هام جداً: اتريدون زعيماً يطبخ في الخارج؟!
يا اخوة و يا اخوات، المعارضة في الخارج لا تملك شيئاً الا استجداء المواقف المؤيدة للشعب في سوريا و تمثيل الشعب في الخارج. يعني هي باختصار سفارة الشعب السوري في الخارج.
فهي لا تستطيع تحريك الشعب في الداخل، و هي لا تملك موارد الدولة، و ليس عندها ميزانية الا من التبرعات و المعونات و الصدقات. كما انها لا تستطيع ان تعقد الاتفاقات لانها غير منتخبة من الشعب في الداخل.
و المصيبة ان من سموا انفسهم اصدقاء سوريا من اكبرهم الى اصغرهم قد ارتهنوا الى الموقف الروسي و الصيني، و تركوا روسيا لتفصل حلولاً لسوريا على مقاسها و مزاجها. و قد انسحب هذا التجابن و التخاذل على الامم المتحدة و المنظمات الاغاثية التي حتى هذه اللحظة تترجى بشار الاسد ان يفسح المجال لدخول المعونات الغذائية و الدوائية لضحاياه الذين تقوم عصابته بقتلهم و تعذيبهم و اغتصابهم و تشريدهم و تدمير بيوتهم.
و بالإضافة الى ذلك، فان امريكا تغض الطرف حالياً عن دعم ايران و حكومة المالكي و مليشيا الصدر و حزب الله لنظام بشار الاسد. بينما يكتفي الاتحاد الاوروبي بالعقوبات الرمزية و التصريحات الجوفاء.
و أما الجامعة العربية، فهي تحوي بعض حلفاء نظام الاجرام الاسدي المعلنين و غير المعلنين، و الجامعة العربية هي دائما معوقة و مشوهة و عاجزة عن فعل أي شيء مفيد، و لا تتحرك الا عندما يأذن لها الغرب.
و تركيا ترى انها لا تستطيع التصرف بمفردها بسبب الاخطار الداخلية و التهديد الايراني و الروسي.
و الجميع يعلق انظاره على موعد انتهاء خطة عنان و موعد انتهاء الانتخابات الامريكية.
و في هذه الاجواء، فان ليس هناك أي شخصية مخلصة في الخارج تستطيع فعل أي شيء.
و قد تعلمنا من التجارب السابقة، ان من يرهن نفسه للخارج، فيجب ان يرهن الشعب معه لمصلحة الخارج حتى لو كانت ضد مصلحة الشعب.
فقد كانت بريطانيا و فرنسا بعد ان تستعمران البلدان، تعين زعماء محليين يكونون عملاء للاستعمار يساعدونه في تنفيذ سرقاته و نهبه للبلد و يقدمون له الجنود الذين تستخدمهم الجيوش الاستعمارية في حروبها للاستيلاء على المزيد من المستعمرات.
و لقد رأيناها بالامس القريب في كرازاي افغانستان، و من سلمتهم امريكا قيادة العراق من جعفري و علاوي و مالكي، إذ كان هؤلاء زعماء غير منتخبين و لا يعرف عنهم احد، بل كل ما قاموا به هو التطوع في مشروع الاحتلال و التدمير الامريكي. و لذلك فرضتهم امريكا على الشعوب المحتلة بواسطة انتخابات مزيفة.
فهل نرغب حقاً في زعيم و قائد يطبخ في الخارج، و يأتي بدعم من الخارج لينفذ مشاريعه؟
هذه هي الحلول السريعة، و هي نفسها ما قام به حافظ الاسد و من بعده ابنه بشار، و مثلهم مثل جميع الانقلابيين الذين قفزوا الى السلطة في غفلة من الشعب. حيث ان القافز الى السلطة كان يقدم لجميع الدول الفاعلة في الخارج ما يطلبونه و ما يحتاجونه، حتى لو كان هذا ضد مصلحة الشعب و حتى لو كان هذا نسفاً و تدميراً لكل القيم و المبادئ و الاخلاق. ثم عن طريق الدعم الخارجي يقوم باذلال الشعب و اخضاعه.
لذلك اقول و اكرر و اكرر، ان الحل الوحيد الصحيح يأتي من الداخل، على الرغم ما في ذلك من الم و مرارة و تضحيات و عذابات.
و عندما يقوم الشعب في الداخل بوضح حل او تصور حل، فانه يجب ان يقوم المجلس الوطني السوري بطلب الدعم لهذا الحل.
فالشعب في الداخل طلب الحماية الدولية، و اوصل المجلس الوطني هذا الطلب للدول الخارجية لكنها لم تستجب لذلك.
و الشعب في الداخل طلب مناطق عازلة، و اوصل المجلس الوطني هذا الطلب للدول الخارجية لكنها لم تستجب.
و الشعب في الداخل طلب تسليح الجيش الحر، و اوصل المجلس الوطني هذا الطلب للدول الخارجية لكنها لم تستجب بشكل فعال، و وضعت شروطاً و لم تقدم الكثير.
و اما عن المعونات و المساعدات للشعب السوري، فالمجلس الوطني حاول جمع المساعدات و التبرعات، و لكن النظام السوري المجرم يمنع وصول المساعدات للمحتاجين في الداخل، و العدد الكبير من النازحين في الداخل مع غياب الموارد الكافية يشكل تحدياً كبيراً.
و مع كل هذا، فانا لا ادعو لتسليم امرنا الى المجلس الوطني و عدم الاعتراض عما نراه من تقصير او حتى ابداء شكوكنا فيما يثير الشك، بل يجب علينا ان نكون يقظين و جريئين و لا نسكت عن أي اهمال او تقصير او حتى شبهة تامر او خيانة.
اما بالنسبة لبرهان غليون، فانا لا ادافع عنه، و لكني في نفس الوقت لا اتهمه. فهو و ان ظهر امام الناس انه عاجز عن ان يؤثر في الموقف الدولي او ان يحرك جامعة الدول العربية، و لكن لو كان أي شخص مكانه فهو لن يستطيع ان يقدم ماهو افضل.
يجب ان يكون كل شيء واضحاً، و هو ان القيادة في الخارج هي شيء مؤقت املته الظروف، و هذه القيادة هي مجرد سفارة للشعب في الداخل، و ليست قيادة سياسية منتخبة تحكم البلد و بيدها الموارد و الموظفين و الجيش.
و عندما يمن الله علينا بالنصر و نحرر ارضنا من عصابات الاسد الاجرامية، فعند ذلك لتجري الانتخابات و لنبحث عن الزعيم و القائد الصالح المصلح، و لندعمه و لنحاسبه في نفس الوقت
يا ايها الذين امنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون