اقتربت لعبة الموت من نهايتها ، وعلى الأسد وعصابته الرحيل
بقلم : أبو ياسر السوري
مر على الثورة عام وشهران ونيف . نعم لقد مرَّ على انطلاقة الثورة السورية أكثر من 14 شهراً ، ونحن لا نزال نهتف بملء الحناجر ( ارحلْ . ارحلْ . يا بشّارْ ) وبشارُ جاعلٌ أصابعَهُ في أذنيه حذراً من الرحيل . وكلَّما تعالى هتافُ الشعب ، دقّتْ طبولُ الحرب . وزغرَدَ الرصاصُ من فُوَّهاتِ البنادق ، ليستقرَّ في الرؤوس أو في الأعناق أو الصدور . فكان الشهداءُ في البداية يتساقطُون بالعشرات ، ومع مرور الزمن تطور الحال إلى الأسوأ ، فصاروا يتساقطون بالمئات . وعلى هذا المنوال جرى الحراك في لعبة الموت بين الشعب والنظام . وكلما ازدادت وتيرةُ العنف من قِبَلِ النظام ، تعالى هتافُ الشعبِ الثائرِ مطالباً برحيل بشار . وكلما أوغل النظام في القتل ، تحرر الشعب من الخوف ، وارتفعت لديه نبرة التصدي والتحدي .
اجتاح النظامُ بدباباته ومدرعاته كل المدن السورية وبلداتها وقراها ، وفَتَحَ عليها أبوابُ الجحيم مراتٍ ومرات ، فلم يُولِّد العنفُ لديها إلا إصرارا ، ولم يزدها الترهيب إلا استمرارا . كانوا يُقطِّعون المدنَ ، ويجزِّئُون الأحياء ، وكلما استفردوا بمدينة أو بلدة أو قرية أو حارة منها ، قالت لها أخواتها : ( نحن معاكِ للموتْ ) ، فيجُنُّ جنونُ بشار ، ويقسمَ بعزته " ليكوننَّ من الغالبين " . فيجيبه الشعبُ قائلاً (كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِين*) . فيعلن بشارُ قائلا : ( سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُون *) فيُرَدّدُ الشعبُ قائلا (اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ ، يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ*) .
وتَصَرَّمَ العامُ ، فانكشفت الستارةُ عن نظام يترنّحُ قُبَيْلَ السُّقوط ، وعلى شعبٍ لم يزده هديرُ الدبابات إلا إقداما وعنفوانا . تَصَرَّمَ العامُ ، وضاقت على النظام الأرضُ بما رَحُبتْ ، بينما اتسع مدُّ الثورة ، حتى صارت حلبتُها على امتداد سوريا من مشرقها إلى مغربها ، ومن شمالها إلى جنوبها ، وحتى بات اللاعبون عليها بالملايين ، وباتت هتافاتهم تتجاوبُ أصداؤها ما بين درعا ، والقامشلي ، واللاذقية ، ودير الزور . وكلٌّ منها يطالبُ برحيل بشار ، وبشارُ لا يرد على ندائها إلا بالنار ، وشعوبُ العالم الحر تنظر إليه بشزر واستنكار . والساسةُ في الناحية الأخرى يساومون فيما بينهم على دماء السوريين الأحرار ... تاركين الضحية تحت رحمة الجزار . الذي يواصل إجرامه عليها ليل نهار .
لقد سقَطَ النظامُ العنيد ، أو إنه باتَ آيلاً إلى السقوط بكُلّ تأكيد ... بهذا صرّحَ العدو والصديق ، والقريبُ والبعيد . وعلى الرغم من كل المؤشرات والمبشرات ، فما زال في الشعبُ السوري لدينا " صامتٌ لا يتكلم " أو مترددٌ في اتخاذ القرار .
