تحيه
لهذا الأسد وذاك الغراب



من اغرب
ما سمعت اذناى, وأبصرت عيناي , وهى اقرب للخيال من الحقيقة, فقد التقطتها عدسات
المصورين, ووثقتها أقلام المدونين ,حقيقتان
,عجيبتان,غريبتان ,يخجل منهما كل إنسان ,إن كان ذو
إحساس وعرفان,فالحقيقة الأولى لأسد هائج جائع يدور يمنه ويسره ,وينصب إذنيه
كالرادار, لعله يلتقط فريسة من هنا أو هناك ,وعيناه تجد حان كالشرر ,فبينما هو
كذلك إذ أبصر قرده تلهو وتلعب على الأغصان ,فاقترب منها على حذر ,ثم انقض عليها
انقضاض من كان يخشى فوات الأوان ,ولم يكن يعلم أنها ستكون إما بعد لحظات أو أيام ,فأبصر
منها طفلا يسقط ,فتركها وتراجع عنها كأنه ندمان
,ثم عمد إلى طفلها وحفه بالعناية وحسن
العرفان ,وقام على رعايته وتربيته كأنه أمه التي أنجبته من غير تنكرا وخذلان,وهكذا
ترك الأسد شهوته وفريسته,ونهج نهج الرحمة والعطف ,فما أحوجنا
لحاكم يسير على خطا هذا الأسد الندمان ,والحقيقة الثانية
هي لفصيلة الغربان ,التي يتشاءم من سماع صوتها أو ذكر اسمها الكثير من بني الإنسان
,فهل تعلمون يا ساده يا كرام ,إن هذه الغربان إذا أبصرت
غرابا يأكل من طعام صغارها الصبيان,تستنفر استنفارا عجيبا غريبا ,وتدعو إلى عقد
محكمه طارئة عاجله لا يتخلف عنها أي كان ,فتصدر حكما قطعيا, نافذ السريان من
غير تردد وخذلان ,فيقف هذا الغراب ,وتشكل حوله دائرة باقي الغربان ,فتنتف ريشه
بمناقيرها حتى تجعله عريان ,,فما أحوجنا لحاكم يحفظ طعام صبياننا كهذه الغربان ,فلا
أسدنا تحلى بصفات هذا الحيوان ولا حكامنا نهجوا نهج هذه الغربان..........




عقيل
حامد

ahsnemail@yahoo.com