القبس الكويتية 13/6/2012
قبل اشهر من الآن كان تدويل الازمة السورية على كل شفة ولسان.. وحتى المؤتمرات العربية كانت تلمح الى صيغ متعددة لقيام المجتمع الدولي بدور فاعل في انهاء العنف وانقاذ الوضع.
الآن، وفي ضوء الفشل المتمادي لخطة كوفي عنان، تحاول بعض الدول تطويق المساعي المؤدية الى تحقيق اهداف ثلاثة متداخلة او متعاقبة: الاصلاح الجذري (بمعنى التغيير في النظام)، وانقاذ المدنيين، والدعم المباشر لقوى المعارضة.
وفي مقدمة هذه الدول روسيا وايران. موسكو تصر على اشراك طهران في اي مؤتمر يتناول الازمة السورية .. وايران قد تجدها فرصة نادرة للربط بين ملف «النووي»، وبين ملفات اخرى ابتداء بسوريا، لكن عددا من مقومات النجاح يتوقف على الآخرين. ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قالها بصراحة «موسكو مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي (بمشاركة ايرانية) بشأن سوريا، يستند إلى مبادئ واضحة، واي تقدم في تسوية الصراع ربما يأتي فقط من الجانب الأميركي».
هل يطلب الروس من الاميركيين الابقاء على حكم الرئيس بشار الاسد، ومهما حصل في داخل سوريا وخارجها، ام ينتصر في موسكو الرأي القائل بالتحضير المتأني لمرحلة ما بعد الاسد، ولكن بعد ان يحصل الروس على تعويض كاف عن الامتيازات التي يتمتعون بها؟
بعض الخبراء وصل بهم التفاؤل الى حد القول ان ايران بالذات، سوف تتخلى - في النهاية - عن نظام الاسد، ولكن بعد اعادة بناء شبكة المصالح الاقليمية والدولية للجمهورية الاسلامية الايرانية. لكن خبراء آخرين يرون ان طهران ستطالب بما هو اكثر بكثير من تقليص العقوبات الدولية المفروضة عليها، ومن تغيير التعامل العربي- وبخاصة الخليجي- معها، الخ.
وبينما يسعى الرئيس فلاديمير بوتين الى تعامل «الند بالند» مع التحالف الغربي، مرورا باعادة النظر في مجمل العلاقات الدولية، كان لافتا قول السفير الأميركي لدى الكويت في حديث الى الزميلة «الرأي» ان واشنطن وموسكو متفقتان على تنحي الأسد، لكنهما مختلفتان على الطريقة، وهناك ايضا خلاف مع الصين.
السفير تويلر تحدث عن المشاورات المتشعبة مع تركيا، ومع قوى المعارضة السورية، داعيا الى عدم تضخيم الاختلافات مع روسيا.
لكن لم يمض 24 ساعة على هذه التطمينات الاميركية، حتى كان المجلس الوطني يدعو اصدقاء الشعب السوري في العالم الى التظاهر اليوم الاربعاء امام السفارات والممثليات الروسية، احتجاجا على موقف موسكو المؤيد لـ«نظام القتل والاجرام».
السؤال المطروح في ضوء هذه التحركات هو ما اذا كان الروس اصبحوا شبه مقتنعين بضرورة التعامل مع سوريا ما بعد الاسد، ام انها مجرد مناورات تهدف الى الابقاء - ولو المشروط - على النظام..جنبا الى جنب مع «تدويل» المطالب الروسية، وربما ايضا الايرانية وغيرها وحتى اشعار آخر؟
د.نبيل حاوي
قبل اشهر من الآن كان تدويل الازمة السورية على كل شفة ولسان.. وحتى المؤتمرات العربية كانت تلمح الى صيغ متعددة لقيام المجتمع الدولي بدور فاعل في انهاء العنف وانقاذ الوضع.
الآن، وفي ضوء الفشل المتمادي لخطة كوفي عنان، تحاول بعض الدول تطويق المساعي المؤدية الى تحقيق اهداف ثلاثة متداخلة او متعاقبة: الاصلاح الجذري (بمعنى التغيير في النظام)، وانقاذ المدنيين، والدعم المباشر لقوى المعارضة.
وفي مقدمة هذه الدول روسيا وايران. موسكو تصر على اشراك طهران في اي مؤتمر يتناول الازمة السورية .. وايران قد تجدها فرصة نادرة للربط بين ملف «النووي»، وبين ملفات اخرى ابتداء بسوريا، لكن عددا من مقومات النجاح يتوقف على الآخرين. ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قالها بصراحة «موسكو مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي (بمشاركة ايرانية) بشأن سوريا، يستند إلى مبادئ واضحة، واي تقدم في تسوية الصراع ربما يأتي فقط من الجانب الأميركي».
هل يطلب الروس من الاميركيين الابقاء على حكم الرئيس بشار الاسد، ومهما حصل في داخل سوريا وخارجها، ام ينتصر في موسكو الرأي القائل بالتحضير المتأني لمرحلة ما بعد الاسد، ولكن بعد ان يحصل الروس على تعويض كاف عن الامتيازات التي يتمتعون بها؟
بعض الخبراء وصل بهم التفاؤل الى حد القول ان ايران بالذات، سوف تتخلى - في النهاية - عن نظام الاسد، ولكن بعد اعادة بناء شبكة المصالح الاقليمية والدولية للجمهورية الاسلامية الايرانية. لكن خبراء آخرين يرون ان طهران ستطالب بما هو اكثر بكثير من تقليص العقوبات الدولية المفروضة عليها، ومن تغيير التعامل العربي- وبخاصة الخليجي- معها، الخ.
وبينما يسعى الرئيس فلاديمير بوتين الى تعامل «الند بالند» مع التحالف الغربي، مرورا باعادة النظر في مجمل العلاقات الدولية، كان لافتا قول السفير الأميركي لدى الكويت في حديث الى الزميلة «الرأي» ان واشنطن وموسكو متفقتان على تنحي الأسد، لكنهما مختلفتان على الطريقة، وهناك ايضا خلاف مع الصين.
السفير تويلر تحدث عن المشاورات المتشعبة مع تركيا، ومع قوى المعارضة السورية، داعيا الى عدم تضخيم الاختلافات مع روسيا.
لكن لم يمض 24 ساعة على هذه التطمينات الاميركية، حتى كان المجلس الوطني يدعو اصدقاء الشعب السوري في العالم الى التظاهر اليوم الاربعاء امام السفارات والممثليات الروسية، احتجاجا على موقف موسكو المؤيد لـ«نظام القتل والاجرام».
السؤال المطروح في ضوء هذه التحركات هو ما اذا كان الروس اصبحوا شبه مقتنعين بضرورة التعامل مع سوريا ما بعد الاسد، ام انها مجرد مناورات تهدف الى الابقاء - ولو المشروط - على النظام..جنبا الى جنب مع «تدويل» المطالب الروسية، وربما ايضا الايرانية وغيرها وحتى اشعار آخر؟
د.نبيل حاوي