تصريحات زعيم حزب الله بلبنان حول الأوضاع في سوريا، وقوله إنه ليس أمام السوريين
إلا خياران هما إما الإصلاح الذي يقوده الأسد، أو الخيار التدميري، أي
الثورة، يعني أن حسن نصر الله يريد القول للسوريين بكل بساطة، إنه بشار أو
الدمار.
فعندما يقول نصر الله بأن «ما يجري في سوريا ليس مطالبة بإصلاح»، وإن
الشعب السوري أمام خيارين، «منهج جدي في الإصلاح» تقوده السلطات، أو «عقل
تدميري، ويد تدميرية، وجهات حاضرة تقدم السلاح والمال والانتحاريين» – فهذا
يعني أن نصر الله بات مثله مثل دبابات الأسد التي تجوب الشوارع السورية
مكتوبا عليها «الأسد أو لا أحد»، فتلك الدبابات تجوب الشوارع وهو يجوب
الفضاء الإعلامي لنقل نفس الرسالة المكتوبة على الدبابات التي تقتل
السوريين، وكم قتل الإعلام من عربنا مثل ما قتلت الدبابات! فنصر الله يتبنى
نفس وجهة نظر النظام الأسدي بأن كل ما يحدث في سوريا اليوم هو بسبب تمويل
خارجي، وإرهاب «القاعدة»، بل إن ما يفعله نصر الله مثله مثل ما فعله بشار
الجعفري، مندوب الأسد في نيويورك، الذي جاء بفرية غير مسبوقة وهي أن
«القاعدة» نتاج تحالف غربي – عربي ضد الأسد!
حديث نصر الله الأخير هو في حقيقته موجه لجهتين، الأولى هي القوات
الأمنية في سوريا، التي تشهد انشقاقات متواصلة، حيث يعلم المطلعون على
الشأن السوري جيدا أن قطاع الجيش السوري يشاهد قنوات «المنار»، و«العالم»،
أكثر مما يشاهد أي قنوات تلفزيونية أخرى، وبالتالي فإن نصر الله يحاول
إقناعهم بضرورة الثبات، وأن الإصلاح هو ما يقوم به الأسد، وعدا عن ذلك فهو
عمل تخريبي من الخارج. والطرف الآخر الذي يريد نصر الله مخاطبته بذلك
الخطاب هو الداخل اللبناني، حيث يريد نصر الله القول بأن رحيل الأسد سيعني
أن الحزب لن يتوانى عن تكرار ما فعله في مايو (أيار) 2008 عندما احتل الشق
السني في بيروت، وها هي طرابلس اللبنانية مشتعلة أصلا تأكيدا للتهديد
الأسدي بأنه سيحرق المنطقة، وقبلها سوريا، لو أجبر الطاغية على الرحيل من
سوريا!
هذا ما أراد نصر الله قوله ببساطة للقوات الأسدية، وللبنانيين، أي بشار
أو الدمار، فنصر الله جزء من ماكينة سياسية وإعلامية تتحرك اليوم بكل نشاط
دفاعا عن الأسد، ومثل نصر الله أشخاص آخرون بالعراق وأماكن أخرى، وجميعهم
يتحركون تحت المظلة الإيرانية، والهدف من هذا التحرك الآن هو اعتقاد الأسد
أن الفرصة باتت متاحة أمامه للهروب للأمام اعتمادا على التغييرات السياسية
في فرنسا والتي تتطلب وقتا، وكذلك التغييرات في روسيا والتي تتطلب وقتا
أيضا، واستغلالا للانشغال الأميركي بالاستحقاقات الانتخابية. لكن الأمر
الجيد، وهو بالطبع سيئ للأسد ونصر الله، وغيرهما، أن شعلة الثورة السورية
ما زالت مشتعلة وتتنقل من يد إلى يد في سوريا، وهذا الأهم، إلى أن يتنبه
المجتمع الدولي إلى خطورة معادلة بشار أو الدمار، فسقوط طاغية دمشق بشكل
سريع سيحمي سوريا والمنطقة كلها من ثمن فادح، وهذا ما قلناه مرارا وتكرارا.
طارق الحميد
إلا خياران هما إما الإصلاح الذي يقوده الأسد، أو الخيار التدميري، أي
الثورة، يعني أن حسن نصر الله يريد القول للسوريين بكل بساطة، إنه بشار أو
الدمار.
فعندما يقول نصر الله بأن «ما يجري في سوريا ليس مطالبة بإصلاح»، وإن
الشعب السوري أمام خيارين، «منهج جدي في الإصلاح» تقوده السلطات، أو «عقل
تدميري، ويد تدميرية، وجهات حاضرة تقدم السلاح والمال والانتحاريين» – فهذا
يعني أن نصر الله بات مثله مثل دبابات الأسد التي تجوب الشوارع السورية
مكتوبا عليها «الأسد أو لا أحد»، فتلك الدبابات تجوب الشوارع وهو يجوب
الفضاء الإعلامي لنقل نفس الرسالة المكتوبة على الدبابات التي تقتل
السوريين، وكم قتل الإعلام من عربنا مثل ما قتلت الدبابات! فنصر الله يتبنى
نفس وجهة نظر النظام الأسدي بأن كل ما يحدث في سوريا اليوم هو بسبب تمويل
خارجي، وإرهاب «القاعدة»، بل إن ما يفعله نصر الله مثله مثل ما فعله بشار
الجعفري، مندوب الأسد في نيويورك، الذي جاء بفرية غير مسبوقة وهي أن
«القاعدة» نتاج تحالف غربي – عربي ضد الأسد!
حديث نصر الله الأخير هو في حقيقته موجه لجهتين، الأولى هي القوات
الأمنية في سوريا، التي تشهد انشقاقات متواصلة، حيث يعلم المطلعون على
الشأن السوري جيدا أن قطاع الجيش السوري يشاهد قنوات «المنار»، و«العالم»،
أكثر مما يشاهد أي قنوات تلفزيونية أخرى، وبالتالي فإن نصر الله يحاول
إقناعهم بضرورة الثبات، وأن الإصلاح هو ما يقوم به الأسد، وعدا عن ذلك فهو
عمل تخريبي من الخارج. والطرف الآخر الذي يريد نصر الله مخاطبته بذلك
الخطاب هو الداخل اللبناني، حيث يريد نصر الله القول بأن رحيل الأسد سيعني
أن الحزب لن يتوانى عن تكرار ما فعله في مايو (أيار) 2008 عندما احتل الشق
السني في بيروت، وها هي طرابلس اللبنانية مشتعلة أصلا تأكيدا للتهديد
الأسدي بأنه سيحرق المنطقة، وقبلها سوريا، لو أجبر الطاغية على الرحيل من
سوريا!
هذا ما أراد نصر الله قوله ببساطة للقوات الأسدية، وللبنانيين، أي بشار
أو الدمار، فنصر الله جزء من ماكينة سياسية وإعلامية تتحرك اليوم بكل نشاط
دفاعا عن الأسد، ومثل نصر الله أشخاص آخرون بالعراق وأماكن أخرى، وجميعهم
يتحركون تحت المظلة الإيرانية، والهدف من هذا التحرك الآن هو اعتقاد الأسد
أن الفرصة باتت متاحة أمامه للهروب للأمام اعتمادا على التغييرات السياسية
في فرنسا والتي تتطلب وقتا، وكذلك التغييرات في روسيا والتي تتطلب وقتا
أيضا، واستغلالا للانشغال الأميركي بالاستحقاقات الانتخابية. لكن الأمر
الجيد، وهو بالطبع سيئ للأسد ونصر الله، وغيرهما، أن شعلة الثورة السورية
ما زالت مشتعلة وتتنقل من يد إلى يد في سوريا، وهذا الأهم، إلى أن يتنبه
المجتمع الدولي إلى خطورة معادلة بشار أو الدمار، فسقوط طاغية دمشق بشكل
سريع سيحمي سوريا والمنطقة كلها من ثمن فادح، وهذا ما قلناه مرارا وتكرارا.
طارق الحميد