الاستاذ هيكل و الاعلام السوري مرة اخرى: و لا تقربوا الصلاة
على الرغم من احترامي للأستاذ محمد حسنين هيكل، و ثقتي في سعة اطلاعه. إلا انه عندما يحلل الامور فأنه لا يزال يحمل ثقافة الجيل الذي نشأ و تربى فيه. فهو لا يزال يعيش حلم القومية العربية الزائف، و اجواء الحرب الباردة، و سياسة الاستقطاب بين المحورين و التي اوجدت جيل من زعامات الطبول الفارغة الجوفاء.
تلك الزعامات التي اتخذت من مهنة الرقص على حبال الشرق و الغرب ذريعة لاستعباد الشعوب و التصرف في رقاب الناس و كأنها الهة من دون الله. فكانت تلك الزعامات تعتقل من تشاء، و تعذب من تشاء، و تقتل من تشاء، و تغدق الاموال و المناصب على من تشاء. لا يقيدها قانون، و لا يحاسبها محاسب، و لا يردعها رادع. تقفز على الشعوب في انقلاب عسكري، لا يقلعها عنها الا الموت أو انقلاب اخر.
و لكن مع كل هذا، فالله سبحانه و تعالى يطلب منا العدل فيمن نحب و من نكره.
و حيث ان نظام العصابة الاسدية قد هلل و طبل و زمر لمقالة الاستاذ هيكل المنشورة في موقع جريدة الاهرام
http://www.ahram.org.eg/Al-Ahram%20Files/News/150388.aspx
و انتقى منه العبارات التي يظنها مؤيدة لاجرامه و المبررة لما يرتكب من فظاعات، بينما تجاهلت عصابة الاسد عن عمد ثاني جملة بعد الافتتاحية و هي:
"وأعرف طبيعة النظام الحاكم في سوريا الآن, ولست يقينا من المعجبين به والمتحمسين لبقائه, لأني أعرف أنه نظام ظالم مستبد ومحكوم عليه تاريخيا."
و ذلك لان عصابة الاسد تعلم ان ما تبقى من جمهورها من المنحبكجية الجهلة، فهم سيكتفون بقراءة ما تكتبه المواقع البوقية للعصابة، و لا يخطر ببالهم ان يمروا على اصل المقال في موقع جريدة الاهرام.
و أما بالنسبة لما ذكره الاستاذ هيكل، فهو يعني بمجمله انه ليس مدافعاً باي شكل عن بشار الاسد و عصابته الحاكمة في سوريا، و لكنه يخشى من الطريقة التي ستتم بها إزالة هذه العصابة من فوق صدور الناس في سوريا. حيث انه ستنكشف المنطقة تماماً امام اسرائيل و تبقى منطقة ضخمة تمتد من المتوسط حتى الفرات تحت رحمة صدور قرار من الجيش الاسرائيلي بالاجتياح.
و هذا الكلام له ما يبرره في ضوء تصرف شعوب المنطقة المحيطة بسوريا بطريقة انانية و متخاذلة.
فمصر مثلاً التي يتكلم منها هيكل، هي قادرة على ارسال فرق عسكرية و بالتعاون مع الجيش الحر تقوم باستخراج بشار الاسد و شلة اكابر المجرمين من ضباط و رجال يعتمد عليهم في ادارة الدولة ( لا تتجاوز 50 شخص)، و ينتهي الامر.
و لكن جيش مصر هو في يد المجلس العسكري، و المجلس العسكري هو مجموعة من الضباط المرتشين و الفاسدين الذين يخافون امريكا و لا يخافون من الله.
و جميع مشاكل مصر التي يتباكى عليها و يهولها الاستاذ هيكل هي من صنع الفاسدين الذين حكموا مصر و افسدوها و سرقوا خيراتها و حولوها الى حساباتهم في الخارج، كما تقاسموا ما تبقى من خيرات مع مستثمرين من الداخل و الخارج، و ايضاً حولوا الاموال المنهوبة الى حساباتهم في الخارج و الى قصور و منتجعات فاخرة في الداخل.
و قس على هذا الكثير من الامور.
و أما عن كلام الاستاذ هيكل عن شركة بلاك ووتر، و انها موجودة داخل سوريا و خارجها، فقد رد عليه الكثير من الكتاب، بانها لو كانت فعلاً موجودة و تتدخل لصالح الشعب الذي يقتل و يعذب و يغتصب يومياً، لكنا رأينا بشار و ماهر الاسد مصلوبين في سوق الحميدية.
و في جميع الاحوال، فإن الاستاذ هيكل يعلم ان نظام عصابة الاسد سيزول، فهو كالغرغرينا التي يجب بترها مهما كانت الظروف.
الموضوع هو من الذي سيتطوع للقيام بالعملية الجراحية قبل ان تتجاوز الامور حدود سوريا و نصبح فعلاً امام مذابح طائفية على شاكلة ما بدأ يظهر في لبنان. لان القيادات الواعية عندما تقتل، فالسلاح سيحمله صغار السن و من لا عقل له، و سيكون القتل بناءاً على الهوية و ليس بناءاً على الجريمة التي تستحق العقوبة.
و ان كان هناك من يلام على ما وصلنا اليه من حال، فاللوم يقع على جيل القومية العربية و الطبول الفارغة الذي عاش في فقاعة الاستقطاب بين المعسكرين الشرقي و الغربي ثم لما انفجرت الفقاعة اورثنا هذا التيه.
و لكن لا فائدة من شتم الموتى فعندنا الكثير لنقوم به
الهم انر لنا دربنا، و اهدنا بهداك، و احفظنا بحفظك