هؤلاء أطفال يا ظلمة وليسوا خرافا تذبح :
بقلم : أبو ياسر السوري
لعنةُ الله على مَنْ قتلَ هؤلاء الأطفال ، ولعنة الله على من كان قادرا على ردع القتلة فلم يردعهم ، ولعنة الله على كل من يسكت على إجرامهم .. هذا والله مما تشيب منه الرؤوس .. ما ذنب هؤلاء الأطفال الصغار الأبرياء ، حتى يقتلوا بهذه الطريقة الفظيعة .؟ يا الله انتقم لهؤلاء الصغار الأبرياء من قاتليهم .
هؤلاء الأطفال لهم أمهات تبكيهم ، وآباء يعز عليهم أن يقتلوا من غير ذنب أتوه .. هؤلاء الذين تقتلونهم يا عصابة الأسد بشر ، وأبناء بشر ، وكل طفل أو شاب أو كبير أو صغير ، قتلتموه له أهل يبكونه ، ويحزنون لموته ، وسيثأرون من قاتله .
زاد عدد الضحايا السوريين على مائة وعشرين ألفا .. الموثق منهم ستة في المائة فقط ، أي عشرين ألفا . وهناك عشرات الآلاف من المفقودين ، وهم في حكم الموتى حتى يثبت أنهم أحياء .
النظام يتخلص من جثث القتلى برميهم في البحر ، ليكونوا طعاما للأسماك ، ويتخلص من دليل على إدانته بقتلهم ...
إيران تنقل ثمانية آلاف معتقل ، ليتم التخلص منهم في إيران ، ويدفنون هناك في مقابر جماعية ، أو يتخلصون من أجسادهم بإحدى طرقهم الإجرامية ، المعروفة عنهم ...
يا ناس ، يا بشر .. يا أيها العالم الأصم البكم ، يا أيتها الدولة صاحبة القرار .. إن هؤلاء الذين يقتلون في سوريا بشر .. إي والله إنهم بشر يقتلون ... ولهم أهل يبكون عليهم ، وأسر بحاجة إليهم ، وأمهات لا يتمنين الحياة من بعدهم ... هؤلاء بشر وليسوا بحيوانات .. هؤلاء فيهم الطفل الصغير ، والشيخ الكبير ، والمرأة والرجل ، والشاب والفتاة والصحيح والمريض ...فيهم الطالب والمعلم ، فيهم المهندس والصيدلي والطبيب . هؤلاء فيهم العلماء والمفكرون ، فيهم الجندي والضابط ... فيهم المحامون والمدافعون عن حقوق الإنسان ، يا أعداء الإنسان ...
هل قلت :" حقوق الإنسان " .؟؟
فأين هي منظمات حقوق الإنسان ..؟؟ وأين هي منظمات حقوق الحيوان ؟؟ لقد انتهكت كل حقوق الإنسان وحقوق الحيوان .. أين الولايات المتحدة ، التي تتبجح برمز الحرية ، وتزعم أنها حامية حمى الحرية والديمقراطية ... أين فرنسا أم الثورة التي أسقطت لويس السادس عشر .؟؟ أين بريطانيا التي حكمت العالم ، حتى لقبت بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس .؟؟ أين مجلس الأمن .؟؟ وقد سلب الأمن .؟؟
أين أنتم مما يجري في سوريا .؟ أين أنتم من الاعتداء على الحرية والإنسانية .؟ أين أنتم من هذه المجازر الإجرامية أيها المجرمون .
يا أعداء الحرية .. يا أعداء الإنسانية .. يا أعداء الشعوب .. يا أعداء القيم الفاضلة .. يا أنصار الشيطان .. يا جند إبليس .. أنتم من يقتلنا ، وليس بشار الكلب وحده ، فلولا حصوله على الإذن منكم لما أقدم على كل هذا الإجرام .. نحن لا نلوم روسيا الشيوعية ولا ذيلها الصين ولا إيران زبانية المجوس .. لأن هؤلاء معروفون بإجرامهم ، مشهورون بوحشيتهم .. وما قام حكمهم إلا على جبال من أجساد الضحايا .. نحن لا نلوم هؤلاء القساة القلوب ، الغلاظ الأكباد .. وإنما نلومكم أنتم يا من خدعتمونا بشعاراتكم المزيفة ، وملمسكم الناعم .. أنتم منافقون لا تنطقون إلا كذبا ، وثعابين لا تنفثون إلا سما ..