وهنا نذكر الصامتين بقول نبينا صلى الله عليه وسلم ( السَّاكتُ عن الحقِّ شيطانٌ أخرسُ ) ومما لا شكَّ فيه ، أنَّ الثورةَ على الظلم حقٌّ ، والثورةَ على الاستبداد حقٌّ ، والثورةَ على الفساد حقٌّ ...وكلُّ واقف على الحياد من هذه الثورة لا ينطق بالحق فهو شيطانٌ أخرس ... شيطانٌ وإن طأطأ رأسه في الصلاة ، شيطانٌ وإنْ أطال الركوع والسجود .. فليست العبرةُ بالمظهر وإنما هي بالمَخبر ، قال عليه الصلاة والسلام (" إِنَّ اللهَ لا يَنظرُ إِلى صُوَرِكم وَلا أَموالِكم ، وإِنَّما يَنظرُ إِلى قُلوبِكم وَأعمالِكم ")
ونقول كذلك للمترددين : أيها المترددون ، ما هي مبررات ترددكم ؟ فالثورةُ منتصرةٌ برغم الخذلان العالمي لها ، وتنامي الجراح ، وبشارُ الأسد مهزومٌ وإن ملك التأييد الدولي والسلاح . فقد بات أكثرُ من 80% من الأرض السورية خارجَ سلطة نظامه البائد . فالمدن ثائرة عليه من درعا وبصرى الحرير والسويداء ودمشق جنوباً ، إلى اللاذقية وجبلة وبانياس غرباً ، إلى حلب وأعزاز وجرابلس شمالا ، إلى القامشلي والحسكة ودير الزور والبو كمال شرقا . إلى حمص وحماة وإدلب وما حولها من القرى والأرياف في وسط سوريا ... هذه المدن جميعا يمكن أن نعتبرها غير خاضعة للدولة الآن ، وهي جميعها مناهضة للنظام ثائرة عليه ، وهي كلها تقول للطاغية ( ما منحبك . ما منحبك . ارحل عنا أنت وحزبك ) مما يعرضها لأشد أنواع القمع والتنكيل والاعتقال والتعذيب ...
لقد كان النظام يرى أن الثورة التي انطلقت من درعا ، أخذت تمتد شرقا وغربا وجنوبا وشمالا ... فكان يسوؤه ذلك ، وكانت أبواقه الإعلامية تقول : إن دمشق وحلب اللتين تضمان مع ريفيهما حوالي نصف سكان سوريا تقريبا .. ما زالتا على الولاء للنظام ... وأن هؤلاء المتظاهرين ليسوا سوى قلة قليلة من المأجورين ، الذين يعملون بأجندات خارجية ، تابعة لأمريكا وإسرائيل ، والسعودية وقطر والحريري في لبنان ...
فماذا عسى أن تقول هذه الأبواق بعدما انتفضت حلب وريفها ، ودمشق وريفها ، ماذا يقول النظام وقد زحفت التظاهرات في دمشق بعشرات الألوف ، وانطلقت من المزة باتجاه قصر الرئيس ، ولم يكن بينها وبين القصر سوى بضع مئات من الأمتار ، ولكن هتاف الصاخب كان يصك مسامع الرئيس ، وكلهم يقول " سوريا لينا وما هي لبيت الأسد . عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد " .؟؟
ماذا يقول أبواق النظام ، وقد ثارت حلب من كافة أطرافها ، وقدمت قرابين الحرية من الفردوس وصلاح الدين والصاخور ، و سيف الدولة والجامعة في قلب الشهباء .؟؟
ماذا يقول أبواق النظام ، وقد خرجت أخيراً السويداء والسلمية وبصرى الحرير ، وخرجت الرقةُ وطرطوس ، وعم الحراك كل شبر من سوريا ... ولم يبق لبشار الأسد إلا الرحيل .. ماذا يقولون وقد بات هذا المجرم منبوذاً ملفوظا من كل السوريين ، ولم يدخر الشعب شتيمة إلا ووجهها إليه ، ولم يَدَعْ صنماً له ولأبيه إلا وحطمه ، ولا صورةً لهما إلا وأحرقها وأهانها . وقد بات الشعب كله يطالب الأسد بالرحيل ... ولكن المجرم لم يرحل ، ويبدو أنه لا يحب الرحيل ، وإنما يحب الترحيل ، وكأني به يؤثر أن يُرَحَّلَ على الطريقة القذافية ، فهي التي تليق به وبأمثاله من الحثالات العملاء المجرمين .
أيها السوريون الأحرار :
لقد اقتربت لعبةُ الموت من نهايتها ، واقترب النظام وطاغيته من الرحيل طوعا أو كرها . ولن ينفعه استقواؤه بروسيا والصين وإيران ، ولن يفيده تخاذل الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا . لقد حدد الشعب خياره ، وأقسم على الإطاحة به ، وهيهات أن يستقر حكم يعادي شعبه . فالشعوب لا تتحرك إلا بأمر الله ، ( والله غالب على أمره ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون *) .
