أحرقها ..
6 – ثم لماذا لا تُعطَى فكرةٌ سريعةٌ ومركزةٌ عن الممارسات الشاذة لهذا النظام .. من أمثال : منعِ التظاهر السلمي باستخدام الرصاص الحي من أول لحظة ، والإجهاز على الجرحى في المشافي ، واستخدام سيارات الإسعاف لمداهمة المتظاهرين ، وإيقاع مزيد من القتل في صفوفهم وتجمعاتهم ، ومنع تشييع الموتى ، ومنع دفنهم في المقابر ، وخطف جثث القتلى من المشافي ، أو نبش الأموات من قبورهم وتغييبهم إلى أماكن مجهولة لا يدري عنا أهلوهم .
7 – وكان ينبغي أن يُشارَ إلى أنَّ النظامَ يَشُنُّ حرب إبادة على شعبه ، حربا تُستخدَمُ فيها كافةُ أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ، وتُستخدَمُ فيها الدباباتُ والمصفحاتُ والمروحياتُ وقاذفات الصواريخ .
كما يَنشُرُ النظامُ عناصره القناصة على أسطح المباني الحكومية ، لقنص كل شيء يتحرك في الشارع ، كما يقوم بمعاقبة المواطنين بقطع الكهرباء والماء والغاز والدواء والاتصالات والإنترنت .. كما يقوم بزرع الألغام في طريق المواطنين ، وعلى الطرق الترابية ما بين القرى والمدن ، ليحصر كل أهل منطقة في مكانهم ، ثم يداهمهم في بيوتهم ، فيمارس عليهم الجرائم اللاأخلاقية ، كاغتصاب النساء والرجال والأطفال ، والذبح بالسكاكين ، لا يفرق في ذلك بين رجل أو امرأة أو طفل صغير ...
8 – وكنت أودُّ لو قال الأخ خالد في كلمته : إن الشعب السوري يعلم أن العالم كله ما زال مستمرا على خذلانه ، ولم يقف معه أحدٌ منهم وقفةً حقيقية حتى الآن . فكان بإمكان العالم أن يرفع عنا كل هذه المعاناة .. ولكنه بكل الأسف لم يفعل .. ولو علم الأسد أن العالم جادٌّ في الإطاحة به لما تمادى في غيه وإجرامه ... فباسم الإنسانية يجب أن يوقف هذا القتل .. وحرصا على سلامة المنطقة ، يجب أن يجبر الأسد على إيقاف إجرامه ، والرحيل عن شعبٍ لا يريده ، ولن يسمح لهذا المجرم القاتل بأن يحكمه بعد كل هذا الإجرام ...
بقلم : ابو ياسر السوري
1 – ما كنتُ أفضِّلُ أن يذهبَ الأخُ الثائر خالد أبو صلاح إلى هذا المؤتمر ، الذي لا يختلفُ عن غيره من المؤتمرات ، المتآمرة على الشعب السوري ، والمساندة للنظام القاتل بقراراتها وبياناتها ، فهي ما زالت تُطمئِنُ النظامَ إلى أنه لا سبيل إلى ردعه بالقوة ، وغايةُ ما فعلته الأسرة الدولية حتى الآن ، أنها تلوح لنظام لأسد بعقوبات المنع من السفر إلى أوربا ، أو العقوبات الاقتصادية ، التي لا تقدم ولا تؤخر ...
2 - إنَّ الثائرَ في رأيي لا يحاورُ ولا يناورُ ، ولا يستجدي مطالبه من الآخرين استجداء ، وإنما ينتزعها انتزاعا ... وإذا حَدَثَ وحاورَ فإنما ينبغي أن يُحاورَ على فرض شروطه ، وإلزام خصمه بتنفيذ المطالب التي ثار عليه من أجلها . وهذا من الأبجديات الأولى للثورة ، فلما خالفها الأخ خالد أبو صلاح ، لم يُعْطَ حقَّهُ الكافي من الوقت لعرض قضيته ، فلم يُمنَحْ سوى ثلاثِ دقائقَ للكلام . وكان من حقِّه أن يأخذ وقتاً كافياً ، وأكثرَ من أي متحدث آخر ، فهو يشرح مظلمة شعبٍ يُبادُ على مرأى من العالم ومسمع ، شعبٍ تُنتهَكُ كلُّ حقوقه الإنسانية ، التي وهبها الله له ، كما وهبها لأي شعب يعيش في العالم كله .. وهذا يتطلَّبُ تصويرَ المأساةِ تصويرا كاملا ، من غير تطويل مُمِلّ ، ولا اختصار مُخِلّ .
