تلازمت مع إطلالات سماحة السيد حسن نصر الله شيمة حميدة وحسنة طالما يتمنى أن تلازمه أي إنسان على وجه البسيطة تيمنا بالصادق الأمين سيدنا محمد وهي الصدق . فقد أصبح سماحته – السيد حسن – مصدقا على امتداد المرافق و المشاهد والمستمع حتى الصهاينة كانوا يصدقونه ، فهو يعد وينفذ ، يقول ويفعل .
ولكن ما أن بدأت كفة الميزان تميل لجانب الثورة السورية بمواجهة نظام الاستبداد الأسدي الظالم حتى أخذنا نسمع هنا وهناك عن قيام حزب الله في خطف سوريّين فروا إلى لبنان وتسليمهم للنظام السوري ، ويوزّع السلاح في مناطق مختلفة لا سيّما في الشمال . ويهدد باغتيال مؤيدي ثورة الكرامة من الشخصيات اللبنانية المرموقة . و يعترض على عزم الحكومة لإغاثة النازحين السوريين كما قال رئيس الحكومة ميقاتي . ويرسل عناصره تخوض غمار العدوان على أهلنا في سوريا في صفوف عصابات الأسد القاتلة والمدمرة . فأوغلوا بالقتل وأثخنوا الجراح بقلب بارد ليس فيه رحمة المواطنة . وحين كثر اللغط عن مشاركتهم وتدخلهم في إخماد ثورة الكرامة خرج سماحته يتهكم عمن يزعم ذلك وينفي أي دعم عسكري من قبل الحزب لنظام الأسد وللأسف صدقه الكثيرون ومنهم بعض القيادات المعارضة للنظام السوري كالسيد عبد الحليم خدام ، بل و بعض قيادات ممثلي الحراك الثوري كبرهان غليون . ثم عاد سماحته يؤكد إنكاره لتدخل الحزب في الحالة السورية وقد ارتقى خطابه إلى حلف الأيمان في بعض المجالس .
ولكن حينما أصبح لدى الإعلام أسماء لقتلى من الحزب قضوا في سوريا وشخصيات مهمة في الحزب كانت تستلم جثامينهم على الحدود السورية وتقرر الدفن سرا بل وليلا في الضاحية والبقاع واعتبروا شهداء للحزب قضوا أثناء التدريب إن داخل الضاحية أو في إيران . ولم يقتصر الدعم من حزب الله فقط بل أرسلت كلا من إيران والعراق جنودا عملوا إلى جانب عصابة الأسد في عمليات القمع و لم يعد ذلك مجرد أخبار متفرقة ، بل تم أسر بعضا من هؤلاء المرتزقة و أضحت الأخبار حقائق دامغة، تخطت حدود سورية الجغرافية لتصل الى أماكن كثيرة أخرى. كما حدث في مصر وتركيا والإمارات ودول أوربية عديدة . ولم يقتصر الدعم على العسكري بل وتعداه إلى السياسي والإعلامي و هندسة الفبركات والشائعات في غرفهم المظلمة . فسقط القناع وانكشف المستور وظهر المبطون وتناقصت مصداقية سماحته عكسا مع ازدياد عدد القتلى من حزب الله على أيدي الجيش السوري الحر بالرغم من وابل من الرياء التجميلي من مؤيدي الحزب .
وجديد اليوم أن سماحته لم يعد يأبه بما تدلي به وسائل الإعلام من أدلة حول ما سبق بل أعلن عدائه للثورة السوري بشكل قاسي وفج . وتحول الحزب من محرر للجنوب اللبناني إلى محتل للغرب السوري عندما اقتحم عدد من القرى في القصير واستقرت عناصره فيها وهي الصفصافة والمصرية والسوادية ومطربا وزيتا واعتقلت سبعة وأربعون سوريا بينهم نساء وأطفال ونشرت الحواجز في هذه القرى وتهدم منازل في قرى البرهانية، أبو حوري،- سقرجة، السوادية السورية المتاخمة للحدود اللبنانية وجرح سبعة عشر مواطنا سوريا جراء قيام عناصر الحزب بقصفها بصواريخ الهاون من منطقة حوش السيد علي اللبنانية . هذه الوقاحة الحزبية تشبه تماما اجتياح الحزب في 7 أيار 2008 للأحياء المعارضة للحزب في بيروت والجبل فيما وقف رئيس الحكومة اللبنانية آنذاك فؤاد السنيورة ضد هذه الانتهاكات والموبقات . أما اليوم فإن ما يقوم به الحزب في سوريا تغطيه حكومة نجيب ميقاتي الذي يتصرف كما طلب منه سيده الطاغية بشار الأسد أن يعمل كأنه قائد كتيبة في الجيش السوري. بينما أجهزة الأمن والجيش اللبناني عاجزين عن كبح جماح حزب الله في التوغل بالأراضي السورية إما لضعف يعتريهم أو لتشتت ولائهم
إن حزب الله اليوم ينتحر فقد باشر بحفر قبره لأنه مرتبطا وجودا وعدما بنظام الأسد وعصاباته ، فهو من حرضه على الانشقاق عن حركة أمل و تبناه و رباه تربية أسدية ومن ثم قواه وأضعف جميع القوى الوطنية و اللبنانية . و باعتبار سقوط النظام يشكل خسارة استراتيجية كبيرة لحزب الله وهذا سبب شراسته في المشاركة في إخماد الثورة السورية .
ولما كان نظام الأسد يلفظ أنفاسه الأخيرة على أثر ضربات شباب سوريا الثائر فإن من يستطيع خصي الأسد ليس صعبا عليه ترويض الجرموز .