بقلم : أبو ياسر السوري
مر على الثورة عام وشهران ونيف . نعم لقد مرَّ على انطلاقة الثورة السورية أكثر من 14 شهراً ، ونحن لا نزال نهتف بملء الحناجر ( ارحلْ . ارحلْ . يا بشّارْ ) وبشارُ جاعلٌ أصابعَهُ في أذنيه حذراً من الرحيل . وكلَّما تعالى هتافُ الشعب ، دقّتْ طبولُ الحرب . وزغرَدَ الرصاصُ من فُوَّهاتِ البنادق ، ليستقرَّ في الرؤوس أو في الأعناق أو الصدور . فكان الشهداءُ في البداية يتساقطُون بالعشرات ، ومع مرور الزمن تطور الحال إلى الأسوأ ، فصاروا يتساقطون بالمئات . وعلى هذا المنوال جرى الحراك في لعبة الموت بين الشعب والنظام . وكلما ازدادت وتيرةُ العنف من قِبَلِ النظام ، تعالى هتافُ الشعبِ الثائرِ مطالباً برحيل بشار . وكلما أوغل النظام في القتل ، تحرر الشعب من الخوف ، وارتفعت لديه نبرة التصدي والتحدي .
اجتاح النظامُ بدباباته ومدرعاته كل المدن السورية وبلداتها وقراها ، وفَتَحَ عليها أبوابُ الجحيم مراتٍ ومرات ، فلم يُولِّد العنفُ لديها إلا إصرارا ، ولم يزدها الترهيب إلا استمرارا . كانوا يُقطِّعون المدنَ ، ويجزِّئُون الأحياء ، وكلما استفردوا بمدينة أو بلدة أو قرية أو حارة منها ، قالت لها أخواتها : ( نحن معاكِ للموتْ ) ، فيجُنُّ جنونُ بشار ، ويقسمَ بعزته " ليكوننَّ من الغالبين " . فيجيبه الشعبُ قائلاً (كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِين*) . فيعلن بشارُ قائلا : ( سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُون *) فيُرَدّدُ الشعبُ قائلا (اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ ، يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ*) .
وتَصَرَّمَ العامُ ، فانكشفت الستارةُ عن نظام يترنّحُ قُبَيْلَ السُّقوط ، وعلى شعبٍ لم يزده هديرُ الدبابات إلا إقداما وعنفوانا . تَصَرَّمَ العامُ ، وضاقت على النظام الأرضُ بما رَحُبتْ ، بينما اتسع مدُّ الثورة ، حتى صارت حلبتُها على امتداد سوريا من مشرقها إلى مغربها ، ومن شمالها إلى جنوبها ، وحتى بات اللاعبون عليها بالملايين ، وباتت هتافاتهم تتجاوبُ أصداؤها ما بين درعا ، والقامشلي ، واللاذقية ، ودير الزور . وكلٌّ منها يطالبُ برحيل بشار ، وبشارُ لا يرد على ندائها إلا بالنار ، وشعوبُ العالم الحر تنظر إليه بشزر واستنكار . والساسةُ في الناحية الأخرى يساومون فيما بينهم على دماء السوريين الأحرار ... تاركين الضحية تحت رحمة الجزار . الذي يواصل إجرامه عليها ليل نهار .
لقد سقَطَ النظامُ العنيد ، أو إنه باتَ آيلاً إلى السقوط بكُلّ تأكيد ... بهذا صرّحَ العدو والصديق ، والقريبُ والبعيد . وعلى الرغم من كل المؤشرات والمبشرات ، فما زال في الشعبُ السوري لدينا " صامتٌ لا يتكلم " أو مترددٌ في اتخاذ القرار .
وهنا نذكر الصامتين بقول نبينا صلى الله عليه وسلم ( السَّاكتُ عن الحقِّ شيطانٌ أخرسُ ) ومما لا شكَّ فيه ، أنَّ الثورةَ على الظلم حقٌّ ، والثورةَ على الاستبداد حقٌّ ، والثورةَ على الفساد حقٌّ ...وكلُّ واقف على الحياد من هذه الثورة لا ينطق بالحق فهو شيطانٌ أخرس ... شيطانٌ وإن طأطأ رأسه في الصلاة ، شيطانٌ وإنْ أطال الركوع والسجود .. فليست العبرةُ بالمظهر وإنما هي بالمَخبر ، قال عليه الصلاة والسلام (" إِنَّ اللهَ لا يَنظرُ إِلى صُوَرِكم وَلا أَموالِكم ، وإِنَّما يَنظرُ إِلى قُلوبِكم وَأعمالِكم ")
ونقول كذلك للمترددين : أيها المترددون ، ما هي مبررات ترددكم ؟ فالثورةُ منتصرةٌ برغم الخذلان العالمي لها ، وتنامي الجراح ، وبشارُ الأسد مهزومٌ وإن ملك التأييد الدولي والسلاح . فقد بات أكثرُ من 80% من الأرض السورية خارجَ سلطة نظامه البائد . فالمدن ثائرة عليه من درعا وبصرى الحرير والسويداء ودمشق جنوباً ، إلى اللاذقية وجبلة وبانياس غرباً ، إلى حلب وأعزاز وجرابلس شمالا ، إلى القامشلي والحسكة ودير الزور والبو كمال شرقا . إلى حمص وحماة وإدلب وما حولها من القرى والأرياف في وسط سوريا ... هذه المدن جميعا يمكن أن نعتبرها غير خاضعة للدولة الآن ، وهي جميعها مناهضة للنظام ثائرة عليه ، وهي كلها تقول للطاغية ( ما منحبك . ما منحبك . ارحل عنا أنت وحزبك ) مما يعرضها لأشد أنواع القمع والتنكيل والاعتقال والتعذيب ...
لقد كان النظام يرى أن الثورة التي انطلقت من درعا ، أخذت تمتد شرقا وغربا وجنوبا وشمالا ... فكان يسوؤه ذلك ، وكانت أبواقه الإعلامية تقول : إن دمشق وحلب اللتين تضمان مع ريفيهما حوالي نصف سكان سوريا تقريبا .. ما زالتا على الولاء للنظام ... وأن هؤلاء المتظاهرين ليسوا سوى قلة قليلة من المأجورين ، الذين يعملون بأجندات خارجية ، تابعة لأمريكا وإسرائيل ، والسعودية وقطر والحريري في لبنان ...
فماذا عسى أن تقول هذه الأبواق بعدما انتفضت حلب وريفها ، ودمشق وريفها ، ماذا يقول النظام وقد زحفت التظاهرات في دمشق بعشرات الألوف ، وانطلقت من المزة باتجاه قصر الرئيس ، ولم يكن بينها وبين القصر سوى بضع مئات من الأمتار ، ولكن هتاف الصاخب كان يصك مسامع الرئيس ، وكلهم يقول " سوريا لينا وما هي لبيت الأسد . عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد " .؟؟
ماذا يقول أبواق النظام ، وقد ثارت حلب من كافة أطرافها ، وقدمت قرابين الحرية من الفردوس وصلاح الدين والصاخور ، و سيف الدولة والجامعة في قلب الشهباء .؟؟
ماذا يقول أبواق النظام ، وقد خرجت أخيراً السويداء والسلمية وبصرى الحرير ، وخرجت الرقةُ وطرطوس ، وعم الحراك كل شبر من سوريا ... ولم يبق لبشار الأسد إلا الرحيل .. ماذا يقولون وقد بات هذا المجرم منبوذاً ملفوظا من كل السوريين ، ولم يدخر الشعب شتيمة إلا ووجهها إليه ، ولم يَدَعْ صنماً له ولأبيه إلا وحطمه ، ولا صورةً لهما إلا وأحرقها وأهانها . وقد بات الشعب كله يطالب الأسد بالرحيل ... ولكن المجرم لم يرحل ، ويبدو أنه لا يحب الرحيل ، وإنما يحب الترحيل ، وكأني به يؤثر أن يُرَحَّلَ على الطريقة القذافية ، فهي التي تليق به وبأمثاله من الحثالات العملاء المجرمين .
أيها السوريون الأحرار :
لقد اقتربت لعبةُ الموت من نهايتها ، واقترب النظام وطاغيته من الرحيل طوعا أو كرها . ولن ينفعه استقواؤه بروسيا والصين وإيران ، ولن يفيده تخاذل الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا . لقد حدد الشعب خياره ، وأقسم على الإطاحة به ، وهيهات أن يستقر حكم يعادي شعبه . فالشعوب لا تتحرك إلا بأمر الله ، ( والله غالب على أمره ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون *) .