3 – كنتُ أتمنى لو أن كلمته كانت مكتوبةً مُعَدَّةً من قِبَلِ لجنةِ صياغةٍ ، لئلا يَفُوتَ شيءٌ من القول ، كان يجبُ أنْ يُقالَ في مثل هذا المحفل الأممي الكبير .. وأنْ تُترجَمَ الكلمة إلى ما أمكنَ من لغات ، وأن تُطبَعَ وتوزَّعَ على المؤتمرين في باريس . فتكونَ بمثابةِ وثيقةٍ ضروريةٍ ، لتكون شاهداً على إلزامٍ أدبيٍّ أخلاقي لهؤلاء المجتمعين .
4 – كنتُ أتمنَّى أنْ لا تُخَصَّ حمصُ وحدها بأية توصية أو مطلب ، فسوريا اليوم كلُّها حمص ، وكلُّها منكوبة ، وكلُّها تتعرض لأقسى وأفظع وأبشع أنواع الإجرام اللاإنساني ... فيجبُ أن يعلم العالم كله أنه : لم يَسلَمْ من إجرام هذا النظام شيءٌ ، لا مدينةٌ ولا قريةٌ ، ولا سكانُ خيام في بادية ، ولا شجرٌ ولا زروعٌ ولا حيوانات .. الكلُّ منكوبٌ على يد هذه العصابة المافيوية ، الكلُّ قد طالته يدُ القتل والحرق والهلاك والدمار ...
5 – وشيء آخر أُغفِلَ الحديثُ عنه ، وهو الإحصائياتُ السريعة بأعداد القتلى والجرحى والمعوَّقين والمشرَّدين ، الذين قام النظام ويقوم بهدمِ منازلهم بالقصف العشوائي ، وأعداد المهجَّرين إلى الدول المجاورة . وأعداد البيوت التي دمرها النظام .. والمشافي التي هدمها ، والصيدليات التي نهب محتوياتها ، ثم أحرقها ..
6 – ثم لماذا لا تُعطَى فكرةٌ سريعةٌ ومركزةٌ عن الممارسات الشاذة لهذا النظام .. من أمثال : منعِ التظاهر السلمي باستخدام الرصاص الحي من أول لحظة ، والإجهاز على الجرحى في المشافي ، واستخدام سيارات الإسعاف لمداهمة المتظاهرين ، وإيقاع مزيد من القتل في صفوفهم وتجمعاتهم ، ومنع تشييع الموتى ، ومنع دفنهم في المقابر ، وخطف جثث القتلى من المشافي ، أو نبش الأموات من قبورهم وتغييبهم إلى أماكن مجهولة لا يدري عنا أهلوهم .
7 – وكان ينبغي أن يُشارَ إلى أنَّ النظامَ يَشُنُّ حرب إبادة على شعبه ، حربا تُستخدَمُ فيها كافةُ أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ، وتُستخدَمُ فيها الدباباتُ والمصفحاتُ والمروحياتُ وقاذفات الصواريخ .
كما يَنشُرُ النظامُ عناصره القناصة على أسطح المباني الحكومية ، لقنص كل شيء يتحرك في الشارع ، كما يقوم بمعاقبة المواطنين بقطع الكهرباء والماء والغاز والدواء والاتصالات والإنترنت .. كما يقوم بزرع الألغام في طريق المواطنين ، وعلى الطرق الترابية ما بين القرى والمدن ، ليحصر كل أهل منطقة في مكانهم ، ثم يداهمهم في بيوتهم ، فيمارس عليهم الجرائم اللاأخلاقية ، كاغتصاب النساء والرجال والأطفال ، والذبح بالسكاكين ، لا يفرق في ذلك بين رجل أو امرأة أو طفل صغير ...
8 – وكنت أودُّ لو قال الأخ خالد في كلمته : إن الشعب السوري يعلم أن العالم كله ما زال مستمرا على خذلانه ، ولم يقف معه أحدٌ منهم وقفةً حقيقية حتى الآن . فكان بإمكان العالم أن يرفع عنا كل هذه المعاناة .. ولكنه بكل الأسف لم يفعل .. ولو علم الأسد أن العالم جادٌّ في الإطاحة به لما تمادى في غيه وإجرامه ... فباسم الإنسانية يجب أن يوقف هذا القتل .. وحرصا على سلامة المنطقة ، يجب أن يجبر الأسد على إيقاف إجرامه ، والرحيل عن شعبٍ لا يريده ، ولن يسمح لهذا المجرم القاتل بأن يحكمه بعد كل هذا الإجرام ...