دمرت حمص ، ودمرت كافة أحيائها ، بدءاً من بابا عمرو .. ومرورا بباب سباع .. وباب هود .. وباب دريب .. وكرم الزيتون .. والخالدية .. ووصولا إلى ودير بعلبة .. والحولة .. دمرت حمص بكافة أحيائها ، وسويت كل مبانيها بالأرض .. وقتل من سكانها أكثر من تسعة آلاف شهيد .. وهدمت مبانيها فوق رؤوس أهلها ، فقضى تحت الأنقاض مئات الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والعجزة .. دمرت درعا .. دمرت حماة .. دمر حي الرمل الجنوبي في اللاذقية .. دمرت بانياس .. وأحرق حي رأس النبع فيها ، واتخذت مساجدها مواخير لإيواء القتلة السكيرين المعربدين ...دمرت إدلب .. دمر جبل الزاوية وأحرقت فيه قرى بكاملها .. دمرت المعرة وخان شيخون ... والعالم ينظر ذلك كله عبر الشاشات ، ولا يحرك ساكنا ..!!؟
أحرقت المزارع .. قتلت الحمير ، وأبيدت الأغنام والأبقار ، وقطعت الأشجار ، وأحرقت الغابات والأحراج .. قصفت القلاع القديمة ، وطمست معالمها الأثرية .. والعالم ينظر ذلك كله ، وينأى بنفسه عما يحدث ، وكأن الأمر لا يعنيه ..!؟
إذن لماذا كذبتم علينا كل هذه السنين والعقود .؟؟ لماذا كنتم تقولون إن منظمة الأمم المتحدة لا تسمح بانتهاك حقوق الإنسان ، فها هي تسكت في سوريا على نظام يقوم منذ 15 شهراً ، بانتهاك كل حقوق الإنسان والحيوان والنبات والجماد .؟؟
وكنتم تقولون : إن مجلس الأمن يمنع أن تعتدي دولة على دولة أو تتدخل في شؤونها ، فلماذا تسمحون لإيران وروسيا والصين بالتدخل في سوريا ، وتساعد على قتل المواطنين السوريين .؟؟
وكنتم تقولون : إن الأمم المتحدة أقامت محكمة العدل الدولية في لاهاي لمحاكمة المجرمين ، الذين يرتكبون جرائم ضد الإنسان ، فلماذا سمحتم لبشار الكلب أن يبيد شعبه ، بل لماذا تؤيدونه على ارتكاب هذا الإجرام .؟؟ ماذا أساء لكم الشعب السوري ، حتى تعينوا على إبادته بهذه الوحشية والهمجية .؟؟
ألهذا الحَدِّ أصبح العالم مجرماً .؟ ألهذا الحَدِّ تجرد سكان الأرض من إنسانيتهم .؟ ألهذا الحَدِّ تبلد الإحساس لدى الناس .؟ والله لقد أصبحت أتمنى الموت ، حتى لا أعيش في هذا العالم ، الذي لم يعد يحكمه إلا القتلة والمجرمون .!
يا أوباما .. يا كلينتون .. لسنا بحاجة إلى نصركم ، ولا نطالبكم بالوقوف معنا .. قفوا مع قاتلنا إلى جانب روسيا والصين وإيران .. ولْيَقِفْ من ورائكم وأمامكم وإلى جانبكم كل مفسد في الأرض .. فإننا لا نخافكم ، ولا نرهبكم ، ولا نحترمكم .. فقد سقطتم من حساباتنا ، وحسبنا الله ناصرا ومؤيدا ومعينا ..!؟؟
أم أنتم يا حكام العرب ، أما أنتم أيها المتواطئون مع عصابة الإجرام ، فعليكم من الله ما تستحقون ... لأنتم أولى بالشتيمة من حكام الغرب ، لأنكم – على حد زعمكم - أشقاء .. أهكذا يتخلى الشقيق عن الشقيق .؟ أهكذا يخذل الأخ أخاه .. استجارت امرأة بالمعتصم ، فلبَّاها صاحبُ النخوة والشهامة ، وحرَّرها من الأسر .. واستغاث بكم أشقاؤكم السوريون ، فلم يلبهم منكم أحد .. ورحم الله أبا ريشة حين قال :
رُبَّ وا معتصماه انطلقتْ : مِلءَ أفواهِ الثّكالَى اليُتَّمِ
لامَسَتْ أسماعَهُمْ لكنَّها : لم تُلامِسْ نخوةَ المعتصمِ
يا حكام العرب ، إن الله غيور ، ولا يغضب غضبا أشد من غضبه على من يخذل أحدا ليس له ناصر إلا الله ..! فاتقوا غضب الله قبل أن ينزع الملك منكم ... لأن الله يغار على عباده الضعفاء ، وينتقم لهم من ظالميهم الأقوياء ... إن خذلانكم لنا وبال عليكم ...
لن نركع إلا لله .. ولن يحكمنا آل الأسد الكلاب ، ولا أذيالهم ، ولا عصابتهم ، بعد اليوم ، رضي العالم أم سخط ، شاء أم أبى . والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .