قريبا جداً سيتبرأ بشار من أذنابه ، ويرحل عنهم أو يقتل :
بقلم : ابو ياسر السوري
من العادات الفطرية ، التي تكاد أن تكون سنناً طبيعية لا تتخلف ، أنَّ المتبوعين من البشر يتبرؤون دائماً من أتباعهم عند الشدائد ، خصوصاً حين تتبدَّى لهم حقائقُ الأشياء ، وتنكشف لهم خفايا الأمور ، ويعلمون أنهم عاجزون عن الدفاع عن أنفسهم ، بله أن يدافعوا عن أتباعهم .
ويوم القيامة ، حين يُحشر الناسُ لرب العالمين ، ويعلم الزعماءُ أنهم في قبضة جبار السماوات والأرض ، فترهقهم ذلة ومهانة ، ويتبين لأتباعهم أنهم كانوا مخدوعين بأولئك السادة الضعفاء الأذلاء ، فيحز ذلك في نفوسهم ، وتعظم حسرتهم ، ويشتد ندمهم ، ويتمنون لو أنهم رجعوا إلى الدنيا ، فيكافئوا أولئك الزعماء بالبراءة منهم ، كما تبرأوا منهم في الآخرة ، وذلك ما حكاه القرآن عنهم بقوله عز من قائل ( وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ*) .
وهذه الأخبار هي حقائق إسلامية ، لا شك في صدقها ، ولا مرية في وقوعها ، وهي مما يدين بها كل مؤمن بالله ورسوله وكتابه واليوم الآخر ، ولا يشكك فيها إلا ملحد كافر ...
والسؤال هنا : ماذا سيقول أتباع بشار الأسد ، وأتباع أبيه من قبل ، ماذا سيقولون لله غداً حين يسألهم : لماذا قتلتم ومثلتم بالقتلى ؟ لماذا وأدتم الأحياء ؟ لماذا أحرقتموهم بالنار ؟ لماذا ألقيتم بجثث أولئك القتلى الأبرياء في قرار البحار ؟ لماذا بقرتم بطون الحوامل ؟ وذبحتم الأطفال كما تذبح الضحايا .؟ لماذا حملتم آلاف المعتقلين السوريين بالبواخر ، ونقلتموهم عبر البحر إلى إيران ؟ أتريدون تصفيتهم هناك ، وتتخلصون من جثثهم بإلقائها في البحر ، إخفاء لجرائمكم الفظيعة ؟ ألم تعلموا بأن الله يرى ؟ وأنه لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء .؟
فيا أتباع آل الأسد ، إن آل الأسد سيتبرؤون منكم غداً ، ويزعمون أنهم لم يأمروكم بذلك ، ولكن إنكارهم لن ينفعهم ، لأن الله لا يخدع ، وإذا حاولوا الإنكار شهدت عليهم جوارحهم ، وفضحت كذبهم (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ*) .
أما أنتم أيها المساكين المخدوعون ، فلسوف تعظم حسرتكم آنذاك ، ولا تنفعكم الحسرة ، وتندمون ولات ساعة مندم .
وإذا كنتم يا أتباع بشار اليوم ، ممن لا يدينُ باليوم الآخر ، ولا يؤمن بحساب ولا ثواب ولا عقاب ، ولا جنة ولا نار ، فأذكركم بأن بشار الأسد سيتخلى عنكم في الدنيا قبل الآخرة ، وحين تحينُ اللحظةُ الحرجة ، فسوف ينجو بنفسه إن استطاع ، لأن الطائرة التي سيفرُّ على متنها ، لا تتسع لكل أذياله وأتباعه .
غدا سيهربُ بشار الأسد ، ويخلِّفُ وراءه وليدَ المعلم وراجحة والشعار ، وبخيتان وعلي مملوك وبختيار ، سيهرب بشار ، ويتخلى عن رؤساء فروع أمنه ، وشبيحته ، وضباط فرقته الرابعة ، وضباط حرسه الجمهوري ، وقادة الفرق العسكرية والأفواج والألوية والكتائب والسرايا الموالين له ، وشركائه في الإجرام . سيهربُ بشار، ويَدَعُ أذياله يواجهون مصيرهم الأسود وحدهم . سيهربُ وسيشغله خوفُه حتى عن وداع لونا وهديل وشهرزاد ... سيرحل بشار ، وأكبر الظن أنه لن يستطيع أن ينبحَ ببنتِ شَفَةٍ قبلَ هروبه ، فالوقتُ حرجٌ ، والخوفُ مطبقٌ ، والذُّعرُ غلاب ، ولا مُتَّسعَ للعواطف .. إنه سيقول آنذاك : يا روح ما بعدك روح ، إنه سيهرب ليتمتع وحده بالمليارات التي سرقها ، والتحف التي نهبها ، والقصور التي بناها في أوربا وغيرها ... سيهربُ إن استطاع ، ولن يأسى لفراق أذنابه . ولن يذرف عليهم دمعة إنْ هم هلكوا من بعده ... هذا إنْ هَرَبْ ..!
أما إذا حِيْلَ بينه وبين الهَرَبِ ، وتمَّ القبضُ عليه في حفرة أو مجرورٍ ، فعندها سينكرُ ويقولُ لم آمر أحداً بتصفية أحد . ولم آذن بإراقة الدماء ، ولا بقتل الأبرياء ، ولا باغتصاب النساء ، وسيحلف أنه لا علم له بسرقة الأموال ، ولا بحرق البيوت والمحال ، وأنه لم يطلب من عساكره أن يحرقوا المزروعات ، أو يقطعوا الأشجار ، أو يقتلوا الحيوانات ..
وأولُ الأدلَّةِ على ذلك ، أنه أنكر أمام الصحفية الأمريكية باربرا وولترز مسؤوليته عن قتل آلاف المواطنين السوريين . وأنكر أن يكون مسؤولا عن الجيش الذي يمارس جرائم القتل والإبادة في المدن والقرى ، وأنكر أن يكون القتلى بهذه الأعداد الكبيرة ، وأنكر أن يكون القتلى من المدنيين ، وأنكر أن يكون هنالك قتل ممنهج ... وهذا الإنكار متأصل في طبعه ، لا يستطيع أن ينفك عنه ، وبالتعبير الدارج ، هذا الإنكار نوع من المرض ، يفضل المصاب به أن يهرب من واقعه . ليعيش في جو حالم يخترعه لنفسه ، لا وجود له على أرض الواقع ... وذلك يعني أن هذا الرئيس مريض في عقله ، وأنه ناقص الأهلية كذلك ، ولو كان صحيح العقل لما اختار جل مستشاريه من لواعب النساء ، وإذا كان عامةُ النساء موصوفاتٍ بنقصانٍ في العقل والدين ، فمستشاراتُ بشار الأسد كرئيسهن ، ليس لديهن لا عقلٌ ، ولا شرفٌ ، ولا دين .